أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -جماعة وليلي – زرهون: إدارة تبحث عن موظفيها في برنامج «مختفون»!-














المزيد.....

-جماعة وليلي – زرهون: إدارة تبحث عن موظفيها في برنامج «مختفون»!-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8502 - 2025 / 10 / 21 - 22:27
المحور: كتابات ساخرة
    


في مغرب الحداثة والرقمنة، حيث تسابق الدولة الزمن لرقمنة الخدمات وتجويد الأداء الإداري، قررت جماعة وليلي – زرهون أن تنهج مسارا خاصا بها في تحديث المرفق العمومي: موظفون "أشباح" يظهرون في كشوفات الأجور، ويختفون تماما في الواقع الملموس، لدرجة أن بعضهم قد يحتاج إلى بلاغ بحث وطني كي يعثر عليه.

الجماعة التي يفترض أن تكون قريبة من المواطن، تحولت إلى مؤسسة أشبه بـ"منتدى الأشباح الإداريين"، حيث توزع الأجور كما توزع الحلوى في الأعراس، بلا حسيب ولا رقيب، في مشهد إداري يجمع بين السريالية وقلة الحياء.

المصادر المحلية تؤكد أن بعض الموظفين لم تطأ أقدامهم مقر الجماعة منذ أيام الحجر الصحي الأول، أي منذ 2019، لكن أرصدتهم البنكية تنعم بدفء الأجور الشهرية بانتظام يثير الغيرة. هل هؤلاء عباقرة في العمل عن بعد؟ أم أنهم اخترعوا تقنية جديدة للإدارة الطيفية؟ أسئلة مشروعة، لكنها تصطدم بجدار من الصمت الإداري المريب.

الطريف – أو المبكي إن شئنا الدقة – أن بعض هؤلاء "الموظفين المتغيبين قسرا" لا تربطهم بالجماعة سوى علاقة حب من طرف واحد: راتب بلا حضور، مهمة بلا مهام، ومسؤولية بلا حرج. والأسوأ أن هناك من يقول إنهم "مقربون" من دوائر القرار المحلي، مما يشي بأن الفساد الإداري هنا لا يقتصر على الغياب، بل يتغذى من رحم الزبونية والولاءات.

أبناء المنطقة، ممن ما زال لديهم ما يكفي من الصبر للوقوف في طوابير الإجراءات الإدارية، باتوا يتساءلون إن كانت الإدارة المحلية قد تحولت إلى ناد صيفي موسمي، يفتح حينا، ويغلق حينا آخر، بحسب المزاج أو المواسم السياسية.

كل هذا يحدث على مرأى ومسمع من شعارات "ربط المسؤولية بالمحاسبة"، و"الحكامة الجيدة"، و"الوظيفة العمومية المواطنة"، التي يرفعها الخطاب الرسمي، ويتغنى بها الإعلام العمومي، بينما تسفك كرامة المواطن يوميا أمام باب جماعة، لا يجد فيها موظفا يسجل شكاية أو حتى يرد على تحية.

فهل نحتاج إلى لجنة تقصي برلمانية؟ أم يكفي أن نرسل لجنة من برنامج "كاميرا خفية" لترصد حركة الأشباح الإدارية؟ ربما الحل في يد السيد وزير الداخلية، الذي يرجى منه – بكل محبة واحترام – أن يرسل مفتشية عامة، لا للتحقيق فقط، بل ليتأكد أولا أن هذه الجماعة ما زالت تشتغل كمؤسسة، وليست موقع تصوير لسلسلة هزلية.

ففي زمن يحاسب فيه المواطن على تأخره في أداء فواتير الماء والكهرباء، لا بأس أن يسأل بعض الموظفين: "أين كنتم منذ 2019؟ ومن كان يصرف لكم رواتبكم؟ وهل تؤمنون بوجود العمل الإداري أصلا؟"

وفي انتظار أن تصل الإجابات، يبقى السؤال الأهم: من يحاسب من في مغرب الموظف الشبح؟



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بلاد المغرب... حيث تشتكي الأرض من أهلها والجن من قلة الفه ...
- حين يسائل الزمن ظله... وتذبل الخطب القديمة
- -أمة الأغبياء السعداء: حكاية تطور الغباء من خلل عصبي إلى أسل ...
- من رآه فليستعد
- غوستافو بيترو وغزة: حين يطل صوت من الجنوب على جرح مفتوح
- الحلايقية... حين كان للطفولة مجد آخر
- سروال المملكة المثقوب
- غبار على وجوه الأطفال... وبريق على سيارات الجماعة
- في بني مرعاز... حيث استيقظ المركز الصحي من غفوته الطويلة
- ظل الولي ونور الزائر (من أدب الرحلة الروحية)
- -نداء من قلب مكسور-
- -يسرى... زهرة وسط صخر-
- -بقرار من ميلانيا: باب الأمل في غزة-
- ثمن الشمعة
- لا ظل في الرمل لمن لا ذاكرة له
- الزاوية التي لا تنام
- همس الجبال ونور الأرواح
- -قبل أن أنسى اسمي-
- حبر الندبة في عقدة القمر (بصوت الرجوع، وتنهيدة الختام)
- حبر الندبة في عقدة القمر (بصمت البذور، وتنهيدة الحكاية الساد ...


المزيد.....




- -أعتذر عن إزعاجكم-.. إبراهيم عيسى يثير قضية منع عرض فيلم -ال ...
- مخرجا فيلم -لا أرض أخرى- يتحدثان لـCNN عن واقع الحياة تحت ال ...
- قبل اللوفر… سرقات ضخمة طالت متاحف عالمية بالعقود الأخيرة
- إطلاق الإعلان الترويجي الأوّل لفيلم -أسد- من بطولة محمد رمضا ...
- محسن الوكيلي: -الرواية لعبة خطرة تعيد ترتيب الأشياء-
- من الأحلام إلى اللاوعي: كيف صوّرت السينما ما يدور داخل عقل ا ...
- موهبتان من الشتات تمثلان فلسطين بالفنون القتالية المختلطة في ...
- الممثل الخاص لبوتين يلتقي علي لاريجاني في طهران
- تركيا.. 3 أفلام تتناول المأساة الفلسطينية حاضرة بمهرجان أنطا ...
- تركيا.. 3 أفلام تتناول المأساة الفلسطينية حاضرة بمهرجان أنطا ...


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -جماعة وليلي – زرهون: إدارة تبحث عن موظفيها في برنامج «مختفون»!-