أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - في بلاد المغرب... حيث تشتكي الأرض من أهلها والجن من قلة الفهم














المزيد.....

في بلاد المغرب... حيث تشتكي الأرض من أهلها والجن من قلة الفهم


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8486 - 2025 / 10 / 5 - 21:43
المحور: كتابات ساخرة
    


يا سامعين الصوت، ويا فاهمين الكلام قبل أن يقال، دعونا نحكي لكم حكاية ليست من كتب الأساطير، ولا من خرائط الجغرافيا، بل من مملكة عريقة فوق الأرض، اسمها المغرب، لكنها تسكن أحيانا تحت الأرض… حيث الجن أذكى من بعض البشر، والظل أطول من الحقيقة!

في مملكة الرمل والريح، خرجت الكائنات ذات الأجساد البشرية (ويقال إن بعضهم مخلوقات نصفها إنسان ونصفها تأشيرة شنغن)، تنادي في الأسواق والساحات: "أين خبزنا؟ أين تعليمنا؟ أين دواؤنا؟" لكن السؤال الأعظم الذي حير الجن العارفين هو: "لمن يصرخ هؤلاء؟" إذ لا أحد يجيب. فالباب موصد، والنوافذ مغلقة، وبعض المسؤولين ارتدوا عباءات الإخفاء، أو ربما سافروا إلى ممالك مجاورة تحت ذريعة "مهمة رسمية"، بينما هي جلسة تدليك في منتجع ناء... بجانب مسبح فيه ماء أغلى من دموع المواطن.

في بلاد العجائب، قرر البعض تمثيل الشعب. واحد باسم الريف، وآخر باسم الجبل، وثالث باسم "كلشي"، ورابع باسم "والو". الجن كانوا يراقبون من فوق جبل "إيغود"، وقال كبيرهم: "هل يمكن لجني صغير أن يتحدث باسم قبيلة كاملة؟! حتى نحن لا نفعلها، فكيف بالبشر؟" لكن يبدو أن السياسة في المغرب تمارس بمنطق الأعاجيب. تخرج مظاهرة في الشرق، فيتكلم عنها ممثل في الغرب. وترفع شعارات ضد الفساد، فيرد عليها بخطاب عن "القمر الصناعي الجديد".

الجن، كما تعلمون، يعرفون فنون الاحتجاج. يصرخون بلا صوت، ويتظاهرون في الأحلام. لكن البشر، هؤلاء المساكين، يخرجون إلى الشارع حاملين قلوبهم على أكفهم. يريدون خبزا، فيمنحون خطابات. يريدون مدارس، فيقال لهم: "اصبروا، التنمية قادمة من الجنوب... مشيا على الأقدام".

أحد العقلاء، في زمن الضجيج، قال: "المواطن يشتكي، والمسؤول يشكو من المواطن، والحكومات ترسم في استوديوهات الكلام". ووقفت الجن مذهولة، وتساءلت في مجلسها الباطني: إذا ارتفع خطاب يطالب بالكفاءة والردع، ويعدد مكامن الخلل الإداري — كما جاء في بعض الخطب الملكية التي أشارت إلى ضعف الحكامة، وغياب روح المسؤولية، وتقصير بعض الأطر الإدارية — فمن يبقى في الميدان غير الجدران تراقب الصمت؟

الجن كانوا ينتظرون أن يستشاروا. فهم عاصروا الدول، والخرائط، وصعود وهبوط الأسعار. لكن البشر اليوم أصبحوا يتكلون على آلات اسمها "ذكاء اصطناعي"، فقال أحد الجن بنبرة فلسفية: "عندما تصبح الآلات تفهم حاجات الناس أكثر من ممثليهم، فاعلم أن الساعة اقتربت... أو على الأقل الميزانية انتهت!" فالآلة، على الأقل، لا تخفي الحقائق تحت البساط، ولا تعد بما لا تملك، ولا تهرب إلى عالم المظاهر عند أول سقوط.

وفي نهاية المجالس الباطنية، اجتمع الحكماء من الجن وقرؤوا الطالع. قالوا: "لن يستقيم حال هذه المملكة حتى يعاد تعريف مفهوم التمثيل. فلا الممثل يجيد التمثيل، ولا النص يناسب الجمهور، ولا المخرج حاضر في الخفاء!" أما الشعب، فقد قرر أن لا يثق لا في ممثل، ولا في جني، ولا حتى في تصريح رسمي. فقط ينتظر، وفي قلبه أمل كامن أن الحكمة ستنتصر… ولو بعد ألف سنة ضوئية.

يا من تحكمون من فوق الكراسي اللامعة، تذكروا أن من لا يسمع الهمس سيسمع الصراخ، ومن لا يفهم لغة البشر... سيضطر لفك طلاسم الجن.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يسائل الزمن ظله... وتذبل الخطب القديمة
- -أمة الأغبياء السعداء: حكاية تطور الغباء من خلل عصبي إلى أسل ...
- من رآه فليستعد
- غوستافو بيترو وغزة: حين يطل صوت من الجنوب على جرح مفتوح
- الحلايقية... حين كان للطفولة مجد آخر
- سروال المملكة المثقوب
- غبار على وجوه الأطفال... وبريق على سيارات الجماعة
- في بني مرعاز... حيث استيقظ المركز الصحي من غفوته الطويلة
- ظل الولي ونور الزائر (من أدب الرحلة الروحية)
- -نداء من قلب مكسور-
- -يسرى... زهرة وسط صخر-
- -بقرار من ميلانيا: باب الأمل في غزة-
- ثمن الشمعة
- لا ظل في الرمل لمن لا ذاكرة له
- الزاوية التي لا تنام
- همس الجبال ونور الأرواح
- -قبل أن أنسى اسمي-
- حبر الندبة في عقدة القمر (بصوت الرجوع، وتنهيدة الختام)
- حبر الندبة في عقدة القمر (بصمت البذور، وتنهيدة الحكاية الساد ...
- حبر الندبة في عقدة القمر (بفم مكموم، وتنهيدة الحكاية الخامسة ...


المزيد.....




- هل يقترب أدونيس أخيرا من جائزة نوبل؟
- النزوح في الأدب الغزّي.. صرخة إنسانية في زمن الإبادة
- النزوح في الأدب الغزّي.. صرخة إنسانية في زمن الإبادة
- منتدى الفحيص يحتفي بأم كلثوم في أمسية أرواح في المدينة بمناس ...
- الطاهر بن عاشور ومشروع النظام الاجتماعي في الإسلام
- سينما الجائحة.. كيف عكست الأفلام تجربة كورونا على الشاشة؟
- فتح مقبرة أمنحتب الثالث إحدى أكبر مقابر وادي الملوك أمام الز ...
- الفنان فضل شاكر يُسلم نفسه للسلطات اللبنانية بعد 13 عاما من ...
- ابنة أوروك: قراءة أسلوبية في قصيدة جواد غلوم
- الطيب بوعزة مناقشا فلسفة التاريخ: هل يمكن استخراج معنى كلي م ...


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - في بلاد المغرب... حيث تشتكي الأرض من أهلها والجن من قلة الفهم