أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - من وعود بلفور إلى وعود الأمم.. نكبة تاريخية مستمرة














المزيد.....

من وعود بلفور إلى وعود الأمم.. نكبة تاريخية مستمرة


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8473 - 2025 / 9 / 22 - 13:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مدى أكثر من قرن من الصراع والنكبات، حملت القضية الفلسطينية صرخات ودماء الملايين، وعاشت تحت احتلال وسياسات تمييزية متعاقبة. وبعد كل هذه التضحيات، جاء اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية ليثير جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية: كيف يعود البلد الذي أطلق شرارة المأساة بوعد بلفور عام 1917 ليعترف اليوم بفلسطين دولةً؟

الإجابة لا تُقرأ في دهاليز السياسة الخارجية بقدر ما تُقرأ في الداخل البريطاني نفسه. فخلف هذا التحول ضغطٌ سياسي وشعبي متزايد: أكثر من نصف نواب حزب العمال وقّعوا عريضة تطالب بالاعتراف الفوري بفلسطين، فيما اشتعل الغضب في الشارع، خصوصاً بين الأقليات المسلمة ومناصري القضية الفلسطينية، احتجاجاً على تواطؤ الحكومة مع العدوان الإسرائيلي على غزة. وزاد الضغط مع استطلاع رأي أظهر أن 44% من البريطانيين يؤيدون الاعتراف بدولة فلسطين مقابل 18% فقط يعارضون. عندها لم تعد الحكومة قادرة على إدارة ظهرها لصوت الداخل.

ومع ذلك، يبقى الاعتراف البريطاني حلقة في مسار أطول. فالقضية الفلسطينية، التي دُفعت أثمانها أنهاراً من الدماء وأعماراً في الشتات، لم تعد قضية منسية أو محصورة بجغرافيا صغيرة. إنها اليوم تحظى باعتراف 150 دولة من أصل 193 عضواً في الأمم المتحدة، أي أكثر من ثلاثة أرباع العالم. وقد انضمت حديثاً بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال إلى هذا الركب، في مؤشر على تحولات لافتة في المزاج الدولي.

بل إن أروقة الأمم المتحدة تلمح إلى موجة قادمة: فرنسا، وبلجيكا، ولوكسمبورغ، ومالطا مرشحة للإعلان عن اعترافها الرسمي خلال اجتماعات الجمعية العامة المرتقبة، وهو ما قد يضيف زخماً جديداً للقضية على الخريطة الدبلوماسية، حتى لو بقيت بعيدة عن الخريطة الجغرافية.

لكن هنا تبرز المفارقة المريرة:
ماذا يعني هذا الاعتراف على أرض محاصرة بالجدران والحواجز؟
غزة: غارقة تحت حرب إبادة وحصار خانق ودمار شامل للبنية التحتية.
الضفة الغربية: يبتلعها أكثر من 800 ألف مستوطن، وتتخللها طرق وجدران تفصل الفلسطينيين عن بعضهم البعض.
الوصل بين غزة والضفة: غائب تماماً، إذ لا ممر آمن أو سيادي بينهما، بل ارتباط مشروط بموافقة الاحتلال، ما يجعل الدولة المفترضة مجرد جزيرتين منفصلتين بلا وحدة ترابية أو سيادة فعلية.
وبذلك يبقى الحلم الفلسطيني أسير مساحة لا تتجاوز 22% من أرض فلسطين التاريخية، أي دولة "على الورق" أكثر منها دولةً حقيقية.

شخصياً، لطالما دعوت إلى حلّ أكثر إنصافاً: دولة ديمقراطية علمانية واحدة، يعيش فيها الفلسطينيون والإسرائيليون متساوين في الحقوق والواجبات، كما هو حال كثير من الدول التي جمعت شعوباً وأعراقاً مختلفة تحت مظلة قانون واحد، لكن ميزان القوى الراهن يجعل هذا الطرح حلماً مؤجلاً.

لا شك أن الاعتراف الدولي يكتسب أهمية رمزية وقانونية، لكنه لا يصنع وحده دولة. إنه خطوة ناقصة إن لم تُترجم إلى إرادة دولية تفرض إنهاء الاحتلال وتمنح الفلسطينيين حقهم الطبيعي في الحرية والكرامة.
فالتاريخ لا يرحم، وما أُخذ بالقوة لا يُسترد باعترافات متأخرة، بل بصمود ونضال يليق بتضحيات الشعب الفلسطيني.
والسؤال الأهم: هل سيكون هذا الاعتراف بداية لموجة دولية تكسر جدار الصمت، أم مجرد ورقة جديدة في لعبة المصالح الكبرى؟



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الجهاد إلى البروتوكول.. حين يرتدي السيف ربطة عنق
- اللوحة التي لا تُفهم.. سرّ نجاة الفنان التشكيلي
- مناف طلاس وإحياء القرار 2254.. بداية واقعية أم وهم جديد؟
- بين أفول النجم الأمريكي وبزوغ التعددية: هل ودّعنا القطب الوا ...
- مجلس الأمن... ومجلس العار العربي
- حرية التعبير... بفضل قلة العناصر الأمنية
- مجزرة جديدة؟ لا بأس، لدينا بيان جاهز!
- دور الاستبداد في تشويه أخلاق العباد
- نداء إلى مَن لم تتزوج بعد
- جعلوني انفصالياً!
- تأملات في خطوة المجلس التأسيسي لوسط وغرب سوريا
- الوجه الخفي لبريطانيا في الأزمة السورية
- الصديق اختيار.. والرفيق التزام
- التطبيع الزاحف وسلام العار
- السويداء في القلب.. وستبقى
- حين ينهزم الوزير أمام صمت الأسير
- في دهاليز الصمت.. حكاية تقريرٍ مخبّأ ومجازر لا تنسى
- غزة… بين مخالب الإبادة وفخّ التهجير
- ما قصة النفير العام في سوريا؟
- هل يمكن لهيئة تحرير الشام أن تقود مشروعاً ديمقراطياً في سوري ...


المزيد.....




- تبديل بطارية السيارة بدل شحنها.. هل يُحدث ثورة بمشهد التنقل ...
- شاهد.. كلبٌ يقود الضباط إلى طوقه أثناء إنقاذه من حريق قبل ال ...
- بوتين يشترط موافقة أمريكا حتى تمدد روسيا معاهدة -نيو ستارت- ...
- تبديل بطارية السيارة بدل شحنها.. هل يُحدث ثورة بمشهد التنقل ...
- -خط أحمر-.. رسالة سعودية حاسمة إلى إسرائيل حول الضفة الغربية ...
- السيسي يصدر عفوا عن الناشط السياسي علاء عبد الفتاح
- العلاقات المصرية الإيرانية: دوافع التقارب وحدوده
- مصر: عبد الفتاح السيسي يصدر عفوا عن الناشط علاء عبد الفتاح
- ما الرد الإسرائيلي المتوقع بعد موجة الاعترافات بدولة فلسطين؟ ...
- عدة دول تعترف بالدولة الفلسطينية: اعترافات رمزية.. ولكن ماذا ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - من وعود بلفور إلى وعود الأمم.. نكبة تاريخية مستمرة