هيثم ضمره
الحوار المتمدن-العدد: 8492 - 2025 / 10 / 11 - 08:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد انتقالي إلى أرمينيا بالتزامن مع الثورة المخملية التي قادها الكاتب والصحفي، ورئيس الوزراء الحالي نيكول باشينيان، كنت شاهدًا على واحدة من أنبل الثورات في التاريخ الحديث.
صعد باشينيان إلى الحكم دون إطلاق رصاصة واحدة، دون كسر لوح زجاج، أو حتى رمي ورقة على الأرض.
أصبح رئيسًا للوزراء بالصوت… بالقلم… لا بالرصاص.
وبعد أحداث كاراباخ عام 2020، التي يعلم الجميع أنها كانت وسيلة للضغط على حكومته، لم يندفع باشينيان نحو الحرب، ولم يضحِّ بأبناء شعبه الذين ذاقوا مرارة الإبادة الجماعية عام 1915، حين فقد الأرمن مليونًا ونصف المليون إنسان، جلّهم من النساء والأطفال.
ذلك الشعب الذي قدّم لاحقًا أكثر من 300 ألف شهيد دفاعًا عن الاتحاد السوفييتي وأرضه وكرامته، لا يستحق أن يُزَجَّ مجددًا في أتون حرب عبثية.
باشينيان أدرك أن الحرب لا منتصر فيها.
كلنا شاهدنا اليوم جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي ذهب إلى غزة ليحرر مئتي شخص، فعاد مثقلًا بالدماء، فاقدًا آلاف الأرواح في حرب بلا جدوى.
ونشاهد أوكرانيا التي لا تزال تنزف، وغيرها الكثير من الشعوب التي تكتوي بنار الحروب.
نحن بحاجة إلى رجال مثل نيكول باشينيان، يقودون شعوبهم إلى برّ الأمان، لا إلى الهلاك.
وخلال وجودي في جمهورية أرمينيا طيلة السنوات الماضية، لمست بعيني النهضة التي تحققت في عهد باشينيان — نهضة لم تُبنَ على الدمار، بل على الإصلاح والعقلانية.
اليوم، يسير الأرمن على شوارع معبّدة لم تُعبّد منذ تأسيس تلك القرى.
ربما يبدو هذا مثالًا بسيطًا، لكنه يعكس عمق التحوّل والإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تقودها حكومته.
باشينيان، الذي اختار السلام بدل الحرب، والبناء بدل الهدم، هو بحقّ رجل يستحق جائزة نوبل للسلام.
#هيثم_ضمره (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟