أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - مزار فاطمة الألماني














المزيد.....

مزار فاطمة الألماني


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 8477 - 2025 / 9 / 26 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


في صباح أحد أيام الأحد المشمسة، استيقظ "خالد" مع أولى خيوط الشمس التي تسللت إلى غرفته في بيت الضيافة الريفي بألمانيا. كان الهواء نقيًا يحمل معه وعودًا بيوم مليء بالسكينة. قرر أن يبدأ يومه بتجوال عبر المروج الخضراء والغابات التي تحيط بالقرية.

كان خالد يسير ببطء على طريق ضيق في الريف الألماني، يطوقه جمال المناظر الطبيعية الخلابة التي تحيط به. كان الطريق المؤدي إلى قرية صغيرة في قلب الغابة السوداء يعج بالصمت الذي يعم المكان، إلا من خرير جدول مائي يعكس أشعة الشمس المتناثرة بين أوراق الأشجار. كان يشعر بشيء من الطمأنينة، وكأن الأرض نفسها تحيطه بالأمان، وتمنحه شعوراً بالسكينة لا يُقاس.

بعد ساعة من المشي الهادئ، وصل إلى إحدى القرى الصغيرة التي تكاد تضيع في عمق الطبيعة. فوق التلال، بين كروم العنب الخضراء التي تتناثر فيها ألوان الخريف المدهشة، كان هناك مزار صغير يُدعى "مُصلى فاطمة". كان المكان معروفًا بين المؤمنين والمُتَنزِّهين، إذ يُعدّ من الوجهات المفضلة للباحثين عن السلام الداخلي والراحة الروحية.

دخل خالد المزار ببطء، واستقبلته أجواء هادئة ومتواضعة. كانت جدران المصلى المزخرفة بأنماط دقيقة تُظهر عناية فائقة بالتفاصيل. الألوان الزاهية من الزهور التي تزين المكان، والروائح العطرية الخفيفة القادمة من الزهور البرية في الخارج، كلها تضاف إلى هذا المشهد المريح الذي يغمر القلب. كل شيء كان مفتوحاً أمام الزوار، وكان المصلى دائمًا مفتوحًا للعبادة أو للتأمل الصامت.

جلس خالد على أحد المقاعد الخشبية التي تزين المزار، وأغمض عينيه، مُستسلمًا للأجواء المهيبة حوله. شعر وكأن الوقت قد توقف، وكل ما حوله أصبح جزءاً منه. في تلك اللحظة، كان يدرك تماماً أن تلك اللحظات التي يعيشها في الريف الألماني، في أحضان الطبيعة، هي مصدر لطاقته الإيجابية التي لا تقدر بثمن. هنا، وسط الريف والجمال الخلاب، أصبح لديه مساحة هادئة ليتنفس بحرية، ويستجمع قوته.

كانت الهدوء والسكينة التي أحاطت به تُعيد له توازنه الداخلي، وتجعله يشعر بالإيجابية في كل خطوة يخطوها، وفي كل لحظة يعيشها. لا شيء يضاهي هذه اللحظات التي تتيح للروح أن تتنفس وتستعيد حيويتها بعيدًا عن صخب الحياة اليومية.

ثم بدأ خالد يتأمل في الطريق الذي سلكه حتى وصل إلى هنا، وتذكر كيف أن هذه التجوالات في الريف الألماني، في قلب الطبيعة، تمنحه تجارب غنية وصافية تزرع فيه الإيمان بالجمال اللامحدود الذي يمكن أن يراه الإنسان إذا كان مستعدًا للتوقف والتمهل قليلاً.

مع كل خطوة يخطوها في الريف، كان خالد يشعر بمزيد من السلام الداخلي، ويكتشف المزيد من الجمال في تفاصيل الحياة اليومية. وها هو اليوم في هذا المصلى البسيط، يستمد قوتَه من الطبيعة ومن اللحظات الهادئة التي ستحملها معه إلى الأبد.



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارج المتاهة
- طقطقة أطباق
- الخراء اللذيذ
- الجمل
- الحزام الأسود في الهندسة
- رجال الدين والفيدرالية
- الشحادة الفيسبوكية
- بين الكبرياء والتحدي
- حنين الروح
- بين لغتين
- حين خانني الصمت
- شريط ذكريات مفقود
- الإبداع والكفاح
- التوازن
- الرجل الذي أخضع الكبرياء
- حديقة التفاهم
- الرواية الأولى
- الطفل الذي لم تحتضنه قريته
- دائرة الزمن
- الفنان والواقع


المزيد.....




- وفاة الفنانة التركية غُللو بعد سقوطها من شرفة منزلها
- ديمة قندلفت تتألق بالقفطان الجزائري في مهرجان عنابة السينمائ ...
- خطيب جمعة طهران: مستوى التمثيل الإيراني العالمي يتحسن
- أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية ...
- طريق الحرير.. القصة الكاملة لأروع فصل في تاريخ الثقافة العال ...
- جواد غلوم: ابنة أوروك
- مظاهرة بإقليم الباسك شمالي إسبانيا تزامنا مع عرض فيلم -صوت ه ...
- ابتكار غير مسبوق في عالم الفن.. قناع يرمّم اللوحات المتضررة ...
- طبيبة تمنح مسنة لحظة حنين بنغمةٍ عربية، فهل تُكمل الموسيقى م ...
- عبد الكريم البليخ في -بكاء الحقل الأخير-... ثلاثون قصة عن ال ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - مزار فاطمة الألماني