أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - كيف أجهض الغرب بالثورة حلم الشاه بالسلاح النووي... وكيف يحاول الآن بالقوة إجهاض حلم النظام الثوري بامتلاك نفس السلاح ؟!!















المزيد.....

كيف أجهض الغرب بالثورة حلم الشاه بالسلاح النووي... وكيف يحاول الآن بالقوة إجهاض حلم النظام الثوري بامتلاك نفس السلاح ؟!!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8375 - 2025 / 6 / 16 - 23:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الأمور المعروفة لدي الجميع أن شاه ايران كان رجل الغرب ــ أمريكا وبريطانيا تحديدا ــ في منطقة الخليج العربي، وهو قول صحيح في عمومه، فالبريطانيون هم من سلموا الحكم الي الشاه محمد رضا بهلوي عام ١٩٤١ بعد أن فرضوا علي أبيه ــ الذي شكوا في ولاءه للمحور ــ التنحي والانزواء، وترك مكانه لإبنه الشاب...

( وهو نفس ما فعلته بريطانيا مع الملك فاروق بعد سنة واحدة ــ حادث ٤ فبراير ١٩٤٢ ــ عندما فرضت عليه تشكيل حكومة برئاسة مصطفى النحاس، وإلا فعليه التنازل عن الحكم قبل الساعة السادسة من مساء نفس اليوم، وقد أقنع رئيس الديوان الملكي أحمد باشا حسنين الملك فاروق بالتوقيع، وكان أن حفظ له عرشه، أو مد في عمره عشر سنوات أخري، قبل غروبه النهائي في صيف ١٩٥٢ )..

وأمريكا وبريطانيا هما من أعادا الشاه الي عرشه عام ١٩٥٣ بعد فراره الي روما، خوفا من ثورة شعبية كان يقودها الدكتور محمد مصدق بطل تأميم البترول الايراني...

وهنا نتوقف لحظة لنفكر... كيف ولماذا تتخلي الدول الكبري عن قادة ورؤساء وملوك كانت هي نفسها من أتت بهم الي السلطة؟!!

والجواب أن الدول الكبري تأتي برجالها الي الحكم ولكن لا تضمن تصرفاتهم بنسبة مائة في المائة، أن كثير من هؤلاء قد يطوف بباله أحيانا التمرد علي سادته، وغالبا ما يكون ذلك بتأثير عامل خارجي ــ عامل ثروة البترول الهائلة التي هبطت فجأة في حالة شاه ايران مثلا ــ أو بتأثير دولة كبري أخري قد يري حاكم ما أنها من الممكن أن تصنع له نوع من التوازن في علاقاته الخارجية، بدلا من الاستعباد الكامل لدولة واحدة...

والامثلة علي ذلك كثيرة ، مثل نورييجا في بنما الذي ساعدته امريكا في الوصول الي السلطة ثم ــ عندما تمرد عليها ــ اتهمته أنه يتاجر في المخدرات وقبضت عليه وسجنته!!

وفي السنوات التي تلت ١٩٧٣ وبتأثير من كميات الاموال الهائلة التي اصبحت في حوزة الشاه محمد رضا بهلوي بعد فورة أسعار البترول العالمية عقب حرب اكتوبر ١٩٧٣ لعبت الثروة الاسطورية بعقل الرجل... والمال عموما يعطي الانسان الفرد أو الدول احساسا مبالغا فيه بالقوة والقدرة علي عمل أي شئ وعلي صنع المعجزات...

وكان أن تناسي سادته القدامي ــ بريطانيا وأمريكا ــ وتقارب مع الاتحاد السوفييتي، وكانت هناك مشروعات مشتركة ضخمة معا في مجالات الطاقة وغيرها، وغضب البريطانيون والامريكان بشدة، وزاد الغضب مع تقارب الشاه الايراني مع ألمانيا وفرنسا... والمانيا وفرنسا في تلك السنين كانتا أكثر استقلالا بكثير عن السياسات الأنجلوسكسونية كما نراها اليوم...

وكانت الضربة القاضية في علاقته مع أمريكا وبريطانيا محاولة شاه ايران صنع سلاح نووي بمساعدة فرنسية، يضمن له ــ وهو الملك فوق الحكومات المتغيرة ــ مكانا لائقا بين الكبار... يقف بينهم رأسا برأس...

وهنا تم الاستقرار في أروقة الدولة العميقة في لندن وواشنطن علي طرد شاه ايران من السلطة، وكان البديل جاهزا... مجموعة من رجال الدين الشيعة يقودهم رجل مسن ومتعصب ويعيش بعقله واهتماماته في دنيا أخري، بينها وبين القرن العشرين ازمنة بعيدة جدا.. وهو آية الله روح الله الموسوي الخوميني...

كان رأي أجهزة التفكير والتخطيط في لندن وواشنطن أن رجال الدين بحكم طبيعة تفكيرهم واهتمامهم يمكن التعامل معهم والسيطرة عليهم، فكل ما يشغلهم هو لبس النساء والمظاهر الدينية التقليدية، وهو شئ لا يضر الغرب في شئ... بل علي العكس، فهو ــ من وجهه نظرهم ــ يلهي تلك الشعوب بنعيم الأخرة عن الدنيا ومطالبها ومنازعة الدول الكبري علي السلطان والقوة...

وفوق كل ذلك فنظم الحكم الدينية في الغالب نظم متعصبة وضيقة الافق، وليس لها فهم حقيقي وسليم للعالم ومتغيراته، وبالتالي فيمكن استغلال تلك القوي المتعصبة في السياسات المتغيرة للدول الكبري...

وجاءت ساعة شاه ايران، وطلبت منه الولايات المتحدة مغادرة طهران، ورفضت فيما بعد اقامته في أمريكا، وجاءت لأية الله الخوميني بطائرة نقلته من مجرد لاجئ سياسي في باريس الي حاكم لدولة رئيسية من دول الشرق الاوسط !!!

وحقق اية الله الخوميني للغرب ما أراده... فاوقف المشروع النووي الايراني، وكعادة تلك النظم نادي بأسلمة المجتمعات الاسلامية وطرد حكامها الكفرة والخائنين... وكان ذلك مؤدي ما عرف بسياسة تصدير الثورة...

وكان العراق ــ لسوء حظه ــ وهو جار وملاصق لإيران أول من طبق عليه الخوميني سياسته الخاصة بتصدير الثورة... وكان الاغراء أن عدد الشيعة في العراق كبير ــ يصل الي نصف عدد الشعب العراقي وربما أكثر ــ ويمكن باستخدام الخوميني للنداءات الدينية أن يجذب هؤلاء... او علي الاقل كتلة كبيرة منهم...

ولم يكتف الخوميني بذلك... بل بدء العراق ومدنه يشهد عمليات ارهابية وقتل وراءها ايران، واحتج العراق، وقدم الشكاوي علي الاختراقات الايرانية للأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي ، ولم يرتدع الخوميني، وطلب صدام حسين وساطات دول من العالم الثالث لعل الايرانيين يتوقفوا عن الجهد الدعائي والاعلامي بين شيعة العراق ثم عمليات زعزعة نظام الحكم في العراق...

وبعد أشهر من الصبر وطول البال العراقي أنذر العراق ايران انه لن يسكت طويلا علي الاستفزاز الايراني، الذي اصبح لا يحتمل بعد سلسلة من التفجيرات شهدتها مدن العراق...

وفي سبتمبر ١٩٨٠ بدأت الحرب العراقية الايرانية والتي استمرت حتي أغسطس ١٩٨٨.. اي ثماني سنوات كاملة، وعند توقيع اتفاق انهاء الحرب قال الخوميني كلمته المشهورة... انني وانا اوقع علي انهاء الحرب كمن يتجرع كأسا من السم !!

كانت الحرب بين العراق وايران مصلحة غربية كاملة، فالدولتين من دول البترول الغنية جدا، واذا تركتا وشأنهما يمكن أن يجعلا من بلديهما دولا متقدمة علميا وصناعيا... ومن هنا كانت الحرب هي الوسيلة المثلي من وجهة نظر الغرب لتعطيل الدولتين... وقد كان...

مات الخوميني بعد انتهاء الحرب مع العراق بقليل، وتولي خلفاءه السلطة من بعده....

وفي التسعينات طاف ببال القيادة الجديدة في ايران العودة الي سياسة الشاه بصنع قنبلة نووية تمثل الحماية النهائية لنظام حكمهم من اية تقلبات، وتصنع لهم هيبة وسط الكبار، وتفتح امامهم مجالا للنفوذ لا يتوقف....

وكما في حالة الشاه... تنبه الغرب...
ولكن كان الغرب ــ أمريكا وبريطانيا ــ في معضلة حقيقية هنا...
فنظام حكم رجال الدين الشيعة في ايران ــ بعكس الشاه ــ يحقق للغرب فوائد جمة.. منها :

١ ــ أنه يخيف دول الخليج العربي الصغيرة، والتي سرعان ما تجري الي دول الغرب تطلب الحماية والامن... وكل ذلك ليس بدون مقابل...

٢ ــ تشجيع ايران علي صنع امتدادات لها من شيعة المنطقة، تعمل علي تفتيت الدولة العربية من الداخل، وتصنع دولة داخل الدولة... وهو هدف اسرائيلي قديم... حتي وان استخدمت تلك الفروع راية المقاومة والعداء لاسرائيل، فهو ثمن يمكن تحمله مقابل تفتيت وحدة دول عربية مهمة، وصنع فتن واضطرابات لا تنتهي في دول اخري...

كانت الخدمات التي تقدمها ايران ــ بقصد او بدون قصد ــ للغرب مغرية ولا يمكن الاستغناء عنها، ومن هنا كان صبر الغرب عليها وعلي المشروع النووي الايراني المستجد... بعكس ما تم مع الشاه...

حاول الغرب احتواء ايران... بمعني تقليم اظافر برنامجها النووي أولا بأول ــ قتل علماء، والحصار الاقتصادي، والتفاوض لتجميده ــ مع تركها تمرح كما تشاء في عموم الشرق الاوسط...

ولكن عندما كان البرنامج النووي الايراني يصل الي مراحل خطرة... كان الضغط الناعم يتحول الي ضغط خشن....

حتي جاء يوم ٧ اكتوبر ٢٠٢٣... وهو يوم يختلف الشرق الاوسط بعده كثيرا عما كان قبله...

وبغض النظر عن رواية تفاصيل ما جري في الشرق الاوسط خلال السنتين الماضيتين، فقد وجد الأيرانيون بعد ان قامت اسرائيل بتقليم اظافر رجالهم وتنظيماتهم في لبنان واليمن، وتخلصت من أهم وأكبر صديق لإيران في العالم العربي وهو النظام السابق في سوريا أن تسريع برنامجها النووي والصاروخي هو الرد النهائي لكل من يفكر في ارتكاب حماقة ضد ايران....

.... ومن هنا وصلنا الي ما حدث فجر يوم الجمعة الماضية ١٣ يونيو ٢٠٢٥ وهو حدث مؤسس ، لن يصبح الشرق الاوسط بعده كما كان قبله....



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف قضي الغرب واسرائيل علي أربع محاولات عربية ومحاولتين ايرا ...
- التناقض الرئيسي... والتناقض الثانوي.
- النموذج الذي تريد بريطانيا تعميمه في عموم الشرق الاوسط...
- القوة عندما تصل الي درجة الغرور...
- الذكاء البريطاني.. وكيف اصبح بديلا للقوة الاقتصادية والعسكري ...
- عودة الاوهام مرة أخري... وما الهدف منها ؟!
- اللواء والوزير.... وحماس..
- ماذا لو حدث هذا بعد ثورة 25 يناير ؟!
- هل المقاومة الفلسطينية نشأت مع حماس فقط ؟!!
- علي ماذا تتفاوض حماس بالضبط؟!
- الدولة....وهل تتدخل في الفنون أم لا ؟!
- لقد هزمنا....
- أسباب للتشاؤم ... وأسباب للأمل ...
- دمشق.. وما رمتها به الليالي...
- الدين... والدولة البريطانية العميقة..
- الدين... والدولة الامريكية العميقة !!
- قراءات في القطار... أيام في أمريكا..
- عمرو موسي .... وحماس !!
- القلق الحقيقي ...
- كيف تخطط اسرائيل لقتل عبد الفتاح السيسي ...


المزيد.....




- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟
- وداعا للوهن!.. علاج ثوري قد يكون مفتاح الشباب الدائم للعضلات ...
- الذكاء الاصطناعي -يفكّر- كالبشر دون تدريب!
- وكالة -مهر-: دوي انفجار شمال شرقي العاصمة الإيرانية طهران
- -‌أكسيوس-: اقتراح لعقد اجتماع بين إدارة ترامب وإيران هذا الأ ...
- وزير الدفاع الأمريكي: سياستنا في الشرق الأوسط دفاعية ولا ني ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - كيف أجهض الغرب بالثورة حلم الشاه بالسلاح النووي... وكيف يحاول الآن بالقوة إجهاض حلم النظام الثوري بامتلاك نفس السلاح ؟!!