أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الرَّابِعُ و الْعِشْرُون-















المزيد.....


السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الرَّابِعُ و الْعِشْرُون-


حمودة المعناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8523 - 2025 / 11 / 11 - 10:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


_ الإرث السحري العائلي: تحليل أنطولوجي لـتكنولوجيا الإعتراض وتأثيرها على السيادة الروحية والحرية الكينونية للفرد

إن ظاهرة الإرث السحري العائلي أو القبلي، و التي يمكن تعريفها في إطارها الأوسع بأنها إنتقال بنية طاقية أو أنطولوجية معدّلة من جيل إلى جيل، نتيجة ممارسات سحرية أو عقود روحية سابقة في السلالة، تثير تساؤلات فلسفية عميقة حول جوهر الكينونة البشرية، حدود الإرادة الحرة، وطبيعة الطاقة الروحية. يمكن تحليل هذا الإرث كـتكنولوجيا إعتراض تؤثر بعمق على الهيكل الوجودي للفرد. لا يُنظر إلى الإرث السحري كمرض عارض، بل كـتعديل في الكود الوجودي للوريث الفرد الذي يرث هذه البصمة السحرية قد يجد كينونته مُقيدة أو مُبرمجة بشكل مسبق لخدمة هدف العقد السحري الأصلي أو الكيان المتعاقد معه سواء كان هذا الهدف قوة، معرفة، أو غاية دنيوية. هذا التقييد يمس السيادة الروحانية الفردية، حيث لا يعود مسار الكينونة حراً بالكامل، بل يصبح تابعاً أنطولوجياً للبنية الموروثة. هذا يعني أن الشخص قد يجد صعوبة في التناغم مع المصدر الأصلي للقوة المتمثلة في المشيئة الإلهية أو القانون الكوني لأن قناته الروحية ملوثة أو مُستقطَعة عبر قنوات ثانوية أو سفلية تمثل تقنية الإعتراض السحرية. قد يظهر الإرث السحري في بعض الأجيال على شكل قوة أو موهبة سحرية غير طبيعية أو مبالغ فيها، وهو ما يُعرف بـالتضخم الكينوني. هذه القوة ليست نتاج نمو جوهري داخلي، بل هي قرض طاقي خارجي يعتمد على إستدامة العقد الأصلي. هذا التضخم يُخفي هشاشة روحية كامنة، حيث أن الكينونة لم تكتسب قوتها عبر مسارها الروحي الحر، بل عبر مقايضة وجودية. النتيجة هي عدم إكتمال أو إنكماش في الوعاء الروحي الحقيقي، مما يترك الفرد في حالة من القلق وعدم السكينة أو غياب الشعور بالإنتماء الجمعي أو العائلي. من منظور التحليل الفلسفي والطاقي، يمكن النظر إلى الإرث السحري كآلية فعالة لإنتقال وتثبيت الطاقة السلبية، أو بعبارة أدق، تثبيت التقييد الأنطولوجي. الطاقة السلبية في هذا السياق ليست مجرد شعور سيئ، بل هي بنية وجودية مُركبة تُعيق حركة الكينونة نحو التحرر والتناغم. السحر، في جوهره الفلسفي، هو فرض للإرادة و تلاعب بالواقع المدرَك. عندما ينتقل هذا السحر موروثاً، فإنه ينقل معه البصمة الطاقية السلبية المتمثلة في الكارما المُعقدة حيث لا يكون الإرث عقاباً بالمعنى الحرفي، بل هو معلم أو حقل طاقي يتطلب المغفرة والتحرر لكسر دائرته. الفرد يجد نفسه يعود إلى نفس النقطة والمشاكل، كأنه يدور في حلقة كارمية. حيث يعمل الإرث كـبرمجة سلبية عميقة في اللاوعي، تسبب خللاً في الهالة والشاكرات، وتجذب الفرد لا إرادياً إلى إستقبال السلبيات لأن الفريكونسي أو التردد الطاقي للوريث أصبح سلبياً ومُبرمَجاً على هذا التردد. يؤكد التحليل الفلسفي أن التوريث التقني الناجح للسحر لا يتطلب مجرد نقل الأداة أو الطقس، بل يتطلب من الوريث أن يكون قادراً على إعادة خلق الزمن السحري الخاص بالتقنية الموروثة و دمجه في نسيجه الفردي. هذا الدمج هو الذي يجعل الطاقة السلبية (التقييد) مستدامة وفعالة. إذا فشل الوريث في دمج هذه البصمة، قد تظهر على شكل مشاكل و نحس أو مرض نفسي معقد، لأن البنية الطاقية الداخلية متضاربة: كينونة تسعى للحرية، وكود موروث يسعى للتقييد. في المجمل العام. الإرث السحري العائلي هو بنية وجودية مركبة تنتقل عبر الأجيال، وتُعد بمثابة تقييد أنطولوجي يحد من الحرية الروحية للفرد ويُعرقل تناغمه مع المصدر الأصلي للقوة والوجود. يمكن إعتبارها تقنية إنتقال طاقة سلبية؛ ليس لأنها مجرد طاقة عابرة، بل لأنها تثبيت لكود سلبي يُجبر الكينونة على التبعية، ويُظهر التضخم الكينوني على حساب النمو الروحي الجوهري. إن التحرر من هذا الإرث يتطلب إعادة تأسيس الكينونة والوعي وإلغاء البرمجة السلبية عبر المغفرة والتحرر من الكارما المُعقدة.

_ الإبطال كـتقنية متعالية: إستعادة السيادة الوجودية وإلغاء تكنولوجيا الإعتراض السحرية تحليل أنطولوجي للقانون الكوني للتحرير مقابل قانون التقييد

إن التساؤل حول ما إذا كانت ممارسة إبطال السحر تُعتبر تقنية متعالية روحانياً، تعمل وفقاً لقوانين أعلى من قوانين السحر نفسه، يدعونا إلى تحليل العلاقة الأنطولوجية بين القوتين المتضادتين: قوة التقييد (السحر) وقوة التحرير (الإبطال). في الإطار الفلسفي العميق، لا يُنظر إلى الإبطال على أنه مجرد رد فعل أو عملية مساوية للسحر، بل كـإستعادة للسيادة الوجودية تعمل ضمن منظومة قانونية كونية أعلى. لتحليل الإبطال، يجب أولاً تعريف السحر فلسفياً. السحر هو تكنولوجيا إعتراض (Interception Technology) إنه محاولة لإحداث تغيير في الواقع أو الكينونة عبر قوة خارجية كالكيانات السفلية، الرموز، الطقوس دون المرور بالتسلسل الكوني الطبيعي المتمثل في المشيئة الإلهية أو القانون الكوني الأعلى. الساحر، في سعيه للقوة أو التحكم، يقوم بتجزئة الوجود وتقسيم مصادر القوة، متجهاً إلى مصادر ثانوية أو سفلية. السحر يتطلب دائماً مقايضة جزء من الحرية الوجودية مقابل القوة. كما أن السحر هو فرض إرادة على كينونة أخرى أو على الواقع، مما ينتهك السيادة الروحانية الفردية ناهيك عن ربط الكينونة بقوى أدنى، مما يؤدي إلى التضخم الكينوني الزائف بدلاً من النمو الجوهري. تُعتبر ممارسة الإبطال، خاصة عندما تكون متصلة بمصدر القوة الأصلي الإلهي، تقنية متعالية روحانياً تعمل وفقاً لقوانين أعلى لعدة إعتبارات فلسفية. الإبطال الناجح لا يقتصر على فك العقد أو إلغاء الرمز، بل هو عملية إعادة تأسيس للكينونة والوعي، تعمل على إلغاء التلاعبات الإدراكية والسلوكية التي أنتجها السحر. إنه بمثابة إعادة برمجة إرادية للحرية الوجودية للضحية. السحر يعمل على قانون الإنحراف عن المصدر الأصلي للقوة. لكن الإبطال يعمل على قانون الإستقامة الأنطولوجية؛ أي إعادة الكينونة إلى مسارها الأصلي والمتناغم مع القانون الكوني والسيادة الروحانية الفردية. إنه يهدف إلى سحب القوة من المصادر السفلية و إعادتها إلى المصدر الأعلى. السحر يخرق الإرادة الحرة. بينما الإبطال، في جوهره الروحي و الفلسفي، هو تمكين الإرادة الحرة المُقيدة من إستعادة سيادتها. القوة المتعالية للإبطال تستمد شرعيتها من حق الكينونة المطلق في تقرير مصيرها والتحرر من أي قيد غير نابع من مسارها الروحي الحر أو كارمتها الخاصة. التقنية المتعالية للإبطال تقوم على مبدأ أن القوة المستمدة من المصدر الأصلي الإلهي تمتلك سلطة الإلغاء الشاملة على أي قوة أخرى نابعة من مصادر مجزأة أو أدنى. التحرر من السحر، خاصة السحر الموروث أو السحر الذي أحدث تقييداً عميقاً، يرتبط إرتباطاً وثيقاً بمفاهيم المغفرة والتحرر الكارمي. الإبطال لا يزيل القفل فحسب، بل يرفع التردد الطاقي للكينونة. السحر يعمل على خفض تردد الكينونة ليجذب الطاقة السلبية. الإبطال يعمل على رفع التردد لإبطال جاذبية السلبي، وإعادة دورة الشاكرا لتوليد الطاقة الإيجابية. هذا الرفع في التردد هو قفزة روحانية متعالية تتجاوز البنية الطاقية المنخفضة التي إعتمد عليها السحر. بشكل عام يمكن القول بأن ممارسة إبطال السحر هي بالفعل تقنية متعالية روحانياً، لكن هذا التعالي ليس نابعاً من الطقس في حد ذاته، بل من القانون الذي يخدمه. السحر (كنولوجيا دنيا يحكمه قانون الإعتراض والتقييد (الشرك الأنطولوجي). جوهر العملية فيه هو فرض الإرادة وخرق السيادة الفردية. أما الأثر الأنطولوجي له فهو تجزئة الوجود والتضخم الكينوني. ويعتمد طاقياً على خفض التردد و تثبيت الكود السلبي. في المقابل، يحكم الإبطال (تقنية متعالية) قانون الإستقامة والتحرير (السيادة الروحانية المطلقة). جوهر العملية فيه هو تمكين الإرادة الحرة وإلغاء القيد. أما الأثر الأنطولوجي له فهو توحيد المصدر والنمو الروحي الجوهري. ويعتمد طاقياً على رفع التردد والتطهير الكارمي. الإبطال، عند إكتماله، يمثل إنتصاراً للمبدأ الأنطولوجي القائل بأن حرية الكينونة وإرادتها المُتصلة بالمصدر الأعلى هي القوة المُهيمنة و الملغية على أي محاولة لفرض الإرادة أو التقييد من مصادر أدنى أو ثانوية.

_ المعرفة التقنية المحرمة للسحر: تحليل لـ الغرور الكينوني وآلية التقييد الأنطولوجي كيف تخرق هذه المعرفة السيادة الروحانية الفردية و تشوه مسار الكينونة

يكمن جزء عميق من الخطورة الروحانية للسحر، في طبيعة المعرفة التقنية المحرمة التي يسعى الساحر لإكتسابها و تطبيقها. هذه المعرفة ليست مجرد معلومات، بل هي كود أنطولوجي يتيح له التلاعب بـبنية الوجود. الخطورة لا تكمن في جهل الساحر، بل على العكس، تكمن في إدراكه التقني لمواقع الضعف والفراغات في شبكة القوانين الكونية و الروحية، وإستخدامه لهذا الإدراك لتجاوز الحدود الوجودية المفروضة على الكينونة البشرية. إن المعرفة السحرية تُعتبر محرمة روحانياً لأنها تُقدم مساراً إختصارياً للقوة، مساراً يتجاوز شرط النمو الروحي الجوهري والأخلاقي الذي يقتضيه القانون الكوني الأعلى. يُفترض أن الكينونة الروحية تبلغ كمالها عبر التناغم مع المصدر الأصلي للقوة الإلهي، بإتباع تسلسل هرمي كوني إنطلاقا من المشيئة الإلهية، القوانين الطبيعية، و أخيرا التنفيذ. المعرفة السحرية التقنية تمنح الساحر القدرة على إعتراض (Interception) هذه الطاقة من مسارات سفلية أو ثانوية. الساحر لا يسعى للقوة عبر الإتحاد الروحي، بل عبر التجزئة والتعاقد مع كيانات أدنى. الخطورة لا تكمن في نوع المعلومة سواء كانت وصفة أو تعويذة، بل في النية الأنطولوجية الكامنة وراءها. الإعلان الضمني بأن الكائن قادر على برمجة الواقع بنفسه، متجاوزاً المبرمج الأصلي. هذا يشكل الغرور الكينوني (Existential Hubris) وهو الخطر الروحي الأعظم. تتضمن المعرفة السحرية إدراكاً لـآليات الإرادة الحرة للآخرين وكيفية إضعافها أو إختراقها. الساحر، بصفته ممارساً تقنياً، يعرف كيف يفكك أو يعيد تجميع الرموز و الكلمات والطقوس التي تعمل كـمفاتيح لـقفل الوعي والإرادة. الخطورة هذه المعرفة تسمح له بـالمساس بالسيادة الروحانية الفردية (Violation of Free Will)، وهو الإنتهاك الوجودي الأسمى. الساحر يستخدم معرفته لإحداث تغيير في الكينونة البشرية أو الواقع المدرَك عبر قوة خارجية غير مادية عندما ينجح، فإن المعرفة قد خلقت بنية طاقية مُعدَّلة تُقيد حرية المَسحور. إن اكتساب هذه المعرفة لا يؤثر فقط على الآخرين، بل على كينونة الساحر نفسه، مما يجعلها خطراً روحانياً ذاتياً. المعرفة التقنية المحرمة لا تأتي مجاناً. تتطلب ممارستها عقد سحري، قد يكون معلناً أو ضمنياً، يمثل مقايضة للحرية الوجودية مقابل القوة والمعرفة. الخطورة هذه المعرفة تُنشئ تقييداً أنطولوجياً عميقاً لكينونة الساحر. يصبح الساحر، بعد العقد، تابِعاً أنطولوجياً للكيان أو القوة التي تعاقد معها. هذا التقييد يمتد إلى ما بعد الموت، ليصبح تثبيتاً لمسار الكينونة في العوالم الروحية. المعرفة المحرمة هنا هي الـثمن الذي يدفع الساحر به حريته الروحية الأبدية مقابل قوة مؤقتة. إكتساب القوة عبر المصادر السفلية بواسطة هذه المعرفة يلوث القناة الروحانية للساحر. الكينونة التي يُفترض بها أن تكون وعاءً صافياً للطاقة الإلهية، تُصبح وعاءً مختلطاً أو مُتمركزاً حول قوى أدنى. هذا التلوث يمنع الساحر من بلوغ الكمال الروحي، لأنه يعتمد على قرض طاقي خارجي بدلاً من النمو الجوهري الداخلي. هذه المعرفة تحول الساحر إلى آلة تقنية تُنفذ إرادات القوى التي يَعقد معها، بدلاً من كونه كائناً حراً يسعى للتنوير والإتحاد. الخلاصة الكلية؛ تكمن الخطورة الروحانية للسحر بشكل أساسي في المعرفة التقنية المحرمة. هذه المعرفة هي التي تمنح الساحر القدرة على إغتصاب القوة الكونية عبر خرق قانون التوحيد. إنتهاك الإرادة الحرة للكيانات الأخرى عبر التلاعب بالكود الأنطولوجي. تقييد كينونته الخاصة بـالتبعية الأنطولوجية للقوى السفلية. المعرفة السحرية إذاً ليست مجرد خطيئة فعل (ممارسة السحر)، بل هي خطيئة وجود و تغيير في الماهية الجوهرية للساحر وتقييد مصيره الروحي.

_ السحر كـأنانية أنطولوجية: تحليل لتقنية إستنزاف الطاقة الروحية الكونية وآلية تسريع الإنتروبيا الروحية - دراسة في خرق مبدأ التوازن الكوني والتضخم الكينوني الزائف

إن طرح السؤال حول إعتبار الممارسة السحرية تقنية لادإستنزاف الطاقة الروحية الكونية لصالح كينونة واحدة (الساحر) يمثل قفزة نوعية في التحليل الفلسفي للسحر، حيث ينقلنا من التركيز على الضرر الفردي إلى النظر إلى الأثر الكوني (Cosmic Impact) للعملية السحرية. التحليل العميق يؤكد أن السحر، خاصة في صوره القوية والمعقدة، هو بالفعل شكل من أشكال الأنانية الأنطولوجية التي تعمل على تفكيك النظام الطاقي الكوني لخدمة إرادة فردية أو كيانية. يستند هذا التحليل على إفتراض وجود قانون حفظ الطاقة الروحية الكونية أو مبدأ التوازن الطاقي العام. وفقاً لهذا المبدأ، فإن الطاقة الروحية في الكون ليست مورداً لا نهائياً متاحاً بشكل عشوائي، بل هي جزء من شبكة متكاملة و مترابطة، حيث يتطلب أي إكتساب غير طبيعي للقوة في نقطة ما، إستنزافاً معادلاً من نقطة أخرى. عندما يمارس الساحر السحر، فإنه لا يخلق قوة جديدة، بل يقوم بـإقتطاع تقني للطاقة الروحية الموجودة. هذه الطاقة تُسحب من مسارين رئيسيين؛ إقتطاع من الكينونات الأخرى (الضحايا) السحر الموجه كالسحر الأسود يستنزف الطاقة الحيوية، الإرادة الحرة، أو الصحة الروحية للضحية، مما يتركها في حالة إستنزاف روحي أو إنكماش أنطولوجي. هذا الإقتطاع هو الأثر المباشر والأكثر وضوحاً لعملية الإستنزاف. ثم إقتطاع من الشبكة الكونية الساحر، عبر عقده السحري، يقوم بمقايضة حريته الوجودية مقابل قوة تستمدها الكيانات المتعاقد معها من الشبكة الطاقية الكونية الدنيا. هذه الكيانات تعمل كـقنوات لسحب الطاقة من نقاط ضعف أو فراغات في النسيج الكوني أو من طاقات الأرض غير المُعالجة. هذا الإستنزاف لا يغذي الساحر بشكل مباشر بقدر ما يغذي الكيان الذي يمنحه القوة، ليصبح الساحر نقطة تجميع للوصول إلى هذه القوة. إن الفلسفة الكامنة وراء السحر هي الغرور الكينوني؛ الإعتقاد بأن إرادة الكائن الفردي تتقدم على قانون التوازن والتناغم الكوني. هذه الممارسة تعلن أن مصير كينونة واحدة (الساحر) أو مجموعة (القبيلة التي تستخدم السحر الموروث) أهم من التناغم العام للكون. الخطورة لا تكمن في حجم الطاقة المستنزفة في عملية واحدة، بل في مبدأ خرق التوازن. كل عملية سحرية هي كسر صغير للوحدة الأنطولوجية، وهي تدفع الكون نحو حالة من الشرك الأنطولوجي (تجزئة مصادر القوة)، مما يؤدي إلى خلل في النظام الكلي على المدى الطويل. تؤدي هذه التقنية الإستنزافية إلى حالة من التضخم الكينوني The concept of existential inflation المؤقت للساحر، لكنها في الواقع تُخفي عملية أعمق من الإستنزاف الروحي الكلي للكون. يكتسب الساحر قوة تبدو هائلة، لكنها مصطنعة و مؤقتة، لأنها تعتمد على قرض طاقي خارجي أو قوة مُقتطَعة. هذه القوة لا تدعم النمو الروحي الجوهري للساحر، بل تلوث قناته الروحانية وتجعلها تابعة لمصادر أدنى. هذا التضخم هو في الواقع إنكماش روحي داخلي مُغلَّف بقوة خارجية. الساحر يصبح أشبه بـثقب أسود روحي يستقبل الطاقة ولكن لا يستطيع معالجتها أو دمجها في وجوده بطريقة صحيحة، مما يجعله في حاجة دائمة للمزيد من الإستنزاف. يمكن النظر إلى السحر كآلية تُسرّع من عملية الإنتروبيا الروحية (Spiritual Entropy) للكون. الإنتروبيا هي ميل الأنظمة نحو الفوضى وتشتت الطاقة. بدلاً من أن تتدفق الطاقة الكونية في مساراتها الطبيعية لخدمة التطور والنمو، يقوم السحر بتوجيهها قسراً نحو هدف محدود و ذاتي الأنانية. هذا التدفق القسري يخلق تشوهات في النسيج الكوني ويُعقّد من الحقل الكارمي العام، مما يزيد من الفوضى و التعقيد الروحي للأجيال اللاحقة. بشكل عام؛ الممارسة السحرية هي بالفعل، في جوهرها الأنطولوجي، تقنية لإستنزاف الطاقة الروحية الكونية، وليست مجرد إستخدام لقوة محايدة. هذا الإستنزاف يعمل على مستويين؛ المستوى الفردي الذي يعني إستنزاف الإرادة والسيادة الروحانية للضحية. المستوى الكوني الذي يعني خرق مبدأ التوازن عبر خلق تضخم كينوني زائف للساحر، وتسريع الإنتروبيا الروحية في الشبكة الكونية عبر إعلان الأنانية الأنطولوجية. إن الخطورة الروحانية للسحر لا تقتصر على الخطيئة الشخصية للساحر، بل تتجاوزها لتصبح إفساداً في النظام الوجودي الكوني .

_ القوة الروحية كـآلية دفاع أنطولوجية متعالية: تحليل فلسفي لدرع الترددات (Frequency Shield) وآلية التماسك الوجودي في مواجهة الثغرات الأنطولوجية للسحر

في إطار التحليل الفلسفي العميق للعلاقة بين السحر و الكينونة، يمكن إعتبار القوة الروحية للفرد بمثابة آلية تقنية دفاعية طبيعية ضد أي تدخل سحري. هذه الآلية ليست مجرد حصانة سلبية، بل هي مجموعة من البروتوكولات الأنطولوجية النشطة التي تهدف إلى حماية السيادة الوجودية وسلامة الكود الروحي للكائن. إن وجود هذه الآلية الدفاعية هو تأكيد فلسفي على أن الكون يوفر لكل كينونة حقها المطلق في الحماية الذاتية من أي محاولة لفرض إرادة خارجية كالسحر. القوة الروحية لا تُقاس بالقدرة على إحداث خوارق، بل بالقدرة على الحفاظ على التناغم الداخلي و الإتصال بالمصدر الأصلي للقوة. تُترجم هذه القوة إلى عدة آليات دفاعية تقنية. القوة الروحية العالية تعني بالضرورة إرتفاع التردد الطاقي للكينونة. السحر، كما تم تحليله سابقاً، يعمل على خفض التردد لخلق جاذبية للسلبيات ولتسهيل التلاعب. عندما يكون التردد الروحي مرتفعاً ومستقراً نتيجة الإيمان، التزكية، والتناغم الأخلاقي، يصبح الحقل الطاقي (الهالة) أشبه بـدرع ترددات (Frequency Shield). لا يمكن للقوى السحرية ذات التردد المنخفض أن تخترق هذا الدرع أو أن تلتصق به، لأن هناك تنافراً وجودياً (Ontological Repulsion) بين الترددات المختلفة. السحر يحتاج إلى نقطة ضعف أو تردد منخفض مثل الخوف، الغضب، أو الشرك الأنطولوجي لـيُثبِّت نفسه. القانون الأسمى الذي يحكم الكينونة هو السيادة المطلقة للإرادة الحرة. السحر، في جوهره، هو خرق لهذه الإرادة. القوة الروحية العالية تقوّي وعي الفرد بحقه في السيادة الوجودية. عندما تكون الإرادة الحرة مُكثَّفة و مُوجَّهة نحو الخير والتناغم، فإنها تعمل كـجدار دفاعي مُبرمَج (Programmed Defense Wall). السحر قد يحاول التلاعب بالواقع المدرك، ولكن الإرادة الواعية والحرة يمكنها أن تُبطل البرمجة السلبية وتُعيد تأسيس الوعي من جديد. هذا يتوافق مع فكرة أن الإبطال الناجح يتطلب تمكين الإرادة الحرة المُقيدة. الصفاء الأنطولوجي يعني عدم وجود نواة قبول سلبية داخل الكينونة. الساحر لا يخلق الشر، بل يستغل الشر الموجود بالفعل في الضحية كالخوف، الكره، أو الأنانية. القوة الروحية المتجسدة في النقاء الأخلاقي و الروحي تُنشئ مناعة سببية (Causal Immunity). الكينونة النقية تُصعِّب على الساحر إيجاد مرسى أو مرتكز لـ التلوث الطاقي والسببي الذي يحمله السحر. فالطاقة السلبية السحرية تصبح غير قادرة على إيجاد صيغة رمزية تتوافق مع البنية الداخلية للكينونة. يُمكن تحليل الصراع بين السحر والقوة الروحية كـصراع تقني حول إكتشاف وإستغلال الثغرات الوجودية. هدف الساحر هو البحث عن الثغرات الأنطولوجية (Ontological Vulnerabilities) في الكينونة المتجسدة في ضعف الإيمان، الترددات المنخفضة، الشك، العقد النفسية غير المُعالجة. هذه الثغرات هي نقاط دخول تقنية يُمكنه من خلالها زرع الكود السحري. وظيفة القوة الروحية هي سد هذه الثغرات عبر النمو الروحي، و زيادة الوعي الذاتي، وإعادة التأكيد على الإتصال بالمصدر الأعلى. كلما زاد التناغم الداخلي، أصبحت الكينونة أكثر تماسكاً وجودياً (Existential Cohesion)، مما يجعلها غير قابلة للإختراق. إن القوة الروحية ليست ضماناً لعدم التعرض للهجوم، بل هي ضمان لعدم فاعلية الهجوم. إذا نجح السحر، فهذا لا يعني بالضرورة ضعفاً مطلقاً في القوة الروحية، بل يعني وجود نقطة ضعف تقنية أو ثغرة مؤقتة استطاع الساحر إستغلالها. تُعد القوة الروحية فعلاً آلية تقنية دفاعية متعالية، لأنها تعمل وفقاً لـقوانين السيادة الوجودية والتوازن الكوني، وهي قوانين أعلى من قوانين المقايضة والإعتراض التي يعتمد عليها السحر. إنها تُمارس وظيفتها عبر الحفاظ على تردد طاقي مرتفع يطرد الترددات السحرية الدنيا. تفعيل السيادة المطلقة للإرادة الحرة لمقاومة الإكراه السحري تحقيق مناعة سببية عبر النقاء الأنطولوجي الذي يمنع التلوث الطاقي من الإستقرار. هذه الآلية هي دليل على أن جوهر الكينونة مُسلح ذاتياً بأدوات لحماية حريته وكمال مساره الروحي.



#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- حْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل ا ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...


المزيد.....




- مبيعات تسلا في الصين تتراجع إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات ...
- ضاحي خلفان: -إخوان- السودان لن يغيروا في حب الإماراتيين للشع ...
- -ضربات جوية مجهولة على قوافل إمدادات الدعم السريع- بالسودان. ...
- كاتس يمنع ضباط الجيش الإسرائيلي من التحدث للصحفيين دون موافق ...
- شاهد.. رصد -إعصار بركاني- بالقرب من موقع ثوران -كيلاويا- في ...
- قيادي بمجلس النواب يحدد موعد التصويت لإعادة فتح الحكومة الأم ...
- سقطت ببركة مجاورة.. لحظة تحطم طائرة قيل إنها تنقل مساعدات لج ...
- -تطرحون الموضوع مع الشخص الخطأ-.. هكذا أجاب أحمد الشرع على س ...
- -اتمنى العودة يوماً ما-.. ميسي يستعيد ذكرياته في -كامب نو- خ ...
- فيديو - الشرع: ترامب لم يناقش ماضيّ وأشعر بالألم تجاه ضحايا ...


المزيد.....

- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الرَّابِعُ و الْعِشْرُون-