هيثم ضمره
الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 10:16
المحور:
الادب والفن
على قارعة الطريق، في الغرب، وتحديدًا في كندا…
حيث لا أسوار تفصل بين البيوت والشارع، بل مساحات خضراء تبدو للوهلة الأولى جميلة وهادئة.
لكن مع الوقت، تكتشف أن هذه الرقعة الخضراء ليست مجرد منظر، بل محطة انتظار لأشياء كثيرة فقدت قيمتها.
النظام هنا صارم؛ لكل بيت يوم محدد يضع فيه نفاياته على العشب أمامه، وتأتي في الصباح سيارات جمع القمامة، كلٌ حسب تخصصه: ورق، بلاستيك، نفايات عامة… لا ضجيج، لا فوضى. نظام دقيق حتى في التخلص من ما لم يعد صالحًا.
لكن هذه الرقعة شهدت حكايات أخرى:
كرسي متحرك تخلّى عنه صاحبه… ألعاب أطفال انتهى موسمها مع الصيف… دراجة، دبدوب حب تائه، أريكة فقدت بريقها، سجادة مرمية… أشياء استُهلكت لمرة واحدة ثم طُردت إلى قارعة الطريق.
حتى البشر مرّوا من هنا… ذات يوم التقيت برجل يعيش في سيارته، ينام على قارعة الطريق. لا أدري أين انتهى به المطاف الآن، هل لا يزال هناك أم ابتلعته حكاية أخرى.
وفي النهاية… حتى الجسد نفسه لا يسلم. هنا، كثيرون يُحرقون بعد الموت، وتُعاد عظامهم رمادًا يُسلَّم إلى ذويهم في علبة صغيرة. لا أدري إن كان هذا هو المصير الذي ينتظرني، لكن إن حدث يومًا… فسأحكي لكم عن تلك الرحلة الأخيرة من على قارعة الطريق.
#هيثم_ضمره (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟