أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - الشبيبة العراقية ودورها في التغيير














المزيد.....

الشبيبة العراقية ودورها في التغيير


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأزمات التي تعصف بالعراق وشعبه اليوم كثيرة ومتشعبّة ومدمرّة، وإذا أردنا توخّي الدقّة فأنّها ليست مسؤولية سلطة المحاصصة وحدها. فهذه السلطة ورثت الأزمات والخراب الذي نعيشه اليوم من النظام البعثي "المنهار" الذي بدأ من خلال سياساته الكارثية منذ العام 1979 على الأقل، عملية العد التنازلي للأنهيار الكبير الذي نعيشه اليوم، لكنّ لا يجب إغفال تحميلها وزر إستمرار الأزمات وأستنساخ أزمات جديدة مدمرّة هي الأخرى،وهذا أمر ضروري لمراجعة واقع العملية السياسة والأقتصادية والأجتماعية الذي يتسّم بعدم الإستقرار والفساد وتشوه العلاقات الإجتماعية في البلاد، بعد أن كانت إمكانية إصلاح التركة الكارثية للنظام البعثي ممكنة لو تخلّت أحزاب المعارضة السابقة والتي هي على رأس السلطة اليوم، عن عقلية المعارضة في إدارة شؤون البلاد وتحلّت بالروح الوطنية، خصوصا وأنّ ميزانيات البلاد كانت كافية لبناء إنسان ووطن عراقي جديد.

في قلب عاصفة الأزمات التي تمر بها البلاد ويشهدها مجتمعنا، تقف مشاكل الشبيبة العراقية وأنكفائها عن المشاركة في الحياة السياسية بالبلاد في مقدمتها. وهذا الأنكفاء والنأي بالنفس عن لعب الشبيبة دورها الطبيعي كما باقي شبيبة البلدان الأخرى في الحياة السياسية، بحاجة الى دراسات أكاديمية جريئة تأخذ الواقع الرث للمجتمع العراقي في ظل سلطة المحاصصة بجرأة ووضوح وشفافيّة، كون حلّ مشاكل الشبيبة هذه هو المفتاح الذي سيفتح لنا أبواب الحلول لمشاكلنا المستعصية لليوم خصوصا وأن المجتمع العراقي ليس بالمجتمع الهرم. وقد نشرت وكالة شفق نيوز في تقرير لها بتاريخ 29/7/2024 قالت فيه "كشفت إحصائية أجرتها شركة "statista" الألمانية المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين بالعالم، أن فئة الشباب في العراق تشكل أكثر من 60% من عدد نفوس العراقيين. ووفقاً لبيانات الشركة لعام 2024 التي اطلعت عليها وكالة شفق نيوز، فإن الفئة العمرية التي تتراوح بين عمر السنة الواحدة و14 عاماً في العراق تبلغ نسبتهم 35.24%. وأضافت أن فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاماً نسبتهم 61.17%. وأشارت إلى أن الأعمار التي تبلغ 65 عاماً فما فوق تبلغ نسبتهم 3.59%، مبينة أن معدل الخصوبة لدى المرأة العراقية انخفضت بمقدار 0.1% طفل لكل امرأة". ومن خلال هذه الأحصائية فأنّ المجتمع العراقي مجتمع فتي قادر على النهوض بأعباء الوطن لو توفّرت له الامكانيات المناسبة.

أن الشباب ثروة لا تقدّر بثمن، وعليه فأنّ الحكومة العراقيّة عليها العمل على تغيير الواقع الشبابي في البلاد، عن طريق أيجاد حلول ديموقراطية وتقدميّة بما يمّكنهم من المساهمة في بناء مجتمع متحضر ومتقدم ومتحرر، وهذا لن يحصل الّا بحريّة الرأي والمعتقد والتفكير دون إملاءات طائفيّة/ قوميّة، ولا نظن أنّ حكومة المحاصصة تعمل على توفير هذه الفرصة للشبيبة العراقية كي تنطلق بقوّة في بناء نفسها ووطنها..!؟

أنّ مشاكل الشبيبة اليوم ناجمة بمجملها عن الصعوبات والمصاعب التي تعيشها من خلال أزمة عامة في مناحي الحياة المختلفة، والتي تجرّهم والمجتمع بأكمله الى البحث وبعمق عن أسباب تردّي الجوانب الثقافية والتعليمية والمهنيّة والتي هي جزء من حالة التردي والخراب الذي تعيشه البلاد. فالشبيبة اليوم ونتيجة الفساد الحكومي والمحسوبية وأنعدام المساواة في التعيينات على شحّتها مقارنة بالأعداد التي تتخرج سنويا من جامعات ومعاهد متدنية الجودة أساسا، يتخرّج منها طلاب غير كفوئين علميا ولا ثقافيا ولا فكريا بغالبيتهم، وهؤلاء ينظمون رغم ضعف إمكانيات معظمهم الى جيش العاطلين عن العمل الذي يكبر كل سنة.

أنّ فئة الشباب في المجتمع العراقي ونتيجة لأنعدام ثقتها بالعمليّة السياسية وأحزابها، تشعر بالأحباط وعدم الثقة بالمستقبل والتغيير. وهذا ما تعمل منظومة المحاصصة على تكريسه والتثقيف به من خلال خطاب طائفي/ قومي مؤدلج يعمل على زرع اليأس ما يمكنّه من الأستمرار في السلطة.

أنّ مشاركة فاعلة للشباب في الحياة السياسيّة لتغيير نظام المحاصصة بحاجة الى أصلاحات جذريّة من خلال ، أصلاح المؤسسة التعليمية كأساس قوي لأصلاحات أخرى، وتوفير فرص عمل في القطاعين العام والخاص، وتوفير الوعي الذي بدونه تبقى أزمات البلاد تستنسخ نفسها بأستمرار وهذا ما نلاحظه منذ الأحتلال الأمريكي لليوم، وهذه الأصلاحات لن تقوم به سلطة المحاصصة - التي علينا تغييرها بكل السبل السلمية الممكنة - مطلقا، كون هذه الأصلاحات تعني قبر سلطتها الفاسدة. لذا فأن القوى صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير، يقع على عاتقها توحيد صفوفها والتحرّك نحو فئة الشباب لزجّها في معركة أنقاذ الوطن، والأستفادة من تجربة التحرّك الطلابي والشبابي الواعي لبعض فئاتهم في أنتفاضة تشرين.

أنّ نسبة الستين بالمئة من سكان البلاد وهم من قاطعوا الأنتخابات السابقة، قادرين على قلب الطاولة على سلطة المحاصصة لو تحلّوا بالوعي والثقة بقدراتهم وحصّنوا أنفسهم من إعلام المحاصصة الفاسد، وهؤلاء هم الفضاء الذي على القوى المؤمنة بالتغيير أن تتحرك نحوهم لجرّهم الى ساحة النضال من أجل عراق آمن ومزدهر.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة الرِقْ في العراق
- لا ديموقراطيّة في ظلّ تبعية الدولة في العراق
- عالية إنصيّف من رفيقة في حزب البعث الى علويّة في حزب الدعوة
- كلّنا يا موفق نهيئ للربّ عتاباً
- قمّة بغداد لا تغيّر من الواقع العربي المأزوم شيئا
- البعث الفاشي هو الحزب الذي ساد ثمّ باد
- العملاق الكويتي والقزم العراقي وتعديل قانون الأحوال الشخصية
- متى يخرج العراق من أزماته
- العراق من الديكتاتورية الى الإحتلال الى الأمل فالمحنة
- أيّها الإسلاميّون أنّه سلام عادل
- 8 شباط جرح غائر في جسد العراق
- خير البرّ عاجله
- إنهيار المشروع القومي العربي وصعود المشروع العبري
- متى سيبدأ العراق حملته الوطنية لمحاربة الفساد ...؟
- السيّد السوداني يحدّث العاقل بما لا يُعقل
- السيدات السادة في ما يسمّى بالتيار الوطني الكوردي الفيلي.. أ ...
- الكورد الفيليون والمعادلة المضحكة المبكية
- الفرق بين الرقمين 100 و124 حسابيا وبرلمانيا في العراق
- صفقة العار
- هل تتوفر شروط قيام سلطة فاشية بالعراق ..؟


المزيد.....




- تحذير أممي من -تداعيات كارثية- بشأن توسيع الهجوم الإسرائيلي ...
- تحذيرات من تسارع تفشي الكوليرا غربي السودان
- مصرع 4 ركاب بتحطم طائرة نقل طبية بولاية أريزونا
- ترامب لـCNN: لم أعلم بنقل غيسلين ماكسويل إلى سجن إجراءاته ال ...
- ما خيارات الحكومة اللبنانية للتعامل مع قضية سلاح حزب الله؟
- الاحتلال يصيب 3 فلسطينيين برام الله ويعتقل صحفية بالخليل
- خبراء أمميون يدعون إلى تفكيك -مؤسسة غزة الإنسانية- فورا
- محللون: نتنياهو يؤجل عملية احتلال غزة أملا في التوصل لاتفاق ...
- ملفات جيفري إبستين.. -النواب- الأمريكي يستدعي مسؤولين سابقين ...
- أول تعليق لترامب على التقارير بشأن -اعتزام إسرائيل احتلال قط ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - الشبيبة العراقية ودورها في التغيير