أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - عراق الغد. من المس بيل. إلى مارك سافايا!!














المزيد.....

عراق الغد. من المس بيل. إلى مارك سافايا!!


مازن صاحب

الحوار المتمدن-العدد: 8509 - 2025 / 10 / 28 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في واحدة من مفارقات اللغة عند المرحوم الدكتور مصطفى جواد نقده للتعريب المفرط حينما طالب بعض اللغويين تحويل كلمة "ساندويش" إلى "شاطر ومشطور وبينهما كامخ" وعلل اعتراضه أن الاستخدام المنصف للمفردة وفق المتعارف أبسط من المقترح.
في هذا المنظور تعامل الاستعمار البريطاني مع العراق وفق ما تكشفه الوثائق البريطانية اليوم بمفهوم المكونات ومعيار الفرز وفق المصالح البريطانية عندما توصف بكونها مصالح مشتركة أو حتى مصالح وطنية عراقية لعل على سبيل المثال لا الحصر انضمام العراق لعصبة الأمم المتحدة أو المشاركة في تأسيس الأمم المتحدة لكن كلا الحالتين ليست بلا أثمان تتطلب دراية وحنكة سياسية في التعامل معها وربما كشفت الوثائق والدراسات أن المرحوم نوري السعيد الذي مزق جسده في انقلاب 1958 كان الأفضل في كسب الأرباح من أثقال تلك الأثمان المطلوب أن يدفعها العراق للاستعمار البريطاني والأكيد لم تكن التحالفات المتوقعة مع الاتحاد السوفيتي أقل من تلك الأثمان في وقائع وأحداث الحرب الباردة...كل ذلك يؤكد الحاجة الملحة لفهم موضوعي واقعي لمصلحة عراق واحد وطن الجميع مقابل كل المحاور الإقليمية والدولية..
ولكن..
معضلة عراق المس بيل تمثلت في أولئك المندفعين للتفاعل مع سياسات بريطانية حتى على حساب حقوقهم الإنسانية في ذلك الإذلال من أجل الحصول على منافع أبسط مثال على ذلك إدارة الوقف الهندي وحصر تداول أمواله على رجال دين من التبعية البريطانية أو مؤيدين لها بدلا من المعارضين العرب في ثورة العشرين كذلك التوصيات بمنح الامتيازات لشيوخ العشائر فيما يعرف بـ"لزمة الأراضي" لإخضاع القبائل للسلطة الجديدة من تحت هوامش المس بيل للمندوب السامي ومنه لبلاط الملك نزولا للحكومات المتعاقبة.
السؤال هل كانت بريطانيا العظمى لا تجد في العراقيين من يمتلك القدرات لإدارة السلطة أم أن المصالح الاستراتيجية البريطانية كانت المتقدمة على أي نموذج آخر؟
تأتي الإجابة في النموذج الأمريكي بعد أفول الشمس عن الإمبراطورية البريطانية في تحول إدارة المصالح الدولية للنموذج الأمريكي الذي جرب مختلف أنواع الإلهاء في الشرق الأوسط وتحديدا في العراق ضد قرار تأميم النفط وسياسة الخروج من بيت الطاعة الذي سرعان ما انتهى إلى الوقوع في مطب الحرب الإيرانية ومقولة كيسنجر المعروفة "دعهم يتقاتلون حتى الإنهاك" ثم السقوط الذريع في حرب الكويت وسنوات الحصار المريرة التي انتهت بالاحتلال الأمريكي والاتفاق الذي عقده المرحوم أحمد الجلبي ثم الآباء المؤسسين لعراق ما بعد 2003 مع الولايات المتحدة الأمريكية في تحالف استراتيجي سرعان ما تحولت البنادق من كتف لآخر بعناوين مقدسة تارة بعنوان المقاومة الجهادية لتنظيم سلفي تكفيري ومرات أخرى بعناوين مقاومة محتل تم الاتفاق معه على هذا الاحتلال في مؤتمر لندن بحضور أغلب قيادات الصف الأول من الأحزاب السياسية المتصدية للسلطة اليوم أو تلك التي خرجت من معطفها بعد تشظي المصالح وانشطار هذه الأحزاب في نموذج تقاسم مغانم السلطة بعنوان مفاسد المحاصصة وأمراء الإقطاع السياسي الجديد.
اليوم تكرر إدارة الرئيس ترامب ذات النموذج البريطاني ما بعد مؤتمر القاهرة بحضور ونستون تشرشل لرسم مستقبل دول الشرق الأوسط وربما حضوره في مؤتمر شرم الشيخ يتكرر بعد حوالي قرن كامل لإعادة رسم هذه الخارطة من جديد...السؤال كيف تتعامل القوى العراقية من تلك الأثمان المتوجب دفعها للولايات المتحدة الأمريكية؟
كما كان للمس بيل من يعضد أعمالها عراقيا ربما اليوم هناك أكثرية عراقية ممكن أن تغير جلدها بسرعة المصالح للتحول من قوى معارضة مسلحة ضد المصالح الاستراتيجية الأمريكية في العراق وتنقل البندقية مرة أخرى من كتف لآخر!!
لكن المعضلة الأمريكية التي لم تكن المس بيل تعاني منها وجود شخصيات مثل نوري السعيد أو الضباط العراقيين الكبار الذين تحولوا إلى قيادات سياسية لأن الحالة العراقية اليوم أمام انحلال قيمي وفساد مجتمعي كبير ربما يحتاج إلى استعارة عودة شخصيات عراقية لها بعض مواصفات نوري السعيد...في المقابل هناك مصفوفة مصالح في تقاسم غنائم المال العام وأعداد المطالبين بها يزداد كما حال وجود أكثر من 7 آلاف مرشح يتنافسون على 340 مقعدا برلمانيا!!
لذلك سيكون هناك معضلة حقيقية في فك التشابك بين الثابت الدستوري والمتحول في الفصائل الحزبية المسلحة وهي ليست مهمة سهلة للمبعوث الأمريكي فالكلام يختلف كليا عن الوقائع على الأرض..وربما يتنافس الكثير والكثير جدا من صفوف القوى السياسية في هذا الكم من سبعة آلاف مرشح لدعم وتعضيد ما يسعى المندوب السامي "مارك سافايا" القيام به من خلال مختلف الأساليب والأشكال والأنماط لكن الحقيقة المطلقة لا أحد أكرر لا أحد من الأطياف السياسية العراقية برمتها يمتلك قدرات نوري السعيد في التعامل مع أساليب الاستعمار الأمريكي الجديد...!!!
المثير للجدل أن شاه إيران الأسبق شكل لجنة لتنقية اللغة الفارسية من الكلمات العربية فكان عنوان اللجنة "لجنة تنقية لغة فارسي من لغة عرب" فقال لهم البداية تنقية عنوان اللجنة من الكلمات العربية ... ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!!



#مازن_صاحب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية ٢٠٥٠. . فرضيات غائبة عن البرامج ...
- سرديات الحرب والسلام.. اليوم التالي في حرب غزة!!
- حوكمة التسويق السياسي.. مبادرة العراق في شيتام هاوس نموذجا
- رؤية ٢٠٥٠.. عراق واحد وطن الجميع
- الامميون الجدد!!
- اليوم التالي!!
- ما بين واشنطن وطهران.. واقع العراق الرمادي!!
- غزة.. ملح فوق جرح الهزيمة!!
- الضربة الإسرائيلية على حماس في الدوحة.. الانتفاضة الفلسطينية ...
- الماء والكهرباء.. وجباية الحواس!!
- روح شنغهاي.. توازن مصالح!!
- ما بين الأفكار والأداء.. فشل الديمقراطية!!
- بوصلة الضجيج.. وغبار الأحداث!!
- الوعي المقدس والجنرال زمن!!
- ما بعد أيلول المقبل.. ثنائيات -الإمساك بالأرض- والانتخابات ا ...
- في كتاب جديد ... الدكتور الكروي يبحث تاريخ حزب الاستقلال الم ...
- مشاريع استراتيجية.. تنتهي بنموذج الاستعمار الصهيوني!!
- الحاجز.. سيادة دولة!!
- القطار الأمريكي وحاكمية ولاية الفقيه.. تحالفات مضطربة!!
- فلسفة السلطة.. الذكاء الاصطناعي وعمران الانسان!!


المزيد.....




- بيان من الجيش الإسرائيلي و-الشاباك- بشأن تسلم رفات رهينة جدي ...
- -قواتنا قادرة على تحقيق النصر-.. البرهان: انسحبنا من الفاشر ...
- بعد سقوط الأسد في سوريا .. هل يتراجع نفوذ روسيا في أفريقيا؟ ...
- كيف تتلاعب روسيا بالرأي العام في أفريقيا؟
- تقارير: تسليح -مجموعة فاغنر- الروسية في أفريقيا انتهك القواع ...
- البرهان يقر بالانسحاب من الفاشر.. وتحذيرات دولية من -فظائع- ...
- بعد صمود الغزيين.. هل يتحرك العالم ويمد العون لهم؟
- خارطة الاحتلال الجديدة.. كيف يُعاد رسم الضفة الغربية بالقوة؟ ...
- السودان.. أول تصريح للبرهان بعد إعلان -الدعم السريع- السيطرة ...
- إعادة انتخاب الحسن وتارا رئيسا لساحل العاج لولاية رابعة بغال ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - عراق الغد. من المس بيل. إلى مارك سافايا!!