أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هيثم ضمره - الشركات العابرة للقارات… عندما تصبح أقوى من الحكومات: درس من نيبال














المزيد.....

الشركات العابرة للقارات… عندما تصبح أقوى من الحكومات: درس من نيبال


هيثم ضمره

الحوار المتمدن-العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 03:51
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في السنوات الأخيرة تكرّرت التحذيرات من تضخّم نفوذ الشركات العابرة للقارات، خصوصًا شركات التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي، على حساب صلاحيات الحكومات المنتخبة. هذه الشركات لم تعد تكتفي بالربح المالي، بل باتت قادرة على التأثير في الرأي العام وتوجيهه، بل وحتى الضغط على السياسات العامة من خلال تعبئة الشباب والتلاعب بخطابهم الإعلامي.

ما حدث في نيبال خلال سبتمبر 2025 يجسد هذا المشهد بوضوح. فقد حاولت الحكومة هناك تقنين عمل مواقع التواصل الاجتماعي عبر إلزامها بالتسجيل محليًا وفتح مكاتب رسمية داخل البلاد، وعندما رفضت الشركات الامتثال، فرضت الحكومة حظرًا واسعًا شمل فيسبوك وإنستاغرام ويوتيوب وواتساب وغيرها. لكن المفارقة أن القرار أشعل موجة احتجاجات عارمة قادها الشباب — جيل الـ«Gen Z» — الذين رأوا في الحظر مساسًا بحريتهم الرقمية، فتحركت جموعهم إلى الشوارع رافعة شعارات مناهضة للفساد ومطالبة بإلغاء القيود.

تطورت المظاهرات بسرعة إلى مواجهات عنيفة، أُحرقت فيها مبانٍ حكومية بارزة، واقتُحم قصر الرئيس، واستُهدف عدد من المسؤولين وأفراد أسرهم، حتى أن زوجة أحد كبار السياسيين لقيت حتفها في أعمال العنف. وفي النهاية استقال رئيس الوزراء ك. ب. ش. أولي، ورفعت الحكومة الحظر في محاولة لتهدئة الأوضاع. هكذا بدا وكأن الشركات العابرة للقارات كانت في الواقع أقوى من الدولة، ولو بصورة غير مباشرة، عبر تعبئة شعبية واسعة.

المفارقة هنا أن احترام إرادة الشعب أمر مشروع ومطلوب، لكن التعدي على قوانين الدول وحقها في تنظيم الأسواق ليس مقبولًا. فالقوانين الوطنية هي الإطار الذي يحفظ التوازن بين الحريات الفردية والمصلحة العامة. لنأخذ كندا مثالًا: لا يمكن للمقيمين فتح روابط أخبار معينة على بعض المنصات بسبب قوانين متعلقة بحقوق النشر والإعلام، ومع ذلك لا يعتبر أحد هذا القرار قمعيًا أو تعسفيًا؛ إنه ببساطة تطبيق لسيادة القانون، وعلى الشركات أن تمتثل لأنها «ضيوف» في السوق الكندية.

إذن ما الحل؟ أحد السيناريوهات أن تعمل الدول على تطوير منصات تواصل اجتماعي محلية أو تعاونيات وطنية يمتلكها المستخدمون أنفسهم، بحيث تعود أرباحها للمساهمين بدلاً من ذهابها إلى عمالقة التكنولوجيا العالميين. بهذا يمكن «قتل الوحش بأدواته»، أي مواجهة النظام الرأسمالي المتغول عبر نفس أدواته الاقتصادية والتكنولوجية، مع ضمان الشفافية وحماية الحريات في الوقت نفسه. روسيا، على سبيل المثال، طورت منصات محلية مثل VK و«تيليغرام» (رغم خصوصيتها ونقدها الحقوقي)، لكنها لم تصل بعد إلى نموذج تعاوني كامل.

الدرس الأبرز من نيبال هو أن معركة تنظيم الشركات العابرة للقارات يجب أن تُخاض بعقلانية، لا بقرارات فوقية مباغتة قد تدفع الشعوب إلى الشارع. المطلوب نظام عالمي جديد أو على الأقل نماذج وطنية بديلة تضع التكنولوجيا في خدمة المجتمعات لا العكس، وتكبح جماح الرأسمالية الرقمية من دون أن تتحول إلى أداة قمع.



#هيثم_ضمره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدأتُ أمطُر
- لغة المياو وصمت الأرنب
- من كندا إلى أرمينيا: بين حياة الاستهلاك وبناء الذات
- رحلة على العشب الكندي
- هل نصحو متأخرين؟
- كلاب لا تنبح وبشر بلا روح
- حبّوا معلميكم قبل أن يرحلوا
- على قارعة الطريق: بين الحرب والحياة
- تقرير: اللغة الروسية… فرصة جديدة أمام الشباب الأردني
- الوظيفة: عبودية العصر الحديث
- إغلاق السفارات… التضامن الصحيح يبدأ من فتح الأبواب
- يوم جولف… ويوم منسف
- الحياة الزوجية… القصة التي لا تُروى عن الرجال
- على الحدود الجورجية – الأرمينية
- الدبابة التي أنبتت قمحًا
- الأتمتة والعمال: الولايات المتحدة ترعى الاتجار الاقتصادي بال ...
- من الفطر إلى الفضلات: مفارقة المدن
- من 200 دينار الى عقارات بالملايين
- سلطة الحكومات عبر التاريخ
- آن أوان كسر قيود الوحش


المزيد.....




- ما الذي نعرفه عن قاعدة -العديد- الأمريكية في قطر؟
- وول ستريت جورنال تنشر تفاصيل حوار ترامب نتنياهو عقب هجوم قطر ...
- تقرير حول ظروف مكالمتين لترامب ونتنياهو بعد قصف الدوحة، وقطر ...
- فرنسا: الشرطة تعتقل العشرات في احتجاجات -لنغلق كل شيء- ورئيس ...
- للمرة الثانية.. تأجيل إبحار أسطول الصمود العالمي من تونس إلى ...
- اتهام الحكم السابق في الدوري الإنجليزي الممتاز ديفيد كوت بتص ...
- هل يريد نتنياهو إعادة تشكيل الخليج؟ وما المطلوب لردعه؟
- ماذا بعد اتفاق استئناف التفتيش بين إيران ووكالة الطاقة الذري ...
- أبعاد ودلالات القصف الإسرائيلي على قطر
- مقتل المؤثر الأميركي تشارلي كيرك وترامب يصفه بـ-الأسطوري الع ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هيثم ضمره - الشركات العابرة للقارات… عندما تصبح أقوى من الحكومات: درس من نيبال