أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أوزجان يشار - أدوات وآليات التأثير بين الفن والسلطة: كيف نصنع أثرًا يبني ولا يهدم؟















المزيد.....



أدوات وآليات التأثير بين الفن والسلطة: كيف نصنع أثرًا يبني ولا يهدم؟


أوزجان يشار
كاتب وباحث وروائي

(Ozjan Yeshar)


الحوار المتمدن-العدد: 8480 - 2025 / 9 / 29 - 16:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في عالمٍ يموج بالأحداث وتصطدم فيه المصالح، تظلّ مهارة التأثير في الآخرين واحدة من أعظم القوى الخفية التي ترسم ملامح مصائر الأفراد والجماعات معًا. والتأثير ليس حيلة نفسية عابرة، ولا مجرد تلاعب لغوي أنيق؛ بل هو طاقة إنسانية متدفقة، يمكن أن تُسخّر لبناء المعنى وترسيخ القيم، كما يمكن أن تُستغل في الهدم والتزييف. وبين هذين الحدّين تتوزّع خرائط التأثير: تأثيرٌ ثقافي وفني يصوغ الذائقة والوجدان، وتأثير سلوكي ورياضي يرسّخ القدوة العملية، وتأثير سياسي واجتماعي يصنع المزاج العام، وتأثير إعلامي وشخصي يحرك العاطفة ويوجه الرأي العام، وتأثير رقمي عبر وسائل التواصل يشكل الاتجاهات اليومية، وتأثير ديني وروحي يربط الفرد بالجماعة الأكبر، وأخيرًا تأثير سلبي قد يلوّث الفضاء العام إذا تُرك بلا مراجعة ولا مساءلة.

وسوف نستأنس هنا بإطار عملي مستمد من علم النفس الاجتماعي، ثم نغذّيه بسرديات حيّة لشخصيات تركت أثرًا عميقًا في الوجدان الإنساني: فيروز، كريستيانو رونالدو، جمال عبد الناصر، أوبرا وينفري، الأميرة ديانا، والمؤثرون الرقميون مثل MrBeast. وسنطرح في كل محطة أدوات بعينها، قبل أن نختم بمعايير دقيقة تفرّق بين التأثير الإيجابي الذي يبني، والتأثير السلبي الذي يهدم، حتى لا تضل البوصلة.

التأثير الإيجابي يقوم على ثلاثة أعمدة: الفهم (الإحاطة بدوافع الناس واحتياجاتهم)، الثقة (مصداقية تقوم على النزاهة والاتساق)، والفائدة (نتيجة ملموسة أو معنوية تعود على المتلقي). أما التأثير السلبي فهو نقيض هذه الأعمدة: جهل أو تجاهل لدوافع الناس، ووعود بلا رصيد، ونتائج تنتقص من كرامة المتأثر.

الأثر الصادق أطول عمرًا من الأثر المفروض بالقهر؛ فالأول يستقر في القلوب، بينما الثاني يزول بزوال الخوف. من هنا، سنسير معًا خطوة بخطوة عبر خرائط التأثير: الثقافية والسلوكية والسياسية والاجتماعية والإعلامية والرقمية والدينية، لنجيب عن السؤال الحاسم: كيف نميّز بين التأثير الذي يبني والتأثير الذي يهدم؟ وكيف يلتقي الفن بالسلطة ليشكّلا قوة بنّاءة أو أداة مدمّرة؟

التأثير الثقافي – فيروز

حين نتأمل فيروز، لا نراها مجرد مطربة تحمل حنجرة استثنائية، بل أيقونة ثقافية نسجت وجدان أمة كاملة. فيروز ليست صوتًا يصدح فحسب، بل ذاكرة جمعية تسكن تفاصيلها صباحات الناس، من مقاهي بيروت إلى شرفات دمشق، ومن إذاعات القاهرة إلى بيوت المغتربين. لقد تحوّل صوتها إلى جسر يربط الأفراد بجذورهم، ويعيد تشكيل علاقتهم بالمدينة والحنين والمكان.

في أغنياتها، لم يكن “الوطن” شعارًا سياسيًا باردًا، بل دفقة وجدانية تمتزج فيها البيوت الضيقة بالطرقات المبللة بالمطر، والذكريات البسيطة بمجد التاريخ. وحين تغني عن القدس أو بيروت، فهي لا ترفع شعارات، بل تذيب الأحجار في قلوب المستمعين لتتحول إلى نبض حيّ. هكذا تداخلت الموسيقى مع الثقافة، فصارت فيروز معادلاً رمزيًا للحلم العربي في لحظات الانكسار، وللأمل في لحظات الظلام.

قوة التأثير الثقافي تكمن في استمراره عبر الأجيال. الطفل الذي تربى على “كان عنا طاحونه” يجد نفسه بعد عقود يردّدها مع أطفاله، لا كأغنية فحسب، بل كجزء من ذاكرة العائلة. وهذا هو المعنى الأعمق للتأثير: أن يصبح العمل الفني مرآةً تعكس وجدان الجماعة جيلاً بعد جيل، دون أن يفقد بريقه أو حضوره.

إن تأثير فيروز يتجاوز حدود اللغة والمكان، إذ استطاعت أن تحفر لنفسها مكانًا في ذاكرة العالم، من خلال نقاء الصوت وصدق الرسالة وبساطة التعبير. فهي مثال حيّ على أن التأثير الثقافي الحقيقي لا يُقاس بعدد الحفلات ولا بحجم المبيعات، بل بقدرته على تحويل الفن إلى طقس يومي يتنفسه الناس مع قهوة الصباح وصمت الليل.

التأثير السلوكي – كريستيانو رونالدو

كريستيانو رونالدو ليس مجرد لاعب كرة قدم يلهب المدرجات بالأهداف، بل نموذج حيّ لقوة السلوك المنضبط حين يتحوّل إلى مصدر إلهام عالمي. فمسيرته لم تُبنَ على الموهبة الفطرية وحدها، بل على التمرين الشاق والانضباط الصارم والعمل المستمر الذي لا يعرف الكلل. هنا يكمن التأثير السلوكي: أن يرى ملايين الشباب في أنحاء العالم أن النجاح لا يأتي صدفة، بل يصنعه الالتزام والإصرار.

رونالدو جسّد مفهوم “القدوة العملية”. لم يكتفِ بإبهار الجماهير بمهاراته، بل قدم درسًا في التضحية اليومية: ساعات التدريب الإضافية، الانضباط الغذائي، الحفاظ على اللياقة، ومقاومة الإغراءات التي غالبًا ما تطيح بالنجوم. فحين يشاهد الشباب تفاصيل حياته اليومية، فإنهم يتعلمون أن النجومية ليست صورة على الشاشة، بل مسار طويل من الجهد والعرق.

كما أن تأثيره تخطى الملعب إلى أنماط الحياة. ملايين المعجبين يقلدون حمياته الرياضية، ويتأثرون برسائله حول الإصرار والروح الإيجابية. وحين يتبرع بالملايين للمستشفيات أو يشارك في حملات خيرية، فإنه يثبت أن النجومية الحقيقية لا تكتمل إلا بواجب اجتماعي، وأن الشهرة يمكن أن تتحول إلى منصة لفعل الخير.

ولعل أقوى ما في تأثير رونالدو هو قدرته على تحويل إخفاقاته إلى وقود لمزيد من العزيمة. إخفاقه في مباراة لا يعني سقوطه، بل بدايةً جديدة أكثر قوة. هذا الدرس وحده جعل منه مصدر إلهام لكل من يواجه عثرة في حياته الشخصية أو المهنية. فالرسالة التي تصل عبره واضحة: “الإخفاق محطة، لكنه لا يحدد المصير.”

هكذا يتحول السلوك الفردي إلى رسالة إنسانية عابرة للحدود. وإذا كان الفن يصوغ الوجدان، فإن الرياضة هنا تزرع الإرادة، لتؤكد أن التأثير لا يكون بالكلمات وحدها، بل بالفعل اليومي المتواصل الذي يحاكيه الناس في تفاصيل حياتهم.

التأثير السياسي – جمال عبد الناصر

جمال عبد الناصر لم يكن مجرد رئيس دولة في حقبة حرجة من تاريخ العرب، بل أصبح رمزًا سياسيًا وثقافيًا، تجسدت فيه آمال الملايين وتطلعاتهم نحو الكرامة والتحرر. فقد امتلك حضورًا كاريزميًا نادرًا، استطاع أن يحوّل الخطاب السياسي من جمل رسمية جافة إلى نداء وجداني يلامس مشاعر الشعوب.

في خطبه التي ما زالت تتردّد أصداؤها، لم يكن عبد الناصر يخاطب العقل وحده، بل كان يوقظ في المستمع إحساسًا بالانتماء والكرامة. كان صوته يملأ الساحات، وكلماته تشعل قلوب الفقراء قبل العقول المتعلمة، حتى أصبح رمزًا للصوت الذي يعبّر عن أحلام البسطاء في مواجهة قوى الاستعمار والهيمنة. وهنا تتضح قوة التأثير السياسي: تحويل الزعيم إلى مرآة لوجدان الأمة.

لكن تأثير عبد الناصر لم يكن خطابيًا فقط؛ بل اتخذ شكل مشروع عملي في السياسات والقرارات. تأميم قناة السويس لم يكن مجرد قرار اقتصادي أو عسكري، بل كان رسالة رمزية عن قدرة الشعوب على استعادة مواردها، وجرس إنذار للعالم بأن المنطقة دخلت عهدًا جديدًا من الاستقلال والندية.

كما أنّ تجربته كانت مليئة بالتناقضات، وهذا ما جعل تأثيره أكثر تعقيدًا. فبينما كان يُلهب الجماهير بحلمه الوحدوي، عانى في الوقت نفسه من تحديات الهزيمة والانكسار. غير أن حتى لحظات الإخفاق لم تُضعف من حضوره الرمزي؛ بل أكسبته بعدًا إنسانيًا جعل الناس يشعرون أنه ليس معصومًا، وإنما قائد يخوض معركتهم بآماله وأخطائه معًا.

التأثير السياسي لعبد الناصر إذن لم يكن محصورًا في حدود مصر، بل تخطّاها إلى المحيط العربي والإفريقي، وألهم حركات التحرر في آسيا وأمريكا اللاتينية. لقد أثبت أن الزعامة لا تُقاس بالقدرات العسكرية أو الاقتصادية فقط، بل بمدى القدرة على إشعال الإيمان الجماعي بقضية، وتحويلها إلى قوة شعبية عابرة للحدود.

التأثير الاجتماعي – الأميرة ديانا

الأميرة ديانا لم تكن مجرد عضو في العائلة المالكة البريطانية، بل أيقونة إنسانية تجاوزت حدود البروتوكولات لتصبح رمزًا عالميًا للتأثير الاجتماعي. لقد كسرت الصورة التقليدية للأميرة المحاطة بالقصور والرسميات، واقتربت من الناس في حياتهم اليومية، فلمعت كإنسانة قبل أن تُعرف كأميرة.

ما ميّز ديانا هو قدرتها على تحويل الألقاب الملكية إلى جسر للتواصل مع المهمشين والمنسيين. حين كانت تجلس بجوار طفل مريض بالإيدز أو تلمس يد مصاب بالبرص، لم تكن تلك مجرد لقطات إعلامية، بل مواقف غيّرت وعي العالم. لقد بدّدت الخوف والوصمة المرتبطة بالمرض، وأثبتت أن الإنسانية أقوى من الحواجز الاجتماعية والطبية.

ولم يقتصر تأثيرها على المجال الصحي، بل شمل قضايا كبرى مثل مكافحة الألغام الأرضية. صورها وهي تسير وسط حقول الألغام، بوجه هادئ وقلب مفعم بالشجاعة، لم تكن عملاً دعائيًا، بل رسالة عملية للعالم: أن التضامن ليس كلمات تُلقى من على المنابر، بل خطوات تُخاطِر من أجلها الأرواح.

حياتها الشخصية المليئة بالتقلبات زادت من عمق تأثيرها. فقد رآها الناس أمًّا حنونة تحرص على تربية ولديها ويليام وهاري بطريقة طبيعية، وتجعلهم يختبرون الحياة خارج أسوار القصور. لقد بدت قريبة من البشر في فرحها وحزنها، في نجاحها وانكسارها، وهذا ما جعل الناس يرون فيها انعكاسًا لتجاربهم هم.

رحيلها المأساوي المفاجئ لم ينهِ تأثيرها، بل ضاعفه. فقد تحولت جنازتها إلى لحظة إنسانية كونية، بكَت فيها شعوب مختلفة وكأنها فقدت فردًا من عائلتها الخاصة. منذ ذلك الحين، ظلت ديانا حاضرة في الذاكرة العالمية ليس كأميرة متوجة، بل كإنسانة استطاعت أن تترك بصمة خالدة في القلوب.

إن التأثير الاجتماعي للأميرة ديانا يبرهن أن القرب من الناس، والصدق في المشاعر، أقوى من أي سلطة أو منصب. لقد أثبتت أن الإنسانية وحدها قادرة على أن تصنع من الفرد رمزًا خالدًا في الذاكرة الجماعية للعالم.

التأثير الإعلامي – أوبرا وينفري

في عالم الإعلام، حيث تتزاحم الأصوات وتكثر المنابر، برزت أوبرا وينفري كحالة فريدة أثبتت أن الشاشة لا تنقل الصور فحسب، بل يمكن أن تكون نافذة للروح ومساحة للتغيير العميق. لم تكن أوبرا مجرّد مقدمة برامج، بل صارت رمزًا للتأثير الإعلامي الذي يمزج بين الصدق الإنساني والقوة الناعمة، ويحوّل الحكايات الشخصية إلى خطاب عام يحرّك الملايين.

أساس قوتها كان في الصدق العاطفي. حين وقفت على الشاشة لتروي قصصها الخاصة، عن الفقر والمعاناة والتمييز، لم تَقدّم نفسها كنجمة فوقية، بل كإنسانة تشبه جمهورها. لقد جعلت من الاعتراف الذاتي جسرًا للتواصل، حيث شعر الناس أنهم يَرَون جزءًا من حياتهم في حياتها، وأن جراحهم الخاصة ليست عارًا بل حافزًا للتغيير. هذه القدرة على مشاركة الضعف، لا التظاهر بالقوة فقط، صنعت حالة من الثقة العميقة بينها وبين جمهورها.

إلى جانب ذلك، كانت أوبرا مُيسّرة بارعة للحوار. أسئلتها لم تكن تحقيقات صحفية جافة، ولا استعراضًا للذات، بل محاولات صادقة لإخراج أفضل ما لدى ضيفها. كانت تُحسن الإصغاء، تصمت في اللحظة المناسبة، وتترك المجال للحكاية كي تنبض من قلب صاحبها. هذا النوع من الحضور جعل برامجها مساحة علاج جماعي، حيث يتحول اللقاء الإعلامي إلى فرصة للشفاء والمراجعة، لا إلى مجرّد مادة ترفيهية.

كما أدركت أوبرا قوة “النادي الاجتماعي للمحتوى”. حين أوصت بكتاب في برنامجها، لم يكن مجرد اقتراح عابر، بل انطلق ليصبح حركة ثقافية صغيرة يتداولها الملايين، فتتشكل حوله دوائر قراءة ونقاش في مختلف أنحاء العالم. لقد فهمت أن الإعلام لا يكتفي بعرض المادة، بل يمكن أن يبني مجتمعًا من المتلقين الذين يتحولون بدورهم إلى مشاركين في صناعة الأثر.

لم تكن رسالتها أن تُملي على الجمهور ما يفعلونه، بل أن تضع أمامهم قصصًا تفتح أمامهم احتمالات جديدة. وبهذا تحوّل برنامجها إلى مدرسة مفتوحة، حيث يتعلم الناس من حياة الآخرين، ويجدون في تجاربهم العادية معنىً غير عادي.

إن تأثير أوبرا الإعلامي يبرهن أن الحكاية الصادقة أقوى من أي خطاب سياسي أو دعاية تجارية، وأن الشاشة حين تُدار بروح إنسانية، يمكن أن تصبح مرآةً تعكس آمال الناس وآلامهم معًا. لقد صنعت من الإعلام مساحةً للحرية والوعي، وأثبتت أن الكلمة حين تخرج من القلب، تصل إلى أبعد مما تتخيله العدسات.

التأثير الديني – البعد الروحي والخطاب الجماعي

يُعتبر الخطاب الديني من أوسع قنوات التأثير وأشدها رسوخًا، لأنه يخاطب أعماق الإنسان حيث تنبض معاني الإيمان والرجاء والخوف والرحمة. وفي مجتمعاتٍ لا يزال الدين فيها قوةً محورية في تشكيل القيم والسلوك، يصبح تأثير هذا الخطاب مضاعفًا، فهو لا يوجّه الأفراد وحسب، بل يعيد صياغة وجدان جماعةٍ بأكملها.

حين نتابع خطب الشيخ محمد متولي الشعراوي مثلًا، ندرك أن التأثير لم يكن في المعلومة الفقهية وحدها، بل في الكلمة العاطفية والرمزية التي تجعل المستمع يشعر أن الدين يعيش معه في تفاصيل يومه، وأن النصوص ليست حروفًا جامدة، بل حياة نابضة بالمعنى. هنا يبرز دور الخطاب الديني في ربط الفرد بالجماعة، بحيث لا يعود التدين شأنًا خاصًا، بل رابطًا اجتماعيًا يعيد صياغة الانتماء ويغذّي روح المسؤولية المشتركة.

تكمن قوة هذا التأثير في عناصر محددة:
• المقاصد الأخلاقية: حين يُقدَّم الدين بوصفه قوةً تدفع إلى الصدق والعدل والرحمة، لا أداة للفرز أو الإقصاء. عندها يتحوّل الخطاب إلى دعوة بنّاءة ترفع من شأن الإنسان.
• المعرفة المسؤولة: إذ يحتاج الخطاب إلى تفسير متوازن للنصوص، يمنع توظيفها في غير سياقها، ويحول دون استخدامها ذريعة للتحريض أو الكراهية.
• القدوة العملية: فالمصداقية لا تُكتسب من البلاغة وحدها، بل من اتساق القول مع الفعل. نزاهة الداعية في حياته اليومية قد تكون أبلغ من آلاف الكلمات.

لكن، كما أن هذا التأثير قادر على البناء، فهو قادر أيضًا على الهدم إذا غابت الضوابط الأخلاقية. فالمنابر حين تُستغل للتحريض، أو حين تتحول إلى أبواق أيديولوجية، تصبح قادرة على تمزيق المجتمعات بدل جمعها. وهنا تظهر الحاجة إلى معايير واضحة: شفافية في مصادر الخطاب وتمويله، فتح المجال أمام النقد والحوار، والاحتكام إلى مرجعية إنسانية تُقدّم كرامة الفرد فوق نزعات الغلبة والسيطرة.

إن التأثير الديني في صورته الإيجابية يشبه النور الذي يضيء الطريق للجماعة نحو قيم الرحمة والتكافل، بينما صورته السلبية تتحول إلى نارٍ تُشعل الخوف والانقسام. وبين هذين المسارين، تتحدد مسؤولية العلماء والخطباء والمؤسسات الدينية: أن يصونوا الدين من أن يصبح أداةً للهدم، ويجعلوه قوةً للعدل والإنصاف، تحمي الإنسان وتُعلي من شأنه.

التأثير الرقمي – المؤثرون ووسائل التواصل (MrBeast مثالًا)

في زمننا الراهن، لم تعد منصات التواصل الاجتماعي مجرد أدوات للتسلية أو تبادل الأخبار، بل تحولت إلى ساحات نفوذ جديدة، حيث يصعد المؤثرون ليصبحوا بمثابة قادة للرأي وصنّاع اتجاهات جماهيرية. هنا، يلتقي الفن الرقمي بالسلطة الاجتماعية، ليولّد نوعًا من التأثير يتجاوز في سرعته وشموله ما عرفته البشرية من قبل.

أحد أبرز الأمثلة على هذا التأثير هو MrBeast (جيمي دونالدسون)، الذي تصدّر قوائم الشخصيات الأكثر تأثيرًا في عام 2025 وفقًا لفوربس وتايم. محتواه على يوتيوب لا يقوم فقط على الترفيه، بل يدمج بين المتعة والفعل الاجتماعي؛ من توزيع ملايين الدولارات في تحديات غير تقليدية، إلى حملات بيئية مثل زراعة عشرات الملايين من الأشجار. بهذه الطريقة، تحوّل الفيديو الرقمي من وسيلة تسلية عابرة إلى أداة تغيير اجتماعي ملموس، حيث يصبح المشاهد مشاركًا معنويًا في الفعل، لا مجرد متلقٍّ سلبي.

آليات التأثير الرقمي متعددة ومتشابكة:
• الخوارزميات: التي تعيد تدوير المحتوى الناجح وتضاعف انتشاره، لتجعل رسالة المؤثر تصل إلى مئات الملايين في وقت قصير.
• التفاعل المباشر: عبر التعليقات والإعجابات والمشاركات، حيث لا يشعر الجمهور أنهم مجرد أرقام، بل جزء من مجتمع صغير متفاعل، له صوته ومكانته.
• السرد الترفيهي: حيث تُقدَّم القضايا الكبرى في إطار ممتع ومشوّق، فيتحول العمل التطوعي أو الخيري إلى مغامرة جماعية تُثير الحماس وتدفع للمشاركة.
• القدوة الرقمية: إذ يتحول المؤثر نفسه إلى نموذج يُحتذى به في العالم الافتراضي، بما يقدمه من سلوكيات، سواء كانت إيجابية تدفع للعمل الجماعي والوعي البيئي، أو سلبية إذا انحرفت نحو الاستهلاك المفرط أو الممارسات المضللة.

لقد أصبح المؤثرون في 2025 أشبه بسلطة جديدة، قادرة على قيادة حملات اجتماعية أو تجارية أو سياسية بسرعة هائلة. وإذا كانت المؤسسات الإعلامية التقليدية تحتاج إلى عقود لبناء نفوذها، فإن المؤثر الفرد يمكنه، عبر مقطع فيديو واحد، أن يحقق تأثيرًا عالميًا يغير اتجاهات جيل بأكمله.

لكن مع هذه القوة الهائلة تأتي مسؤولية ضخمة. فالتأثير الرقمي قد يكون إيجابيًا حين يوجّه نحو البناء، مثل تشجيع الشباب على العمل الجماعي أو نشر الوعي البيئي، لكنه قد يصبح سلبيًا إذا استُخدم لتضليل الجمهور، أو لجرّهم إلى نزعات استهلاكية سطحية، أو للتلاعب بعقولهم من أجل مكاسب تجارية بحتة. لذلك تظل الشفافية والمساءلة جوهرية: من أين يأتي التمويل؟ وما الهدف الحقيقي من المحتوى؟ وهل النتيجة النهائية تمكّن الإنسان وتفتح وعيه، أم تجعله تابعًا مستهلكًا بلا وعي؟

إن التأثير الرقمي اليوم هو أكثر ساحات التأثير سيولة وخطورة في الوقت نفسه. إنه المرآة التي تعكس أحلام هذا الجيل ومخاوفه، والساحة التي تُخاض فيها معارك الوعي والمعنى، بين محتوى يبني وعيًا جديدًا، ومحتوى يهدم بالسطحية والتكرار. وما بين البناء والهدم، يتحدد مستقبل هذا الجيل في فضاء مفتوح لا يعرف حدودًا.

أدوات وآليات التأثير بين الفن والسلطة

الفن والسلطة قوتان تبدوان في ظاهرهما منفصلتين؛ الأولى تتحرك في فضاء الوجدان والرموز، والثانية تفرض حضورها عبر القوانين والسياسات والهياكل. لكن حين يلتقيان، سواء في حالة انسجام أو صدام، ينتج عن ذلك مزيج معقّد من آليات التأثير القادرة على إعادة تشكيل وعي الجماعات وتوجيه سلوكها. ومن هذا التلاقي يولد أثر مركّب، لا يستطيع الفن وحده أو السلطة وحدها تحقيقه.

أبرز هذه الأدوات والآليات:

1. الرموز والتجسيد:

تحويل صورة أو صوت أو شعار إلى علامة جامعة تعكس الانتماء المشترك. مثال ذلك تبنّي أغنية وطنية في مناسبة عامة لتوحيد الشعور الشعبي.
• المعيار الأخلاقي: هل تُستخدم هذه الرموز لتوسيع دائرة الانتماء، أم لإقصاء المختلفين؟
2. السرد المشترك:
صياغة قصة تربط الماضي بالحاضر وتفتح على المستقبل، بحيث يشعر الأفراد أنهم جزء من حكاية أكبر. كخطاب سياسي أو فني يحكي سيرة أمة في طريقها نحو الحرية.
• المعيار الأخلاقي: هل يسمح هذا السرد بتعدد الحقائق والأصوات، أم يطمس كل ما لا يتفق مع الرواية الرسمية؟
3. الأيقونات والقدوة:
استدعاء شخصيات ملهمة – فنان، رياضي، أو مصلح اجتماعي – لتجسيد قيم بعينها. مثل تقديم رياضي كنموذج للانضباط والعمل الشاق.
• المعيار الأخلاقي: هل يُحترم استقلال الرمز وفرديته، أم يُختزل لخدمة شعار ضيّق أو أيديولوجيا مغلقة؟
4. المنصات والإتاحة:
التحكم في قنوات النشر والتوزيع التي تحدد حجم الانتشار وسرعة التكرار. فالمنصات قد توسع مساحة الحرية الفنية، أو تربطها بشرط الولاء للسلطة.
• المعيار الأخلاقي: هل تُفتح المنابر للجميع بتعدد أصواتهم، أم تتحول إلى أداة احتكار للرأي الواحد؟
5. العاطفة والتحفيز:
توظيف مشاعر الخوف أو الأمل أو الفخر لتحريك الناس بسرعة. قد يُستخدم هذا لتحفيز الوعي أو لتغطية قرارات غير عادلة.
• المعيار الأخلاقي: هل ترافق هذه المشاعر معلومات شفافة، أم تُستغل لتضليل الجمهور؟
6. الشرعية الرمزية والاحتفال:
من خلال المهرجانات والمناسبات الرسمية التي تُستخدم لإعادة صياغة الانتماء وتعزيز الولاء.

آليات التنفيذ العملية:

• الإدماج المؤسسي: عبر المدارس والإعلام التي تزرع الرسائل وتعيد إنتاجها.
• التمويل والاحتضان: الذي يمنح الشرعية والدعم مقابل الولاء.
• التأطير الإعلامي: لتوجيه التفسير وتحديد زوايا الرؤية.
• التكرار: الذي يرسّخ الفكرة ويجعلها مألوفة حتى لو كانت زائفة.
• الاحتفاء الرسمي: عبر الأوسمة والمراسم التي تكرّس الرموز.
• التحالفات الرمزية: التي تنقل المصداقية من شخصية أو فنان إلى مشروع سياسي أو اجتماعي.

المخاطر المحتملة:
• التوظيف الأيديولوجي الضيق.
• تقييد حرية التعبير.
• طمس التعددية الثقافية والفكرية.
• الاستغلال العاطفي للجماهير.

المعايير الأخلاقية الضامنة:

• الشفافية: في العلاقات بين الفن ومراكز القوة.
• التعددية: بدعم التنوع واختلاف الأصوات.
• التمكين: بجعل الأثر يفتح أفقًا جديدًا أمام الناس، لا أن يحوّلهم إلى تابعين.
• المساءلة: عبر آليات رقابة واضحة تضمن نزاهة الممارسة.
• التثقيف النقدي: الذي يحمي الجمهور من الانجراف وراء التأثير الأعمى.

توصيات عملية:
• للمبدعين: احرصوا على استقلالكم، واطلبوا الشفافية في كل علاقة تربطكم بالسلطة.
• للقادة: اجعلوا الفن جسرًا للقيم الإيجابية، لا بديلًا عن المشاركة الحقيقية.
• للجمهور: اسألوا دائمًا: من يمول؟ ما الغاية؟ وما النتيجة الفعلية؟

إن تلاقي الفن بالسلطة قد يُنتج إبداعًا يوحّد الشعوب، أو قد يخلّف سرديات تخنق الاختلاف وتحوّل الجماهير إلى أتباع. وبين البناء والهدم، تظل الأخلاق هي الفاصل الذي يحدد مسار هذا اللقاء.

التأثير مسؤولية أخلاقية وليست سلوكيات عبثية

في نهاية هذا المسار الطويل بين الفلاسفة والملوك، بين الفنانين والسياسيين، وبين المؤثرين الرقميين والدعاة، يتبيّن لنا أن التأثير ليس مجرد قوة ناعمة أو أداة خفية، بل هو مسؤولية أخلاقية عظمى. فالتأثير في جوهره ليس كلمات تُلقى ولا صورًا تتكرر، بل فعلٌ يغيّر الوجدان ويعيد تشكيل السلوك، وربما يعيد توجيه مصير جماعة بأكملها.

إن الفيلسوف حين يكتب، والفنان حين يغني، والداعية حين يخطب، والسياسي حين يخاطب، والمؤثر حين ينشر مقطعًا قصيرًا على منصة رقمية، جميعهم يشتركون في صفة واحدة: أنهم يملكون مفاتيح غير مرئية لبوابات النفس البشرية. هذه المفاتيح إمّا أن تُستخدم لفتح نوافذ النور، حيث الرحمة والعدل والوعي، وإمّا أن تُستعمل لإغلاق الأبواب على العقول، وحبسها في دوائر الخوف والولاء الأعمى.

لقد رأينا كيف يمكن لكلمةٍ صادقة أن تُلهم الملايين، وكيف يمكن لخطاب مُضلِّل أن يقود شعوبًا بأكملها إلى الكراهية أو الحرب. ورأينا كيف تُحوِّل وسائل التواصل الاجتماعي شخصًا عاديًا إلى رمزٍ عالمي في لحظات، بينما قد تتحوّل المنابر الدينية أو السياسية أو الفنية إلى أدوات تهديم إذا غابت عنها الأخلاق.

لهذا، فإن السؤال الجوهري الذي يجب أن يُطرح دائمًا ليس: من يملك التأثير؟ بل: كيف يُمارَس التأثير؟ وبأي نية؟ ولأي غاية؟. فالمؤثر الحقيقي لا يُقاس بعدد المتابعين، ولا الخطيب بعدد المصفقين، ولا السياسي بعدد المؤيدين، بل يُقاس الأثر بقدر ما يفتح آفاقًا للوعي، وما يتركه من بصمة في مسار الإنسان نحو الحرية والكرامة.

التأثير في صورته الأخلاقية هو التزامٌ مزدوج: التزام من صاحب الكلمة أو الصورة أو القرار بأن يكون وفيًا للحق والعدل، والتزام من الجمهور بأن يبقى يقظًا، ناقدًا، غير مستسلم للتأثير الأعمى. إنها شراكة بين الطرفين، لا يكتمل فيها الفعل إلا بمسؤولية مزدوجة: المرسل والمتلقي.

إن التاريخ يعلّمنا أن الشعوب لا تنهض بخطاب الزعيم وحده، ولا بسحر الفنان وحده، ولا ببلاغة الداعية وحده، بل حين تتلاقى كل هذه القوى في إطار أخلاقي يرفع من قيمة الإنسان. وإذا كان العالم اليوم غارقًا في سيول من الصور والمقاطع والرسائل المتدفقة، فإن الحاجة لم تعد فقط إلى التأثير الأقوى، بل إلى التأثير الأصدق والأعدل.

التأثير ليس حكرًا على فئة، بل مهارة قابلة للتعلّم وشعلة يجب صونها. نستطيع كأفراد ومؤسسات أن نترك أثرًا طويل العمر إذا جعلنا الصدق أساس الرسالة، والكرامة بوصلتها، والمساءلة ميزانها، والمعرفة جناحها.

كل خطاب أو صورة يجب أن يسبقها سؤال: هل يزيد هذا الأثر وعي الناس وحريتهم أم يقلصهما؟ هناك فقط، عند تقاطع الفن مع المسؤولية، يولد التأثير الذي يبني لا يهدم، ويصنع إرثًا يضيء للأجيال القادمة. الفن والسلطة قادران على المعجزات: إما بناء مجتمعات متماسكة ومفعمة بالأمل، أو إنتاج سرديات تقمع الاختلاف وتقسّم الناس. ومن هنا تبرز مسؤوليتنا المزدوجة: أن نصون حرية الفن، وأن نطالب بالشفافية حين يلتقي بالسلطة. وحين تُحفظ هذه المعادلة، يتحول التأثير إلى إرث إنساني يبقى حيًا في الوجدان.

فليكن ميزاننا الدائم إذن: هل هذا التأثير يحرر أم يستعبد؟ يبني أم يهدم؟ يفتح الأفق أم يغلقه؟ عندها فقط نستطيع أن نقول إننا لم نغرق في دوامة القوة، بل سرنا في طريق المسؤولية



#أوزجان_يشار (هاشتاغ)       Ozjan_Yeshar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلام مهارة والإصغاء فن: بين الفهم والرد
- الفيل القابع في الحفرة بين الأزرق والأحمر
- التهذيب مرآة الحضارة عبر ثقافات الأمم.
- ومضات من فن الرسام البحريني علي الموسوي
- قواعد التوفيق الخمسة عشر: طريقك نحو التميز والتفوق
- ومضات من حياة وأدب إدوارد مورغان فورستر
- مهارة التفاوض: سلوك يومي في الحياة لا ساحة معركة حتمية
- سور الصين العظيم: عندما سقط الجدار من الداخل
- التركي الذي ركب صاروخاً ليتحدث مع المسيح عيسى عليه السلام
- كيف أتصالح مع الجانب المظلم داخلي وأحب ذاتي بصدق؟
- النور الخفي يشع في روح الإنسان… لكن البعض لا يرى سوى العتمة
- حكاية الثعلب الماكر والمزرعة الواسعة
- الذكاء العاطفي وإدارة الأولويات: عندما تقود المشاعر قراراتنا
- غياب الفهم المتبادل: سجن للروح أم حرية في ظل التواصل الإنسان ...
- تركيا الحديثة بين الحقائق والمزايدات: كمال أتاتورك وعصمت إين ...
- توحش الحليف وغدر الصديق: كيف خانت الولايات المتحدة قطر مرتين
- التوقعات التي تحمي النوايا الطيبة من الصدمات
- الرضا الذاتي: السيادة على النفس ومعنى الحرية الداخلية
- حين تكشفنا الكلمات… من مزحة مارك توين إلى ثعبان الاجتماعات
- راسبوتين: أسطورة راهب أو مشعوذ يتراقص فوق حافة عرش يترنّح؟


المزيد.....




- قبيل لقائه مع نتنياهو.. ما هي الملامح الرئيسية لخطة ترامب بش ...
- هيئة بريطانية: احتراق سفينة إثر إصابتها بمقذوف مجهول قبالة س ...
- وصول نتنياهو إلى البيت الأبيض.. شاهد رد ترامب على سؤال -هل أ ...
- فيديو: فرّ على درّاجة.. رجل يفلت من مطاردة دورية لوكالة الهج ...
- مظاهرة تشتم السيسي في دمشق
- انطلاق مفاوضات انضمام أوكرانيا ومولدوفا إلى الاتحاد الأوروبي ...
- انتخابات مولدوفا- فوز مؤيدي أوروبا وسط ترحيب ألماني واتهامات ...
- الاتحاد الأوروبي يعيد فرض العقوبات على إيران
- البيت الأبيض بشأن غزة: قريبون جدا من اتفاق
- بعد فوز حزب مؤيد لأوروبا.. الاتحاد الأوروبي يشيد بنتائج انتخ ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أوزجان يشار - أدوات وآليات التأثير بين الفن والسلطة: كيف نصنع أثرًا يبني ولا يهدم؟