أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - التهجير !














المزيد.....

التهجير !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8471 - 2025 / 9 / 20 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نرجح أن "السلام الدافئ" بين الأردن والكيان اللقيط سيشعر بالبرد قريبًا، وسيدرك الذين سارعوا إلى توقيع اتفاقية وادي عربة واتفاقيات الغاز والماء أي منقلب انقلبوا وفي أي ورطة وضعونا.
لماذا نرجح ذلك، وما الأسس التي اعتمدناها ومنها انطلقنا؟
الكيان اللقيط فقد الشعور بالأمان، ويعيش حالة قلق وجودي غير مسبوقة. ونرى ترجمة ذلك على الأرض في حرب إبادة في غزة بأحدث ما في الترسانة الأميركية من أسلحة، باستثناء النووية. وحتى هذه الأخيرة، تخرج أصوات مذهونين داخل الكيان تدعو إلى استخدامها ضد أهل القطاع. أما الهدف، فغير خافٍ على كل ذي بصر وبصيرة، وهو تحويل قطاع غزة إلى مكان غير صالح للحياة. بعد غزة، سينتقل العدو الصهيوني إلى تطبيق السياسة ذاتها في فلسطين المحتلة 1967، التي نسميها في أدبياتنا الضفة الغربية، بأساليب قد تحمل بعض الاختلافات لكن الهدف الاستراتيجي المُتَغيَّا واحد: تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه التاريخي.
إذن، على صعيد فلسطين العدو ماضٍ في تنفيذ خطته القديمة الجديدة المتجددة، وهي تهجير شعب فلسطين بأعداد أكثر مما حصل سنة 1948، وفي ذهنه اغتنام الظرف لحل نهائي للهاجس الديمغرافي.
وقد بدأ العدو، بالتزامن مع حرب الإبادة في غزة، بتطبيق مقدمات التهجير في الضفة. فهناك حتى اللحظة أزيد من 60 ألف مُهجَّر، أرغمتهم اسرائيل على مغادرة منازلهم وهدم معظمها كي لا يعودوا إليها. وليس يفوتنا التذكير بتهجير آلاف العائلات من الأغوار الفلسطينية المحاذية للأردن. وفي أي سياق تندرج ما تُسمى "إمارة الخليل"، وأصوات حثالات المأفونين من أتباع الفاشية الدينية الصهيونية الداعية إلى تفكيك السلطة الفلسطينية، رغم ما قدمت وتُقدم للعدو من خدمات "جليلة" على صعيد التنسيق الأمني خاصة، وتشبثها مثل شقيقها الأردن الرسمي "بالسلام الشامل والعادل والدافئ" ؟!
ولنكن صرحاء وصادقين مع أنفسنا من دون تقليد أسلوب النعامة عندما يجتاحها الهلع، العدو الصهيوني بكل مكوناته وأطيافه السياسية لا يرى مكانًا غير الأردن لاستيعاب أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق المُهجَّرين من وطنهم ظُلمًا وبتواطؤ بعض العرب. قادة العدو لا يخفون ذلك، ولا يترددون بالجهر به على رؤوس الأشهاد. ونحن على ثقة شبه مُطلقة، أنهم لن يعدموا وسائل إقناع تاجر العقارات، ساكن البيت الأبيض الحالي بذلك إن لم يكونوا قد فعلوا. ولا نستبعد أن يخرج هو نفسه على العالم بتصريح علني، يدعي فيه "حق اسرائيل في أجزاء من الأردن" وربما كله!
ونفترض أن ما ذكرنا لا يخفى على الأردن الرسمي، ولا يُعقل أن أحدًا من أركان النظام وأقطابه لا يعرف حقيقة المشروع الصهيوني الإستعماري التوسعي الإحلالي، وأن الغرب الاستعماري الأنجلوساكسوني خاصة زرع الكيان اللقيط في فلسطين لأهداف ليس بينها "السلام العادل والشامل والدافئ". قد نتفهم أن الأردن الرسمي ليس بمستطاعه أن يقول لا لأميركا والنظام الرسمي العربي في ظروف مستجدة، مثل تلك التي أعقبت ضرب العراق وتدميره سنة 1991، وجلب العرب إلى مسرحية مدريد للسلام بالعصا والجزرة. ولكن المرفوض جملة وتفصيلًا، هو الرهان على الوهم ومطاردة السراب على أمل أنه ماء. ومن أمثلة ذلك، ما سارع إلى التصريح به أحدهم، ذات يوم غير بعيد:"توقيع اتفاقية وادي عربة دفن حلم الوطن البديل". ستثبت الأيام قريبًا قصر نظر كل من يفكر على هذا النحو، وسيعلم الذين اندفعوا من دون ضوابط إلى التطبيع وتوقيع اتفاقيات الغاز والماء مع العدو أي منقلب انقلبوا، وبأي ورطة وضعونا. مختصر القول، "السلام الدافئ" بين الأردن الرسمي سيشعر بقشعريرة البرد قريبًا.
حتى على المستوى العربي، لن تقبل اسرائيل ما استطاعت إلى ذلك سبيلًا بوجود مقاومة تهدد وجودها، وتذكِّرها بأنها كيان شاذ مُصطنع زُرع في منطقة لن تقبله مهما ابتكرت أميركا وأتباعها ونواطيرها من وسائل تخدير وتدجين.
على هذا الأساس، يُفهم جنون العدو ومبالغته في استخدام القوة ضد سوريا ولبنان واليمن، وأخيرًا الدوحة، التي طالما تباهت بعلاقاتها "الاستراتيجية" مع أميركا الراعي الرئيس للكيان، وولي نعمته، وداعمه بلا حدود، وضامن حمايته من المساءلة، ووضعه فوق القانون الدولي.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيحة مكتملة الأركان !
- المهدي المنتظر *
- ماذا تعني لهم يهودا والسامرة؟!
- نظام التفاهة (1) تنميط الإنسان وتتفيهه لخدمة السوق
- من أجل الحقيقة وليس دفاعًا عن الخوارج
- الخطر الصهيوني على الأردن ليس قَدَرًا
- ثمن الهوان والتبعية!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (7) والأخيرة هذه الحلقة لجماعة - ...
- الدولة المستبدة بنظر مونتسكيو
- الإنتماء المقونن !
- شعوب ورعايا !
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (6) حرب أكتوبر 1973...صدمة اسرائ ...
- المؤامرة الحقيقية
- -الأخوان- إلى أين؟
- اللامعقول بنسخته الأردنية!
- إلغاء فاعلية الإنسان *
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (5) كذب مفضوح وتضليل صريح!
- الجسد العربي المشلول
- نعيق التخاذل والإنهزام
- مبعث القلق على الأردن


المزيد.....




- البيت الأبيض: أمريكا ستُكمل صفقة تيك توك -خلال الأيام المقبل ...
- بوتين يختبر -صمت- ترامب لإعادة رسم معادلة الحرب في أوكرانيا ...
- هاتريك كاين يقود البافاري لفوز كبير.. ونصر أول لهامبورغ
- كيف يفكر نتنياهو في مواجهة العزلة التي يعيشها الكيان الصهيون ...
- من عمود الحلاق إلى سهم أمازون.. حكايات الرموز ودلالاتها الخف ...
- مسعد بولس يكشف التوجه الأميركي بأفريقيا وجهود السلام في الكو ...
- قتيل في قصف إسرائيلي على سيارة جنوب لبنان
- حماس: إسرائيل تستخدم عربات مسيّرة مفخخة لإبادة المدنيين بغزة ...
- الديمقراطيون يضغطون للقاء ترامب مع اقتراب الإغلاق الحكومي
- معهد العالم العربي في باريس يناقش الاعتراف الفرنسي المؤجل بف ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - التهجير !