أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - فلسفة السلطة.. الذكاء الاصطناعي وعمران الانسان!!















المزيد.....

فلسفة السلطة.. الذكاء الاصطناعي وعمران الانسان!!


مازن صاحب

الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انشغل العالم برسوم الرئيس الأمريكي ترامب على التبادل التجاري مع بقية الدول لعل أبرزها الصين ودول الاتحاد الأوروبي، فيما أي مقارنة بين توجهات لزعماء العالم المتقدم تبدو اليوم أقرب الى تعريف ابن خلدون في مقدمته لعمران البلدان، حيث يرى في العمران البشري أنه "ما يعرض في اجتماعهم من أحوال العمران في المُلك والكسب والعلوم والصنائع بوجوهٍ برهانية، يتضح بها التحقيق في معارف الخاصة والعامة، وتُدفع بها الأوهام والشكوك"، ثمَ يقسم هذا العلم لفصول في العمران البشري على الجملة وأصنافه وقسطه من الأرض.
هكذا احتلت الأرض الجديدة في الهند الامريكية ثم نشوء الولايات المتحدة الامريكية بقوتها الامبريالية، فيما تبعث الصين من تحت رماد الشيوعية الماوية لتمارس نموذجها الامبريالي الجدد، وتقف القارة الأوروبية العجوز بانتظار فرصة النهوض من رماد الافول العسكري ما بعد سقوط الشيوعية السوفيتية، فيما يسعى بوتين لتقمص اداور القياصرة، فما الذي ننتظره في عالمنا العربي والإسلامي؟؟
الإجابة الأكثر وضوحا ، ان تراكم الاحتلالات على منطقة وادي الرافدين ما بعد سقوط الدولة البابلية الثالثة ، لم ينته الى بروز أي عقد اجتماعي خارج فلسفة السلطة الى منافع العمران التي يؤشرها ابن خلدون في مقدمته ، والتي عدلت وطورت في نماذج العقد الاجتماعي وفق الانسجام ما بين فلسفة السلطة وعمران الدولة القومية الأوروبية ما بعد اتفاقات وتيسفاليا ومن ثم اتفاقات فينا ، التي سقطت في اتون الحرب العالمية الأولى ولم تتملص من اثام الحرب العالمية الثانية ، وكلاهما صدر للعالم العربي والإسلامي النموذج الأوروبي ، وما بين تلك الفجوة المعرفية التي تركتها الدولة العثمانية على "اسلابها" التي وزعت بين المنتصرين في الحرب العالمية الأولى ، قفز التطور المجتمعي والتربوي من دون اتفاق وطني بثوب ديني لعمران الانسان والاوطان ، بل فقط الاستكانة للغزو وقواته والتعامل مع المصالح التي تتصارع محليا لكسب رضا المحتل الأجنبي وصولا الى منصة السلطة .
في المقابل ، حينما نتابع وقائع الصراع الحالي بين أمريكا الرئيس ترامب وغيره من الدول ، يمكن ملاحظة ذلك الاعتراف بان القرن الجادي والعشرين الذي ارادته الولايات المتحدة ان يكون" نهاية التاريخ" وفق رؤية الدكتور فوكوياما ، او ان يكون صراعا بين الحضارات وفق رؤية هنتينغيتون ، كان لابد أولا ان يتوقف عند ما شخصه الدكتور بول كنيدي في كتابه الاستعداد للقرن الحادي والعشرين ، في امتلاك تلك المسافة الواضحة في برامج البحث والتطوير التي تتفوق فيها الولايات المتحدة على الشركاء والخصوم في ان واحد ، لاسيما فيما ظهر بعد ذلك في محال الذكاء الاصطناعي وصناعات الفضاء وتطورات الصحة العامة والتربية والتعليم .
لذلك الأولوية الأولى هي الحفاظ على مخزون محلي من مواهب الذكاء الاصطناعي وتعزيزه وحمايته، بينما تواصل أمريكا ممارسة جذب قوي للمواهب الأجنبية، فإن رصيدها المحلي من العمال المهرة أو المتخصصين للغاية أصبح ضحلًا للغاية بحيث لا ينافس بشكل صحيح منافسها الأكثر شراسة، الصين. في التقييمات الدولية، لا يزال نظام التعليم الأمريكي من الروضة إلى الصف الثاني عشر متخلفا عن أنظمة العديد من الدول الصناعية الأخرى، وخاصة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وكما لاحظت لجنة الأمن القومي الأمريكية المعنية بالذكاء الاصطناعي في تقريرها لعام 2021 ، تواجه واشنطن عجزا هائلا في القوى العاملة، و"المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي والمواهب الرقمية نادرة للغاية في الولايات المتحدة"، على الرغم من أن الطلب على مهندسي البرمجيات أقل مما كان عليه قبل عامين أو ثلاثة أعوام، إلا أنهم لا يزالون مطلوبين بشدة في جميع أنحاء مؤسسة الأمن القومي الامريكية، حيث يصف البعض النقص الحالي في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في القاعدة الصناعية الدفاعية بأنه "لحظة سبوتنيك أخرى لا يمكننا تجاهلها".
في غضون ذلك، تستمر فجوة المواهب المحلية مع الصين وغيرها في الاتساع، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، بعد استثمارها بكثافة في برامج الذكاء الاصطناعي الجامعية والدراسات العليا، تشير التقديرات إلى أن الجامعات الصينية تُخرج الآن ما يقارب 50% من أفضل باحثي الذكاء الاصطناعي في العالم، بينما تُخرّج الولايات المتحدة حوالي 18% فقط، تجدر الإشارة، بالمناسبة، إلى أن هذه الظاهرة لا تقتصر على مجال الذكاء الاصطناعي - فبحلول العام المقبل، من المتوقع أن تُخرج الصين ضعف عدد حاملي الدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات مقارنة بالولايات المتحدة.
وفق هذا التصور، بدأ الرئيس ترامب حربه التجارية في ولايته الثانية، وأيضا ضح 500 مليار دولار في برامج البحث والتطوير، للتعبير عن الطموح في إعادة تقديم جزئي على الأقل لروح القسوة التنافسية مع الشركاء والخصوم، السؤال المقابل، هل العالم العربي والإسلامي يواجه استعمار الذكاء الاصطناعي بإدارة شركات متعددة الجنسيات تقودها الولايات المتحدة الامريكية وان كان ثمة تنافس دولي لعالم متعدد الأقطاب؟؟
الإجابة الموضوعية، ان اغلب الأفكار العربية والإسلامية، سواء تلك التي اخذت المنحى القومي او الإسلام السياسي، لم تنجح في الوصول الى عمران الانسان العربي والإسلامي وفق ذات نموذج تراكم ثقافات السلوك المجتمعي التربوي بسبب النظام التعليمي أولا وثقافة السلوك الإنساني وتأثيرات النظام الاقتصادي سواء أوروبي او أميركي او حتى صيني وروسي، فالجميع يعملون من اجل ضمانات مستقبلية لأجيالهم، ترسخ حالة العمران الإنساني في بلدانهم لتعميرها، فمن دون وجود عمران الانسان لا يمكن الحديث عن عمران البلدان.
لذلك ستتواصل فجوة التباعد المعرفي بين ما يمتلكه طالب المدراس الابتدائية في كوريا الجنوبية مثلا وطلاب المدراس ذاتها في العراق، على الرغم من ان الفرص المتاحة لكليهما تبدو متقاربة ، لكن النظام التعلمي فيهما ما زال يتباعد بسبب الفجوة المعرفية في حوكمة التعليم وإنتاج المعرفة، ربما تظهر حالات مبدعة في العالم العربي والإسلامي، لكنها ستكون مثل بداية الصناعات الهندية والصينية، ان تتعامل مع الشركات الام في الدول الصناعية المتقدمة، مثال ذلك ان شركات الاتصالات الكبرى انما استوعبت كل المبدعين الهنود ومن دول اسيوية أخرى وبعضهم من دول عربية وإسلامية ، فيما استطاعت الصين والهند وبعض دول النمور الاسيوية الانتقال بالتصنيع لشركات متعددة الجنسيات بسبب رخص العمالة المحلية من الانتقال الى التصنيع بإدارة المعرفة وظهر ذلك جليا في شركات كبرى مثل هواوي الصينية او تحول الهند في صناعتها الدوائية الى صيدلية العالم.
لذلك يتكرر ذات السؤال، ان الذكاء الاصطناعي وما بعده مجرد تصدير متجدد للثقافات الغربية عن وقائع الثقافة العربية والاسلامية ونموذجا لاستعمار الدول والحصول على مواردها المالية والبشرية، وتوظيفها في مشاريع تدر الأرباح على تلك الشركات متعددة الجنسيات لصالح دول ترعى برامجها عمران الانسان فانتهت الى عمران البلدان، نعم سوف نركب موجة صناعات "الذكاء الاصطناعي" مثلما ركبنا السيارة والطائرة وتوصلنا عبر المذياع ثم التلفاز وبعدها مواقع التواصل الاجتماعي ، من دون ان تبادر الدول العربية والإسلامية لإنتاج نموذجها من " الذكاء الاصطناعي" بل حتى كلما يمكن ان يقال عن طموح الامارات والسعودية في برامج متقدمة من الشراكة مع الولايات المتخذة للاستثمار في صناعات الذكاء الاصطناعي لن تمون الا تحت ادارتها وحقوق الملكية لشركاتها وليس له غير حقوق الاستخدام ربما الأول على غيرها من الدول فقط لا غير .!!



#مازن_صاحب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة القوة وطبائع الاستبداد.. العراق أولا
- لعبة الأمم وتطبيقات القوة.. الاستعمار الجديد للشرق الأوسط!!
- العراق والاستقرار الاقليمي الهش.. فرضيات الانتخابات المقبلة! ...
- الحرب الإسرائيلية الإيرانية.. مفاوضات مفتوحة على خط النار!!
- إدارة الأزمات.. بيوت التفكير العراقية إلى أين؟؟
- الشرق الأوسط الجديد وردود الأفعال!!
- الترامبية.. مشروع أمريكي بلا غطاء!!
- ترامب.. نموذج صاخب!!
- عند الانتخابات يكرم المرء!!
- الدولة الحضارية الحديثة.. بناء دولة اولا!!
- الدكتور محمود الكروي.. كما عرفته
- سوريا وعفريت الانتقام!!
- الطاووس.. ترامب!!
- اقنعة التفاهة!!
- ترامب العراقي.. ومآلات العقوبات القصوى!!
- العودة إلى المربع صفر!!
- الأتمتة الإدارية... حوكمة الفساد!!
- ترامب وصخب المفاوضات.. عراق بلا موقف!!
- العم ابو ناجي... سايكس بيكو جديدة!!
- الاختباء خلف الأصابع!!


المزيد.....




- فساتين النجمات في حفلات صيف 2025: بين الأناقة والتمرّد على ا ...
- مراسلة CNN تضغط على ترامب بشأن الاجتماع المحتمل مع بوتين
- البرغوثي يعلق على خطة غزة التي أعلنها نتنياهو
- ماذا كشف نتنياهو بخطة غزة الجمعة؟.. إليك ما نعلمه ولا نعلمه ...
- مفاوض سابق عن خطة احتلال غزة: من الصعب نجاحها وستكون باهظة ا ...
- لماذا تقود السعودية حملة دولية للاعتراف بدولة فلسطينية؟
- رفيقك الوفي.. كلبك قد يعيد لك توازنك ويخفف من الضغوط والتوتر ...
- وزير الهجرة اليوناني يشيد بتراجع أعداد الوافدين بعد شهر من ت ...
- فيدان: ناقشت مع الشرع تعميق التعاون والقضايا الأمنية
- حكم قضائي رابع يوقف أمر ترامب بمنع منح الجنسية الأميركية بال ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - فلسفة السلطة.. الذكاء الاصطناعي وعمران الانسان!!