أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - إعادة تدوير السلع القديمة...














المزيد.....

إعادة تدوير السلع القديمة...


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8519 - 2025 / 11 / 7 - 13:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نستفيد نحن من تجاربنا أبدا، ومازلنا هواة في السياسة الدولية، وخبرتنا - وخاصة طبقاتنا المثقفة - بالدنيا مازالت سطحية في أغلبها ، ومازلنا نهتم ‐ في السياسة - بالمظهر وننسي جوهر الامور... لذا يمكن خداعنا دوما... وبسهولة.

وقصة صعود الهندي المسلم زهران ممداني إلي منصب حاكم نيويورك تنتمي الي هذا النوع من الألاعيب التي طالما برع فيها الامريكان، وبرغم سجلهم شديد الإجرام في كل مكان حول العالم، يستطيعون دوما القفز فوق ذلك بألعابهم البهلوانية تلك التي تجد دوما - للأسف - من يصدقها...

واي خبرة بسيطة بالنظام السياسي والاقتصادي الأمريكي ومحركاته الخفية سيدلنا ان ما حدث مع السيد ممداني لعبة كلاسيكية معتادة في السيرك السياسي الأمريكي...
وسيعرف ان كلا الحزبين في أمريكا هما جناحين لنفس الطبقة الحاكمة في الحقيقة والواقع، وهي طبقة رأس المال الأمريكي الكبير، وأن رأس المال الأمريكي الكبير متحالفا مع بيروقراطية الدولة الأمريكية - في جناحها المدني والعسكري والأمني- هو من يتحكم بصورة كاملة وحصرية في المشهد السياسي الأمريكي الداخلي...

وان كل مرشح للكونجرس - مجلسي النواب والشيوخ - ومرشحي حكام الولايات ومرشحي الرئاسة وراءهم جناح أو أكثر من اجنحة الطبقة الحاكمة او جهاز من أجهزة الدولة العميقة في الولايات المتحدة...

ولا يختلف ممداني - ولا يختلف غيره - عن تلك القاعدة العامة...
فمن الصعب جدا علي أي مرشح مهما كان لا ترضي عنه تلك المؤسسة الحاكمة ان يجد فرصته، وإلا كيف سيترشح علي بطاقة حزب معين من الحزبين الوحيدين في السياسة الأمريكية، وكيف سيجد تمويلا لحملته، في بلد المال هو عصب السياسة....

كثيرون منا صدقوا الصورة التي صنعتها وسائل الدعاية الامريكية عن الرجل العصامي، اليساري، الذي التف حوله الشباب، متحديا سلطة رأس المال الأمريكي وسلطة رئيس الدولة !!!

تمثل قصة تصعيد زهران ممداني في الحزب الديموقراطي الأمريكي واعطاءه منصب حاكم ولاية مهمة كنيويورك إعادة إنتاج لقصة قديمة كان مقصودا بها العرب والمسلمين - مثل قصة اليوم - وهي قصة تصعيد باراك حسين اوباما داخل الحزب الديموقراطي الأمريكي الي عضوية الكونجرس ثم تقديمه مرشحا رئاسيا فائزا... دخل البيت الأبيض في يناير ٢٠٠٩ ...

ونفس الصورة التي تم رسمها لممداني اليوم سبق رسمها من ١٧ سنة لباراك أوباما.. الرجل اليساري.. التقدمي... الذي يأتي من خارج المؤسسية الأمريكية ومناهضا لها... والذي يحاول اصلاح واشنطن من عصبة المال وكهنة السياسة الذين يتحكمون بها !!!

وهي نفس الصورة التي تم رسمها لبيل كلينتون في بداية التسعينات... ونفس الصورة التي تقديم جيمي كارتر بها في السبعينات... ووسائل الاعلام والدعاية والتأثير الأمريكية بارعة في هذا المجال بالتحديد...

وربما يذكر الناس ان الصورة التي تم رسمها لكارتر في منتصف السبعينات هي صورة رجل نقي متدين يحاول تنظيف العاصمة الأمريكية من السياسيين الفاسدين !!!
صورة تاجر الفول السوداني القادم من ولاية جورجيا وفي يده الانجيل يحاول بكلمة الروح القدس أن يعيد الروح الي دولة مزقتها الصراعات...

وربما يتذكر الناس الصورة التي تم رسمها لكلينتون في التسعينات كانت صورة الشاب الذكي، التقدمي، القادم بلا أي معين من إحدي الولايات المنسية في أمريكا - ولاية أركانسو - والذي رفض المشاركة في حرب فيتنام كجندي، والذي يقف أمام واحد من عتاة السياسة في أمريكا... وهو جورج بوش الاب... الذي عمل مديرا للمخابرات الامريكية في عهد فورد، ونائبا للرئيس في عهد ريجان.. ثم رئيسا لأمريكا في أواخر الثمانينات... وصدق الناس في امريكا ذلك التهريج وانتخبوا كلينتون لفترتين....

وكما يذكر الجميع فقد عهد الي أوباما الاعداد والترتيب ثم تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع الشرق الأوسط الكبير .. وهي مرحلة الربيع العربي... التي بدأت أواخر ٢٠١٠ ومثلت سيلا جارفا او تسونامي جرف أمامه نظما حاكمة وأفكار راسخة وتقاليد مرعية ومؤسسات لها مكانتها في بلادها....

واليوم مع زهران ممداني تعاد قصة باراك أوباما مرة أخري... بصورة أصغر بكثير... ولأهداف مختلفة...

وأوجه الشبه بين الإثنين - ممداني وأوباما - متقاربة ، والغرض من تصعيدهما الي مقدمة المسرح السياسي قريب...
فكلاهما ينتمي الي الحزب الديموقراطي في أمريكا، والحزب الديموقراطي في أمريكا هو حزب الاقليات - الشعوب المهاجرة الي أمريكا كالهنود والكوبيين والعرب والايرلنديين واليهود وغيرهم..

والحزب الديموقراطي في أمريكا هو حزب اليسار... واليسار وأفكاره في أمريكا يختلف بصورة كاملة عن اليسار الكلاسيكي أو اليسار الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي السابق او الصين أو التجربة الاشتراكية العربية... في مصر والجزائر وسوريا والعراق...

اليسار في امريكا يتحرك في أهم وأكبر قلاع الرأسمالية في العالم، وهو يسار " مصنوع " بالكامل في المختبرات الفكرية والثقافية والايديولوجية الامريكية، ويعمل - بلا تحفظ - في خدمة مصالح الدولة الأمريكية...
ويطلقون عليه هناك اسم اليسار الليبرالي... أو اليسار الجديد... وهو لا يحمل من اليسار القديم - الحقيقي والجذري - سوي إسمه !!!

ربما لا يعرف كثيرون أن ممداني جاء الي مصر - كما تقول روايات قوية - عام ٢٠١٣ في ذروة الاضطرابات السياسية فى البلاد، ولا يعرف أحد طبيعة المهمة الحقيقية التي جاء من اجلها الي مصر حاكم نيويورك الجديد !!!

خلاصة القول أن زهران ممداني هو إبن تقليدي من ابناء السياسة الأمريكية المعاصرة ويعكس صورتها، وليس لديه حلم كما يقول، بل لديه دور مطلوب منه أن يؤديه... ومن أجله فتحت له الطرق وافسحت أمامه السبل... في لعبة قديمة جديدة، لا تمل السياسة الأمريكية من تقديمها لجمهور سريع النسيان....



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات مجلس النواب... والأموال..
- العلم... والدولة..
- أنور السادات... والتطرف الديني.
- الإخوان والسجون... قصة غير مروية..
- أنور السادات... نظرة أخري..
- الخلافة.. في ثوبها العثماني.. وفي ثوبها الأموي !!
- من خسر... ومن فاز ؟
- جمال عبد الناصر... واليوتيوب !!
- سيناء... وماذا لو كانت في حوزة اسرائيل حتي اليوم؟!
- عودة من أجازة مفروضة...
- مصر... وأين موقفها بالضبط في الحرب بين إيران وإسرائيل..
- أهداف أمريكا من الحرب... وهل تحققت أم لا ؟
- أهداف إيران من الحرب... وهل تحققت أم لا ؟
- قصة 12 يوم من الحرب في الشرق الأوسط من أربع زوايا مختلفة...
- لمصر... وليس لإيران.
- ما هي نقاط قوة ايران... وما هي نقاط ضعفها؟
- لماذا تدخل أمريكا الحرب بنفسها... فهل اسرائيل هزمت؟!
- ما هي نقاط قوة إسرائيل وإيران... وما هي نقاط ضعفهما؟
- كيف أجهض الغرب بالثورة حلم الشاه بالسلاح النووي... وكيف يح ...
- كيف قضي الغرب واسرائيل علي أربع محاولات عربية ومحاولتين ايرا ...


المزيد.....




- وفاة رائد أبحاث الحمض النووي جيمس واتسون عن عمر ناهز 97 عاما ...
- الجيش الأميركي يعلق على صاروخ كوريا الشمالية الباليستي
- تركيا تصدر مذكرات توقيف بحق نتنياهو ومسؤولين آخرين بتهمة -ال ...
- اتهامات لقطر بمحاولة ضرب مصداقية الشاكية ضد كريم خان والدوحة ...
- ترامب: لن يحضر أي مسؤول أميركي قمة العشرين في جنوب أفريقيا
- حجر ورقة مقص.. علماء يكشفون خدعة ذكية للفوز باللعبة
- -غياب- لافروف عن اجتماع مع بوتين.. لماذا دق ناقوس الخطر في ر ...
- إسرائيل ترفض -بشدة وازدراء- مذكرة توقيف تركية بحق نتنياهو وآ ...
- ترمب: كازاخستان أول دولة تنضم لـ-اتفاقات أبراهام- خلال ولايت ...
- قاذفتان أميركيتان من طراز -بي-52- تحلقان قبالة فنزويلا


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - إعادة تدوير السلع القديمة...