أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الإخوان والسجون... قصة غير مروية..















المزيد.....

الإخوان والسجون... قصة غير مروية..


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8501 - 2025 / 10 / 20 - 01:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أواخر ديسمبر عام ١٩٦٧ أفرج جمال عبد الناصر عمن تبقي من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين، وكان أغلبهم من أعضاء الجهاز الخاص ــ الجهاز السري _ وهو الجناح المسلح في تنظيم الاخوان ممن تبقي في السجون.. وهو العفو الثاني عن الاخوان، في عصر جمال عبد الناصر...

لم تقم أي حكومة مصرية سواء في العصر الملكي أو العصر الجمهوري بسجن الإخوان أو اعتقالهم إلا بعد أن كان قد سبقها قيام الاخوان بعمليات عنف وإرهاب، أو التآمر لإحداث قلاقل واضطرابات في البلاد، ففي عام ١٩٤٨ فجر الاخوان السينمات والمسارح، ثم اعتدوا علي اليهود المصريين في أحياءهم في القاهرة، ومع ضبط البوليس المصري شحنات كبيرة من الأسلحة مع الاخوان في حادث السيارة الجيب اغتال الاخوان المسلمين اللواء سليم زكي حكمدار بوليس القاهرة، ثم قتلوا القاضي احمد الخازندار مستشار الاستئناف وأحد رجال القضاء البارزين في مصر وقتها، فكان رد حكومة النقراشي حظر جماعة الاخوان وحل تنظيمها... وكان رد الإخوان المباشر والفوري هو اغتيال النقراشي باشا رئيس وزراء مصر نفسه...

وكان من نتيجة الارهاب السياسي الذي مارسه الاخوان المسلمين أن قام ابراهيم باشا عبد الهادي الذي خلف النقراشي في رئاسة الوزارة باعتقال الآلاف من الاخوان المسلمين، وفي تلك الظروف تم قتل حسن البنا مؤسس التنظيم...

كان الإخوان هم من بدأوا ــ كعادتهم التي ستظل ملاصقة لهم في كل العهود ــ بالعنف والارهاب والتأمر، وكان تصرف الحكومة المصرية هو مجرد رد فعل، ورد فعل قانوني وسليم، وهو تقديمهم للقضاء ليقول في أفعالهم كلمته، الذي لم يكن امامه ــ مع دلائل ادانتهم الواضحة ــ إلا ان يحكم عليهم بالسجن...

ومن الملاحظ أن ذلك كله ــ قتل الإخوان المسلمين لحكمدار القاهرة ثم مستشار الاستئناف ثم رئيس وزراء مصر ــ تم في العصر الملكي، وهو العصر الذي يوصف في الادبيات المصرية في العقود الاخيرة بأنه عصر الديموقراطية والحكم المدني، وذلك قبل مجئ " العسكر " عام ١٩٥٢...

ومع مجئ جمال عبد الناصر "والعسكر " أفسح للإخوان المسلمين مساحة كبيرة للحركة بعد يوليو ١٩٥٢ لم تكن متاحة لغيرهم، خصوصا مع حل الاحزاب السياسية...

وكعادة الاخوان بدءوا بالتآمر، ومع زيادة الاحتكاك بين ثورة ٢٣ يوليو والإخوان قرر الإخوان قتل جمال عبد الناصر !!!
وتمت المحاولة بالفعل مساء ٢٦ أكتوبر ١٩٥٤ وفشلت محاولة الإخوان الأولي لقتل جمال عبد الناصر...
وكان رد عبد الناصر المنطقي هو تقديم الاخوان الي المحاكم، التي حكمت عليهم بأحكام مختلفة...

وهي المرة الثانية التي يصطدم فيها الاخوان المسلمين مع السلطة في مصر بعد اصطدامهم الأول بها أيام محمود فهمي النقراشي باشا أواخر الاربعينات... وفي العصر الملكي...

وهنا أيضا في المرة الثانية ــ كما في المرة الأولي ــ لم يمس أحدا الاخوان بأذي إلا بعد أن لجأوا الي عادتهم في التأمر ثم العنف والارهاب...

وفي بداية الستينات وعلي خلاف الدعاية الاخوانية التي تحدثت عن تعذيب بشع ــ اتضح أنه مجرد أكاذيب معتادة من الاخوان ــ أخرج جمال عبد الناصر جميع اعضاء الاخوان من السجن، بل وأعادهم الي أعمالهم التي كانوا بها قبل السجن، وتم تعويض أغلبهم ماديا... بل وفتح امام أعضاء منهم او متعاطفين معهم منابر الاعلام كمحمد الغزالي ومحمد محمود شاكر وغيرهم، وكانت كتبهم تصدر وتباع بصورة طبيعية....

كان عبد الناصر يريد فتح صفحة جديدة مع الاخوان، وكان من رأيه ان الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد أولي من الصدام بينهم...

فماذا كان رد فعل الاخوان ردا علي يد عبد الناصر الممدودة لهم؟!
كان رد الاخوان هو محاولة اغتيال جمال عبد الناصر مرة ثانية !!

وهي المحاولة التي أوحت بها لإخوان الداخل _ مثل سيد قطب وزينب الغزالي ــ قيادات الاخوان في أوربا وخاصة سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا وقائد التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وقد جاء ذلك بعد تراجع علاقات عبد الناصر بالولايات المتحدة في النصف الثاني من عام ١٩٦٤ وطوال عام ١٩٦٥ وما بعده....

وكان أن أوقفت أمريكا شحنات القمح لمصر وبدأت الحرب الكلامية بين جمال عبد الناصر وواشنطن... وبدأ معها تآمر أمريكا المباشر والصريح لإسقاط جمال عبد الناصر والتخلص منه... وبأي وسيلة...
وكان الاخوان - كعادتهم - مستعدين... وتحت الخدمة...

كان سعيد رمضان يعيش في سويسرا وعلاقته بالمخابرات الأمريكية والبريطانية معروفة ومشهورة، وكان قد قابل الرئيس الامريكي دوايت أيزنهاور في البيت الابيض في لقاء شهير عام ١٩٥٣...

وفشلت محاولة الاخوان المسلمين قتل عبد الناصر في صيف ١٩٦٥ واكتشف تخطيطهم، وأودعم قادتهم السجن، وأعدم بعضهم مثل سيد قطب...

وبالنسبة لسيد قطب ففي ظل سجون عبد الناصر كتب سيد قطب أهم وأشهر كتبه، مثل في ظلال القرأن ومعالم في الطريق، ومعركة الاسلام والرأسمالية وغيرهم... وهي الكتب التي ستصبح دستور جميع حركات الاسلام السياسي التي تبنت العنف والارهاب وسيلة للتغيير حتي اليوم...

ولا يعرف أو يفهم أحد كيف تم تعذيب الاخوان في السجون وأشهر رجالهم ألف أغلب كتبه المعروفة وهو في السجن، لا يفيق - كما قالوا - من هول التعذيب وقسوته !!!

وفي أواخر عام ١٩٦٧ أخرج جمال عبد الناصر من تبقي من الاخوان في السجون وعددهم حوالي ألف شخص، وبقي في السجن فقط الرؤوس الكبيرة لمؤامرة عام ١٩٦٥ وعددهم بضع عشرات...
وفي عدد الاهرام يوم ٢٢ ديسمبر ١٩٦٧ حوار مع وزير الداخلية شعراوي جمعة يعلن فيه أن عدد الاخوان في السجون حوالي ألف فرد، وبعدها بأيام ينشر الأهرام أن الإفراج الفعلي عنهم قد بدأ وخرج من السجن ٣٠٠ شخص كدفعة أولي...

وهو ما ينفي القصة التي راجت طويلا أن أنور السادات هو من أخرج الاخوان من السجون عام ١٩٧١، فمن اخرجهم السادات بضع عشرات من قيادات الاخوان، ولكن النسبة الاكبر خرجت من السجون في عصر عبد الناصر نفسه...

وهو ما ينفي ايضا قصة تحالف أنور السادات مع الإخوان طوال حكمه، فكل ما صنعه السادات هو أن أخرج البقية الباقية من الاخوان من السجن، وإذا قيل ان السادات أعطي الاخوان حرية الحركة في عصره فذلك لم يكن دقيقا، فقد تمتع اليسار بحرية أكبر، وعندما حل غضب السادات في أواخر عصره جاء شاملاً الجميع ولم يستثني أحدا...
ولكن قصة انور السادات مع التيارات السياسية ــ وبينهم الاخوان ــ في عصر تستحق حديثا منفصلا ومفصلا...



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنور السادات... نظرة أخري..
- الخلافة.. في ثوبها العثماني.. وفي ثوبها الأموي !!
- من خسر... ومن فاز ؟
- جمال عبد الناصر... واليوتيوب !!
- سيناء... وماذا لو كانت في حوزة اسرائيل حتي اليوم؟!
- عودة من أجازة مفروضة...
- مصر... وأين موقفها بالضبط في الحرب بين إيران وإسرائيل..
- أهداف أمريكا من الحرب... وهل تحققت أم لا ؟
- أهداف إيران من الحرب... وهل تحققت أم لا ؟
- قصة 12 يوم من الحرب في الشرق الأوسط من أربع زوايا مختلفة...
- لمصر... وليس لإيران.
- ما هي نقاط قوة ايران... وما هي نقاط ضعفها؟
- لماذا تدخل أمريكا الحرب بنفسها... فهل اسرائيل هزمت؟!
- ما هي نقاط قوة إسرائيل وإيران... وما هي نقاط ضعفهما؟
- كيف أجهض الغرب بالثورة حلم الشاه بالسلاح النووي... وكيف يح ...
- كيف قضي الغرب واسرائيل علي أربع محاولات عربية ومحاولتين ايرا ...
- التناقض الرئيسي... والتناقض الثانوي.
- النموذج الذي تريد بريطانيا تعميمه في عموم الشرق الاوسط...
- القوة عندما تصل الي درجة الغرور...
- الذكاء البريطاني.. وكيف اصبح بديلا للقوة الاقتصادية والعسكري ...


المزيد.....




- الحكم على مهرّب بالسجن 40 عاماً بعد شحنه أجزاء صواريخ باليست ...
- ترامب يحث زيلينسكي على التخلي عن أراض لروسيا ويرفض تزويد أوك ...
- شاهد.. أفكار أموريم التي قادت مانشستر يوناتيد للفوز على ليفر ...
- هل يكشف وقف إطلاق النار مصير المفقودين في غزة؟
- نتنياهو يترأس اجتماعا طارئا ويأمر الجيش بتعليق هجماته بغزة
- شاهد.. مستوطن يضرب مسنة فلسطينية حتى الإغماء برام الله
- خبير عسكري: إسرائيل تكرر النموذج اللبناني بغزة وتصعيدها مُعد ...
- المغرب يزيد الإنفاق على الصحة والتعليم إلى 15 مليار دولار في ...
- فايننشال تايمز: ترامب دعا زيلينسكي للقبول بشروط بوتين
- هل ينجح اتفاق الدوحة بإنهاء عقود من الصراع الحدودي بين أفغان ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الإخوان والسجون... قصة غير مروية..