أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - من خسر... ومن فاز ؟















المزيد.....

من خسر... ومن فاز ؟


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك فائز فيما حدث في قطاع غزة طوال ال ٢٤ شهرا الماضية...
فالكل خاسرون...
خسر الشعب الفلسطيني أكثر من ٦٠ الف من خيرة ابناءه ونساءه، ودمرت مدنه، وذاق الهوان، وأحس بمرارة ترك الديار وفقد الأحباب..

وخسرت حركة حماس جزءا من قيادتها وبعض رجالها، ولكن خسارتها الاكبر كان في صورتها امام قطاع كان مؤمنا بها من الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، فقد ظهرت كحركة منفلتة، بلهاء لا يهما شعبها ومصيره بقدر ما يهمها نفسها كحركة وتنظيم...

لم تحسن حركة حماس إدارة معركتها، لا في الحرب ولا في السياسة.. وجاء اتفاق وقف إطلاق النار كطلقة الرحمة التي أنهت مستقبل حماس في غزة، فضمن بنود الاتفاق إنهاء حكم حماس لقطاع غزة وتسليمه للجنة تكنوقراط من الفلسطينيين، وتسليم حماس لسلاحها وترك رجالها لغزة، وقد وافقت حماس علي تلك الترتيبات...
وانهت بيدها مستقبلها في قطاع غزة الذي تعاونت مع اسرائيل في وصوله الي الحالة التي وصل اليها...

وخسرت اسرائيل بالطبع...

يجب الاعتراف- قبل الكلام عن خسارة اسرائيل - أن اسرائيل حققت أهدافا كان من المستحيل تحقيقها قبل طوفان الأقصى، حققت اسرائيل للاسف انتصارات كبري خلال العامين الماضيين.. من بينها :

١ - أنهت الوجود العملي لحزب الله علي حدودها الشمالية، بعد أن تمكنت من قتل رئيسه وأغلب رجال الصف الأول، وتدمير سلاحه...

٢ - وجهت ضربة قوية لإيران، قتلت فيها قيادات كبري في نظام الحكم الايراني والأهم انها عطلت - علي الاقل - البرنامج النووي والصاروخي الايراني..

٣ - وكانت الضربة الإسرائيلية الكبري وأعظم انتصاراتها هو اسقاط نظام الحكم الوطني في سوريا بقيادة الرئيس بشار الاسد، واستبداله بمجموعة من الجهاديين والعصابات المسلحة، التي نشأت كلها في أحضان أجهزة المخابرات الغربية...

ولكن اسرائيل - برغم كل ذلك - خسرت ...

خسرت اسرائيل أهم أهداف الحرب، بل الهدف الحقيقي الوحيد من كل تلك المسرحية التي شهدتها مسارح الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين ...

كان هدف اسرائيل الحقيقي من وراء تلك المسرحية الطويلة والمملة هو طرد اهل قطاع غزة الي سيناء في مصر...

وكان ذلك الحلم سوف يحقق لإسرائيل اغلي وأعز امانيها :

١ - سوف يحقق لها - اولا - التخلص من كتلة سكانية كبيرة تبلغ اكثر من ٢ مليون انسان، ومع زيادة أعدادهم المتوقعة مستقبلا فسوف يجعلون عدد سكان فلسطين من العرب اكبر بكثير من سكانها اليهود، وهنا ضربة في مقتل لفكرة اسرائيل كدولة يهودية نقية، وهي اساس المعتقد الصهيوني، وخاصة الاجنحة المتطرفة فيه - اذا صح القول ان هناك جناح متطرف واخر معتدل - الذي بني دعايته منذ أكثر من قرن من الزمان ان فلسطين أرض بلا شعب يطلبها شعب بلا أرض...

٢ - سوف يحقق - ثانيا - التخلص من عبء غزة وسكانها والقاءه علي مصر، وغزة هي من وصفها إسحق رابين في الثمانينات ان اقصي امانيه واحلامه هو ان يصحو في الصباح ويجد ان غزة ابتلعها البحر المتوسط !!

٣ - سوف يحقق - ثالثا - هدفا غاليا هو انه مع وجود ملايين الفلسطينيين فى سيناء فمن المتوقع ان يفعل بعضهم في سيناء ما يفعله الان في غزة نفسها، القاء بعض المقذوفات البدائية علي بعض المستوطنات الاسرائيلية، واذا اسرائيل تأخذها ذريعة لدخول سيناء والبقاء فيها تحت مبرر مكافحة الارهاب الفلسطيني... وتحقق اسرائيل بذلك حلم توراتي قديم، بإقامة مملكة اسرائيل من النيل - وقد اقتربت اسرائيل جدا من الوصول اليه - الي الفرات... الذي وصلت اليه بالفعل، بعد التطورات الاخيرة في سوريا...

... كانت تلك هي أهداف إسرائيل الحقيقية من مسرحية طوفان الأقصى، وبرغم انتصارات إسرائيل الكبري في طريقها لتحقيق أهدافها، إلا أن الهدف الأكبر والاهم والحقيقي أفلت من يد اسرائيل.. وكانت تتوقع نفسها قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه...

من هنا كانت خسارة اسرائيل...

ونتيجة أي حرب هي بمعيار تحقيقها لإهداف أطرافها كما يتصورونها هم وليس كما يتكلم عنها أو يتوقعها الاخرون... وهو المعيار الحقيقي للنصر والهزيمة لدي الأطراف المتحاربة...

وبالمعايير الاسرائيلية لهدف الحرب فإن إسرائيل لم تحقق هدفها الرئيسي منها... فلم يتحقق تهجير الفلسطينيين خارج ارضهم، وبقت الكتلة الفلسطينية - برغم الجراح الرهيبة وعشرات الآلاف من الشهداء واضعافهم من المصابين - علي أرضها...

رجل واحد فقط... ودولة واحدة فقط هي من حققت اهدافها كاملة من الحرب :
هذا الرجل هو عبد الفتاح السيسي...
وهذه الدولة هي مصر...
فلم يتم تهجير فلسطيني واحد الي سيناء، وظلت الحدود المصرية مصانة، وفي نفس الوقت لم تتورط مصر في حرب مع اسرائيل وأمريكا ترجع بمصر سنوات الي الوراء...

يوم ١٧ أكتوبر ٢٠٢٣ - بعد ١٠ ايام بالضبط من حوادث ٧ أكتوبر - زار أولاف شولتز مستشار ألمانيا - أي رئيس وزراءها - مصر وقابل الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وكان علي قائمة مباحثات شولتز بند واحد فقط، أٌرسل الرجل - ممثلا عن الغرب كله - من أجل ابلاغه لمصر، وهو سماح عبد الفتاح السيسي بتهجير الفلسطنيين في غزة الي سيناء مقابل امتيازات كبري لمصر...

كان وجه الرئيس السيسي مكفهرا في المؤتمر الصحفي مع شولتز ، ورفض بصراحة مطلقة ذلك الطلب الغريب... وقال لشولتز ولماذا لا تهجرهم اسرائيل الي صحراء النقب داخل بلدهم فلسطين، وليس الي سيناء خارج بلادهم اذا كان هدف اسرائيل - كما تقول - حماية المدنيين حتي تتخلص من حماس... والمؤتمر الصحفي كاملا موجود علي يوتيوب ...

وطوال سنتين كاملتين تعرضت مصر وعبد الفتاح السيسي لكل انواع الضغوط...
١ - ضغوط اقتصادية بحبس الاستثمارات وايقاف السياحة وضرب الملاحة في قناة السويس والتلاعب بالعملة المصرية.. وكان ان تعرض الاقتصاد المصري لضربات قوية، وعاني المصريون بشدة من تلك الأوضاع القاسية..

٢ - ضغوط سياسية.. بتفجير الاوضاع في السودان وبقاءها دون حل، والايعاز الي اثيوبيا بالضغط علي أعصاب مصر بقضية مياه النيل، والمحاولات التي لا تتوقف لعزل مصر وابعادها عن اهم حلفاءها العرب... وخاصة السعودية والإمارات، وتركها بمفردها في العراء بدون حلفاء او اصدقاء حتي يمكن اصطيادها...

٣ - محاولات لا تتوقف لابتزاز مصر وتشويه موقفها، حيث اتهمت الدولة الوحيدة التي رفضت تهجير الفلسطينيين ووقفت بشراسة أمام تصفية القضية الفلسطينية بأنها تحاصر الفلسطنيين وتحاول تجويعهم !!!

وكان تنظيم الإخوان المسلمين هو رأس الحربة في تلك التحركات...

وكان ان حوصرت السفارات المصرية في بعض دول العالم، وخرجت المظاهرات تتهم مصر بأنها تحاصر قطاع غزة...

وكانت الطرفة المسلية ان الاخوان المسلمين في إسرائيل طلبوا تصريحا من أجهزة الامن الاسرائيلية- التي تقتل الفلسطنيين في غزة - لتنظيم مظاهرة في تل أبيب ضد مصر التي تحاصر أهل غزة... كما قالوا !!

وصمدت مصر بشجاعة كبيرة وبذكاء خارق لكافة تلك الألاعيب والحيل، وعندما بان لأمريكا - سيد اسرائيل وحاميها - ان المشروع الإسرائيلي بتهجير الفلسطنيين ليس أمامه أفق واضح للتنفيذ بعد المعارضة الصلبة والنشيطة والذكية لمصر تم تجميد المشروع... مؤقتا فيما اظن...

ووسط ركام المدن المحطمة وجثث الاف الشهداء والحركات السياسية المهزومة والاوهام التوراتية الاسرائيلية المنفلتة يقف رجل واحد نجا ببلده وسط كل هذا الجنون والحماقات التي عشناها لمدة ٢٤ شهر ....



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال عبد الناصر... واليوتيوب !!
- سيناء... وماذا لو كانت في حوزة اسرائيل حتي اليوم؟!
- عودة من أجازة مفروضة...
- مصر... وأين موقفها بالضبط في الحرب بين إيران وإسرائيل..
- أهداف أمريكا من الحرب... وهل تحققت أم لا ؟
- أهداف إيران من الحرب... وهل تحققت أم لا ؟
- قصة 12 يوم من الحرب في الشرق الأوسط من أربع زوايا مختلفة...
- لمصر... وليس لإيران.
- ما هي نقاط قوة ايران... وما هي نقاط ضعفها؟
- لماذا تدخل أمريكا الحرب بنفسها... فهل اسرائيل هزمت؟!
- ما هي نقاط قوة إسرائيل وإيران... وما هي نقاط ضعفهما؟
- كيف أجهض الغرب بالثورة حلم الشاه بالسلاح النووي... وكيف يح ...
- كيف قضي الغرب واسرائيل علي أربع محاولات عربية ومحاولتين ايرا ...
- التناقض الرئيسي... والتناقض الثانوي.
- النموذج الذي تريد بريطانيا تعميمه في عموم الشرق الاوسط...
- القوة عندما تصل الي درجة الغرور...
- الذكاء البريطاني.. وكيف اصبح بديلا للقوة الاقتصادية والعسكري ...
- عودة الاوهام مرة أخري... وما الهدف منها ؟!
- اللواء والوزير.... وحماس..
- ماذا لو حدث هذا بعد ثورة 25 يناير ؟!


المزيد.....




- -حياة جديدة في داخلي-.. دانييلا رحمة تحتفل بعيد ميلادها
- وحدة طبية متخصصة وهدايا من نتنياهو.. كيف ستبدأ إسرائيل إعادة ...
- زيارة أمريكية وتصريحات مثيرة للجدل.. إندونيسيا وماليزيا على ...
- قافلة مساعدات أممية تتعرض لهجوم في خيرسون وأوكرانيا تتحدث عن ...
- مدغشقر: وحدة النخبة في الجيش تعلن توليها السلطة بعد عزل -الج ...
- لوكورنو يعلن في خطابه أمام الجمعية الوطنية الفرنسية تعليق إص ...
- ما أهم ما جاء في خطاب لوكورنو أمام الجمعية الوطنية الفرنسية؟ ...
- النزوح والعودة: شمال غزة بلا حياة تقريبا.. دمار هائل ولا مكا ...
- القضاء الإيراني يصدر حكما بسجن فرنسيين اثنين بتهمة التجسس
- شاهد.. ذيل طائرة يرتطم بالمدرج أثناء الهبوط والطيار ينقذ الم ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - من خسر... ومن فاز ؟