أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيثم ضمره - يوم جولف… ويوم منسف














المزيد.....

يوم جولف… ويوم منسف


هيثم ضمره

الحوار المتمدن-العدد: 8445 - 2025 / 8 / 25 - 07:44
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما نغمض أعيننا ونفكر في “حياة الأثرياء”، يخطر في البال مشهد سينمائي مبالغ فيه: رجل أنيق، يرتدي بدلة تكلفتها تكفي لتسديد ديون نصف الحارة، يجلس على كرسي هزّاز مصنوع من خشب نادر كان يُعبد في حضارات قديمة، ويعد نقوده وكأنها أوراق لعب.

أما الفقير؟ فهو يجلس أمام مروحة تصدر أصواتًا أشبه بفرقة زفّة شعبية، نصف هواء ونصف إزعاج، لكن النتيجة النهائية: غرفة تتحول إلى “ساونا مجانية”.

تجربة مع صديقي الثري

ذات يوم رافقت صديقي الثري في ما سماه “رحلة استجمام”. توقعت قصرًا فخمًا، مسبحًا لامعًا، وربما روبوت يقدم العصير بابتسامة معدنية. لكن المفاجأة كانت ملعب غولف! حقيبتان مليئتان بالعصي الغريبة والكرات الصغيرة، إحداهما على كتفي، والثانية أجرّها ككلب أليف.

نضرب الكرة، نمشي كيلومترات تحت شمس تُذيب البلاستيك، تارةً نركب عربة كهربائية سرعتها أقل من سلحفاة متقاعدة، وتارةً نركض وراء كرة ثمنها يكفي لإطعام عائلة أسبوعًا كاملًا. وعندما انتهت الجولة، كنا أشبه بفريق أنهى ماراثون إجباري بلا خط نهاية واضح.

الاستراحة؟ أطباق مكسيكية متناثرة: بعض التاكو، قليل من الأفوكادو، ولقيمات هنا وهناك لا تكفي لتعويض الجهد المبذول. تلك إذن “حياة الأغنياء”! ليست كما صورتها الأفلام، حيث نرى الثري يلتهم قطعة لحم بحجم وسادة ويشرب العصير كأن الدنيا بخير. الحقيقة أبسط… وأحيانًا أكثر فراغًا.

زيارة إلى صديقي البسيط

بعد أيام، زرت صديقي البسيط. استقبلني بضحكة من القلب ودعوة فورية للعب “دق هاند” على فرش عربي، يريح العمود الفقري أكثر من أي كرسي مساج ياباني بآلاف الدولارات.

الغداء؟ منسف بحجم قارة، يطفو فوقه لحم كافٍ لإشباع قبيلة كاملة. الأرز يلمع كحبات لؤلؤ، اللبن يسيل كشلال، والمكسرات متناثرة كأنها زخرفة عثمانية. بعد الوجبة جلسة “كنافة” تجعل النوم إلزاميًا، شاي ثقيل، قهوة على المزاج، وضيافة لا تنتهي.

والمعزّب؟ لا يتركك ترحل بسهولة. إن حاولت، يضغط عليك بمفاوضات نفسية أعقد من اجتماعات الأمم المتحدة، حتى توافق على المبيت.

الخلاصة

المفارقة واضحة: في بيت الفقير تُغرقك الضيافة حتى التخمة، وفي عالم الثري تتصبب عرقًا وتبذل جهدًا، ثم ينتهي بك الأمر أمام وجبة لا تكفي كوجبة “دايت” في مستشفى.

باختصار: الأغنياء يبيعون وهم “الرفاهية”، بينما الفقراء يمنحونك حقيقة “الكرم”.



#هيثم_ضمره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة الزوجية… القصة التي لا تُروى عن الرجال
- على الحدود الجورجية – الأرمينية
- الدبابة التي أنبتت قمحًا
- الأتمتة والعمال: الولايات المتحدة ترعى الاتجار الاقتصادي بال ...
- من الفطر إلى الفضلات: مفارقة المدن
- من 200 دينار الى عقارات بالملايين
- سلطة الحكومات عبر التاريخ
- آن أوان كسر قيود الوحش


المزيد.....




- الممثل الأمريكي -روفالو- يناشد ترامب وأوروبا التدخل لوقف إبا ...
- ما سر تضامن الفنانين الإيرلنديين مع فلسطين؟.. ومن سيخلف المل ...
- التوحيدي وأسئلة الاغتراب: قراءة في جماليات -الإشارات الإلهية ...
- الموسيقى الكونغولية.. من نبض الأرض إلى التراث الإنساني
- مصر.. وفاة الفنان بهاء الخطيب خلال مباراة والعثور على -تيك ت ...
- فيلم -درويش-.. سينما مصرية تغازل الماضي بصريا وتتعثّر دراميا ...
- شهدت سينما السيارات شعبية كبيرة خلال جائحة كورونا ولكن هل يز ...
- ثقافة الحوار واختلاف وجهات النظر
- جمعية البستان سلوان تنفذ مسابقة س/ج الثقافية الشبابية
- مهرجان الجونة 2025 يكشف عن قائمة أفلامه العالمية في برنامجه ...


المزيد.....

- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيثم ضمره - يوم جولف… ويوم منسف