أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بن سالم الوكيلي - -نداء من قلب مكسور-














المزيد.....

-نداء من قلب مكسور-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 00:08
المحور: الادب والفن
    


أيها الزمان، أيها المكان، كيف أبدأ؟ كيف أكتب عن آلام عميقة، عن دماء مسكوبة على الأرض التي تئن تحت وطأة الحروب؟ كيف أصف كلمات قد تكون أضعف من أن تحوي هذا الألم؟
أنا القصاص بن سالم الوكيلي، أكتب إليكما، يا عم ترامب ويا عم نتنياهو، لعل كلماتي تجد مكانا في قلوبكما، فتضيء العتمة التي تسكن عيوننا.

اليوم، وأنا أكتب إليكما، لا أكتب من منطلق السياسة أو المصالح، بل من منطلق إنساني بحت، من قلب جريح لم يعد يحتمل المزيد من الصراخ في وجه الرياح العاتية. غزة، تلك الجنة المدمرة، تلك الأرض التي تحولت إلى رماد، لا تملك سوى صرخات من عاش فيها. أكتب إليكما وأنا أرى الأنقاض في كل زاوية، وأنا أسمع أنين الأمهات اللواتي فقدن أطفالهن، والآباء الذين يتساقطون كأوراق الخريف تحت قصف لا ينتهي.

أيها الزعيمان، كيف لنا أن نعيد الحياة إلى أرواح لم تدفن بعد، كيف لنا أن نوقف هذا النزيف؟ لو كانت الكلمات قادرة على أن تداوي الجروح، لكنت كتبت لكما آلاف السطور. لو كانت الدموع قادرة على أن تعيد بناء الحياة، لكنت أرسلت إليكما بحرا من الحزن. لكن، للأسف، ليس لدي سوى قلبي الجريح، الذي يتضرع إليكما أن توقفا هذا الموت. الحياة حق للجميع، ولو شاء الله أن يطفئ هذه الأنوار، لما ترك الأرواح تنبض. لكننا نعيش، نستحق أن نعيش.

ترامب، أيها الزعيم الذي يعبر القارات بكلماته، لا يمكنك أن تغفل عن الحقيقة، عن أن قراراتك تفتح جراحا جديدة في قلب هذا العالم. أنت قائد لمجتمعات متشابكة، لمجتمعات تبحث عن الأمل في عالم مليء بالصراعات. حكمتك هي ما ينتظره الجميع، لأن قراراتك قد تكون الضوء الذي ينير الطريق في هذا الظلام.

أما أنت، نتنياهو، مهما كانت مواقفك السياسية، لا تستطيع أن تهرب من واقع أن الأرواح البريئة هي من تدفع الثمن. هناك في غزة، أطفال يركضون في الشوارع تحت زخات القذائف، ونساء تتأملن سماء خالية من الطمأنينة. لكنكم في النهاية، مسؤولون. مسؤولون عن كل نفس تزهق، وكل حلم يحطم.

أيها الحكام، ألم تحن اللحظة لأن تضعوا حدا لهذه الحروب؟ ألم تكفوا عن الانغماس في هذا النزيف الذي لا ينتهي؟ فكفى! فكفى من القرارات التي لا تعود إلا بالمزيد من الدمار. نحن في حاجة إلى الأمل، إلى كلمة واحدة يمكنها أن تلملم الجراح. نحن في حاجة إلى حكمة تصنع غدا أفضل.

أكتب إليكما، ليس كمجرد كاتب، بل كإنسان ينزف في كل كلمة، يصرخ في كل حرف. إننا نعيش في عالم فقد بوصلة الأمل، ونحن لا نريد إلا أن نعيد بناء ما دمرته الحروب. دعونا نوقف هذه الدورة المفرغة من العنف، ونعيد للأجيال القادمة الأمل في غد أفضل.

أنا لا أطلب المستحيل. كل ما نريده هو أن نعيش بكرامة، أن نعيش في عالم يسوده السلام، عالم لا تعصف به الرياح الحربية. لا نريد منكم سوى أن تسمعوا صرخة القلب، أن تشهدوا على معاناة الشعب الذي لم يجد من ينقذه سوى صلاته.

أيها الحكام، في يوم من الأيام، عندما نحتفل بالسلام، سيعرف الجميع أن الإنسانية انتصرت. سيعرفون أن الحروب كانت لحظة عابرة، وأن الحب والتفاهم هما الطريق.

إلى الإنسانية، إلى الحياة، إلى الأمل... إلى الغد الذي نحتاجه، حيث لا مكان فيه للدماء، حيث يتساقط المطر في غزة ليس ليمحو الذكريات، بل ليغسل الآلام، وليعيد السلام إلى أرواح عطشى.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -يسرى... زهرة وسط صخر-
- -بقرار من ميلانيا: باب الأمل في غزة-
- ثمن الشمعة
- لا ظل في الرمل لمن لا ذاكرة له
- الزاوية التي لا تنام
- همس الجبال ونور الأرواح
- -قبل أن أنسى اسمي-
- حبر الندبة في عقدة القمر (بصوت الرجوع، وتنهيدة الختام)
- حبر الندبة في عقدة القمر (بصمت البذور، وتنهيدة الحكاية الساد ...
- حبر الندبة في عقدة القمر (بفم مكموم، وتنهيدة الحكاية الخامسة ...
- أنين القباب في وادي الجني الأسود رواية رمزية – شاعرية – رؤيو ...
- حبر الندبة في عقدة القمر (بنبض الحرف الأخير، وتنهيدة الحكاية ...
- حبر الندبة في عقدة القمر (بحنجرة الرمل، وتنهيدة الحكاية الثا ...
- حبر الندبة في عقدة القمر(بصوت الغياب، وتنهيدة الحكاية الثاني ...
- الاستدعاء الشفهي: حين تتحول الإجراءات إلى فصول من العبث الإد ...
- حبر الندبة في عقدة القمر (بلسان العفاريت، وتنهيدة الحكاية ال ...
- -الذين لم يصفق لهم… لكنهم يستحقون الوطن-
- -خرائط على جثث الطيور-
- كرمة بن سالم تروي... حين تتكلم القرى ويسكت بعض المسؤولين
- -الريح التي لا تعرف الحدود-


المزيد.....




- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...
- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام
- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية
- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بن سالم الوكيلي - -نداء من قلب مكسور-