أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - هيثم ضمره - الأتمتة والعمال: الولايات المتحدة ترعى الاتجار الاقتصادي بالبشر














المزيد.....

الأتمتة والعمال: الولايات المتحدة ترعى الاتجار الاقتصادي بالبشر


هيثم ضمره

الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 11:34
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في الولايات المتحدة اليوم، ملايين العمال يُستبدلون بالآلات: من سيارات الأجرة الذاتية القيادة إلى طاولات الروبوت في المطاعم. ما يبدو ابتكارًا مذهلًا، هو في الواقع استغلال ممنهج للإنسان كأداة ربح مؤقتة، يُستغل ثم يُتخلص منه بلا رحمة أو حماية.

العمال يبنون الثروة… والشركات تتخلى عنهم

شركات النقل الكبرى، التي بدأت بأفكار بسيطة، أصبحت اليوم تُقدّر بمليارات الدولارات. من خلق هذه القيمة؟ السائقون والموظفون الذين عملوا سنوات طويلة. أما اليوم، فهم أول من يُستبدل بالآلة. في المطاعم، الروبوتات توصل الطعام دون ابتسامة، دون كلمة، والإنسان مجرد رقم يُستغل ويُرمى.

وليس هذا بالأمر الجديد: قبل ظهور السيارات الذاتية القيادة، شهد العالم المحطات البترولية ذات الخدمة الذاتية، آلات غسل الصحون في المطاعم، وأنظمة الدفع الآلي في المتاجر. ملايين الوظائف السابقة انتهت بهدوء، دون أن يتحدث عنها أحد، ودون أي حماية للعمال الذين فقدوا مصدر رزقهم. أصحاب هذه الوظائف ذهبوا وبقيت الآلات تحصد الأرباح.

ملايين الوظائف على المحك

تقديرات تشير إلى أن 2.9 – 5 ملايين وظيفة مهددة بسبب السيارات الذاتية القيادة والأتمتة. قطاع سيارات الأجرة وحده يواجه 800 ألف سائق معرضين لفقدان مصدر رزقهم بالكامل. الوظائف الجديدة في البرمجة أو صيانة الأنظمة لا تتجاوز 500 ألف فقط، ما يوضح حجم الفجوة الكبيرة بين الخاسرين والرابحين.

صمت منظمات حقوق الإنسان

لو حصل نفس الأمر في الصين أو روسيا، كان المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان سيشتعلون بالتحقيقات والتقارير الصارمة. لكن في الولايات المتحدة، Human Rights Watch وغيرها من المنظمات الكبرى صامتة تقريبًا، رغم أن ملايين البشر يُستغلون اقتصادياً بطريقة ممنهجة، بلا أي حماية حقيقية من الدولة أو الشركات.

العبء الاجتماعي

غياب حماية العمال يؤدي إلى زيادة الاعتماد على إعانات البطالة، وارتفاع الجريمة والإدمان، وتبخر الرواتب من السوق المحلي، ما يزيد من فجوة عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية.

الحلول الممكنة
• فرض ضريبة على الأتمتة لتعويض العمال المسرحين.
• إنشاء تعاونيات عمالية قوية لحماية الحقوق.
• برامج إعادة تدريب إلزامية ممولة من الشركات.
• اعتماد الدخل الأساسي الشامل (UBI) لضمان حياة كريمة للعمال المسرحين.

الخلاصة

الأتمتة ليست سبب الخراب الاجتماعي، بل رأسمالية متوحشة تستخدم الإنسان ثم تتخلى عنه بلا رحمة. صمت منظمات حقوق الإنسان أمام هذه الممارسات يعكس فجوة كبيرة في حماية حقوق العمال، ويجعل الولايات المتحدة دولة ترعى الاتجار الاقتصادي بالبشر بطريقة منظمة. إذا لم تتحرك الحكومة والمنظمات الحقوقية، سيصبح الإنسان مجرد أداة للربح، والآلة سيد الاقتصاد والمجتمع.



#هيثم_ضمره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الفطر إلى الفضلات: مفارقة المدن
- من 200 دينار الى عقارات بالملايين
- سلطة الحكومات عبر التاريخ
- آن أوان كسر قيود الوحش


المزيد.....




- إنفيديا تفاوض الحكومة الأميركية بشأن رقاقة جديدة مخصصة للصين ...
- نافارو ينتقد الهند بسبب استمرار شراء النفط الروسي
- مرشح ترامب لرئاسة الفيدرالي يؤيد خفض الفائدة بنسبة 1%
- ورقة بحثية -إسرائيلية- تحذر من التبعات الاقتصادية لاحتلال قط ...
- اليابان تعرض نموذجا تنمويا بديلا لتخفيف ديون أفريقيا
- غلاء الأسعار هل يعيق السياحة الداخلية في المغرب؟
- الاقتصاد الألماني ينكمش بأكثر من المتوقع في الربع الثاني
- التجارة الأوروبية تبحث عن متنفس بعيداً عن واشنطن
- ما أبرز التحديات الاقتصادية في الشرق الأوسط والعالم العربي؟ ...
- هل تحمي الرسوم الجمركية الاقتصاد الأميركي؟


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - هيثم ضمره - الأتمتة والعمال: الولايات المتحدة ترعى الاتجار الاقتصادي بالبشر