أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - القوة عندما تصل الي درجة الغرور...














المزيد.....

القوة عندما تصل الي درجة الغرور...


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتصرف اسرائيل اليوم في الشرق الاوسط بلا رادع يوقفها عند حدها، معتمدة علي قوة الولايات المتحدة الأمريكية وليست علي قوتها هي الذاتية، فاسرائيل في أي مقياس للقوة دولة دون المتوسطة، حتي برغم امتلاكها للسلاح الذري، فالسلاح الذري هو سلاح المعركة الاخيرة أو سلاح النهاية، وهو سلاح للردع أكثر منه سلاح للاستخدام..

وعدد سكان اسرائيل من اليهود ــ ٨ مليون انسان ــ لا يجعل جيشها في ميزان القوة العسكرية ذو شأن كبير، ولا بمقدوره تحمل حرب استنزاف طويلة ومكلفة بشريا... وجغرافيا اسرائيل كقطعة ارض محشورة في ركن، وبلا عمق تعتمد عليه وقت الخطر، ومحاصرة بمحيط كبير وعدائي من حولها يجعلها دولة هشة من الناحية العسكرية...

ولكن ثلاثة أرباع القوة العسكرية الاسرائيلية تأتي من ارتباطها بالاستراتيجيات الأمريكية في الشرق الاوسط، ووضع نفسها دوما في مكان الخادم لتلك الاستراتيجيات، وعنصر التخويف والارهاب للعرب إذا فكر احدهم في تحدي الإرادة والهيمنة الأمريكية علي أغني وأهم مناطق العالم...

لذا فالقوة الاسرائيلية ومستقبل الدولة اليهودية كله مرتبط بالقوة الأمريكية صعودا وهبوطا...
وهي تشبه في ذلك المحميات الأمريكية حول العالم، والتي لا تستطيع العيش بدون الحماية الأمريكية والقوة الأمريكية، مثل تايوان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وغيرهم ... وهي شبه دول ليس لها بدون القوة والحماية الأمريكية مستقبل...

والموقف الحالي في الشرق الاوسط له سوابق قريبة، ابرزه ما حدث من علو وغرور عسكري اسرائيلي كبير بعد نصرهم في حرب يونيو ١٩٦٧، وقد تصرفت اسرائيل بعد الحرب وكأنها الامبراطورية العظمي في الشرق الاوسط، وبرغم الضربات التي تلقتها اسرائيل من المصريين في حرب الاستنزاف ١٩٦٨ ــ ١٩٧٠ الا أن غرورها لم يصب بنكسة إلا بعد خسائرها الكبيرة في حرب اكتوبر...
وكان وجود الامريكان دوما الي جانبها بالسلاح والمال والعلم والنفوذ عامل اطمئنان لتلك الدولة الغريبة...

فالقوة الاسرائيلية تستند الي عوامل مصطنعة اكثر منها عوامل حقيقية، وبأسباب للحياة والعيش لا تتقرر في تل أبيب ولكن في واشنطن ، وليس ذلك مما يطمئن علي مستقبل وجود وحياة تلك الدولة المصطنعة والتي يمدها غيرها بأسباب الحياة والوجود...

وحتي لو استطاعت اسرائيل التمدد في الفراغ الذي تركه انهيار الدولة السورية ، وأكثر من ذلك حتي لو استطاعت طرد الفلسطينيين من غزة والضفة إلي اماكن أخري ــ وهو اقصي ما يمكن ان يصل اليه الحلم التوراتي الإسرائيلي ــ وتحقيق حلم اسرائيل الكبري... فهل ستحل مشاكل اسرائيل الوجودية عندها ؟!

والجواب القاطع هو... لا.
لن تحل مشاكل اسرائيل الوجودية حتي لو تمكنت من تحقيق كل أحلامها والتوسع الي اخر ما يستطيع الجيش الإسرائيلي الوصول اليه...
ولن يزيدها ذلك عن وضعها الحالي... كدولة مصطنعة ليس لها مستقبل حقيقي او مضمون...

لماذا...
لأن مشاكل اسرائيل الحقيقية لن تستطيع اسرائيل أن تجد لها حلا...
فسوف يظل ٨ أو ٩ مليون من الغرباء يعيشون وسط مئات الملايين من السكان المختلفين عنهم في كل شئ... في الدين والقومية والمصالح والشعور والافكار وفي النظرة الي الحياة..

وسوف يظل اعتماد اسرائيل الحقيقي ــ برغم اي توسع مصطنع ــ علي قوة الولايات المتحدة، وهي قوة لا يمكن ضمان وجودها الي الأبد، فمنافسين الولايات المتحدة في السياسة وفي العسكرية وفي الاقتصاد وفي العلم يحرزون كل يوم تقدما، والقوة الأمريكية الشاملة أضعف بمراحل اليوم مما كانت عليه من عقود...

نعم مازالت الولايات المتحدة القوة الاكبر في عالم اليوم، لكن وزنها النسبي يضمحل عاما وراء عام، ومع مرور السنين وظهور عالم متعدد القوي وليس عالم القطب الواحد ، ومع انزواء الولايات المتحدة وانطواءها علي نفسها... ماذا سيتبقي لإسرائيل تعتمد عليه؟!

حتي لو حققت حلمها الخرافي بدولة من النيل الي الفرات فسوف تظل دولة مصطنعة، أسباب حياتها ووجودها يأتيها من الخارج، وسوف تظل تعيش وسط محيط عدائي، لن يظل علي ضعفه للأبد...

ومع أول بادرة ضعف لرعاة اسرائيل البعيدين وراء المحيطات سوف تجد الدولة العبرية المصطنعة تلك نفسها في وضع لا تحسد عليه، وعليها تسديد فواتير باهظة، وعقود من العلو والغرور والاجرام الذي لم يعرف التاريخ له نظيرا...

يومها ستكتشف اسرائيل انها بنت قصورا في الهواء، وأنها أقامت دولة علي الاوهام ، وان حقائق الحياة ستفرض نفسها في النهاية، برغم غرور القوة، مهما طال امدها واستطاعت تحقيق اهداف مؤقتة ومرتبطة بظروف معينة... ليست دائمة او مخلدة...

نهاية المعركة الطويلة محسومة مهما طالت ايامها، ومهما تعددت الهزائم، ومهما وصل غرور القوة الاسرائيلية الي مداه الاقصي...

وهذا اليوم قادم ...مهما طال الزمن....



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكاء البريطاني.. وكيف اصبح بديلا للقوة الاقتصادية والعسكري ...
- عودة الاوهام مرة أخري... وما الهدف منها ؟!
- اللواء والوزير.... وحماس..
- ماذا لو حدث هذا بعد ثورة 25 يناير ؟!
- هل المقاومة الفلسطينية نشأت مع حماس فقط ؟!!
- علي ماذا تتفاوض حماس بالضبط؟!
- الدولة....وهل تتدخل في الفنون أم لا ؟!
- لقد هزمنا....
- أسباب للتشاؤم ... وأسباب للأمل ...
- دمشق.. وما رمتها به الليالي...
- الدين... والدولة البريطانية العميقة..
- الدين... والدولة الامريكية العميقة !!
- قراءات في القطار... أيام في أمريكا..
- عمرو موسي .... وحماس !!
- القلق الحقيقي ...
- كيف تخطط اسرائيل لقتل عبد الفتاح السيسي ...
- وسائل متجددة للمقاومة... والحياة...
- دروس المأساة السورية (4) الاسلاميين والديموقراطية ...
- دروس المأساة السورية (3) تنشيط الحياة السياسية...
- دروس المأساة السورية (2) التوازن في العلاقات الاقليمية والدو ...


المزيد.....




- روسيا توسع سيطرتها في منطقة سومي الأوكرانية وسط مخاوف كييف م ...
- فيديو متداول لـ-حدث غريب- خلال عاصفة الإسكندرية الأخيرة.. هذ ...
- ويتكوف يوجه رسالة لحماس بعد تسليمها للمصريين والقطريين ردها ...
- حماس تسلم ردها على مقترح الهدنة: طالبنا بوقف دائم لإطلاق الن ...
- وزير الدفاع الأمريكي يحذّر من تهديد صينيّ -وشيك- لتايوان، وي ...
- ليبيا .. هل تكسر الاحتجاجات والاقتتال حالة الجمود السياسي؟
- لثلاثة أشهر.. السعودية وقطر تقدمان دعما ماليا مشتركا للقطاع ...
- فاغنكنيخت: على ميرتس والأوروبيين أن يحثوا زيلينسكي على قبول ...
- -ستجرنا إلى الحرب-.. خطط مفوضة السياسة الخارجية تجاه روسيا ت ...
- نائب الرئيس الفلسطيني يدين منع إسرائيل وصول الوفد العربي الإ ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - القوة عندما تصل الي درجة الغرور...