أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أوزجان يشار - الصراع على نوبل للسلام 2025: ترامب مقابل ثونبرغ.. من يستحق لقب “صانع السلام”؟














المزيد.....

الصراع على نوبل للسلام 2025: ترامب مقابل ثونبرغ.. من يستحق لقب “صانع السلام”؟


أوزجان يشار
كاتب وباحث وروائي

(Ozjan Yeshar)


الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 14:38
المحور: الصحافة والاعلام
    


تُعد جائزة نوبل للسلام أكثر الجوائز رمزيةً في العالم، ليس لقيمتها المادية، بل لأنها تمثل بوصلة أخلاقية تحدد كيف يفهم العالم مفهوم “السلام” في كل حقبة. فمنذ منحها لأول مرة عام 1901، وهي تُكرم من يسهم في تقليل الصراعات، وتعزيز التفاهم والإخاء بين الشعوب، سواء عبر السياسة أو العمل الإنساني أو الدفاع عن البيئة. ومع اقتراب الإعلان عن الفائز لعام 2025، يجد العالم نفسه أمام مواجهة غير مألوفة بين شخصيتين تمثلان رؤيتين متناقضتين: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والناشطة السويدية الشابة غريتا ثونبرغ.

هذا التنافس بين “السلام السياسي” و“السلام البيئي” لا يعكس فقط اختلاف المسارات، بل يعيد تعريف معنى السلام نفسه: هل هو غياب الحرب أم ضمان البقاء؟ هل يتحقق بتوقيع اتفاقيات أم بحماية الأرض من الانهيار المناخي الذي يولّد الحروب أصلاً؟

ترامب: السلام عبر الصفقات وإنهاء الحروب

يقدّم دونالد ترامب نفسه هذا العام كمرشح “صانع السلام العملي”، مستندًا إلى سلسلة من المبادرات الدبلوماسية التي يصفها بأنها أنهت “سبع حروب” خلال أشهر من ولايته الثانية. ففي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025، أعلن أن إدارته نجحت في تحقيق اختراقات غير مسبوقة، من بينها توسيع “اتفاقيات إبراهيم” لتشمل دولاً عربية جديدة، والتوصل إلى “صفقة غزة” التي وُصفت بأنها أول اتفاق سلام أولي بين إسرائيل وحركة حماس. كما أشار إلى وقف إطلاق النار في كل من أوكرانيا واليمن، معتبرًا ذلك “إنجازًا تاريخيًا” يعيد للولايات المتحدة مكانتها كقوة سلام لا كقوة حرب.

أنصاره على منصة X (تويتر سابقًا) احتفوا به بوصفه “أول رئيس أمريكي ينهي حروبًا أكثر مما بدأها”، فيما رشحته شخصيات بارزة من إسرائيل والإمارات لنيل الجائزة. ويرى هؤلاء أن ترامب أعاد تعريف الدبلوماسية الأمريكية بمنطق المكاسب المتبادلة لا التدخلات العسكرية.

لكن منتقديه يرون الصورة بشكل مختلف. فبحسب تقارير من CNN وNew York Times، فإن معظم هذه “الإنجازات” لا تتجاوز كونها هدنًا مؤقتة، إذ ما تزال التوترات قائمة في غزة وأوكرانيا. ويرى محللون أن ترامب يوظف لغة “السلام” لأغراض سياسية وانتخابية، تمامًا كما استخدم “صفقات القرن” سابقًا لكسب التأييد المحلي. ورغم ذلك، تبقى فرصه في أسواق المراهنة بين 4 و6%، خلف منظمات مثل “أطباء بلا حدود”.

ومع ذلك، فإن فكرة تكريم ترامب بجائزة نوبل ليست بلا منطق. فالجائزة، تاريخيًا، كثيرًا ما ذهبت إلى شخصيات مثيرة للجدل، مثل هنري كيسنجر وياسر عرفات وباراك أوباما، في لحظات اعتُبرت رمزية أكثر منها نهائية. وقد ترى لجنة نوبل في “صفقة غزة” ووقف إطلاق النار في أوكرانيا خطوات أولية تستحق التشجيع، حتى لو لم تُحقق السلام الكامل بعد.

ثونبرغ: السلام كمعركة من أجل البقاء

في الجهة المقابلة، تقف غريتا ثونبرغ (22 عامًا)، أيقونة النضال البيئي العالمي، لتقدّم مفهومًا مختلفًا للسلام. فهي ترى أن التغير المناخي هو أخطر تهديد للاستقرار الإنساني، وأن الكفاح من أجل إنقاذ الكوكب ليس شأنًا بيئيًا فحسب، بل معركة من أجل السلم العالمي. فالكوارث المناخية — من فيضانات أوروبا إلى جفاف إفريقيا — أصبحت سببًا مباشرًا للنزوح والنزاعات على الموارد، مما يجعل “السلام البيئي” شرطًا مسبقًا لأي سلام سياسي.

منذ إضرابها المدرسي الشهير عام 2018، تحولت ثونبرغ إلى صوت عالمي لجيل جديد يطالب بالعدالة المناخية. قادت حركة “الجمعة من أجل المستقبل”، التي حشدت ملايين الشباب حول العالم، وأسهمت في دفع أكثر من 2000 مدينة لإعلان “حالة الطوارئ المناخية”. وفي مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP29) العام الماضي، كانت من أبرز الداعمين لـ“ميثاق الشباب للمناخ” الذي يهدف إلى خفض الانبعاثات بنسبة 50% بحلول عام 2030.

أنصارها يرون أن ترشيحها للجائزة — للمرة الثالثة بعد 2019 و2021 — أصبح استحقاقًا أخلاقيًا أكثر منه رمزيًا، لأنها تمثل ضمير العالم في قضية تتجاوز الحدود والسياسات. أما خصومها، فيعتبرون نشاطها عاطفيًا ومثاليًا، ويقولون إن خطابها القوي لم يتحول إلى نتائج سياسية ملموسة. ومع ذلك، تتصدر ثونبرغ أسواق الرهانات بنسبة 6 إلى 8%، متقدمةً بفارق بسيط على ترامب.

نوبل بين واقعية السياسة ورؤية المستقبل

تكشف المنافسة بين ترامب وثونبرغ عن معركة أعمق حول جوهر السلام في القرن الحادي والعشرين. فترامب يمثل النهج التقليدي القائم على إنهاء النزاعات المسلحة وإبرام الصفقات، بينما تجسد ثونبرغ التحول نحو فهم أوسع للسلام يشمل البيئة والعدالة المناخية.

يقول الباحث النرويجي هنريك أوردال، مدير معهد أبحاث السلام في أوسلو، إن الجائزة هذا العام ستختبر “ما إذا كانت لجنة نوبل ترى السلام كوقف لإطلاق النار أم كضمان لمستقبل آمن للأجيال القادمة”. ويضيف أن فوز ترامب سيعزز فكرة أن الدبلوماسية العملية ما زالت ممكنة، بينما فوز ثونبرغ سيؤكد أن العالم بات ينظر إلى المناخ باعتباره ساحة الصراع الحقيقية المقبلة.

مع وجود 338 مرشحًا هذا العام، يبدو أن جائزة نوبل للسلام 2025 تتجاوز الأسماء لتطرح سؤالًا فلسفيًا عميقًا: هل السلام هو إنهاء الرصاص اليوم، أم حماية الكوكب من الانفجار غدًا؟ الجواب، كما في كل عام، لن يكون فقط في اسم الفائز، بل في الرسالة التي تختار لجنة نوبل أن ترسلها إلى العالم.



#أوزجان_يشار (هاشتاغ)       Ozjan_Yeshar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم يصطادون طرابيش الصغار .. عندما طار طربوشي من فوق رأسي
- الأرض الأم: ومضات من حياة الفنانة وو شانغ وتحليل رمزية الخلق ...
- صناعة الوعي المغيّب… من نقد المعرفة إلى فلسفة الكلمة عند هاب ...
- حين يُدار العمل بعُقدة النقص: كيف تُنتج الإدارات غير المؤهلة ...
- الأمراض في البحرين والطب الشعبي: رحلة الشفاء عبر العصور من د ...
- ومضات من حياة زهرة اليابان: الشاعرة أكيكو يوسانو
- ومضاتٌ من حياة “جحا التركي” عزيز نيسين: أيقونة الأدب التركي ...
- الذئب الذي صار إنسانًا… والإنسان الذي صار ذئبًا
- أدوات وآليات التأثير بين الفن والسلطة: كيف نصنع أثرًا يبني و ...
- الكلام مهارة والإصغاء فن: بين الفهم والرد
- الفيل القابع في الحفرة بين الأزرق والأحمر
- التهذيب مرآة الحضارة عبر ثقافات الأمم.
- ومضات من فن الرسام البحريني علي الموسوي
- قواعد التوفيق الخمسة عشر: طريقك نحو التميز والتفوق
- ومضات من حياة وأدب إدوارد مورغان فورستر
- مهارة التفاوض: سلوك يومي في الحياة لا ساحة معركة حتمية
- سور الصين العظيم: عندما سقط الجدار من الداخل
- التركي الذي ركب صاروخاً ليتحدث مع المسيح عيسى عليه السلام
- كيف أتصالح مع الجانب المظلم داخلي وأحب ذاتي بصدق؟
- النور الخفي يشع في روح الإنسان… لكن البعض لا يرى سوى العتمة


المزيد.....




- لحظة إعلان فوز الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل ل ...
- المشاركة إلزامية.. كوريا الشمالية تُقيم احتفالاً ضخمًا في ذك ...
- من أبرز الموجودين والغائبين؟.. إسرائيل تنشر قائمة كاملة بـ25 ...
- الناتو يُجري مناورات نووية واسعة النطاق بمشاركة 14 دولة وأكث ...
- -انتهى الأمر، لكن الغزيين ما زالوا يخشون المستقبل- – مقال في ...
- وزير الخارجية السوري في لبنان في أول زيارة لمسؤول كبير منذ س ...
- بعد تصويت وبالإجماع.. البرلمان في البيرو يعزل رئيسة البلاد د ...
- زمن الأزمات والحروب.. كيف تحمي نفسك من الأمراض النفسية؟
- هكذا علق البيت الأبيض على عدم فوز ترامب بجائزة نوبل للسلام
- الشرطة الإسرائيلية تكشف الموعد المتوقع لزيارة ترامب والإجراء ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أوزجان يشار - الصراع على نوبل للسلام 2025: ترامب مقابل ثونبرغ.. من يستحق لقب “صانع السلام”؟