أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - موسيقى: بإيجاز:(74) بيتهوفن: الأيام الأخيرة - عام 1827














المزيد.....

موسيقى: بإيجاز:(74) بيتهوفن: الأيام الأخيرة - عام 1827


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 00:00
المحور: الادب والفن
    


موسيقى:
بإيجاز:(74) بيتهوفن: لودفيغ فان بيتهوفن عام 1827: الأيام الأخيرة للجبار/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابانية أكد الجبوري

… تابع
- أولاً: الانهيار الجسدي والألم المزمن؛
مع بداية عام 1827()، كان لودفيغ فان بيتهوفن يعاني من مرض خطير. عانى لسنوات من مشاكل معوية مزمنة - يُرجّح أنها مزيج من تليف الكبد والتهاب القولون، وربما التسمم بالرصاص - وكانت صحته العامة في تدهور حاد منذ أواخر عام 1826(). انتهت رحلته إلى غنيكسيندورف، حيث أقام مع شقيقه يوهان في خريف عام 1826()، بنوبة التهاب رئوي حاد()، وعند عودته إلى فيينا، بدأت المضاعفات().

عانى من نوبات متكررة من تورم البطن (الاستسقاء)() (= تراكم السوائل في التجويف البريتوني، مما تسبب في تورم البطن بسبب تليف الكبد)()، مما استدعى إجراء بزل مؤلم لتصريف السوائل من بطنه. وثّق أطباؤه - ومنهم أندرياس إغناز فاوروخ (1772-1842)() الذي تعرّض لانتقادات كثيرة - اصفرار جلده المتزايد، وتورم أطرافه، ونوبات حمى متكررة. ورغم معاناته الواضحة، لم يفقد بيتهوفن صفاء ذهنه، بل حافظ على ذكائه الحاد حتى النهاية.

- ثانيًا: الغرفة في المنزل الإسباني الأسود؛
كان آخر سكن لبيتهوفن شقة في ("منزل الإسبان ذوي الرداء الأسود")()، وهو مبنى كئيب كان في السابق جزءًا من دير على أطراف حي ألزرغروند في فيينا(). كانت الغرفة قاحلة وسيئة التهوية().

كانت الغرفة التي قضى فيها أسابيعه الأخيرة معتمة وباردة، وأثاثها مُتهالكٌ(). كان بيتهوفن يرقد على سرير ضيق تحت ألحفة ثقيلة.() وقيل إن الجدران كانت خالية إلا من صليب وبعض الرفوف ومخطوطات متناثرة(). دفاتر محادثاته()، التي كانت مليئةً بأفكاره وردوده على زواره()، أصبحت الآن في معظمها مهملةً بعد أن غلب عليه التعب.

- ثالثًا. الزوار والأصدقاء والوداع؛
على الرغم من أن بيتهوفن عاش في عزلة طوال معظم حياته اللاحقة، إلا أن أسابيعه الأخيرة كانت حافلةً بزيارات الأصدقاء والمعجبين والزملاء الموسيقيين. من بين أكثرهم إخلاصًا:
- أنطون شندلر (1795-1864)()، سكرتيره المثير للجدل، الذي سجل العديد من تفاصيل تلك الأيام (مع أنه حسّنها لاحقًا).
- أنسيلم هوتنبرينر (1794-1868)()، صديق مقرب وتلميذ لشوبرت، وكان حاضرًا لحظة وفاة بيتهوفن.
- كارل هولز (1798-1858)()، عازف الكمان والمؤتمن على أسراره، من فرقة شوبانزيغ الرباعية، الذي سهر على وفاته.
- د. أندرياس فاوروخ (1782-1842)()، الطبيب المعالج.

زاره الملحن فرانز شوبرت (1797-1828)()، الذي كان يسكن على بُعد خطوات قليلة. ورغم خجله واحترامه، تأثر شوبرت بشدة وكان يُكنّ لبيتهوفن احترامًا عميقًا(). ويُقال إن بيتهوفن تأثر بأعمال شوبرت وطلب رؤية بعض موسيقاه().

- رابعًا: تأملات روحية وكلمات أخيرة؛
مع أن بيتهوفن لم يكن متدينًا بشكل علني خلال معظم حياته()، إلا أنه كان يُدلي باعترافات، ويتلقى طقوس الوداع، ويبدو أنه قد تقبّل قدرًا من التصالح الروحي مع اقتراب موعد وفاته. كان قليل الكلام، بسبب الألم والإرهاق()، لكنه كان يقظًا بما يكفي للتعبير عن ازدرائه لعجز أطبائه ومرارته إزاء آماله التي لم تتحقق لكارل، ابن أخيه المضطرب(). من بين ملاحظاته المكتوبة الأخيرة، كان تعليق ساخر عندما أُبلغ أن ناشره قد أرسل له صندوقًا من النبيذ: "يا للأسف، فات الأوان".()

كان ذلك في 24 مارس 1827.()

بعد يومين، في 26 مارس()، حوالي الساعة 5:45 مساءً، هبت عاصفة رعدية على فيينا(). في تلك اللحظة تحديدًا، نهض بيتهوفن للحظة وجيزة - رافعًا ذراعه اليمنى بقبضة مشدودة، كما لو كان يتحدى السماء - وسقط ميتًا(). لطالما تم تصوير هذا المشهد، الذي شهده مُقطّر المعادن()، كرمز لروح بيتهوفن التي لا تُقهر في مواجهة الموت.

خامسًا: التبجيل والجنازة بعد الوفاة؛
أغرقت وفاة بيتهوفن فيينا في حالة من الحداد. في 29 مارس 1827()، اصطف أكثر من 20 ألف شخص في شوارع المدينة لحضور موكب جنازته. أغلقت المدارس، وأطفأت المسارح أنوارها.

ثمانية ملحنين شباب، منهم فرانز شوبرت (1797-1828)() وكارل تشيرني (1791-1857)()، حملوا النعش شرفًا. ألقى فرانز غريلبارزر (1791-1872)() كلمة الجنازة، قائلاً: "كان فنانًا، فمن سيقف بجانبه؟"()

دُفن بيتهوفن أولًا في مقبرة فارينغ، وفي عام 1888()، نُقل رفاته إلى (المقبرة المركزية في فيينا)()، حيث يرقد اليوم بجانب شوبرت.()

سادسًا: ترسيخ الإرث؛
مات بيتهوفن معزولًا يُعذبه المرض، ومع ذلك كان يُبجَّل كنبي موسيقي. وقد رفعته رباعياته الأخيرة، (قداس الميلاد)()، والسيمفونية التاسعة، إلى مصاف الأساطير. وأصبحت معاناته جزءًا من الأسطورة الرومانسية: ملحنٌ أصمٌّ وحيد، أعاد صياغة الموسيقى نفسها.

لا تعكس أيامه الأخيرة نهاية حياة عظيمة فحسب، بل تُمثل أيضًا ولادة المفهوم الحديث للعبقرية الفنية - شخصيةٌ وحيدةٌ حوّلت المعاناة الشخصية إلى جمالٍ كوني.
يتبع...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيــو ـ 10/13/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سينما… جين فوندا…-جين هانوي- الدؤوبة / إشبيليا الجبوري - ت: ...
- نرحل ببطء/ بقلم سيرجي أ. إسينين - ت: من الإنكليزية أكد الجبو ...
- صرخة كونية: -الجميع يرحلون!-: من السخط إلى الفعل/الغزالي الج ...
- الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 2025/ إشبيليا الجبوري - ت: ...
- موسيقى: بإيجاز:(74) بيتهوفن: كونشرتو البيانو لبيتهوفن/ إشبيل ...
- موسيقى: بإيجاز:(73) بيتهوفن: قداس (المتمردون الأحرار) لفيبر ...
- -من الريح-، رواية جديدة للكاتبة الاسبانية سراي بلانكو/ إشبيل ...
- من الريح، رواية جديدة للكاتبة الاسبانية سراي بلانكو/ إشبيليا ...
- موسيقى: بإيجاز:(72) بيتهوفن:نظام بيتهوفن الغذائي وتمارينه ال ...
- موسيقى: بإيجاز:(71) بيتهوفن: فرانز شوبرت والإرث البيتهوفيني/ ...
- موسيقى: بإيجاز:(70) شومان وبيتهوفن/ إشبيليا الجبوري - ت: من ...
- بُنية سفاح القربى من بُنيوية كلود ليفي شتراوس (2-3)/شعوب الج ...
- بإيجاز:(69) بيتهوفن:ارتجالٌ في وجه الريح/ إشبيليا الجبوري - ...
- -سفاح القربى- وبُنيوية كلود ليفي شتراوس (1-3)/شعوب الجبوري - ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- رد فعل -هوليوود- على دعوة (عمال السينما من أجل فلسطين)/إشبيل ...
- موسيقى: بإيجاز:(68) بيتهوفن: الغيبوبة أثناء التأليف والمواقف ...
- تشرين اللهب الشائك/ الغزالي الجبوري - ت: من الفرنسية أكد الج ...
- لكن. تنطلق صرخة تشرين/ أبوذر الجبوري - ت: من الألمانية أكد ا ...
- موسيقى: بإيجاز:(67) بيتهوفن: العام والخاص: شهرة بلا راحة (18 ...


المزيد.....




- هيام عباس تحصد -الهرم الذهبي-.. مهرجان القاهرة السينمائي يكش ...
- صورة من غزة.. نزوح بعد إخلاء
- نظرية الفوضى في الشعر العباسي.. مقاربة نصيّة في شعر أبي نواس ...
- من بينهم الفنّان خالد النبوي.. مهرجان -القاهرة السينمائي- ال ...
- شاركت في -العراب- وتألقـت في أفلام وودي آلن .. نجوم هوليوود ...
- -تانيت إكس آر-: منصة غير ربحية توثق التراث التونسي رقميا
- اكتشاف قلعة عسكرية على طريق حورس الحربي في شمال سيناء
- انطلاق الدورة السادسة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح
- ظهرت في أكثر من 60 فيلما..وفاة الممثلة ديان كيتون عن 79 عاما ...
- حربٌ هزمت المجتمعَين وأسقطت كذبة وحدة اللغة والتاريخ المشترك ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - موسيقى: بإيجاز:(74) بيتهوفن: الأيام الأخيرة - عام 1827