أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - العودة إلى المربع صفر!!














المزيد.....

العودة إلى المربع صفر!!


مازن صاحب

الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرف الفقه السياسي الحديث نماذجًا من معايير الجودة في إدارة الأزمات، وما دام العراق ما بعد 2003 لم يمضِ قُدُمًا نحو إرساء دعائم دولة عراقية واحدة وطن للجميع، وظل يتخبط في زوبعة مفاسد المحاصصة الطائفية والحزبية، فإننا نشهد اليوم العديد من علامات العودة إلى المربع صفر بنماذج متعددة، أبرزها:
أولًا: الاستقواء بالفصائل الحزبية المسلحة بدلًا عن العمل المؤسسي للسلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية.
أبرز مثال على ذلك ردود الأفعال المتباينة سياسيًا على القرار الولائي الصادر من المحكمة الاتحادية بشأن مشروعية التصويت على سلة القوانين (العفو العام، الأحوال الشخصية، استعادة العقارات).
لم يتعامل هذا النموذج مع روح الدستور، خاصة وأن من قدم لوائح الاتهام أمام المحكمة الاتحادية هم نواب سياسيون يعلمون جيدًا أن قانون العفو العام مدرج في البرنامج الحكومي، وأن هناك اتفاقًا سياسيًا داخل تحالف إدارة الدولة عليه. لذلك، يُعرف الأمر قانونيًا بعبارة تكررت في قبول لائحة الدعاوى بأنها "قُبلت شكلاً لتُناقش موضوعًا".
وعليه، فإن ردود الأفعال التي تناقض روح الدستور لم تتعامل مع حالة النكث بالاتفاقات، فقط لأن الثقة مفقودة داخل العملية السياسية. فما يتم الاتفاق عليه في العلن يمكن تغييره بالاتجاه المعاكس بافتعال معارضة قانونية، تُوظف حالة التباين بين معايير جودة الأداء الوظيفي لرئاسة مجلس النواب.
ثانيًا: سوء الثقافة المتعمدة التي يقودها أمراء الطوائف الحزبية في استهداف القضاء العراقي.
يتم تحويل أصل الموضوع إلى ذات المعترض أمام المحكمة الاتحادية، بينما يتم التعامل مع المعترضين إعلاميًا بشكل مختلف. واجب المحكمة هو الاستماع إلى كل مشتكٍ، ولكن إعلاميًا يتم انتقاد المحكمة فقط لأنها تنفذ ما خوّلها الدستور القيام به. لذلك، كان من المفترض بالمعترضين التعامل إعلاميًا مع الأفراد الذين تقدموا بلائحة الدعاوى أمام المحكمة، وليس استهداف المحكمة ذاتها بالذات المعنوية.
ثالثًا: التقصير الإعلامي من القضاء في إصدار بيان توضيحي لقبول الشكوى وإصدار الأمر الولائي.
كان من الواجب أن يصدر القضاء بيانًا إعلاميًا بلغة يفهمها الجمهور المستهدف، يوضح أن هناك جهات رفعت الدعاوى أمام المحكمة، وليس المحكمة أو الادعاء العام هو من جاء بهذه الدعاوى كي يصدر عنها الأمر الولائي. هذا الأمر الولائي يُفسر دائمًا لصالح الدستور النافذ وليس العكس.
إصدار مثل هذا البيان التفسيري مع صدور الأمر الولائي كان من الممكن أن يكبح الكثير من الأصوات التي هاجمت المحكمة الاتحادية كمحل نزاع، دون أن تناقش إعلاميًا من تقدم بالدعاوى أمام هذه المحكمة.
رابعًا: الحلول المناسبة تتجسد في العودة إلى ذات المربع صفر لصياغة الاتفاق السياسي داخل تحالف إدارة الدولة، والإطار التنسيقي منه بشكل خاص.
كيف حصل الاتفاق على التصويت ليلة إقرار ثلاثة قوانين خلافية، ثم الاعتراض على تطبيقها بعد التصويت؟ هذا النموذج من المخادعة السياسية، والمضي بها في مثل هذه الظروف التي يمر بها العراق خاصة والشرق الأوسط بشكل عام، فقط لإبراز العضلات والتعامل مع فرضيات الفرص والتحديات، يمكن أن يؤدي إلى تنازلات مؤقتة، لكنه يفجر المواقف في حالة عدم الالتزام بحدود المعقول في الالتزام المقابل.
عقلية إدارة مثل هذه الحالات تبدو أقرب إلى عقلية المافيا الإجرامية منها إلى عقلية الإدارة الحصيفة العاقلة، التي تهدف إلى الخروج بالعراق كوطن واحد للجميع من أهوال عواصف الشرق الأوسط الجديد.
ويبقى من القول: لله في خلقه شؤون!!
#المحكمةالاتحادية
#قانون العفو العام
#العملية السياسية



#مازن_صاحب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأتمتة الإدارية... حوكمة الفساد!!
- ترامب وصخب المفاوضات.. عراق بلا موقف!!
- العم ابو ناجي... سايكس بيكو جديدة!!
- الاختباء خلف الأصابع!!
- اوهام السلطة.. تفاهة القوة!!
- منهج التفكير (بوصلة وطن)!!
- الوحدة ٨٢٠٠.. وافخاخ الغرف المظلمة!!
- الذكاء الاصطناعي.. حضارة جديدة.. اين نحن؟؟؟
- مخاطر وتحديات.. اين الحلول؟؟
- ازدواجيات.. بلا ديمقراطية!!
- اللعبة الصفرية.. والغباء السياسي!!
- فيروز.. اين القضية؟؟
- التفكير الإيجابي.. نصف الكأس!!
- سيناريوهات إيرانية امام تداعيات سورية!!
- نشوء وسقوط الدول.. نماذج متغيرة!!
- لعبة الأمم.. روليت اللاعبين!!
- العصر الصهيوني الجديد.. وادوار (النخب الواعية)!!
- الحرث السوري ومناجل الفرقاء!!
- الإسلام السياسي وخطاب (المرجفين)
- تجار الحروب.. وتفاهة النفاق!!


المزيد.....




- ترامب يدعو لاتفاق سلام بين إيران وإسرائيل: -الاتصالات جارية- ...
- ما مدى انخراط أمريكا في العملية الإسرائيلية ضد إيران؟ مراسلة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل تقليص قواته من غزة لدعم الجبهة ضد إير ...
- هل خدع نتنياهو ترامب في الحرب ضد إيران؟
- ماكرون يصل غرينلاند لتعزيز الدعم الأوروبي للدنمارك
- إسرائيل تمدد حالة الطوارئ حتى نهاية يونيو
- مصادر دبلوماسية عربية تتحدث عن تحرك سعودي عاجل لإعادة إيران ...
- ترامب: قد نتدخل لمساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النوو ...
- الحرس الثوري الإيراني يعلن إلغاء مراسم تشييع قتلى الضربات ال ...
- الدفاع الروسية: استهداف مركز قيادة أوكراني بصاروخ إسكندر قرب ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - العودة إلى المربع صفر!!