أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - أهداف إيران من الحرب... وهل تحققت أم لا ؟















المزيد.....

أهداف إيران من الحرب... وهل تحققت أم لا ؟


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب في واحدة من تعريفاتها هي فن توزيع واستغلال الإمكانيات العسكرية لتحقيق الغايات السياسية ، والحرب طبقا لكلاوزفيتز هي عمل عنيف مقصود به إرغام طرف علي الخضوع لارادة طرف اخر...

أي أن الحرب تابعة للسياسة بل وإحدى وسائلها وفروعها، وبالتالي فالدول تدخل الحروب لتحقيق أهداف سياسية محددة، أو تحرم عدوها من تحقيق أهدافه من الحرب، ومن هنا يأتي معني النصر والهزيمة...

وبهذا المنطق وهذا التعريف للحرب من كبار رجالها فإن إيران لم تهزم في الحرب ضد إسرائيل وأمريكا ، نعم قتل منها رجال مهمين في قمة الجهاز السياسي والعسكري والامني، ونعم بنيتها العسكرية والمدنية تعرضت لأضرار كبيرة ، ولكن إيران لم تخضع لما كان يراد لها أن تخضع له.

وبالتالي - وطبقا لتعريف الحرب من أشهر اساتذتها - فإيران تلقت ضربة قوية ولكن لم تكن الضربة قاتلة ولا مميتة، وظلت إيران حتي اللحظة الأخيرة التي وقف فيها اطلاق النار ترد على اسرائيل، وردا مؤلما في احيان كثيرة..

ومن وجهة نظر ايران فلماذا يسمح لغيرها بما لا يسمح لها به، فإسرائيل دولة نووية وكذلك الهند وباكستان بجانبها، بالاضافة الي كوريا الشمالية، بينما تركيا تستظل بحلف الناتو لحمايتها... فضلا عن السلاح النووي لدي روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا...

فما تفعله إذن فعلته دول كثيرة قبلها ، وليس هناك شريعة او قانون يقول أن دولا يسمح لها أن تمتلك السلاح النووي ودول اخري محرم عليها !!

وإذا قال أحد ان الخوف يأتي من أن ايران دولة عدوانية، فالرد وماذا عن اسرائيل، بل وماذا عن الولايات المتحدة نفسها ؟!
واذا قيل ان امتلاك متطرفين إيرانيين للسلاح الذري خطر فما الفرق بين التطرف الاسلامي في ايران والتطرف اليهودي في اسرائيل ؟!

اذا نحينا القوة جانبا - وللقوة منطقها وقانونها الخاص - فإن قضية اسرائيل وأمريكا بمنع إيران من حيازة السلاح النووي قضية خاسرة من زاوية قانونية ومن زاوية أخلاقية، فمن الذي اعطي الدولتان - وهما دولتين نوويتين - حق منع غيرهما مما تمتلكانه الا القوة ومنطقها وقانونها...

وفي سبيل برنامجها النووي والصاروخي ضحت إيران بكل غال، وصنعت لنفسها مليشيات مسلحة في ثلاث دول عربية تأتمر بأمرها، وتمثل خط الدفاع الأول عن الدولة الإيرانية...
وفي سبيل برنامجها النووي والصاروخي دعمت بمليارات الدولارات تلك الافرع السياسية العسكرية في وقت كان الاقتصاد الإيراني يئن من أوجاعه، وكان صوت الشعب الإيراني يرتفع عاليا طالبا بمستوي افضل من المعيشة وجودة الحياة..
وفي سبيل برنامجها النووي والصاروخي تركت إيران اغلي حلفاءها - حزب الله وبشار الاسد - يتبخرون أمامها دون ان تصنع لهم اي شئ ...
وفي سبيل برنامجها النووي والصاروخي تلقت إيران الصفعة تلو الاخري راضية وصامتة.. من مقتل قاسم سليماني في بغداد الي ضرب رجالها في السلك السياسي والعسكري في سوريا...

لم تتحرك إيران ازاء كل هذه الاستفزازات وفضلت ان تحتفظ بقوتها للحظة الاخيرة وعندما يدق الخطر بابها ذاته...
وعندما جاء الخطر الي عتبة بابها ، وبرغم قوة الضربات من اعداءها، وهو شئ متوقع لقوة هؤلاء الأعداء فإن إيران كان ردها قويا وموجعا في احيان كثيرة، وخلال ايام الحرب فرضت اسرائيل طوقا حديديا حول اي تسريب يتحدث عن خسائرها البشرية او المادية او العسكرية الا ما يقوله الجيش الإسرائيلي بنفسه، ولكن بعد الحرب بدأت تظهر شيئا فشيئا بعض ملامح الصورة في اسرائيل، وطبقا لما نشر في الإعلام الإسرائيلي أمس فإن الحصيلة الأولية للضربات الايرانية كانت كالأتي :
تضرر ٣١ الف مبني في المدن الاسرائيلية المختلفة..
تدمير ٤ ألاف مركبة..
مقتل ٢٩ اسرائيلي واصابة ٨٧٢ ..
وسكتت اسرائيل عن ذكر خسائرها العسكرية والامنية..
ويجب لفت الانتباه الي أن الدول في العادة لا تذكر خسائرها في الحروب، وإذا ذكرتها فإنها تنزل بها الي جزء بسيط من الحقيقة...

ماذا عن الغد ؟

والان وبرنامج ايران النووي والصاروخي لم يصب بأذي كبير، ودعوات استئناف الحرب تترد في أجواء اسرائيل فهل تستأنف ايران وتسرع من برنامجها التسليحي ؟
هذا ما قالته إيران، ومن غير المعروف أين سيصل عزمها في تحقيقه ..

ثانيا هل تستطيع ايران أن تتمرد علي طبيعتها وتنسي قصة خلق تنظيمات عسكرية وتشكيلات سياسية لها في الدول العربية التي يوجد بها كتلة من السكان الشيعة، وهي القضية التي سممت علاقات ايران بالدول العربية لعقود، خاصة ان هذه الاذرع والتكتلات وقت الخطر لم تنفعها ، فضلا عما تتكلفه ايران من مبالغ طائلة لرعايتها وتسمينها...

قضية اخري اثيرت علي هامش الحرب وهي هل تلك الحرب مجرد فصل في مسرحية متعددة المشاهد بين ايران واسرائيل وأمريكا ؟!
وهو سؤال ساذج يغفل ان هناك بشر ماتوا ومدن دمرت وسلاح تحطم وعشرات البلايين صرفت... فلماذا كل هذا ؟! من أجل مسرحية ؟! ولمن تعرض هذه المسرحية ومن تريد اقناعه، وما هدفها ؟!

ربما يأتي اللبس احيانا من إخبار ايران لأمريكا بموعد ضربتها، وما يعده البعض مسرحية متفق عليها يراه الايرانيون ممارسة لنوع من السياسة لا تجعل بلادهم هدفا صريحا لأقوي دولة في العالم...
هم لا يريدون عداء شاملا مع الولايات المتحدة، ويفهمون جيدا أنها القوة الأعظم في زماننا، وبالتالي فنوع من الذكاء في التعامل معها لا يضر ...

والأيرانيون يمارسون السياسة بعقل وليس بتهور، وتجربتهم السياسية طويلة، وما يراه البعض نوع من ممارسة العاب المسرح في السياسة هو من وجهة نظرهم تجنب عداء الوحش مع عدم الاستسلام له في نفس الوقت...

والفرس لا يشبهون العرب في حميتهم وفوران دمائهم ، ولكن هم كالانجليز يمارسون السياسة بهدوء أقرب الي البرود، ولا يستجيبون بسهولة للاستفزاز المدبر الذي يأخذهم بعيدا عن اهدافهم...

نعم يرتفع صوتهم أحيانا تهديدا ووعيدا ، وغالبا ما يكون ذلك فوق أو أعلي من قدراتهم الحقيقية، ولكن وقت الجد يلعبون اللعبة السياسية بذكاء وليس بتهور..

عموما وكما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ان كلا الدولتين - إيران واسرائيل - تعبوا وارهقوا من تلك الحرب فيمكن القول أن إيران استطاعت تحقيق نصف انتصار، وذلك بأنها حرمت اسرائيل من تحقيق هدفها من الحرب، ونيل جائزتها وهو وجود نظام جديد في إيران وانهاء البرنامج النووي والصاروخي الايراني...
واستطاعت أيضا ضرب إسرائيل ضربات كشفت نقاط ضعفها أمام الإقليم كدولة متوسطة القوة عالية الصوت لا تستطيع العيش يوم واحد بدون الولايات المتحدة ...
وبهذا المعني فإيران وان لم تحقق انتصارا الا انها حرمت عدوها من تحقيق نصره....
ولم تكن إيران هي من بدأت الحرب ... ولكن جعلته هو من يطلب ايقافها...



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة 12 يوم من الحرب في الشرق الأوسط من أربع زوايا مختلفة...
- لمصر... وليس لإيران.
- ما هي نقاط قوة ايران... وما هي نقاط ضعفها؟
- لماذا تدخل أمريكا الحرب بنفسها... فهل اسرائيل هزمت؟!
- ما هي نقاط قوة إسرائيل وإيران... وما هي نقاط ضعفهما؟
- كيف أجهض الغرب بالثورة حلم الشاه بالسلاح النووي... وكيف يح ...
- كيف قضي الغرب واسرائيل علي أربع محاولات عربية ومحاولتين ايرا ...
- التناقض الرئيسي... والتناقض الثانوي.
- النموذج الذي تريد بريطانيا تعميمه في عموم الشرق الاوسط...
- القوة عندما تصل الي درجة الغرور...
- الذكاء البريطاني.. وكيف اصبح بديلا للقوة الاقتصادية والعسكري ...
- عودة الاوهام مرة أخري... وما الهدف منها ؟!
- اللواء والوزير.... وحماس..
- ماذا لو حدث هذا بعد ثورة 25 يناير ؟!
- هل المقاومة الفلسطينية نشأت مع حماس فقط ؟!!
- علي ماذا تتفاوض حماس بالضبط؟!
- الدولة....وهل تتدخل في الفنون أم لا ؟!
- لقد هزمنا....
- أسباب للتشاؤم ... وأسباب للأمل ...
- دمشق.. وما رمتها به الليالي...


المزيد.....




- فيديو طريف.. ديك رومي غاضب يطارد رجلًا أمام منزله في نيويورك ...
- الإمارات.. قرقاش يبين ما هو المطلوب من إيران بعد استهداف قطر ...
- لوحات ضخمة في قلب تل أبيب تدعو لـ -شرق أوسط جديد-: من وراءها ...
- ترامب يهاجم محاكمة نتنياهو: هل يحصل رئيس الحكومة على عفو عام ...
- محللون إسرائيليون يكشفون ما وراء دعوة ترامب إلغاء محاكمة نتن ...
- ترامب ينفي عزم واشنطن عقد صفقة نووية مدنية مع إيران بقيمة 30 ...
- حاكم كاليفورنيا يقاضي شبكة -فوكس نيوز- ويطلب تعويضا بـ 787 م ...
- صور أقمار صناعية جديدة تظهر نشاطا مكثفا في منشأة فوردو الإير ...
- واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟
- ترامب يسعى لإقناع نتنياهو باتفاق لإنهاء الحرب على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - أهداف إيران من الحرب... وهل تحققت أم لا ؟