أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - الموساد في طهران وعواصم أقليمية














المزيد.....

الموساد في طهران وعواصم أقليمية


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 7861 - 2024 / 1 / 19 - 00:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرس الثوري الإيراني يستعرض عضلاته من جديد في مدينة أربيل، ليقصف ويدمّر بيوت آمنة بحجّة كونها مراكز للموساد الإسرائيلي، ضاربا عرض الحائط سيادة العراق وأستقلاله. وقصف أربيل الأخير هو سلسلة من عمليات قصف إيرانية لمدن ومناطق مختلفة في إقليم كوردستان. جزء منها تحت ذريعة وجود مقرّات للموساد، وأخرى ردا على ما تعلنه طهران من تواجد معارضة إيرانية في مقرّات ومعسكرات بالإقليم. لقد جاء القصف الإيراني الأخير لأربيل كردّ على تفجيرات وقعت في مدينة كرمان أثناء تجمّع للأحتفال بالذكرى الرابعة لمقتل قاسم سليماني قرب مطار بغداد الدولي في يناير/ كانون الثاني 2020، والتي حمّلت فيها إيران مراكز للموساد موجودة في اربيل من التخطيط لها وتنفيذها.

الموساد علاوة على نشاطه في قلب إيران نفسها بإغتياله لعلماء ومسؤوليته عن حرائق في مبان إيرانيّة حسّاسّة، ونجاحه في شهر يناير/ كانون الثاني 2018 من سرقة خمسة وخمسون الف وثيقة و 183 قرص مدمّج بوزن نصف طن تقريبا والخاصّة بالبرنامج النووي الإيراني من مستودعات منطقة شير آباد بطهران، ونقلها الى تل أبيب كأكبر عملية سرقة من قلب بلد على عداء مع أسرائيل بل وفي اكبر عملية سرقة وثائق بالتاريخ، فأنّه ومنذ سنوات يصول ويجول في بلدان المنطقة بأكملها، بعضها بشكل سرّي والآخر بشكل علني. فعلى سبيل المثال وعلى هامش مؤتمر ميونيخ في شباط العام الماضي، أعلن نائب وزير الخارجية البحريني عبد الله الخليفي وبحضور رئيس هيئة الأركان الأسرائيلية الأسبق بيني غانز عن أنّ هناك "وجود رسمي وعلني للموساد في البحرين". وفي العشرين من شهر أكتوبر سنة 2020 ، نقلت صحيفة الشرق القطريّة مخاوف مصرية من تحوّل الأمارات الى "مركز أقليمي للموساد"، وذلك بعد مرور عشر سنوات على أغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح من قبل الموساد في قلب دبي. هذا ناهيك عن نشاطات الموساد في مصر والأردن وتركيا وغيرها من بلدان المنطقة.

لقد تباينت المواقف الداخلية من عملية قصف مدينة أربيل، فالحكومة العراقية مثلا لم تكتفي بالتنديد وأستدعاء السفير الأيراني وتسليمه مذكرّة أحتجاج هذه المرّة، بل ذهبت الى أبعد من ذلك بكثير حينما تقدمت بشكوى لمجلس الأمن الدولي، وهذه أوّل مرّة يتقدم بها العراق للمجلس بشكوى حول العمليات العسكرية الأيرانية داخل العراق. وهذه الشكوى علينا ربطها بمواقف أقطاب من الحكومة وموقف شعبي يحمّل إيران جزء كبير من المشاكل التي تواجه البلاد. ومن خلال تحميل إيران هذه المشاكل، فأنّ الأعين تتجه الى أذرع إيران شبه العسكرية والتي ضاق العراقيون بها ذرعا، خصوصا وأنّ قيادات هذه الأذرع المسلّحة تعلن عن مواقفها المؤيدّة لإيران وولي الفقيه علنا، وعلى الضد من مصالح وطننا وشعبنا. فهل الحكومة تريد بهذا أن تنأى بنفسها عن هذه الفصائل، خصوصا وأنّ الضربات الأمريكية لهذه الفصائل كثرت في سوريا والعراق؟

الملفت للنظر هو صمت قوى التيار التنسيقي بزعامة نوري المالكي وحزبه على عملية القصف، على الرغم من تنديد الإطار الشديد لأي قصف أمريكي وتركي للأراضي العراقية. الا أنّ قياديين في الأطار لم يكتفوا بالصمت بل ذهبوا الى تحميل أربيل سبب القصف، وذهب آخرون وسيرا خلف الرواية الأيرانية من مهاجمة الولايات المتحدة التي حوّلت اربيل بنظرهم الى ساحة خلفية لأسرائيل! أنّ قصف أربيل الأخير يعني أمور عدّة منها محاولات بدء عزل الميليشيات المسلّحة وتحت أي مسمى عن حواضنها الرسمية لما تشكلّه من خطر كونها تدخل بلادنا في معارك لا مصلحة لشعبنا في خوضها، ما يدفع أمريكا لضربها داخل وخارج البلاد وتأثير ذلك على الوضع الأمني بالبلاد، ومنها عرقلة المفاوضات التي تهدف الى تقليل أو "أنهاء" الوجود الأمريكي في البلاد.

لو أخذنا بالرواية الإيرانية بقصفها مقرّاً للموساد في أربيل، والتي كذّبها مسؤولون عراقيّون كثر ومنهم السيّد قاسم الأعرجي وهو وزير داخليّة أسبق، ومقاتل في صفوف منظمّة بدر أثناء الحرب العراقيّة الأيرانيّة، فلماذا لا تكون مقرّات غير أربيل كالتي في المنامة أو غيرها من العواصم مسؤولة عن تلك الأحداث، ولماذا لا تردّ إيران عليها بقصفها....!؟

أنّ قصف أربيل من قبل إيران نفسها وليس ضربها عن طريق أذرعها العسكرية، ليس بضرب النقطة الأضعف من بين المواقع التي يشتبه وجود مقرّات للموساد الأسرائيلي فيها فقط، وليس تصفيات حسابات مع قيادة البارزاني وعلاقته الهشة مع الأطار الشيعي والميليشيات الولائية، بل رسالة إيرانية الى أمريكا وبعد أحداث غزّة والوضع الصعب للحوثيين في اليمن، من أننا موجودين وسنستمر بمهاجمة المصالح الأمريكية.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة الى السيّد وزير داخلية العراق
- أطباء نازيّين ألمان بنسخة أسرائيلية
- الهولوكست الفلسطيني
- صباح الخير غزّة
- في بغديدا أمطرت السماء نارا
- بيان مُحْبَط
- ديموقراطية الغابون وديموقراطية نظام المحاصصة
- بدأ موسم مهاجمة الحزب الشيوعي بالعراق
- دولة القانون تحتضن الرفيقات
- الحشد الشعبي في مواجهة البطريرك ساكو
- أخلاق عبد الكريم قاسم ورفاقه وأخلاق من جاء بعدهم
- نائب العريف في مواجهة المشير
- مكانة التعليم والأخلاق في العراق الإسلامي
- لا ديموقراطيّة بالعراق بل إستبداد وطغيان وعنف وفساد
- تصريحات وخطب ذات محتوى هابط
- العراق بحاجة الى دولة علمانية ديموقراطية وليس دولة مدنية ديم ...
- العراق بحاجة الى دولة علمانية ديموقراطية وليس دولة مدنية ديم ...
- أخطأنا .. فلنعترف ونصحّح
- إتّحاد الشعب - فلتسقط سياسة التبذير والنهب والفساد-
- عشرون عاما من الإحتلال الأمريكي للعراق.. ما هي المكاسب؟


المزيد.....




- بحافلات مهجورة على طريق سريع.. العثور على قرابة 400 مهاجر في ...
- -بمزاعم دعم إسرائيل-.. خارجية إيران تعلن فرض عقوبات على 8 أف ...
- بريتني سبيرز وسام أصغري يتوصلان إلى تسوية للطلاق بعد زواج دا ...
- تشمل 14 دولة.. فعالية -نار الذاكرة- تنطلق في قلب موسكو
- حوالي 80% من الأسلحة الموجودة في منطقة العملية العسكرية تصنع ...
- الصحفيون.. أرواحهم ثمن للخبر
- السويد ترفض فكرة الصين للتحقيق في تفجيرات -السيل الشمالي-
- مسار -يصل إلى 5 سنوات.. -نيويورك تايمز- تتحدث عن شروط السعود ...
- الأمن الروسي: القضاء على عميل للمخابرات العسكرية الأوكرانية ...
- الاستخبارات الكورية الجنوبية تتهم كوريا الشمالية بـ-التخطيط ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - الموساد في طهران وعواصم أقليمية