أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - كيف قضي الغرب واسرائيل علي أربع محاولات عربية ومحاولتين ايرانيتين لصنع قنبلة ذرية ؟!















المزيد.....

كيف قضي الغرب واسرائيل علي أربع محاولات عربية ومحاولتين ايرانيتين لصنع قنبلة ذرية ؟!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8374 - 2025 / 6 / 15 - 15:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس صحيحا ان العرب وبعض دول الاقليم كإيران قصروا في حق انفسهم ولم يحاولوا دخول العصر من أوسع أبوابه العلمية والتقنية ، وهو باب الطاقة النووية ، سواء في صورتها السلمية او في صورتها الحربية....
ولكن كل المحاولات كانت تقابل بالاجهاض بالقوة بواسطة الولايات المتحدة وذراعها في منطقتنا... واقصد اسرائيل...

أربع محاولات لامتلاك العرب الطاقة النووية قوبلت بالتصدي الغربي الصارم، وهو ما يمكننا من الاستنتاج ان الغرب هو من فرض علينا التخلف فرضا وبقصد... ومع سبق الاصرار والترصد....

فما هي تلك المحاولات الأربع... وكيف انتهت ؟!!

١ - المحاولة الاولي... جمال عبد الناصر يبحث عن سلاح لردع اسرائيل..

في عام ١٩٦٤ تبين لجمال عبد الناصر ان هناك محاولات اسرائيلية لصنع قنبلة ذرية بمساعدة من فرنسا وامريكا ، كان تفكير جمال عبد الناصر بالنسبة لمشكلة اسرائيل انها موضوع مؤجل للمستقبل، عندما يمتلك العرب أسباب القوة الذاتية... علمية وتكنولوجية واقتصادية ..
ولكن مع بدء دخول اسرائيل المجال النووي فقد كان العزم أنه لابد للعرب ألا يتخلفوا عنها، ومن هنا بدء التفكير والعمل في برنامج نووي مصري...

وبمجرد إعلان مصر لذلك تنبهت كل حواس أمريكا واسرائيل، وفي ضوء كل ما تكشف من وثائق فإن اصطياد عبد الناصر وضربه وإنهاء تجربته جري التفكير فيه منذ تلك اللحظة من عام ١٩٦٤ ...
وجري الترتيب الأمريكي الإسرائيلي حثيثا علي مدار ثلاث سنوات حتي تم أحكام الفخ الذي تم ترتيبه بذكاء لجمال عبد الناصر... وكانت حرب ٥ يونيو ١٩٦٧ وتوقف البرنامج النووي المصري بعدها ، وتوقفت معه أولي محاولات العرب لدخول العصر الحديث وأفاقه الرحيبة من أوسع أبوابه...

٢ - المحاولة الثانية... صدام حسين وبرنامج نووي علي ضفاف دجلة...

بمجئ عصر البترول والفورة الهائلة في اسعاره وفوائض أمواله ، كان لدي الرئيس العراقي صدام حسين الطموح والمال لصنع قنبلة نووية عربية، واشترك في البرنامج النووي العراقي علماء من مصر وتقنيات من فرنسا...

كان لدي العراق طبقة متعلمة تعليما جيدا ووفرة في مصادر المياه ووفرة في الاموال، ومن هنا فقد كان امتلاك العراق لسلاح نووي في ظل هذه الظروف مسألة وقت ليس أكثر ...
ولكن في يوم من أيام يونيو ١٩٨٠ اقلعت طائرات اسرائيلية من قواعدها قاصدة بغداد ، وضربت المفاعل النووي العراقي....
وتوقفت ثاني محاولة عربية لصنع سلاح ردع قوي وفعال..

٣ - معمر القذافي يريد شراء قنبلة ذرية...

خلال فترة حكمه الطويلة حاول الرئيس الليبي معمر القذافي شراء سلاح نووي جاهز، فلم يكن الرجل لديه طاقة لتوفير عناصر بناء برنامج نووي محلي، من توفير العلماء والتكنولوجيا والمواد الخام - اليورانيوم والبلوتينيوم - ثم تأتي أمريكا او اسرائيل وتضربه في النهاية، ويضيع في لحظات جهد سنوات...

ومن هنا فكر معمر القذافي في ان شراء قنبلة نووية أو اثنتين - أو اكثر - أهم وأجدي واكثر توفيرا للجهد والطاقة والمال...

وكان ان عرض الامر علي روسيا فرفضت، وقالت له ان السلاح النووي ليس للبيع، ثم جرب ان يشتري سلاحا ذريا من كوريا الشمالية، فرفضت هي الاخري وعرضت عليه مساعدته في بناء برنامج نووي ليبي مستقل....

وبعد ضرب أمريكا للعراق عام ٢٠٠٣ والقبض علي صدام حسين عام ٢٠٠٤ خاف معمر القذافي ان يلاقي نفس المصير ، وكان أن عرض طائعا تسليم كل ما يخص البرنامج النووي الليبي الي الغرب... وقد تم ذلك فعلا..

الغريب ان ذلك لم يشفع لمعمر القذافي، ومع مجئ عصر الثورات الربيعية المخطط لها في غرف مكاتب الاستخبارات الغربية عام ٢٠١١ تم فبركة " ثورة " ليبية ، وتدخل حلف الاطلنطي وضرب ليبيا، وكان ان استطاعت مجموعة ممن اطلقوا علي انفسهم لقب الثوار القبض على معمر القذافي وتعذيبه بوحشية ثم قتله !!

٤ - بشار الاسد... والبرنامج النووي السوري..

بعد احداث عامي ٢٠٠٣ - ٢٠٠٥ وقد كانت تلك السنوات بمثابة بروفة او التمهيد للربيع العربي بعد اقل من عقد من الزمان ، ففي ذلك الوقت تم ضرب العراق واحتلاله، ثم التحرش بسوريا وتهديدها، ثم قتل رفيق الحريري واتهام سوريا وبشار الاسد بدمه، ثم فرض الانسحاب السوري من لبنان تحت ضغط ثورة الأرز اللبنانية...

ومن هنا فكر الرئيس السوري بشار الاسد ان السلاح النووي هو الرادع النهائي لأي طرف يريد الأضرار بسوريا ، وبدء بسرية تامة العمل في برنامج سوري لصنع السلاح النووي، وتنبهت اسرائيل ووراءها امريكا، وتم ضرب البرنامج النووي السوري عام ٢٠٠٧ وهو مازال في بداياته الجنينية...

ومثما حدث مع معمر القذافي وقد كان يمتلك سلاحا كيماويا كسلاح بديل للسلاح النووي ، وهو نفس الوضع بالنسبة لبشار الاسد...

كادت الولايات المتحدة ان تضرب بشار الاسد في صيف ٢٠١٣ وتتخلص منه بحجة انه استخدم السلاح الكيماوي ضد " الثوار " في الغوطة الشرقية، كانت القصة منتحلة ومفبركة بالكامل، وعرضت أمريكا ان تفكيك السلاح الكيماوي السوري هو فقط ما سينقذ سوريا من ضربة أمريكية مروعة، وبنصيحة روسية سلمت سوريا سلاحها الكيماوي الي الوكالة الدولية للطاقة النووية...

ولم يشفع ذلك ايضا لبشار الاسد فبعد نجاحات سورية روسية في ابعاد خطر تنظيم داعش وتنظيم القاعدة عن الوصول الي دمشق، تمكنت تلك المجموعات الإرهابية المسلحة بمساعدة تركية بريطانية أمريكية من تحييد الجيش السوري وتسليم الحكم في دمشق الي أحد الارهابيين المطلوبين دوليا للعدالة وهو أبو محمد الجولاني... الذي أصبح اسمه احمد الشرع !!

وعلي مدي أكثر من ستين عاما حطم الغرب واداته في منطقتنا اسرائيل كل المحاولات العربية لصنع سلاح نووي عربي...

وقد تنبهت مصر الي ذلك وحاولت احراج الغرب وانشاء برنامج نووي مصري سلمي، حتي لا يجد الغرب مبررا علنيا لضربه كما حدث في كل المحاولات السابقة.... ولكن !!

في عام ٢٠٠٦ اعلن الرئيس مبارك ان مصر سوف تقيم مفاعلا نوويا سلميا في منطقة الضبعة علي شاطئ المتوسط... ولكن بعد بعد أكثر قليلا من ٤ سنوات تم اقصاء مبارك عن السلطة بثورة ملونة علي ضفاف النيل !!

وفي عام ٢٠١٧ أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي إنشاء برنامج نووي مصري سلمي مع روسيا.... ومازالت المحاولات المحمومة لاقصاء عبد الفتاح السيسي عن السلطة لا تهدأ يوما واحدا منذ سنوات طويلة ، ولا اظنها سوف تتوقف... علي العكس فكل المؤشرات تقول انها سوف تزيد....

والنتيجة... أن ما وصل إليه العرب من ضعف لم يكن نتيجة تقصيرهم أو ضعف همة أو خيانة رؤساءهم... علي العكس فقد حاول العرب علي مدي العصور ومع تقلب نظم الحكم حيازة سلاح نووي عربي رادع ، ومنعوا من ذلك بالقوة المسلحة الغالبة....

اي ان تخلف العرب لم يكن - في اغلبه - نتيجة قصور منهم بقدر ما كان جهدا منظما ومستمرا ولا يعرف الملل لتعطيلهم وتأخرهم... بالحيلة حينا... وبالقوة المسلحة القاهرة في أغلب الأحيان...

هذه قصة البرنامج النووي العربي الذي لم يتم... فما هي قصة البرنامج النووي الايراني ايام الشاه ثم ايام حكم رجال الدين الإيرانيين، والذي وصلنا معه الي هذه النقطة التي يكاد الشرق الاوسط فيها ان يتمزق ؟!



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناقض الرئيسي... والتناقض الثانوي.
- النموذج الذي تريد بريطانيا تعميمه في عموم الشرق الاوسط...
- القوة عندما تصل الي درجة الغرور...
- الذكاء البريطاني.. وكيف اصبح بديلا للقوة الاقتصادية والعسكري ...
- عودة الاوهام مرة أخري... وما الهدف منها ؟!
- اللواء والوزير.... وحماس..
- ماذا لو حدث هذا بعد ثورة 25 يناير ؟!
- هل المقاومة الفلسطينية نشأت مع حماس فقط ؟!!
- علي ماذا تتفاوض حماس بالضبط؟!
- الدولة....وهل تتدخل في الفنون أم لا ؟!
- لقد هزمنا....
- أسباب للتشاؤم ... وأسباب للأمل ...
- دمشق.. وما رمتها به الليالي...
- الدين... والدولة البريطانية العميقة..
- الدين... والدولة الامريكية العميقة !!
- قراءات في القطار... أيام في أمريكا..
- عمرو موسي .... وحماس !!
- القلق الحقيقي ...
- كيف تخطط اسرائيل لقتل عبد الفتاح السيسي ...
- وسائل متجددة للمقاومة... والحياة...


المزيد.....




- نتنياهو: هاجمنا إيران لمنع -محرقة نووية- وهذا ما قاله عن -تغ ...
- أنور قرقاش يعبر عن إدانة الإمارات الضربات الإسرائيلية على إي ...
- الجيش الأردني: نسقط الصواريخ والمسيرات التي تنتهك مجالنا الج ...
- سكان القدس يخزنون المؤن وسط تصاعد التوتر مع إيران
- نيكولا ساركوزي يفقد وسام الشرف الفرنسي بعد إدانته رسمياً
- لماذا هبت دول عربية وتركيا لمساعدة سوريا؟
- نتنياهو: العملية الإسرائيلية قد تؤدي إلى تغيير النظام في إير ...
- تركي آل الشيخ لجمهور الزمالك: لا تصطادوا في الماء العكر
- وزير الخارجية القطري ونظيره الفرنسي يؤكدان أهمية الاستقرار ف ...
- إسرائيل لم تخطر بريطانيا بهجماتها مسبقا


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - كيف قضي الغرب واسرائيل علي أربع محاولات عربية ومحاولتين ايرانيتين لصنع قنبلة ذرية ؟!