|
|
موسيقى: بإيجاز: الباب الأول: هانز فون بولوف: (1830-1855) (1-3) / إشبيليا الجبوري - ت: من اليابانية أكد الجبوري
أكد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 8506 - 2025 / 10 / 25 - 00:11
المحور:
الادب والفن
موسيقى: بإيجاز: الباب الأول: هانز فون بولوف: السنوات الأولى (1830-1855) (1-3) / إشبيليا الجبوري - ت: من اليابانية أكد الجبوري
الفصل الأول - الميلاد في دريسدن (1830)؛ وُلد هانز غيدو فون بولوف في 8 يناير 1830 في دريسدن()، لعائلة أرستقراطية من أصل بروسي(). كان والده، فريدريش فيلهلم فون بولوف (1755-1816)()، فقيهًا قانونيًا ومسؤولًا حكوميًا بارزًا، بينما اشتهرت والدته، فرانزيسكا ميتروورزر()، بأدبها وجاذبيتها.() كانت دريسدن، في ذلك الوقت، إحدى جواهر الثقافة الأوروبية()، زاخرة بدور الأوبرا والصالونات والتجمعات الفكرية(). تركت هذه البيئة النابضة بالحياة انطباعًا مبكرًا على هانز الشاب، الذي أظهر ذكاءً وحساسيةً مبكرين.
الفصل الثاني - طالبٌ مُبكرٌ؛ سرعان ما أدركت عائلة بولوف ذاكرته الاستثنائية وفضوله الفكري. في السادسة من عمره()، كان قادرًا على إلقاء صفحات كاملة من الشعر، وكان قد نمّى بالفعل اهتمامًا بالموسيقى. بدأ دروس البيانو على يد فريدريش فيك (1785-1873)()، والد ومعلم كلارا شومان (1819-1896)()، الذي ركّزت أساليبه على الانضباط والوضوح العاطفي. وجد فريدريش فيك أن بولوف موهوب ومتقلب المزاج في آنٍ واحد()، وهي صفاتٌ ستُميّز مسيرته الفنية بأكملها.
الفصل الثالث - التأثيرات المبكرة؛ في شبابه، تعرّف هانز على موسيقى ريتشارد فاغنر (1813-1883)() في دريسدن، حيث أُقيمت العروض الأولى لأوبرا رينزي وتانهاوزر(). كان التأثير هائلاً. انبهر الصبي بجرأة تناغمات فاغنر ورؤيته الدرامية للفن كتجربة شاملة(). في الوقت نفسه، أُعجب بفيليكس مندلسون (1809-1847)()، الذي تناقضت تحفّظاته الكلاسيكية بشكل حاد مع حداثة فاغنر الشغوفة. شكّلت هذه التأثيرات المتضاربة الثنائية الجمالية الداخلية لبولوف.
الفصل الرابع - الدراسة في لايبزيغ ودريسدن؛ التحق بولو بمدرسة كروزشول في دريسدن، ثم بمدرسة توماسشول في لايبزيغ()، وكلاهما مؤسستان أكاديميتان رفيعتا المستوى(). ورغم أن والده كان يأمل أن يسلك مسيرة قانونية محترمة، إلا أن هانز كان مولعًا بالموسيقى. كان يقضي ساعات طويلة على البيانو، مرتجلًا، مهملًا دراسته()، ومُحبطًا أساتذته باستقلاليته المتمردة().
الفصل الخامس - لقاء ليزت عام 1843؛ في عام 1843، استمع بولوف، البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا، إلى فرانز ليزت (1811-1886)() وهو يعزف في دريسدن. غيّرت هذه التجربة حياته. واعترف لاحقًا قائلًا: "منذ تلك اللحظة، عرفت مصيري"(). أسرت جاذبية ليزت، وسيطرته على الجمهور، وعزفه الثوري على البيانو الصبي الصغير()، فبدأ يُقلّد حركاته على لوحة المفاتيح بحماسة تكاد تكون دينية().
الفصل السادس - الثورة والمقاومة؛ مع ذلك، منع والده أي تفكير في مهنة موسيقية. كان فون بولوف الأب ينظر إلى الموسيقيين المحترفين على أنهم مجرد فنانين، أدنى بكثير من كرامة النبلاء. أُجبر هانز على الالتحاق بكلية الحقوق بإصرار والده(). ومع ذلك، كان تمرده هادئًا ولكنه حازم: واصل التأليف والتدرب سرًا()، يملأ دفاتره بمقاطع موسيقية وتأملات فلسفية().
الفصل السابع - سنوات الجامعة في لايبزيغ (1848-1850)؛ التحق بولو بجامعة لايبزيغ عام 1848()، ودرس القانون على يد السياسي الألماني رودولف فون غنايست (1816-1895)(). ولكن ذلك العام كان عام الثورات الألمانية، فالتحق الطالب الشاب في أجواء الحرية. شارك في نقاشات حول الفن والسياسة، وتعاطف مع الأفكار التقدمية، وتعمق اهتمامه بالموسيقى بحضور حفلات جيفاندهاوس() [= أول مبنى لقاعة حفلات موسيقية لأوركسترا جيفاندهاوس في لايبزيغ](). وكثيرًا ما التقى بموسيقيين مرتبطين بدائرة فيليكس مندلسون (1809-1847)()، مكتسبًا بذلك رؤى ثاقبة في التقاليد الأوركسترالية التي حددت لاحقًا أسلوبه في قيادة الأوركسترا.
الفصل الثامن - ثورة دريسدن؛ تركت ثورة دريسدن عام 1849()، بقيادة فاغنر نفسه، أثرًا عميقًا في بولوف. ورغم أنه لم يحمل السلاح، إلا أنه أيد مبادئ التجديد الفني والاجتماعي(). وعندما أُجبر فاغنر على النفي، أصبح هذا الحدث أسطورةً في حياة بولوف، الذي أصبح لاحقًا أحد أكثر تلاميذ فاغنر ولاءً، ومنافسه، على نحوٍ متناقض.
الفصل التاسع - نقطة التحول: لقاء ليزت مجددًا؛ في عام 1850()، سافر بولوف إلى فايمار وبحث عن ليزت، الذي أصبح قائد أوركسترا هناك. استقبله ليزت بحفاوة، مُشيدًا بموهبته وذكائه. كان هذا اللقاء الثاني حاسمًا: إذ أخذ ليزت بولو تحت إشرافه()، وشجعه على التخلي عن القانون والتفرغ كليًا للموسيقى(). ورغم معارضة والده الشديدة، اتبع هانز معلمه.
الفصل العاشر - التلمذة في فايمار (1850-1852)؛ خلال فترة وجوده في فايمار()، تشبع بولوف بفلسفة ليزت الموسيقية كرسالة أخلاقية وروحية. ساعد في بروفات "مدرسة فايمار"، واستمع إلى أعمال هيكتور بيرليوز (1803-1869)، وبيتر كورنيليوس (1824-1874)، والملحن والمعلم يواخيم راف (1822-1882). كما التقى بكوزيما ليزت (1837-1930)()، ابنة ليزت()، التي أصبحت فيما بعد زوجته() - ثم زوجة فاغنر().
الفصل الحادي عشر - جهوده التأليفية المبكرة؛ جرّب بولو موهبته في التأليف الموسيقي، فكتب أعمالًا قصيرة للبيانو وأغانٍ متأثرة بروبرت شومان (1810-1856)() وفريدريك شوبان (1810-1849)(). إلا أنه سرعان ما أدرك أن شغفه الحقيقي هو الأداء والتفسير. وقد جعله ذكاؤه الحاد محللًا بارعًا للنوتات الموسيقية، وبدأ بإلقاء محاضرات وحفلات موسيقية، شارحًا البنية الداخلية للموسيقى للجمهور().
الفصل الثاني عشر - رحلة إلى باريس؛ في عام 1851()، زار باريس، حيث التقى بتلاميذ شوبان ودرس على يد سيجيسموند ثالبرغ (1812-1871)(). أُعجب بولوف بولع الباريسيين بالبراعة الموسيقية وعشقهم لعازفي البيانو المشهورين. ومع ذلك، على عكسهم، سعى بولوف إلى العمق الفكري بدلاً من التألق السطحي().
الفصل الثالث عشر - صداقة مع يواخيم؛ عند عودته إلى ألمانيا، صادق بولوف عازف الكمان جوزيف يواخيم (1831-1907)()، الذي ترك إخلاصه ووفائه لبيتهوفن (1770-1827)() أثرًا لا يُمحى. عزفا معًا وتبادلا أحاديث مطولة عن باخ (1685-1750)()، والأولويات، والمسؤوليات الأخلاقية للفنانين في عصر مادي.
الفصل الرابع عشر - بداياته في قيادة الأوركسترا؛ شجعه ليزت على قيادة الأوركسترا. كانت محاولاته الأولى في مسرح مدينة (فايمار كورت)، حيث قاد عروضًا لأعمال هيكتور بيرليوز (1803-1869)(). تميّز أسلوبه بالدقة والحماس، وتميز بسعي دؤوب نحو الكمال - وهي سمة لطالما أرعبت الموسيقيين، لكنها أسفرت عن نتائج باهرة.
الفصل الخامس عشر - طريق شاق؛ عانى بولوف من صعوبات مالية خلال هذه السنوات(). عاش بولوف، المنفصل عن عائلته، حياة متواضعة، يُلقي دروسًا ويحيي حفلات موسيقية ليعيش. ومازح بمرارة قائلاً: "النبل ليس درعًا يحمي من الجوع عندما يُبخس المرء"().
الفصل السادس عشر - الانطلاقة الموسيقية؛ بحلول عام 1853()، بدأ يجوب ألمانيا كعازف بيانو، يعزف سوناتات بيتهوفن بمقدمات تحليلية أذهلت النقاد. كانت تفسيراته جريئة، دقيقة، وسابقة لعصرها. كان من أوائل من تعاملوا مع بيتهوفن ليس كحالم رومانسي، بل كفيلسوف للبنية الفكرية.
الفصل السابع عشر - لقاء فاغنر في زيورخ؛ في عام 1854، زار بولوف زيورخ للقاء ريتشارد فاغنر (1813-1883)()، الذي كان حينها في المنفى(). كان لقائهما مثيرًا. وجد فاغنر في بولوف تلميذًا لامعًا؛ ووجد فيه أستاذًا ذا رؤية ثاقبة. كتب لاحقًا: "منح فاغنر حياتي بوصلتها واتجاهها"(). بدأ يدافع عن أعمال فاغنر، ويؤدي مقتطفات منها، وينشر أفكاره.
الفصل الثامن عشر - حبٌّ مصيري؛ خلال هذه الفترة نفسها، تعمّقت محبة بولوف لكوزيما ليزت (1837-1930)(). تبادلا رسائل مفعمة بالإعجاب والمثالية. وافقت ليزت على هذا الارتباط، غير مدركة للمأساة المستقبلية التي سيجلبها هذا الاتحاد بمجرد دخول فاغنر حياتهما.
الفصل التاسع عشر - ميونيخ ودوائر البلاط؛ بحلول عام 1855، اكتسب بولوف شهرة واسعة في ميونيخ()، حيث عزف كعازف بيانو وقائد أوركسترا. جذبت حفلاته الموسيقية المثقفين والأرستقراطيين، وجعله مزاجه الناري محل إعجاب وتقدير. وصفه النقاد بأنه "فيلسوف على البيانو وجنرال أمام الأوركسترا"().
الفصل العشرون - عتبة العظمة؛ شهد عام 1855 نهاية فترة تدريبه. وبعد أن أصبح يُعرف بأنه أحد أكثر موسيقيي جيله فكرًا، وقف بولوف في موقعٍ مثالي بين إرثي فرانز ليزت و ريتشارد فاغنر، مُستعدًا لإحداث ثورة في أساليب الأداء. وسرعان ما جعلته دقته وسلطته وبصيرته أحد أكثر قادة الأوركسترا تأثيرًا في القرن التاسع عشر.
يتبع... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ Copyright © akka2025 المكان والتاريخ: طوكيــو ـ 10/25/25 ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).
#أكد_الجبوري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنطونيو غرامشي و-فلسفة الممارسة- (1-3)/الغزالي الجبوري - ت.
...
-
موسيقى: بإيجاز:(80) والأخيرة. بيتهوفن: برامز وبيتهوفن: حوار
...
-
موسيقى: بإيجاز:(79) بيتهوفن: العلاقات واللقاءات بين لودفيغ ف
...
-
تَرْويقَة : -كما تشاء-/ بقلم ماريو لوزي* - ت: من الإيطالية أ
...
-
قصيدة:الفيزيائيون والأغاني/ بقلم بوريس سلوتسكي* - ت: من الإن
...
-
موسيقى: بإيجاز:(78) بيتهوفن: تأملات روحية وكلماته الأخيرة/ إ
...
-
موسيقى: بإيجاز:(77) بيتهوفن: إجلال وجنازة بعد وفاته/ إشبيليا
...
-
موسيقى: بإيجاز:(76) بيتهوفن: بيتهوفن، أيامه الأخيرة: زيارة أ
...
-
موسيقى: بإيجاز:(75) بيتهوفن: غرفة في المنزل الإسباني الأسود/
...
-
الفيلم الوثائقي الفلسطيني: -لا أرض أخرى- (3-3)/إشبيليا الجبو
...
-
قصيدة: تعريف الشعر/ بقلم بوريس باسترناك* - ت: من الإنكليزية
...
-
المُدرك الإشكالي الاستراتيجي لجائزة نوبل للسلام /الغزالي الج
...
-
الفيلم الوثائقي الفلسطيني: -لا أرض أخرى- (2-3)/إشبيليا الجبو
...
-
الفيلم الوثائقي الفلسطيني: -لا أرض أخرى- (1-3)/إشبيليا الجبو
...
-
تَرْويقَة: ثلاث قصائد/ بقلم ماتشادو دي أسيس* - ت: من الإسبان
...
-
موسيقى: بإيجاز:(74) بيتهوفن: الأيام الأخيرة - عام 1827
-
سينما… جين فوندا…-جين هانوي- الدؤوبة / إشبيليا الجبوري - ت:
...
-
نرحل ببطء/ بقلم سيرجي أ. إسينين - ت: من الإنكليزية أكد الجبو
...
-
صرخة كونية: -الجميع يرحلون!-: من السخط إلى الفعل/الغزالي الج
...
-
الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 2025/ إشبيليا الجبوري - ت:
...
المزيد.....
-
فيلم -ضع يدك على روحك وامشِ- يفوز بجائزة في ختام الدورة الـ8
...
-
هل انتهت أزمة الفيلم المصري؟ مشاركة لافتة للسينما المصرية في
...
-
صدر حديثا ؛ من سرق الكتب ؟ قصة للأطفال للأديبة ماجدة دراوشه
-
صدر حديثا ؛ أنا قوي أنا واثق أنا جريء للأديبة الدكتورة ميساء
...
-
صدر حديثا ؛ شظايا الذات - تأملات إنسانية للكاتبة تسنيم عواود
...
-
صدر حديثا : رواية اكسير الأسرار للأديبة سيما صير
...
-
-أتذوق، أسمع، أرى- لـ عبد الصمد الكبّاص...
-
مصطفى محمد غريب: خرافات صنع الوهم
-
مخرج إيراني يفوز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان باكو السينمائي
-
لسهرة عائلية ممتعة.. 4 أفلام تعيد تعريف الإلهام للأطفال
المزيد.....
-
المرجان في سلة خوص كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
بيبي أمّ الجواريب الطويلة
/ استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
-
قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي
/ كارين بوي
-
ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا
/ د. خالد زغريت
-
الممالك السبع
/ محمد عبد المرضي منصور
-
الذين لا يحتفلون كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
شهريار
/ كمال التاغوتي
-
مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
شهريار
/ كمال التاغوتي
-
فرس تتعثر بظلال الغيوم
/ د. خالد زغريت
المزيد.....
|