أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الذكاء البريطاني.. وكيف اصبح بديلا للقوة الاقتصادية والعسكرية؟!














المزيد.....

الذكاء البريطاني.. وكيف اصبح بديلا للقوة الاقتصادية والعسكرية؟!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8357 - 2025 / 5 / 29 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع تكشف ما كان تخمينا ويدور همسا وراء أبواب مغلقة، من دور بريطاني مباشر في إيصال أحمد الشرع - أبو محمد الجولاني سابقا - الي حكم سوريا ، ووراءه تنظيم القاعدة وتشكيلة من جماعات متطرفة وعنيفة ، وبعضها تنظيمات عابرة للحدود وتنتمي الي دول متعددة، يقتضي الامر إلقاء ضوء بسيط علي طبيعة دور بريطانيا في عالمنا ...

فمع غروب شمس الامبراطورية البريطانية العظمي في منتصف القرن العشرين وانسحابها من أغلب مستعمراتها السابقة حول العالم، رجعت بريطانيا - نظريا - الي وضعها الطبيعي... جزيرة صغيرة في شمال العالم...

ومع انسحابها من المستعمرات فقدت بريطانيا أغلب نقاط قوتها الاقتصادية ، ومن زاوية تاريخية طالما قدمت المستعمرات للاقتصاد البريطاني دور المورد للمواد الخام والأولية، والمستقبل للسلع البريطانية المصنعة، وكان الفائض الاقتصادي الناتج عن ذلك هو ما بني الاقتصاد البريطاني عبر القرون...

ومع انسحابها من المستعمرات مع تقلب العصور وتداعي قوتها الاقتصادية تبعا لذلك فقدت بريطانيا أكبر نقاط قوتها العسكرية ، وفقدت ميزة وجود الجيش والبحرية البريطانية في كل مكان حول العالم...

لم يستسلم من بيده مقاليد الأمور في بريطانيا من الأسرة المالكة وطبقة النبلاء والعائلات الشريفة وذات النفوذ في البلاد للأمر ، كانت تلك الطبقة المالكة والحاكمة من العائلات المتنفذة في بريطانيا علي استعداد للإعتراف بتغير الزمن وسريان حكمه علي امبراطورتهم الغاربة، ولكن كانوا من الذكاء ان حاولوا ان يبلغوا ما وصلوا اليه في الماضي بوسائل جديدة وحديثة....

وكان أمامهم مجموعة من وسائل الحركة :

١ - الالتحاق بدولة كبري شابة ولديها موارد للحركة العالمية، وهنا وجدت بريطانيا في الولايات المتحدة ضالتها، ولا أحد يعرف بالضبط من منهما يقود الاخر... هل الذكاء البريطاني ام العضلات الأمريكية ، المهم ان بريطانيا وجدت الحصان الجامح الذي يسهل بامتطاءه الوجود علي القمة العالمية...

٢ - اللغة الإنجليزية... وهي لغة العلم والدبلوماسية والسياسة والاقتصاد، وقد خلقت اللغة الإنجليزية لبريطانيا نفوذا معنويا وقوة ناعمة محسوسة في كل بيت حول العالم..

٣ - وكانت الوسيلة الثالثة والأهم هي خلق تيارات سياسية وتنظيمات تدين بالولاء لبريطانيا، وبعض هذه التيارات يساري الطابع ،وبعضها ليبرالي الهوي، وبعضها الاخر ديني التوجه...

وفيما يخص منطقتنا وجدنا تيارات ماركسية وناصرية وليبرالية غير بعيدة عن النفوذ البريطاني من وراء ستار....
ووجدنا صحفا ودور نشر مؤثرة ليست بعيدة عن اليد الخفية البريطانية الماهرة...

وخلقت أجهزة العمل السري في بريطانيا واجهات تبدو انسانية أو إعلامية أو علمية ولكن لها مهام سياسية مباشرة لمصلحة الدولة البريطانية... من حركات الاستشراق والمستشرقين قديما، الي المنظمات الانسانية ومنظمات حقوق الانسان حديثا...

وكلها يبدو الهدف منها بريئا ولكن تخفي وراء نعومة الكلام مخالب تغرز انيابها في أمان المجتمعات واستقرار الدول...

ولكن النجاح الأبرز للذكاء البريطاني في هذه النقطة تحديدا كان مع تيارات الاسلام السياسي ، ولبريطانيا تاريخ طويل وعريق في خلق تلك التيارات وتغذيتها بسبل العيش والحركة... وفي هذا المجال تفصيلات تكفي مجلدات من الكتب....

وبهذه الوسائل استطاعت الامبراطورية السابقة والجزيرة الصغيرة الحالية في أقصي شمال العالم أن تجد لنفسها مكانا وسط كبار العالم ممن يمتلك من الموارد والمساحة والسكان أضعاف مما لدي بريطانيا... دول مثل الصين والولايات المتحدة وروسيا....

وبرغم دورها المخرب ، وخصوصا في منطقتنا ، وبرغم كميات هائلة من المآسي والجراح خلقتها ومازالت تخلقها السياسة البريطانية في حياتنا حتي اليوم ، الا أنه من زاوية القوة المجردة وحساباتها - وهي بلا عواطف - فإن بريطانيا تستحق لقب أذكي امبراطوريات التاريخ...

واذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تمثل اليوم قوة العضلات حول العالم - وذكاءها أقرب الي الذكاء الاصطناعي - فإن بريطانيا تمثل قوة العقل وقوة الدهاء في عالمنا المعاصر....



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الاوهام مرة أخري... وما الهدف منها ؟!
- اللواء والوزير.... وحماس..
- ماذا لو حدث هذا بعد ثورة 25 يناير ؟!
- هل المقاومة الفلسطينية نشأت مع حماس فقط ؟!!
- علي ماذا تتفاوض حماس بالضبط؟!
- الدولة....وهل تتدخل في الفنون أم لا ؟!
- لقد هزمنا....
- أسباب للتشاؤم ... وأسباب للأمل ...
- دمشق.. وما رمتها به الليالي...
- الدين... والدولة البريطانية العميقة..
- الدين... والدولة الامريكية العميقة !!
- قراءات في القطار... أيام في أمريكا..
- عمرو موسي .... وحماس !!
- القلق الحقيقي ...
- كيف تخطط اسرائيل لقتل عبد الفتاح السيسي ...
- وسائل متجددة للمقاومة... والحياة...
- دروس المأساة السورية (4) الاسلاميين والديموقراطية ...
- دروس المأساة السورية (3) تنشيط الحياة السياسية...
- دروس المأساة السورية (2) التوازن في العلاقات الاقليمية والدو ...
- دروس المأساة السورية (1) طول بقاء الحاكم في مقعده ....


المزيد.....




- لحظة تحبس الأنفاس.. متنزهون يواجهون مشتبهًا به في إشعال حريق ...
- فيديو متداول لـ-جفاف أراضي محصول الأرز- في مصر.. ما حقيقته؟ ...
- الكفاءات المهاجرة في شرق ألمانيا- بين المغادرة والبقاء
- القضاء الفرنسي يطلب تحديد مكان وجود بشار الأسد
- إيران تحتجز ناقلة نفط أجنبية بشبهة تهريب الوقود
- مسيرات مفخخة تستهدف حقول نفط في كردستان العراق لليوم الثالث ...
- إثيوبيا تعتقل 82 شخصا تشتبه في انتمائهم لـ -داعش-
- خطة بريطانية لنقل آلاف الأفغان بعيدا من -طالبان-
- مطار الموصل يخلع دمار -داعش- ويعاود العمل
- -وقف نار- جديد في السويداء وزعيم الدروز يرفضه


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الذكاء البريطاني.. وكيف اصبح بديلا للقوة الاقتصادية والعسكرية؟!