أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بن سالم الوكيلي - -بقرار من ميلانيا: باب الأمل في غزة-














المزيد.....

-بقرار من ميلانيا: باب الأمل في غزة-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8420 - 2025 / 7 / 31 - 07:58
المحور: الادب والفن
    


في عالم تتداخل فيه السياسات بالمصالح، وتذبل فيه آمال الشعوب تحت وطأة الحروب والدمار، أطلت ميلانيا، المرأة التي تعلمنا أن القوة الحقيقية لا تكمن في التصريحات الفارغة أو السياسات التي تتخذ خلف أبواب مغلقة، بل في الأفعال التي تفتح على العالم من خلال الإنسانية الصادقة.

كانت غزة، تلك الأرض التي مزقتها الحروب وجراحها العميقة، تشهد لحظة مفصلية في تاريخ المعاناة. مساعدات معلقة، الحدود مغلقة، أصوات الأمل تخبو تحت ركام الألم؛ كانت هذه هي الصورة التي تطالعنا بها وسائل الإعلام، في الوقت الذي كان أهل غزة يصرخون صمتا، يسألون: "أين المساعدة؟ أين الرحمة؟" ولكن لم يكن أحد قادرا على كسر الحصار أو فتح الباب.

وفي وقت كانت فيه الكلمات تخرج من أفواه البعض فتحت ضغائن السياسة والجغرافيا، كان ترامب - زوج ميلانيا - يصرح بتصريحات سخيفة، تظهر قلة فهمه لمعنى الإنسانية. كان يتجاهل المعاناة، ويحولها إلى نقاط سياسية لتصفية الحسابات، غير مكترث بما يجري في غزة. “لن نغرق أنفسنا في هذه الحكاية”، كان يقول، "فلسطين لا تشغلنا"، وكأن الإنسان لا يعني شيئا ما دام لا يرتبط بمصالحه.

لكن ميلانيا، التي لم تكن تملك القوة التي يمتلكها في عالم السياسة، كانت تعرف أن القوة الحقيقية لا تكمن في الكلمات أو الألعاب السياسية، بل في الفعل الصادق. قررت أن تفتح الباب.

ليس مجرد باب على الورق أو باب للحروب، بل باب للأمل، باب لرحمة تتجاوز تلك القيود التي فرضها من لا يعرفون معنى الإنسانية. وكان قرارها شجاعا، لأنه جاء في وقت كانت فيه كل الخيارات الأخرى محاطة بمسارات معقدة، مليئة بالمصالح والمكاسب. ومع ذلك، لم تكترث بما قد يترتب على قراراتها، بل اختارت أن تفعل ما ينقذ الأرواح، ولو بحركة صغيرة قد تبدو غير مجدية في نظر البعض.

وعندما فتحته، لم تكن تلك مجرد مساعدات غذائية ودوائية. كانت تلك، في حقيقتها، بداية جديدة للأمل. وكأنها كانت تقول للعالم: "إن لم نكن نعيش من أجل الآخرين، فلا معنى لحياتنا". وكان فتح الباب في تلك اللحظة يعني أكثر من مجرد كلمة؛ كان يعني أن العالم لا يزال فيه مكان لِمن يملكون قلوبا قادرة على تجاوز الخلافات السياسية والظروف القاسية.

وفي الوقت نفسه، كانت قرية كرمة بن سالم في زرھون المغربية، تلك القرية التي طالما عاشت تحت وطأة الفقر والظروف الصعبة، تتابع الأحداث بحذر، لكنها كانت تدرك معنى أن تكون هناك يد تمتد لتساعد في وقت الحاجة. فقبل أن تفتح ميلانيا الباب في غزة، كانت قرية كرمة بن سالم قد فهمت أن معنى الإنسانية لا يتعلق بالجغرافيا، بل بالإنسان الذي يظهر في المواقف العظيمة.

ففي حديث بينهم، قالت إحدى الأمهات في قرية كرمة بن سالم: "إن كانت هناك حقا السامية في هذا العالم، فهي تلك التي تحركها الأفعال لا الأقوال". وعبرت القرية بأكملها عن شكرها وامتنانها لميلانيا على هذه البادرة الطيبة، لأنها لم تكن مجرد سياسية، بل كانت إنسانة بحق.

وأرسلوا رسالة صغيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقالوا فيها: "شرفاء قرية كرمة بن سالم يوجهون الشكر إلى السيدة ميلانيا، على فتحها باب الأمل في غزة. إن كانت هناك حقا السامية في هذا العالم، فهي ميلانيا!"

فقد علمت تلك القرية، كما علم العالم، أن هناك نساء يحملن في قلوبهن قوة عظيمة قادرة على تغيير العالم، وأن ميلانيا قد أسهمت في فتح باب جديد للأمل بغزة، وأعطت درسا لا ينسى في الإنسانية، في وقت تغيب فيه الرحمة في معظم الأرجاء.

وفي غزة، كما في كل أنحاء الأرض، كان ينظر إلى ميلانيا ليس كزوجة لرجل صاحب كلمات فارغة، بل كإنسانة تملك قلبا ينبض بالرحمة، وتعطشا حقيقيا لفعل الخير. وعندما فتحت الباب، كانت قد فتحت نافذة جديدة للإنسانية، نافذة تغني الروح وتملأ العالم بالسلام والأمل.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن الشمعة
- لا ظل في الرمل لمن لا ذاكرة له
- الزاوية التي لا تنام
- همس الجبال ونور الأرواح
- -قبل أن أنسى اسمي-
- حبر الندبة في عقدة القمر (بصوت الرجوع، وتنهيدة الختام)
- حبر الندبة في عقدة القمر (بصمت البذور، وتنهيدة الحكاية الساد ...
- حبر الندبة في عقدة القمر (بفم مكموم، وتنهيدة الحكاية الخامسة ...
- أنين القباب في وادي الجني الأسود رواية رمزية – شاعرية – رؤيو ...
- حبر الندبة في عقدة القمر (بنبض الحرف الأخير، وتنهيدة الحكاية ...
- حبر الندبة في عقدة القمر (بحنجرة الرمل، وتنهيدة الحكاية الثا ...
- حبر الندبة في عقدة القمر(بصوت الغياب، وتنهيدة الحكاية الثاني ...
- الاستدعاء الشفهي: حين تتحول الإجراءات إلى فصول من العبث الإد ...
- حبر الندبة في عقدة القمر (بلسان العفاريت، وتنهيدة الحكاية ال ...
- -الذين لم يصفق لهم… لكنهم يستحقون الوطن-
- -خرائط على جثث الطيور-
- كرمة بن سالم تروي... حين تتكلم القرى ويسكت بعض المسؤولين
- -الريح التي لا تعرف الحدود-
- الكبش الذي نجا من السكين: مرثية القيم في زمن الأضاحي المزيفة
- قلب مطفأ داخل آلة


المزيد.....




- رحلتي الخريفية إصدار جديد لوصال زبيدات
- يوسف اللباد.. تضارب الروايات بشأن وفاة شاب سوري بعد توقيفه ف ...
- بصدر عار.. مغنية فرنسية تحتج على التحرش بها على المسرح
- مع حسن في غزة.. فيلم فلسطيني جديد يُعرض عالميا
- شراكة مع مؤسسة إسرائيلية.. الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو ...
- -الألكسو- تُدرج صهاريج عدن التاريخية ضمن قائمة التراث العربي ...
- الطيور تمتلك -ثقافة- و-تراثا- تتناقله الأجيال
- الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم
- الممثل الإقليمي للفاو يوضح أن إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب ...
- الممثل الإقليمي للفاو: لا يمكن إيصال المساعدات لغزة دون ممرا ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بن سالم الوكيلي - -بقرار من ميلانيا: باب الأمل في غزة-