أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - ماذا لو حدث هذا بعد ثورة 25 يناير ؟!















المزيد.....

ماذا لو حدث هذا بعد ثورة 25 يناير ؟!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تخيل أنه بعد تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجاح ثورة ٢٥ يناير وهتاف عشرات الالاف سعادة في ميدان التحرير بنجاح ثورتهم المطالبة بالحرية والديموقراطية والكرامة الانسانية... نتخيل ان رئيس البلاد وقتها المشير محمد حسين طنطاوي أعلن نفسه رئيسا للبلاد لمدة خمس سنوات قادمة بدون استشارة او موافقة من أحد ، وأن الدستور لن يكتب إلا بعد ٤ او ٥ سنوات...

وأن الرئيس محمد حسين طنطاوي قام بحل جميع الاحزاب في البلاد ، ومنع تكوين أحزاب جديدة إلا بإذنه...

كما أعلن محمد حسين طنطاوي انه ليس هناك انتخابات لمجلس الشعب الأن ، وانه هو شخصيا من سيقوم بتعيين واختيار أعضاء البرلمان ، وهو من سيرأس الحكومة أيضا بالاضافة إلي رئاسته للجمهورية...

ولنتخيل أن اسرائيل استغلت الفرصة واحتلت جزءا كبيرا من سيناء....

ماذا لو حدث ذلك في اول ثلاثة او أربعة شهور من تولي حسين طنطاوي رئاسة البلاد؟!

ما هو موقف الثوار من تلك القرارات وتلك الإجراءات التي اتخذها حسين طنطاوي منفردا...
هل كانوا سيسكتون له؟!

ما هو موقف الاحزاب السياسية في البلاد.. الوفد والتجمع والناصري والغد... الخ
ما هو موقف التيار الشيوعي والاشتراكيين الثوريين في مصر من هذه الإجراءات المنفردة... هل كان سيتقبلونها ام سيرفضونها؟!

مع هو موقف الإخوان المسلمين من إجراءات وقرارات حسين طنطاوي وتصرفه منفردا في المرحلة الانتقالية ، مع انه كان مفهوما انه مجرد رئيس مؤقت...
هل كان الاخوان سيقبلون هذه الإجراءات ام انهم كانوا سيهددون بإشعال مصر من ادناها الي اقصاها رفضا لقرارات الرئيس المؤقت محمد حسين طنطاوي...

والاهم من كل ما سبق...

هل ستوافق امريكا علي ما فعله حسين طنطاوي وما اتخذه من اجراءت .. ام كانت ستهدد بقطع المعونة العسكرية والاقتصادية ومحاولة حصار مصر سياسيا واقتصاديا...

هل كان رجال أمريكا في مصر ــ وما أكثرهم ــ ووسائل الاعلام التي تسير حسب الهوي الامريكي ستسكت.. ام ستملأ الدنيا صراخا علي الديموقراطية المهدورة في مصر، وعن الثورة التي تم سرقتها... الخ.

هل كانت ستقبل بريطانيا.. ومازال لها في مصر نفوذ ورجال ؟!

هل كانت قناة الجزيرة وقناة الجزيرة مباشر مصر ستسكت عن انحراف الثورة في مصر عن أهدافها ؟!
أم ستقسم شاشتها كالعادة، وتترك شئون العالم كله وتتفرغ لمصر فقط...
وتغطي خروج رجلين فقط للاعتراض في اقصي قري الصعيد النائية كدليل علي رفض المصريين لاجراءات حسين طنطاوي.. وان المصريين مستعدون للدفاع عن الثورة بأرواحهم....

أغلب الظن ان كل هؤلاء السابقين سيرفضون ما فعله حسين طنطاوي وسوف يبتباكون علي الثورة التي فشلت، وعن التضحيات التي ذهبت هباء، وعن الاستبداد والديكتاتورية التي تحكم البلاد....
وسيهددون بثورة ــ أو ثورات ــ أخري ، بعد ان سرقت الثورة الأولي... وأن الثورة مستمرة..

طيب... إذا عرفنا ان حسين طنطاوي لم يفعل أي شئ مما سبق...
وأن شخصا أخر في بلد أخر هو من فعل ذلك.. وان النتيجة مختلفة تماما، وأسلوب التعامل مختلف تماما...
ما القول اذن...

لم يفعل حسين طنطاوي اي شئ مما سبق في مصر.. بل من فعل كل ما سبق هو أبو محمد الجولاني أو أحمد الشرع.. حاكم سوريا الجديد بعد نجاح الثورة !!

ومع كل ذلك لم يتكلم الثوار ولا التيار المدني اعتراضا ، ولا رفض الاخوان وغضبوا احتجاجا علي فشل أهداف الثورة..
ولم تغضب امريكا وتهدد... بل اتضح أنها موافقة... بل ومرحبة...
ولم يعترض الاخوان ولا التيارات اليسارية علي احتلال اسرائيل لأجزاء واسعة من الجنوب السوري بل التمسوا الاعذار للحاكم الجديد....

كيف نقيم ما حدث سياسيا.. بل وأخلاقيا...

أغلب الظن أن من سيقارن بين ما حدث في مصر من ١٥ سنة وما حدث في سوريا من اربعة شهور سيقول ان تلك الثورات هي أكذوبة كبري... وان الموضوع لا علاقة له بالحرية ولا الديموقراطية ولا حقوق الانسان ولا الكرامة الإنسانية.. وانها مجرد ترتيبات وضعتها الولايات المتحدة لوصول من تريدهم الي قصور الحكم في الدول العربية... ليس أكثر ولا أقل...

وانها امرت رجالها في حالة مصر بالحركة فتحركوا.. وأمرت رجالها في حالة سوريا بالسكوت فسكتوا...

وان تلك التيارات السياسية كلها اما انها تيارات انتهازية أو انها مخترقة بالكامل من القوي الكبري...

مقارنة واحدة بين أسلوب التعامل مع ما حدث في مصر بعد يناير ٢٠١١ وما حدث في سوريا بعد ٨ ديسمبر ٢٠٢٤ كفيلة بجلاء الأمر كله... وفهم قصة الثورة والثوار والنشطاء والاحزاب السياسية والديموقراطية والحرية ، وما وراء هذه الملهاة كلها، وما الغرض النهائي منها...

وقصة الامريكان والاسرائيليين معنا من اولها الي أخرها... وما هي مطالبهم الحقيقية من بلادنا .....

وقصة وسائل الاعلام التي تملأ الفضاء ــ كالجزيرة والعربية والبي بي سي وغيرهم ــ وكيف انها تسير حسب هوي رعاتها... وانه لا وجود لشئ اسمه حرية الإعلام... فتلك احدي الخرافات التي صدقناها طويلا...

من تراكم تجاربنا خلال ال ١٥ سنة الماضية يمكن ان نعرف لماذا اختلف التعامل مع مصر عن التعامل مع سوريا...

لقد كانت الترتيب الأمريكي منذ بداية هذا القرن ــ والتي يمكن قراءته بسهولة الآن ــ هو وصول تيارات الاسلام السياسي الي السلطة في عموم البلاد العربية ، ولما كان الجيش المصري مازال حاكما بعد نجاح ٢٥ يناير وتنحي مبارك فلزم وقتها الكلام عن الديموقراطية وعن الدستور وعن تسليم السلطة للمدنيين وعن الثورة التي سرقت.... الخ.

اما في سوريا فبعد ذهاب بشار الاسد وصل تيار الاسلام السياسي واستلم السلطة جاهزة ، فلم يعد هناك مبررا للكلام عن الديموقراطية وعن الدستور وعن الحريات والانتخابات.... الخ.

اما لماذا هذا الاصرار الأمريكي علي وصول تيارات الاسلام السياسي بالذات ــ وبالتحديد ــ الي السلطة ، فيمكن فهمه في ضوء ما قدمه الجولاني نفسه من خدمات لأمريكا ولإسرائيل وخلال ثلاثة شهور فقط من استلامه للسلطة..

ويمكن فهمه في ضوء ما فعلته حماس في غزة، وتقديمها كل المبررات لاسرائيل للتخلص من اكبر عدد من الفلسطنيين تمهيدا لتهجيرهم خارج ديارهم...
الامريكان لا يلعبون... وهم اكثر من يعرف ويفهم هذه التيارات وطبيعة تفكيرها وافعالها... وقد جربتهم مرارا من قبل، وخاصة في افغانستان عند محاربة امريكا لروسيا ــ الاتحاد السوفييتي ــ في الثمانينات بيد تيارات الاسلام السياسي حتي تفكيكه وانهياره

فهل سيفهم او يستوعب أحد شيئا من كل ما سبق.. ومن تجارب جرت ومازالت تجري أمام أعيننا .... أشك...



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المقاومة الفلسطينية نشأت مع حماس فقط ؟!!
- علي ماذا تتفاوض حماس بالضبط؟!
- الدولة....وهل تتدخل في الفنون أم لا ؟!
- لقد هزمنا....
- أسباب للتشاؤم ... وأسباب للأمل ...
- دمشق.. وما رمتها به الليالي...
- الدين... والدولة البريطانية العميقة..
- الدين... والدولة الامريكية العميقة !!
- قراءات في القطار... أيام في أمريكا..
- عمرو موسي .... وحماس !!
- القلق الحقيقي ...
- كيف تخطط اسرائيل لقتل عبد الفتاح السيسي ...
- وسائل متجددة للمقاومة... والحياة...
- دروس المأساة السورية (4) الاسلاميين والديموقراطية ...
- دروس المأساة السورية (3) تنشيط الحياة السياسية...
- دروس المأساة السورية (2) التوازن في العلاقات الاقليمية والدو ...
- دروس المأساة السورية (1) طول بقاء الحاكم في مقعده ....
- الألهة التي تفشل دائما ...
- هل كان استخدام القوة افضل الخيارات العربية في هذه المرحلة ؟!
- وقف الحرب في غزة...


المزيد.....




- رئيس وزراء كندا: سنعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر.. وإسرا ...
- بهدف -احتواء الانقسام-.. تقرير يكشف تفاصيل زيارة قاآني -السر ...
- البحر يكتسح اليابسة.. 35% من شواطئ تونس تتعرض للتآكل
- انفجارات وحرائق.. حرب الاستخبارات السرية بين إيران وإسرائيل ...
- عاجل | المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: الاحتلال ارتكب مجزرة دم ...
- الحوثيون يستهدفون إسرائيل بـ5 مسيرات
- رئيس الكنيست في مؤتمر جنيف: إذا أردتم دولة فلسطينية فأقيموها ...
- للمرة الخامسة على التوالي.. الاحتياطي الفدرالي يتجاهل ضغوط ت ...
- واشنطن ترصد مكافآت مالية بملايين الدولارات مقابل معلومات عن ...
- استهدفت -أسطول شمخاني-.. عقوبات أميركية على إيران هي الأوسع ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - ماذا لو حدث هذا بعد ثورة 25 يناير ؟!