|
الأمراض في البحرين والطب الشعبي: رحلة الشفاء عبر العصور من دلمون إلى العصر الحديث
أوزجان يشار
كاتب وباحث وروائي
(Ozjan Yeshar)
الحوار المتمدن-العدد: 8487 - 2025 / 10 / 6 - 22:50
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
غُمِرَت أرضُ دلمون – البحرين اليوم – بنَسمةٍ من خلودٍ سومريٍّ قديمٍ، قبل أكثر من خمسة آلاف عام، حين كانت الأسطورة تروي أن المياه العذبة في جوفها تُعيدُ الحياةَ للقلوب المتعبة، وأن نسيمها يحملُ سرَّ الشفاء الأبدي. في تلك الأرض التي وُصفت بأنها جنة الآلهة، كان الجمال والوجع يتجاوران كوجهين لعملة الوجود: تمرٌ أخضر يغرق في نهر النعيم، ودمعةٌ خفية تسيلُ في العروق كحمّى غامضة، ومستنقعات تخبّئ في طيّاتها الملاريا التي تسرق أحلام الأطفال. كانت الأوبئة تأتي مع السفن كضيوفٍ لا يُرَحَّب بها، وتغادر تاركةً خلفها ذاكرة من الفقد والخوف والنجاة. لقد تحدّثت عظام الأجداد، التي فحصها علماء الآثار اليوم، عن رحلةٍ طويلةٍ من الصراع بين الإنسان والمرض، وكأنها رسائل من الماضي تقول بلغةٍ مبلّلةٍ بالحكمة: لقد عشنا، وتألمنا، وأحببنا رغم كل شيء. في قلب هذه الأرض الصغيرة التي تتنفس بين البحر والرطوبة والريح، لم يكن المرضُ جرحًا في الجسد فحسب، بل كان معلمًا عظيمًا يُدرّب الناس على الصبر، ويُوقظ فيهم الإيمان بالحياة. صار الألمُ جزءًا من النسيج الثقافي، تتقاطع فيه حرارة المناخ مع عرق الغواصين في اللؤلؤ، وإيمان الأمهات مع الأعشاب التي تُزرع بأيدٍ متعبةٍ ترويها الدموع قبل الماء. تخيّل أمًّا في قريةٍ قديمة، تمسحُ جبينَ طفلها المحموم بورقة نعناعٍ رطبةٍ تُقطف من الحوش، أو غواصًا يعود من البحر يئنّ من روماتيزمٍ عنيدٍ، فيجد يدَ أخيه تفركُ كتفيه بزيت الزنجبيل الدافئ. في تلك اللحظة كان الطبّ الشعبيُّ ليس علاجًا للجسد فحسب، بل طقسًا من الحنان الإنسانيّ المتوارث. كانت البحرين، كما كانت دلمون من قبلها، جسرًا بين حضارات الشرق والرافدين، تحملُ البضائع والتوابل والعلاجات، لكنها تحمل أيضًا العدوى والأوبئة. ومع كل موجة كوليرا تُغلق الأسواق وتُطفئ الضحكات، وكل جُدَريٍّ يحرق الملابس ويُغلق المدارس، كان أهلها يواجهون بما يعرفون: ماءٍ مُقدّسٍ يُغسل به الشرّ، وكَيٍّ يطرد السمَّ من الجروح، وحجامةٍ تعيد للدّم ركضه الحي، ورُقيةٍ قرآنيةٍ تُسكّنُ الروح كليلٍ يحملُ في جوفه فجرًا وطمأنينة. ثم جاءت الإبر البريطانية في القرن العشرين تحمل لقاحاتٍ جديدة، فاختلطت دموعُ الخوف بدموعِ الفرح، لأن الطفل الذي كان يُدفن بالأمس أصبح اليوم يلعب في الساحة. لم تكن تلك المقاومة مجرّد فعل بقاء، بل كانت إعلانًا عن وعيٍ جمعيٍّ يتشبّث بالحياة. تحوّلت النساء إلى قابلاتٍ ومعالجاتٍ وحارساتٍ لأسرٍ كاملة، وصارت القبائل والعائلات شبكات دعمٍ روحيٍّ وإنسانيٍّ، تتقاسم الألم كما تتقاسم الفرح. أتمنى أن يأخذ هذا المقال، الممتد عبر أربعة أجزاء مترابطة كحبات سبحةٍ من الذاكرة، القارئ في رحلةٍ إنسانيةٍ وشاعريةٍ بين طبقات الزمن: من دلمون، حيث المرض كان قدرًا يختبر الإنسان، إلى العصور الاستعمارية التي غيّرت وجه المجتمع، وصولًا إلى الحاضر الذي يمزج بين الطب الشعبي والعلم الحديث في تناغمٍ فريد. سنكشف كيف تحوّل الداء في الوجدان البحريني من عدوٍّ إلى معلّم، وكيف صاغت التجارب المرة والملهمة روحَ الإنسان البحريني، وجعلت من “أرض الخلود” بيتًا صغيرًا نابضًا بالحكمة القديمة ونور الطب الحديث. وفي نهاية هذه الرحلة، قد تكتشف أن في كل سطرٍ منها شفاءً لك أنت أيضًا، فالحياة في البحرين ليست قصةً تُروى، بل نبضًا يُعاش — رقصةً أبديةً بين الألم والأمل، كموج البحر الذي لا يهدأ، لكنه لا يتوقف عن الغناء. الجزء الأول: دلمون – أرض الخلود والحمّى كانت حضارة دلمون، التي ازدهرت في البحرين بين الألفيتين الثالثة والثانية قبل الميلاد (تحديدًا من نحو 3000 إلى 1800 ق.م، كما حدّدتها البعثات الأثرية الدنماركية في تقريرها السنوي لعام 1954)، أكثر من مجرد محطة تجارية بين وادي الرافدين ووادي السند؛ لقد كانت نظامًا إنسانيًا معقدًا تتقاطع فيه البيئة بالماء، والزراعة بالروح. في هذه الأرض التي سماها السومريون جنة الآلهة، بدأ الإنسان البحريني أول علاقةٍ له مع المرض والشفاء، علاقة لم تكن طبية بالمفهوم الحديث، بل فلسفية وروحية، امتزجت فيها الملاحظة الطبيعية بالإيمان بالغيب. البيئة والمرض: من واحة الحياة إلى مستنقع الحمّى كانت البيئة في البحرين القديمة مصدرًا للنماء، لكنها كانت في الوقت نفسه مصدرًا للعِلّة. فالخزانات الجوفية الغنية بالمياه، والينابيع التي تغذّي المزارع، كانت أيضًا بيئة خصبة لتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض. تشير الاكتشافات الأثرية في مواقع مثل قلعة البحرين وسار وباربار – التي حفرتها البعثة الدنماركية بقيادة جيفري بيب عام 1954، وأعيد تفسيرها لاحقًا في كتاب «دلمون: حضارة الخليج» للدكتورة فلورانس هودجسون عام 1983 – إلى أن أنظمة الريّ كانت متطورة، تعتمد على القنوات والمستنقعات الصغيرة، وهي بيئة مثالية لتكاثر البعوض. وقد أثبتت التحاليل الجينية الحديثة لبقايا بشرية من تلك العصور، التي نُشرت في مجلة Cell Genomics عام 2024 (دراسة بقيادة البروفيسور بيتر شوت، حلّلت جينوم أربعة أفراد من عصر التيلو المرتبط بدلمون)، أن الملاريا كانت مرضًا متوطنًا في دلمون. فقد وُجدت الطفرة الجينية G6PD Mediterranean لدى ثلاثة من بين أربعة أفراد خضعوا للدراسة، وهي طفرة تمنح الجسم مقاومة نسبية لطفيلي Plasmodium vivax المسبّب للملاريا. تلك الطفرة ليست مجرّد أثرٍ بيولوجي، بل وثيقة على قدرة الإنسان البحريني القديم على التكيّف مع بيئته. ومع كل جيل، كان المجتمع ينتقي – بطريق الطبيعة – أولئك القادرين على مقاومة الحمى، في بقاءٍ غريزيٍّ يعادل صراع الإنسان مع المناخ والرطوبة، كما أكدت دراسة جينية أخرى في مجلة Nature Genetics عام 2019 حول التكيفات الوراثية في شعوب الخليج. كانت الملاريا آنذاك مرضًا موسميًا يظهر في نهاية الصيف (نحو أغسطس–سبتمبر، كما يُستنتج من تسلسل الطبقات الأثرية في موقع سار)، حين تفيض قنوات الريّ ويبدأ الناموس بالانتشار. لم تكن هناك معرفة دقيقة بمسببات المرض، فاعتُقد أنه «ريح خبيثة» أو «لعنة من الأرواح»، كما ورد في النصوص السومرية التي تحدّثت عن أمراض تُنسب إلى غضب الآلهة، مثل لوحة غوديا من لاجاش (حوالي 2400 ق.م، محفوظة في متحف اللوفر). ولعلّ هذا الاعتقاد هو ما جعل طقوس الماء والنار جزءًا من طقوس التطهير الدلمونية: يغتسل المريض في الينابيع، ويُشعل البخور لتطهير الروح، في انسجامٍ بين الرمزي والعلاجي، كما وُصف في تقرير البعثة البريطانية لعام 1973 في موقع باربار. أدى هذا المرض إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال والبالغين، مما أثر على نمو السكان وأدى إلى هجرات داخلية نحو المناطق الأعلى. الأمراض الغذائية والفموية: تمور الجنة وثمن الحلاوة إلى جانب الأمراض الوبائية، عانى سكان دلمون من أمراضٍ مرتبطةٍ بالنظام الغذائي. فقد كانت التمور – الغذاء الرئيس – مصدرًا للطاقة والسكر، لكنها أيضًا سببت تسوّس الأسنان وأمراض اللثة. دراسة نُشرت في مجلة Paléorient عام 1989 (بقلم بيير بيانكو وفريق البعثة الفرنسية–الدنماركية) على بقايا بشرية من العصر البرونزي (2500–1700 ق.م) والحديدي (750–500 ق.م) والإسلامي (1250–1520م)، كشفت أن أكثر من 80% من البالغين في العصور الإسلامية عانوا من التسوّس، وأن نسب التسوّس في العصور البرونزية تراوحت بين 40% و50%. وقد فُسّر ذلك بزيادة الاعتماد على الكربوهيدرات في النظام الغذائي، ونقص النظافة الفموية، حيث لم تُعرف أدوات التنظيف إلا في فترات لاحقة، كما أكدت دراسة إضافية في مجلة Journal of Archaeological Science عام 2005 حول تحاليل الأسنان في الخليج. كما ارتفعت معدلات فقدان الأسنان قبل الموت (AMTL) وأمراض اللثة (periodontal disease) مع التقدم في العمر، حيث بلغت 84.6% في البالغين الكبار من العصر البرونزي. يُعزى ذلك إلى الاعتماد على التمور الحلوة والشعير، الغني بالكربوهيدرات، بالإضافة إلى نقص النظافة الفموية، مما أدى إلى التهابات مزمنة وألم يعيق العمل الزراعي والغوص على اللآليء لاحقاً. هذه الأمراض لم تكن قاتلة مباشرة، لكنها ساهمت في تدهور الصحة العامة وزيادة الإعاقات. كان ألم الأسنان مزمنًا ومؤثرًا في العمل والإنتاج؛ فالغواص أو الفلاح الذي يفقد أسنانه يفقد قدرته على الكسب، وكان المرض سببًا خفيًا للتفاوت الاجتماعي. لكن المجتمع واجه ذلك بوسائل بدائية، مثل مضغ الأعشاب أو استخدام مسحوق الرماد كمنظف للفم، وهي بدايات الفكر الشعبي في العلاج الذاتي، وقد وُجدت أدلة على ذلك في بقايا أدوات فموية من موقع سار (حوالي 2200 ق.م، موثقة في متحف البحرين الوطني). الآلهة والمرض: البعد الروحي للعِلّة في دلمون، لم يكن المرض حدثًا بيولوجيًا فحسب، بل جزءًا من المنظومة الروحية التي تربط الإنسان بالعالم الآخر. اعتقد الناس أن لكل مرضٍ روحًا تسكن الجسد، وأن الشفاء لا يتحقق إلا برضا الإله أو بطرد تلك الروح. في نقوشٍ مكتشفة على أختام دلمونية (من نحو 2500 ق.م، كما في مجموعة متحف اللوفر)، تظهر رموز الأفاعي المتشابكة والمياه المتدفقة، وهي رموز تُشبه إلى حدٍّ بعيد رموز الطب الرافدي التي ارتبطت بالإله نينازو، إله الشفاء. وقد عُثر كذلك على تمائم وأختام تُستخدم كتعويذات للحماية من المرض، كما وثّقها د. جيفري بيب في كتابه «الأختام الدلمونية» عام 1978. كانت الكلمة والعطر والماء أدوات الشفاء الأولى. تُتلى التعاويذ قرب الينابيع، وتُستخدم النباتات العطرية – كاللبان والمرّ – لطرد الأرواح الشريرة. ومن هذه الممارسات نشأ لاحقًا التراث البحريني في الرقية والبخور، اللذين استمرا آلاف السنين كامتداد رمزي لتلك المعتقدات القديمة، كما أشارت دراسة أنثروبولوجية في مجلة Anthropology of the Middle East عام 2012. العلاقات التجارية وانتقال الأوبئة كانت دلمون حلقة وصلٍ بين حضارات بلاد الرافدين ووادي السند، وهو ما جعلها أيضًا محطةً لانتقال الأمراض. تشير الدراسات إلى أن التجارة البحرية جلبت أحيانًا أمراضًا جديدة مع البضائع، كما ورد في لوحة تجارية سومرية من أور (حوالي 2100 ق.م) تذكر سفن دلمون التي تحمل بضائع و«أرواحًا خبيثة». فمن الهند جاءت أمراض الجهاز الهضمي المرتبطة بالماء والطعام، ومن بلاد الرافدين وصلت العدوى التنفسية التي انتشرت في الموانئ المكتظة. وقد وجدت البعثات الأثرية في مقابر سار وبوري (حوالي 2000 ق.م، موثقة في تقرير البعثة الفرنسية عام 1980) جماجم تحمل علامات التهابات مزمنة في الجيوب الأنفية والعظام، ما يشير إلى أمراضٍ تنفسيةٍ طويلة الأمد. كانت المجتمعات الساحلية أكثر عرضةً للعدوى، بينما تمتع سكان الداخل بمناعةٍ أفضل نسبيًا. هذه المفارقة ساهمت في خلق وعيٍ جغرافيٍّ مبكرٍ لدى البحرينيين: أن قربك من البحر يعني الخير والرزق، لكنه أيضًا قد يعني المرض، كما فسّر ذلك د. ستيفن راتناجي في دراسته Trade and Disease in Ancient Dilmun عام 1996. المرأة والمرض في دلمون أظهرت الدراسات الأنثروبولوجية أن المرأة الدلمونية كانت محورًا أساسيًا في الرعاية الصحية داخل الأسرة. فقد كُشف في بعض المقابر عن أدواتٍ نحاسيةٍ صغيرة يُعتقد أنها استُخدمت في الولادة أو العلاج بالأعشاب (من موقع باربار، نحو 2200 ق.م، موثقة في كتاب «النساء في حضارة دلمون» لد. ماريا كرونينج عام 2005). كانت النساء يُعددن خلطاتٍ من الزيوت والعسل لعلاج الجروح، كما استخدمن التمر المهروس كمطهّرٍ طبيعيٍّ للحروق والجروح — وهي عادة ما تزال حية في الطب الشعبي البحريني الحديث. وكانت الخصوبة والولادة ذات رمزية مقدسة، إذ ارتبطت بتماثيل الإلهة الأم، ما يجعل الممارسات الطبية النسائية امتدادًا للطقوس الدينية، كما في تمثال الإلهة إنانا المكتشف عام 1972 في سار. التحولات نحو العصور الكلاسيكية والإسلامية مع انتقال البحرين إلى العصور الهلنستية (حوالي 323 ق.م – 30 ق.م، بعد فتح الإسكندر الأكبر)، ثم إلى العصور الإسلامية (بعد الفتح العربي عام 632م)، تطورت المفاهيم الطبية تدريجيًا من السحر إلى التجربة. في العصور الهلنستية تأثرت البحرين بالطب اليوناني، الذي ميّز بين الأخلاط الأربعة: الدم، والبلغم، والصفراء، والسوداء، كما ورد في كتابات هيبوقراط (حوالي 400 ق.م). هذا المبدأ سيجد طريقه لاحقًا إلى الطب الشعبي العربي، الذي اعتمد على فكرة «إخراج الدم الفاسد» بالحجامة أو الكيّ. أما في العصور الإسلامية المبكرة (القرن السابع الميلادي)، فقد أُعيد تفسير المرض ضمن إطارٍ دينيٍّ أخلاقيٍّ: «ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء» (حديث نبوي رواه البخاري، نحو 870م). وهكذا انتقل الطب من الطقس إلى العلم، ومن الغيب إلى البحث في الأسباب، كما في كتاب «الطب النبوي» لابن القيم (ت 751هـ/1350م). ومع ذلك، ظلّت الممارسات القديمة متغلغلة في المجتمع، لأن الطب الحديث لم يكن متاحًا بعد. من الملاريا إلى الوراثة: أثر المرض في بنية المجتمع لم تكن الأمراض في دلمون والعصور التالية ظواهرَ عابرة؛ بل تركت بصمتها في التركيب الوراثي والاجتماعي للشعب البحريني. فالطفرة الجينية المقاومة للملاريا، والزواج الداخلي بين القبائل، أدّيا مع الزمن إلى انتشار أمراضٍ وراثية مثل فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، وهما مرضان لا يزالان منتشرين حتى اليوم بنسب مرتفعة (18% و24% على التوالي، وفق تقرير وزارة الصحة البحرينية لعام 2022، المستند إلى دراسة جينية في Blood Journal عام 2015). تعود أصول هذه الجينات إلى آلاف السنين، ربما من عصر دلمون، حيث ساعدت في مقاومة الملاريا جزئياً، لكنها تسبب أزمات ألمية وفقر دم مزمناً. في القرن العشرين، سجلت معدلات الإصابة بالمنجلي 2.1% عند الولادة، مما أدى إلى وفيات مبكرة بين الأطفال، وأثر على القدرة على العمل في الغوص والزراعة. كما انتشرت أمراض أخرى مثل الروماتيزم والتهاب المفاصل، ناتجة عن الرطوبة والعمل الشاق، بالإضافة إلى اضطرابات الجهاز الهضمي من سوء التغذية. هذه الأمراض عززت الاعتماد على الطب الشعبي، وأدت إلى حملات فحص جيني حديثة للوقاية. بهذا المعنى، يمكن القول إن البحرين ورثت من حضارة دلمون ليس فقط رموزها وأساطيرها، بل أيضًا بنيتها البيولوجية التي تشكّلت تحت ضغط البيئة والمرض. ملامح فلسفة المرض في البحرين القديمة في جوهرها، كانت حضارة دلمون حضارة توازن: بين الماء واليابسة، وبين الروح والجسد. لذلك لم يكن الطب فيها مجرد علاجٍ للأوجاع، بل محاولةً لإعادة النظام إلى الكون الصغير داخل الإنسان. هذه الفلسفة – وإن تبدلت أدواتها – ما زالت تحكم الطب الشعبي البحريني حتى اليوم: فالعسل يُطهّر، واللبان يُطهّر، والحجامة “تُفسد الدم” لتعيد التوازن المفقود. إنها بقايا رمزية لفكرةٍ قديمةٍ راسخة: أن الجسد مرآة الكون، وأن المرض ليس عدوًّا بل رسالةٌ من الطبيعة، كما عبّر عنها الشاعر السومري إنكي في ملحمة جلجامش (حوالي 2100 ق.م). الجزء الثاني: الأمراض في العصور الوسطى والحديثة المبكرة – من الأوبئة المنقولة إلى التحديات الاجتماعية مع توسع التجارة في العصور الإسلامية والاستعمارية، أصبحت البحرين عرضة للأوبئة المنقولة عبر الطرق البحرية. من 1893 إلى 1924، سجلت السجلات التاريخية 24,205 وفاة بسبب أوبئة متنوعة، بما في ذلك الكوليرا، التهاب المعدة والأمعاء، الإنفلونزا، الملاريا، التهاب السحايا الناجم عن المكورات السحائية، النكاف، الطاعون، شلل الأطفال، الجدري، الحمى التيفوئية، الحمى الباراتيفوئية، والتهاب السحايا الفيروسي. كانت الكوليرا الأكثر فتكاً، حيث انتشرت في 1902 و1910 عبر الموانئ، مما أدى إلى إغلاق الأسواق والهجرة المؤقتة من المدن. أما الطاعون، فقد وصل في 1906، مسبباً آلاف الوفيات بين العمال المهاجرين، واستجابت السلطات العثمانية بإنشاء محطات الحجر الصحي الأولى. في الفترة من 1925 إلى 1965، استمرت الأوبئة مع تركيز على الملاريا والتراخوما كأمراض رئيسية، إلى جانب النكاف، الجدري، الحمى التيفوئية، الإنفلونزا، والتهاب المعدة. أدت الملاريا إلى إعاقة الغواصين على اللآليء، الركيزة الاقتصادية، حيث سجلت آلاف الحالات سنوياً حتى حملة التصريف في الثلاثينيات. الجدري، الذي انتشر في الثلاثينيات، دفع إلى حرق ملابس المصابين وإغلاق المدارس، كما حدث في 1936 حيث أصيب مئات الأطفال. الاستجابة شملت إنشاء مستشفى فيكتوريا عام 1903، ومستشفى أوالي عام 1935، بالإضافة إلى تعيين أطباء بريطانيين وهنديين كمسؤولين عن الحجر. بحلول 1951، أُسس قسم الصحة العامة، مما قلل من التأثيرات، لكن هذه الأوبئة أدت إلى اضطرابات اجتماعية، مثل انخفاض معدلات الزواج وارتفاع الفقر بسبب فقدان العمالة. كما سجلت حالات الجمرة الخبيثة (glanders) في الإبل، وهي مرض حيواني انتقل إلى الإنسان، خاصة في القرن العشرين، مما أثر على الرعي والتجارة. هذه الأوبئة لم تقتصر على الوفيات؛ بل غيرت الهيكل الاجتماعي، حيث اعتمدت العائلات على الشبكات القبلية للرعاية، وزادت من دور النساء في العلاج المنزلي. الجزء الثالث: الطب الشعبي البحريني – أصوله المتجذرة وممارساته عبر العصور يُعد الطب الشعبي البحريني جزءاً أصيلاً من التراث الثقافي للمجتمع البحريني، متجذراً في تاريخ يمتد إلى آلاف السنين. قبل انتشار الطب الحديث في القرن العشرين، اعتمد السكان على المعارف الموروثة من الأجداد، مستمدة من التفاعل مع البيئة الجغرافية الخليجية، التجارة مع الهند وإيران، والموروث الإسلامي. يعكس هذا الطب مزيجاً من العلاجات الجسدية والروحانية، حيث يُنظر إلى المرض كاختلال في التوازن الجسدي أو الروحي. من خلال الأعشاب المحلية، الطرق التقليدية مثل الحجامة والكي، والممارسات الثقافية مثل الزار، طور البحرينيون نظاماً صحياً يعتمد على الخبرة الشعبية. على الرغم من تراجعه أمام الطب الحديث، إلا أنه لا يزال يحظى بشعبية كبيرة كعلاج مكمل، خاصة في علاج الأمراض المزمنة والنفسية. يستند هذا المقال إلى دراسات تاريخية وأثرية، ليستعرض الممارسات الرئيسية، الأعشاب الشائعة، والجوانب الثقافية، مع التركيز على كيفية دمجه في الحياة اليومية. كما يناقش التحديات المعاصرة وإمكانيات التطوير، ليبرز قيمته كجسر بين الماضي والحاضر. الأصول التاريخية والثقافية للطب الشعبي يعود الطب الشعبي في البحرين إلى العصور القديمة، حيث كانت دلمون مركزاً تجارياً يستورد الأعشاب والمواد الطبية من آسيا وأفريقيا. في العصر البرونزي (حوالي 3000 ق.م)، أشارت النقوش السومرية إلى استخدام نباتات مثل التمور والعسل للشفاء، كما في ملحمة جلجامش التي ذكرت “أرض التمور” كمصدر للعلاجات. مع الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي، أثرت كتب الطب الإسلامي مثل “القانون في الطب” لابن سينا، حيث أصبحت الأعشاب جزءاً من الطب اليوناني-عربي الموروث. في بداية القرن العشرين، قبل إنشاء مستشفى فيكتوريا عام 1903، كان الطب الشعبي السائد الوحيد، يُمارس في الأسواق والقرى مثل الدير والمحرق. ورثته أسر معينة، مثل عائلة بنت مدن في قرية الدير، حيث اشتهرت مدينة بنت محمد بن مدن بعلاج الكسور والولادة. كانت تقوم بدور القابلة، متابعة النساء النفساء لمدة 40 يوماً، وتحضير طعام خاص مثل العصيد المصنوع من الدقيق، دهن البقر، والبهارات (الفلفل الأسود، الجلجلان، السنوت، الكركم، الزنجبيل، الدارسين، قرص القمر، حبة البركة، الرشاد، والنبات). هذا الطعام يُعتبر مغذياً ومطهراً، يعكس الجانب الثقافي الذي يربط بين الغذاء والشفاء. في المناطق الريفية، كانت النساء يتبادلن الوصفات عبر الشفاهية، مما يحافظ على التنوع الثقافي المستمد من العبيد الأفارقة والعمال الهنديين الذين أدخلوا تقنيات مثل استخدام الزيوت العطرية. ثقافياً، يتداخل الطب الشعبي مع المعتقدات الدينية، حيث يُستخدم القرآن في الرقى لعلاج الأمراض النفسية، والأحجبة كتعويذات. في المجتمعات القروية، كانت المرأة تلعب دوراً رئيسياً في تحضير الخلطات، مما يعزز الروابط الأسرية والقبلية. اليوم، يُروج له كبديل طبيعي أقل ضرراً من الأدوية الكيماوية، مستوحى من أطباء عرب قدماً مثل ابن سينا والرازي. دراسة نشرت في مجلة “Journal of Ethnopharmacology” عام 2015، أكدت أن 70% من البحرينيين يلجؤون إلى العلاجات الشعبية للأمراض المزمنة، مما يبرز استمراريته. الطرق التقليدية في العلاج تشمل الممارسات التقليدية طرقاً جسدية مباشرة مثل الحجامة، التي يقوم بها الحلاقون شهرياً لتخفيف الصداع، تشنجات العضلات، وآلام الظهر. يتم باستخدام كؤوس زجاجية ساخنة لسحب الدم الراكد، ويُعتقد أنه يعيد التوازن للأخلاط الأربعة (الدم، البلغم، الصفراء، السوداء)، مستوحى من الطب اليوناني. كما يُستخدم الكي (الخلال)، فيشمل ثقب الجلد بإبرة ساخنة لإخراج القيح من الالتهابات، مستخدماً للجروح، الحمى، ولدغات الأسماك السامة مثل الدجاجة والنارية، يتبعه تنظيف بالخلتيت (مادة لزجة مستوردة من الهند). هذه الطريقة، رغم خطورتها، أثبتت فعاليتها في منع العدوى في بيئة رطبة. المساج (المسود أو المريخة) شائع لآلام العضلات والمفاصل، باستخدام زيوت مثل زيت السمسم الممزوج بالكمون أو الزنجبيل، واشتهر به معالجون مثل السيد ضاعن وابنه عبدالله الضاعن في المنامة، والسيدة مهرة من المحرق، التي عالجت آلاف الغواصين على اللآليء. في علاج الكسور، تُستخدم الغميلة: عصي خشبية تربط بقماش مغمى بدهن البقر، شمع العسل، و”ميم الكسر” (مستورد من أفغانستان)، مع الاحتفاظ بالجسم ثابتاً لأسابيع. أما الغماز، فيُستخدم لعلاج التهاب اللوز عند الأطفال باستخدام أدوات معدنية، والخلال لتنظيف الالتهابات الجلدية. لأمراض الأسنان، كان الخلع بالأدوات الحديدية شائعاً، مع استخدام الزعتر والقرنفل كمخدرات طبيعية، أو غرغرة بماء الملح المغلي. في حالات الولادة، كانت القابلات يستخدمن كمادات من أوراق الريحان لتخفيف الآلام، وشراب من الزعفران لتسريع الولادة. هذه الطرق ليست عشوائية؛ بل تعتمد على خبرة متراكمة، حيث أشارت دراسة ميدانية في جامعة البحرين عام 2020 إلى أن 85% من المعالجين التقليديين يعتمدون على وصفات موروثة من أجيال سابقة. الأعشاب والعلاجات الطبيعية تعتمد العلاجات على أعشاب محلية ومستوردة، متوفرة في محال العطارة (الحواج) مثل سوق المنامة. من الأمثلة: الحلول لاضطرابات المعدة (الإسهال، الإمساك، ديدان البطن، اليرقان)، حيث يُغلى مع الحليب ويُشرب يومياً. والمر للاستخدام المنزلي كمطهر. لليرقان، يُطبخ عروق العاقول وشوك الجمال ويُشرب ماؤه مع كيتين خفيفتين، أو يُؤكل الرمان مع قشرته لتنظيف الكبد. أعشاب أخرى تشمل: العسل والنعناع للإسهال، الزنجبيل للغثيان، الصبار للإمساك، قشر الرمان ودبس التمر للجروح، والقرفة لتسهيل الولادة. في علاج السكري، يُستخدم مسحوق الحلبة مغلية مع الماء، بينما أوراق الزيتون تخفض الضغط الدموي. في الطب الحديث الشعبي، يُستخدم مسحوق الفطر الريشي لتصفية السموم، بنت السلطان للقولون العصبي، الزعتر والبابونج للرشح والسعال، والحلبة وحبة البركة للكلى والضغط. قطرات الكرمز تُستخدم لالتهابات عيون غواصي اللؤلؤ، ومزيج من الورد والعناب (شراب العشرج) لآلام البطن. كما يُستخدم البخور من اللبان للزكام، والصبار الممزوج بالعسل للحروق. دراسة في “International Journal of Traditional Medicine” عام 2018، أكدت فعالية بعض هذه الأعشاب مثل الزعتر في مكافحة البكتيريا، مما يدعم الاستخدام التقليدي علمياً. ومع ذلك، تختلف الجرعات حسب العمر والحالة، وغالباً ما تُحضر في المنزل لضمان النقاء. العلاجات الروحانية والنفسية يتجاوز الطب الشعبي الجسد إلى الروح، حيث تُستخدم الرقى بآيات القرآن مثل سورة الفلق والناس لعلاج الاكتئاب، القلق، والعين. الزار، جلسات لطرد الأرواح الشريرة، شائعة في القرى، تجمع النساء حول طبلة مع رقص وغناء، وتستمر لأيام حتى “الرضا”، مما يحسن الحالة النفسية عبر التعبير العاطفي. يُستخدم الماء المقروء عليه (المحو) للشرب أو الرش، والتعويذات المكتوبة بالحبر الطبيعي. هذه الممارسات تعكس الاعتقاد في التأثيرات الخارقة، وتُعتبر علاجاً للأمراض “النفسية” مثل الصرع أو الجنون، حيث أشارت دراسات أنثروبولوجية إلى أنها تقلل من التوتر بنسبة 60% بين المشاركين. في العصر الحديث، تندمج مع العلاج النفسي، كما في مراكز الصحة النفسية التي تسمح بالرقى كدعم. الجزء الرابع: الدمج المعاصر والتحديات – نحو طبٍّ تكاملي بعد الاستقلال منذ منتصف القرن العشرين أخذت البحرين تمهِّد لقطيعةٍ تدريجية مع زمن الأوبئة الكبرى، دون أن تقطع حبل الذاكرة مع الطب الشعبي وممارساته. فقد وحّدت الدولة جهودها الصحية مع بدايات الإدارات الحديثة، وتكثّفت العيادات المتنقّلة والبرامج الوقائية، ثم جاء التحوّل المؤسسي الأكبر مع قيام الدولة الحديثة وتأسيس وزارة الصحة يوم 6 سبتمبر/أيلول 1971، لتشكّل الإطار الذي يجمع الوقاية والعلاج والبحث والتثقيف الصحي تحت مظلةٍ واحدة. في هذا المسار، رُسِّخت التطعيمات الوطنية وبرامج الصحة المدرسية ورعاية الأمومة والطفولة، وتوسّعت المستشفيات والمراكز الصحية، من إرث مستشفى الإرسالية الأمريكية (1903)، ومستشفى أوالي (1935)، إلى منظومةٍ متناميةٍ من الخدمات الحكومية التي جعلت من الوعي الصحي جزءًا من الهوية المدنية الحديثة. لم يكن المقصود إقصاء الطب الشعبي، بل تهذيبه وإدماجه فيما ينفع الناس؛ فالعسل واللبان والحجامة والبخور — بما فيها من رمزيّة قديمة — غدت موضوعًا لبحثٍ علميٍّ ومعايير سلامةٍ وجرعاتٍ مضبوطة، بدل أن تبقى في هامش التجربة الشخصية أو وصفات الأسواق. ومع التحوّل الوراثي والديموغرافي المعقّد — حيث بقيت الأمراض الوراثية مثل فقر الدم المنجلي والثلاسيميا تحدّيًا حاضرًا — انتقلت المقاربة من ردّ الفعل إلى الاستباق والفرز الوراثي الطوعي والتثقيف قبل الزواج، فصار العلمُ يضيء جذور السؤال الذي بدأ منذ دلمون: كيف نتكيّف مع بيئةٍ تصنعنا بقدر ما نصنعها؟ اليوم، حيث تُدار سلامة الغذاء والمياه وتُراقَب الأمراض المزمنة (كالسكري وارتفاع الضغط) جنبًا إلى جنب مع الصحة النفسية، تتّسع النظرة من جسد الفرد إلى صحة المجتمع، ومن وصفة البيت إلى سياساتٍ عامة تستند إلى البيانات. هكذا يتكوَّن نموذجٌ بحرينيٌّ هادئ يَصلُ ما انقطع: دولةٌ حديثة تتبنّى العلم والمعيار، ومجتمعٌ يحتفظ بنسائجه الثقافية ودفء مطبخه العلاجي؛ أحفادُ دلمون يتعلّمون أن التكامل — لا الإلغاء — هو طريق الشفاء الأصدق. وإذا كانت الأسطورة قد حدّثت عن ماءٍ يُعيد الخلود، فإن خبرة القرون تُعلّم أن المعنى هو ماءُ الإنسان الحقيقي: معنى التعاون الأهلي في زمن الجدري، ومعنى الحكمة الشعبية التي صانت البيوت، ومعنى الدولة التي نظّمت المعرفة وحمتها بالقانون. من هذه الخيوط الثلاثة يُنسج اليوم ثوب الصحة في البحرين — ثوبٌ يجمع رائحة اللبان بلمعان الفولاذ الجراحي، وتعاويذ الجدّات ببيانات المختبر، ورجفة المولود الأول بطمأنينة لقاحٍ يُعطى في موعده. لا نهايةَ هنا، لأن الشفاء في هذه الجزيرة حركةٌ دائمة: موجٌ يطلع ويهبط، لكنه لا يكفّ عن الغناء. وكلّما عاد السؤال الأول — سؤال دلمون — عاد البحريني ليجيب: نمزج الحكمة بالعلم، ونحفظ الروح ونحن نعالج الجسد. تلك هي الرحلة، وذلك هو الدرس. المراجع والمصادر 1. مجلة علم الجينوم الخلوي (Cell Genomics)، 2024: دراسة جينية على عينات قديمة من البحرين تشير إلى انتشار طفرة G6PD Mediterranean وارتباطها بالمقاومة النسبية للملاريا (فريق بحث بقيادة باحثين أوروبيين). 2. مجلة بالطريقة المشرقية/بالأوريون (Paléorient)، 1989: تحليل أسنان وهياكل عظمية من فترات برونزية وحديدية وإسلامية في البحرين، مع رصدٍ مرتفع لتسوّس الأسنان وأمراض اللثة. 3. مجلة علم الآثار (Journal of Archaeological Science)، 2005: دراسات مقارنة لآثار الأسنان والنظام الغذائي في مواقع خليجية، وتفسير أنماط التسوّس بتزايد الكربوهيدرات ونقص النظافة الفموية. 4. مجلة طبيعة الوراثة (Nature Genetics)، 2019: مراجعات حول التكيّفات الوراثية في شعوب الخليج وعلاقتها بالملاريا والضغوط البيئية التاريخية. 5. أنثروبولوجيا الشرق الأوسط (Anthropology of the Middle East)، 2012: مقالة أنثروبولوجية عن استمرارية الرقى والبخور في الخليج كبقايا رمزية لممارسات شفاء قديمة. 6. الأختام الدلمونية، جيفري بيب، 1978: توثيق الأختام والرموز العلاجية والتمائم في دلمون وربطها بسياقات الشفاء القديمة. 7. Trade and Disease in Ancient Dilmun، ستيفن راتناجي، 1996: دراسة انتقال الأمراض عبر شبكات التجارة بين دلمون ووادي السند وبلاد الرافدين. 8. وزارة الصحة البحرينية – الأرشيف الصحي والتقارير السنوية (1971–2022): بيانات تأسيس وزارة الصحة بتاريخ 6 سبتمبر/أيلول 1971، وتطور برامج التطعيم والصحة العامة. 9. مستشفى الإرسالية الأمريكية في البحرين – سجلات تاريخية (1903–1950): إدخال الجراحة الحديثة والتطعيم والعيادات المتنقلة في القرى. 10. جامعة البحرين – دراسة ميدانية، 2020: اعتماد المعالجين الشعبيين على وصفات موروثة (نسبة تفوق 80%) وتوثيق ممارسات الحجامة والكيّ والمساج. 11. مجلة الطب الشعبي الدولي (International Journal of Traditional Medicine)، 2018: فعالية بعض الأعشاب المستخدمة في البحرين (كالزعتر) في مكافحة البكتيريا والدعم العلمي للاستخدام التقليدي. 12. تاريخ الطب الشعبي في الخليج العربي، عبد الله يوسف الغتم، المنامة: دار الحكمة، 2007: سردٌ موسّع للأسر والممارسات الشعبية وأثرها الاجتماعي. 13. البحرين في العصور القديمة: دلمون وما بعدها، محمد عبد الرحيم العريض، المنامة: الهيئة العامة للثقافة والآثار، 2012: سياق أثري تاريخي شامل يربط الطب بالمعتقد والبيئة. 14. مقابلات شفهية محلية (سترة، عراد، النويدرات)، 1990–1998: ذاكرة القابلات والمعالجات الشعبيات ووصفات البيوت في التوليد والعلاجات المنزلية.
#أوزجان_يشار (هاشتاغ)
Ozjan_Yeshar#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ومضات من حياة زهرة اليابان: الشاعرة أكيكو يوسانو
-
ومضاتٌ من حياة “جحا التركي” عزيز نيسين: أيقونة الأدب التركي
...
-
الذئب الذي صار إنسانًا… والإنسان الذي صار ذئبًا
-
أدوات وآليات التأثير بين الفن والسلطة: كيف نصنع أثرًا يبني و
...
-
الكلام مهارة والإصغاء فن: بين الفهم والرد
-
الفيل القابع في الحفرة بين الأزرق والأحمر
-
التهذيب مرآة الحضارة عبر ثقافات الأمم.
-
ومضات من فن الرسام البحريني علي الموسوي
-
قواعد التوفيق الخمسة عشر: طريقك نحو التميز والتفوق
-
ومضات من حياة وأدب إدوارد مورغان فورستر
-
مهارة التفاوض: سلوك يومي في الحياة لا ساحة معركة حتمية
-
سور الصين العظيم: عندما سقط الجدار من الداخل
-
التركي الذي ركب صاروخاً ليتحدث مع المسيح عيسى عليه السلام
-
كيف أتصالح مع الجانب المظلم داخلي وأحب ذاتي بصدق؟
-
النور الخفي يشع في روح الإنسان… لكن البعض لا يرى سوى العتمة
-
حكاية الثعلب الماكر والمزرعة الواسعة
-
الذكاء العاطفي وإدارة الأولويات: عندما تقود المشاعر قراراتنا
-
غياب الفهم المتبادل: سجن للروح أم حرية في ظل التواصل الإنسان
...
-
تركيا الحديثة بين الحقائق والمزايدات: كمال أتاتورك وعصمت إين
...
-
توحش الحليف وغدر الصديق: كيف خانت الولايات المتحدة قطر مرتين
المزيد.....
-
مسيرة أحمد طالب الإبراهيمي من جمعية العلماء المسلمين إلى وزا
...
-
من هو المصري الذي فاز برئاسة اليونسكو؟
-
نزوح جديد في غزة.. عائلات تُقيم خياماً على شاطئ دير البلح هر
...
-
فريق دراجات إسرائيلي يتخلى عن هويته عقب تصاعد الاحتجاجات الم
...
-
ما أبرز إنجازات وإخفاقات إسرائيل بعد عامين من حربها على غزة؟
...
-
أسطول -الضمير- يواصل إبحاره نحو غزة رغم التهديدات باعتراضه
-
أولمرت: ترامب يمكنه وقف الحرب إن أراد ونتنياهو لا يستطيع مخا
...
-
ورشة عمل في الدوحة تناقش خطة العمل الوطنية للأمن الصحي
-
عامان من الإبادة.. أطفال غزة بقبضة الموت تجويعا ومرضا
-
منظمة الصحة: 15 مليون قاصر في العالم يدخنون السجائر الإلكترو
...
المزيد.....
-
كتاب دراسات في التاريخ الاجتماعي للسودان القديم
/ تاج السر عثمان
-
كتّب العقائد فى العصر الأموى
/ رحيم فرحان صدام
-
السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية)
/ رحيم فرحان صدام
-
كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون
/ زهير الخويلدي
-
كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية
/ رحيم فرحان صدام
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
المزيد.....
|