أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - متابعات – العدد الثاني والأربعون بعد المائة بتاريخ العشرين من أيلول/سبتمبر 2025















المزيد.....


متابعات – العدد الثاني والأربعون بعد المائة بتاريخ العشرين من أيلول/سبتمبر 2025


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8471 - 2025 / 9 / 20 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عدد خاص – بعض جوانب اقتصاد الولايات المتحدة
يستمر تراجع العولمة، فقد انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر، وهي المبالغ التي تستثمرها الشركات في بلدان غير بلد المنشأ، سنة 2024، بنسبة 11% عالميًا، ليصل إلى 1,5 تريليون دولار، غير إنها ارتفعت في الولايات المتحدة واستمر الإرتفاع في بداية فترة رئاسة دونالد ترامب ( أي منذ بداية سنة 2025) وفق تقرير صادر عن وكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) الذي يتوقع استمرار الإنخفاض بسبب التوترات السائدة وتزايد المخاطر السياسية، وبسبب حالة عدم اليقين التي أحدثتها الحرب التجارية التي أعلنها دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، وزيادة الرقابة على الاستثمار الأجنبي في العديد من الدول وفق أُونكتاد، وبالنسبة للولايات المتحدة – القوة المهيمنة على الإقتصاد العالمي – انكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0,5% ( على أساس سنوي) خلال الرّبع الأول من سنة 2025، وفقا لوزارة التجارة الأمريكية، (26 حزيران/يونيو 2025) وكانت التوقعات تُشير إلى انخفاض بنسبة 0,2% غير إن الإنخفاض كان أكْبَر بسبب ضُعْف إنفاق المستهلكين وانخفاض قيمة الصادرات ، وزيادة الواردات ( راكمت الشركات مخزوناتها قبل تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها دونالد ترامب) وانخفاض الإنفاق الحكومي.
مع تراجع دونالد ترامب عن بعض أشدّ عقوباته التجارية صرامةً في محادثات التجارة الجارية، أو تأجيله لها، يقترب الموعد النهائي لشهر تموز/يوليو 2025 لفرض رسوم جمركية أعلى على عشرات الشركاء التجاريين، مما يزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي.

الولايات المتحدة- بعض المؤشرات الإقتصادية السّلبية للنصف الأول من سنة 2025
منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض دخل الاقتصاد الأميركي مرحلة مثيرة للجدل، جمعت بين مؤشرات انتعاش ظاهرية وتحذيرات خفية من اضطرابات قادمة، فعلى الرغم من خطوات كبرى اتخذتها الإدارة، بما في ذلك سياستها المرتبطة بخفض الضرائب وفرض تعريفات جمركية واسعة، ظل المشهد الاقتصادي محاطاً بكثير من الضبابية.
بدت الأسواق المالية مزدهرة مع تراجع النِسَب الرسمية للبطالة نسبياً، ما منح البيت الأبيض فرصة للإشادة بإنجازاته، لكن خلف هذا الهدوء النسبي، بدأت تتكشف تحديات واسعة تتعلق بالإنتاجية والعجز المالي، واستقرار سوق العمل غير إن المخاوف تتنامى من مفاجئات السياسات التجارية لإدارة الرئيس ترامب والتغيرات المفاجئة في قواعد اللعبة الاقتصادية، التي قد تحمل في طياتها مخاطر تقوّض هذا الاستقرار الظاهري، وقد يُؤَدِّي هذا التباين بين الصورة العامة والمؤشرات التفصيلية إلى التشكيك في صلابة الإقتصاد الأمريكي وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" يُشير، بعد ستة أشهر من الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب، إلى تأثير إجراءات مثل زيادة الرسوم الجمركية على سلع وخدمات جميع دول العالم، وتنظيم حملة عنصرية وشوفينية صارمة على الهجرة، وإقرار مشروع قانون شامل لخفض الضرائب من قِبَل الكونغرس، وهي قرارات قد تؤثر سلبًا على الإقتصاد الأمريكي، على مدى متوسط وبعيد، لكن دونالد ترامب ومجموعته مُنْتَشُون حاليا بارتفاع أسواق الأسهم، واستقرار معدّل التضخم وانخفاض مستوى البطالة، مع الحذر الشديد من الطريقة الأمريكية لاحتساب معدّل البطالة...
يَعِد قانون ترامب "الذي يصفه بالجميل والكبير" بتمديد التخفيضات الضريبية الهائلة، بما يعود بالنفع على الشركات والأميركيين الأثرياء، وهي تدابير من شأنها أن تُعزز قطاعات من الاقتصاد، غير إن مستقبل الاقتصاد الأميركي لا يزال غامضًا بسبب انكمش الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول من العام 2025، بفعل ارتفاع الواردات وانخاض إنفاق المُسْتَهْلِكِين، قبل أن تظهر تأثيرات ارتفاع الرّسوم الجمركية، فيما يتخوف أرباب العمل في قطاعات الزراعة وبعض مجالات الصناعة والخدمات من المغادرة الطّوْعِيّة أو القَسْرِية للمهاجرين، ونقص القوى العاملة في بعض القطاعات الرئيسي، مما يضطر أرباب العمل إلى زيادة الرواتب وتحسين ظروف العمل، وهو ما يعتبرونه "خسارة"...
عمومًا، سجّلت وتيرة النمو الاقتصادي تباطؤاً مقارنة بالعام الماضي ( 2024)، في ظل الحرب التجارية وارتفاع الرسوم الجمركية وتسريح الآلاف من الموظفين الحكوميين، فضلا عن قمع المهاجرين ومُطاردتهم، فتراجعت معدلات التوظيف في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والخدمات المالية، وتوقَّفَ التوظيف في العديد من القطاعات، وفق تقرير لمجلة "إيكونوميست" التي تُشكّك في سلامة السياسيات والقرارات المُتقلّبة لدونالد ترامب، حيث ارتفعت الرسوم الجمركية للشركات إلى أكثر من ثلاثة أضعاف معدلاتها المعتادة، وقررت هذه الشركات تَحَمُّلَ التكاليف مُؤقّتًا بدلاً من تحميلها للمستهلكين، انتظارًا لاحتمال تراجع ترامب عن قراراته، وخوفًا من انخفاض الطّلب، في حين ما انفَكَّ العجز المالي الفيدرالي يرتفع ولا تزال مؤشرات الإنتاجية ضعيفة...
من جهة الحياة اليومية للمواطنين، يقدّر الخبراء إن وضع الإقتصاد الأمريكي يتطلّب إضافة ما لا يقل عن تسعين ألف ( وربما مائة ألف) وظيفة شهريا، لمواكبة النمو السكاني وفق مركز الأبحاث الاقتصادية لأميركا الشمالية (موقع إنديد للتوظيف ) وتُظْهِرُ بيانات مكتب إحصاءات العمل ( الجمعة 01 آب/أغسطس 2025 ) خلق 73 ألف وظيفة فقط في بنهاية شهر تموز/يوليو 2025، وكانت أرقام شَهْرَيْ أيار/مايو وحزيران/يونيو 2025 ضعيفة، وتركّزت الوظائف الجديدة في قطاعي الرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية، وهي ليست قطاعات صناعية أو إنتاجية قد تُساعد على تعافي الإقتصاد وزيادة الإنتاج والتوظيف، وفق تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية الذي أشار إلى ارتفاع معدل البطالة وتراجع معدل المشاركة في القوى العاملة، أي ارتفاع عدد المُغادرين ل"سوق العمل"

أمريكا – تلاعب واسع النطاق بعقول النّاس
ندّدت الكاتبة والصحافية الأسترالية الشّابّة "كتْلِين جونستون" بالمجازر الصّهيونية، وبالّصّمت، بل التّواطؤ العالمي، وندّدت بنفاق ومراوغة وتضليل وسائل الإعلام "الغربية" التي تعتبرها شريكة – إلى جانب السلطات في الدّول "الغربية" – في الجرائم التي يرتكبها الكيان الصّهيوني الذي تعتبره جُزْءًا من "قوى الاستعمار والهيمنة ومُشعلي الحروب وارتكاب الجرائم دونما رقيب" ( 07 أيار/مايو 2024) وندّدت بالدّور الذي تقوم به الولايات المتحدة في التخطيط والمُشاركة الواعية ”الإبادة الجماعية المتلفزة” في غزة سواء خلال فترة الرئيس دونالد ترامب أو جوزيف بايدن الذي قالت "إن من يتبوّلون على فبره بعد وفاته بمرض السرطان سيكونون أكثر صدْقًا مِمّن يبكونه" كما اعتبرت "إن هيمنة الولايات المتحدة على العالم تُشكل خطرًا على سُكّان الكَوْكب" ( 18 أيار/مايو 2025)، كما ندّدت بتبرير العدوان الذي تشنه على العديد من البلدان والشعوب بتقديم "الولايات المتحدة وحلفائها كمدافعين عن الحريات بينما يتمثل عملهم في شن الحُرُوب المفتوحة وقَتْل الحريات والديمقراطية في كل أنحاء العالم"، وندّدت ( على منصّة ميديام" ) بتحيز "الإعلام الغربي" والتّغطية على جرائم الإبادة والتّجويع التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وبتَبْرِير قَمْع أصوات الصحفيين الأمريكيين والغربيين وكل من يحاول انتقاد حرب الإبادة أو يتحدث عن تحيز الإعلام الغربي الكامل للرواية الصّهيونية، واستشهدت "كتْلِين جونستون" بوثيقة التوجيهات العامة التي وجّهتها إدارة تحرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، والتي تُقَيِّدُ تغطية الصحافيين العاملين بالصحيفة للعدوان الصهيوني وتمنع استخدام كلمات وعبارات ومصطلحات تصف الحقائق على الأرض، وتعري جرائم الاحتلال، بما فيها عبارات مثل "إبادة جماعية" أو "تطهير عرقي" أو "أراض فلسطينية محتلة"، وتستنكر الصحافية والكاتبة الأسترالية الصّمت أو الإشادة بدبلوماسية القوة والتهديد والإبتزاز، وبالقواعد العسكرية الأمريكية التي تُهدّد أمن وسلامة مواطني العالم، وتستنكر تشدّق الصحافة والسلطات "الغربية" بالدّيمقراطية وحقوق الإنسان، فيما تصف السلطات الأمريكية الزعماء الذين يُعارضون بعض جوانب سياستها بالجنون والهوس، ورفض مناقشة آرائهم وأطروحاتهم، من ذلك تبرير قصف وتفتيت ليبيا أو العراق قبل اغتيال رؤسائها بذريعة إنهم مجانين، ونشر الروايات الكاذبة بشأن "أسلحة الدّمار الشامل"، وكذلك وَصْف رؤساء روسيا وإيران وكوريا الشمالية بالمُصابين باضطرابات عقلية الذين يُهدّدون العالم، ووصف حركات المقاومة ومناهضة الإستعمار ب"مُعاداة السّامية"...
لفَتَت كتْلين جونستون النّظر ( على موقعها الخاص يوم 25 حزيران/يونيو 2025) إن القاسم المُشترك لهذه الدّعاية السياسية والإعلامية هو مُعارضة جميع هؤلاء "المجانين" أو "المُعادين للسامية" لسياسات الولايات المتحدة أو الإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، كما لا تتضمن هذه الدّعاية أي نقد أو مُساءلة للإمبريالية الأمريكية وجرائمها التي بدأت منذ القرن السابع عشر ولا تزال مستمرة، تدعمها أكثر من ثمانمائة قاعدة عسكرية وحروب عدوانية وقصف ومجازر، ووصفت ذلك ب"التلاعب النفسي واسع النطاق" ( widespread psychological manipulation أو Gaslighting)، وتقترح الكاتبة البحث عن طريقة لإنقاذ العالم من "الجنون الأمريكي المُسلّح"

الولايات المتحدة – فيضانات تكساس
بعد فيضانات مدينة فالنسيا في إسبانيا، أودت فيضانات تكساس خلال شهر تموز/يوليو 2025 بحياة 135 شخصًا على الأقل، منهم 117 في مقاطعة كير، إثرَ هطول أمطار غزيرة خلال فترة قصيرة، غير إن ارتفاع عدد الضّحايا – وجميعهم أو معظمهم من الفقراء - يعود إلى اهتراء البُنية التّحتية وسماح السّلطات المحلية بالبناء في مناطق مُعرّضة للخطر، حيث أودت فيضانات ولاية تكساس بحياة أكثر من مائة شخص، ونُزوح أكثر من خمسين ألف شخص، خلال سنتَيْن ( بين 1998 و 2000)، وتحدث الفيضانات المفاجئة، إما إثر أعاصير أو عواصف موسمية في مناطق معيّنة أو في الأماكن التي تتدفق إليها المياه من أماكن جبلية أخرى، باتجاه مجرى الأنهار، مما يُسَبِّبُ ارتفاع منسوب الأنهار بشكل مفاجئ وفي وقت قياسي، وفق اللجنة الدولية للتغيرات المناخية.
شركة إنفيديا
انطلقت شركة "إنفيديا" الأمريكية العابرة للقارات بتطوير معالجات الرسوم للألعاب، ولم تعد مجرد شركة لصناعة الرقائق، بل أصبحت، مع وصول قيمتها السوقية إلى أربعة تريليونات دولار، من أهم ركائز الاقتصاد العالمي الذي يعتمد التكنولوجيا المتقدّمة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة، وساهمت في انتقال الإقتصاد من المصانع التقليدية إلى اعتماد التكنولوجيا بواسطة الخوارزميات، وغَدَت مُزَوِّدًا لا غنى عنه لمعالجات الذكاء الاصطناعي التي تُشغّل العديد من القطاعات الحيوية، من مراكز البيانات إلى الروبوتات المتقدمة، وطوّرت أنظمة الذّكاء الإصطناعي لتكتسب القُدرة على التحليل والإستنتاج واتخاذ القرار، ويتطلب التّطوير والإبتكار استثمارات ضخمة، مكنتها من تطوير وحدات المعالجة المتوازية، ومن الهيمنة على سوق الرقائق المخصّصة للحوْسَبَة وللذكاء الاصطناعي الذي تستخدمه الشركات والجيوش والحكومات، وأصبحت أول شركة تصل قيمتها في سوق أسهم التكنولوجيا في وول ستريت إلى 4 تريليون دولار، إثْرَ ارتفاع أسهمها بنسبة 2,8%، يوم الإربعاء التاسع من تموز/يوليو 2025، متجاوزة الرقم القياسي الذي حققته شركة آبل، خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2024، "وارتفعت أسهمها بنسبة فاقت 40% منذ أوائل شهر أيار/مايو 2025، بعدما أبرمت عددًا من صفقات الرقائق بمليارات الدولارات في الشرق الأوسط، وكانت إنفيديا المستفيد الأكبر من طفرة التكنولوجيا، بفضل هيمنتها على سوق الرقائق وارتفاع إيراداتها الفصلية بنسبة 70%" وفق تقرير نشره موقع صحيفة "فايننشال تايمز" بتاريخ الخميس 10 تموز/يوليو 2025، وقدّرت الصحيفة "إن أكثر من 80% من عمليات التدريب على نماذج الذكاء الاصطناعي الكبرى تتم حاليًا باستخدام تقنيات شركة إنفيديا، ولذلك ارتفعت قيمتها في سوق الأسهم من أقل من تريليون دولار سنة 2023 إلى تريليُونَيْ دولار خلال شهر شباط/فبراير 2024 وإلى أكثر من أرْبَع تريليونات دولار، يوم التّاسع من تموز/يوليو 2025، وقد يعود الفضل إلى استمرار نمو طلب شركات الذكاء الاصطناعي على الرقائق لتخزينها قبل دخول الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب وقيود التصدير على الصين، حيّز التنفيذ..."
ارتبطت شركة إنفيديا بعلاقات شراكة وثيقة مع شركات أمريكية أخرى مثل مايكروسوفت التي ارتفعت أسهمها بنسبة 19% منذ بداية العام الحالي وغوغل وأمازون وميتا بنسبة 25% ، وهي شركات تستخدم رقائق شركة إنفيديا في مراكز البيانات الخاصة بها لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي ومراكز الحَوْسَبَة، بينما انخفضت أسهم شركة أبل بأكثر من 15% خلال النصف الأول من سنة 2025، ونشر موقع شبكة "سي إن بي سي" الأميركية تقريرًا يتوقع ارتفاع أرباح إنفيديا بنسبة 50% خلال السنة الحالية 2025...

الإنفاق العسكري الأمريكي
يعسر معرفة الإنفاق الفعلي الأمريكي على التّسلّح، ويتطلب كشف الرقم الحقيقي متابعة دقيقة وإدراكًا للحِيَل وللمسارات الخفية لِضَخّ المزيد من المال "حفاظًا على الأمن القَوْمِي الأمريكي" وإثراء شركات مُجَمّع الصناعات الحربية، وعلى سبيل المثال أعلن مُراقب وزارة الحرب في تقرير له نُشِرَ يوم السادس من آذار/مارس 2024، إن الإنفاق يُقدّر ب842 مليار دولارا سنة 2024، ولا يتضمن هذا المبلغ العديد من النّفقات، مثل صيانة وتطوير الأسلحة النّووية وبرامج "مكافحة الإرهاب" والعمليات السّرّيّة والتّدخّل في شؤون البلدان، ومعاشات تقاعد العسكريين وجرايات المُصابين أثناء احتلال البلدان الأخرى مثل الصومال وأفغانستان والعراق وسوريا وعلاج "قدماء المُحاربين" وغيرها، وقُدِّر الإنفاق العسكري الحقيقي الإجمالي بنحو 1,4 تريليون دولارا سنة 2024، وفق موقع ( state craft responsible ) بتاريخ العاشر من تموز/يوليو 2025، ويُؤدّي التّدقيق في أبواب الميزانية المنشورة وَورقة بحثية أصدرها معهد كوينسي ( 24 أيلول/سبتمبر 2024) ومشروع تكاليف الحرب في جامعة براون تشير إلى خلاف ذلك، كما تُشير الدّراسة إلى إنفاق 4,4 تريليون دولارا، بين سنتَيْ 2020 و 2024، واستفادت شركات صناعة الأسلحة بنسبة لا تقل عن 54% من الإنفاق التقديري لوزارة الحرب (البنتاغون)، وحصلت الشركات الخمس الكبرى على حصّة الأسد عبر عقود بنحو 771 مليار دولارا، خلال هذه الفترة: لوكهيد مارتن (313 مليار دولار)، وRTX ( المعروفة سابقًا باسم رايثيون ( 145 مليار دولار)، وبوينغ (115 مليار دولار)، وجنرال ديناميكس (116 مليار دولار)، ونورثروب غرومان (81 مليار دولار)، ولم يستفد العسكريون في الخدمة الفعلية والمحاربون القدامى في حروب ما بعد 11 أيلول/سبتمبر 2011 من هذه الزيادات في الإنفاق، ولا تزال مئات الآلاف من عائلات العسكريين في أسفل درجات السّلّم الوظيفي تعتمد على قسائم الطعام، أو تعيش في مساكن ضيقة وغير صحّية، أو تعاني من صعوبات مالية أخرى، بعد إغلاق المراكز الصحية الخاصة بهم...
تنتج شركة لوكهيد مارتن طائرة إف-35 الضخمة، باهظة الثمن وضعيفة الأداء، وما ينطبق على طائرة إف-35 ينطبق كذلك على صاروخ "سنتينل" الباليستي العابر للقارات الذي أثبت ضُعْف أدائه رغم تكاليفه الضّخمة ، وكذلك نظام "القبة الذهبية" الذي تم تصميمه لاعتراض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الأسرع من الصوت، والطائرات بدون طيار المحلقة على ارتفاع منخفض، لكن هذه الأسلحة مرتفعة الثمن وغير فعّالة، فضلا عن عدم احترام هذه الشركات الجدول الزمني وسقف احترام الميزانية الأصلية...
التحقت شركات التكنولوجيا ( وادي السيليكون ) مثل سبيس إكس وبالانتير وأندرويل بالمجمّع الصناعي العسكري ووعد مالكوها ورؤساؤها ومُدِيرُوها (إيلون ماسك وبيتر ثيل وبالمر لوكي) بإنتاج أسلحة فعالة وسريعة بأسعار معقولة، وقابلة للاستبدال بسهولة، ومدفوعة بالبرمجيات والتي من شأنها أن تعيد أميركا إلى موقع الصدارة العالمية، وتلحق هزيمة بالصين وتُنقل أمريكا من حالة الرّكود إلى موقع هيمنة عسكرية لا مثيل لها، وهلّلوا ( وخصوصًا أليكس كارب، الرئيس التنفيذي لشركة بالانتير) بحملة المجازر والإبادة الجماعية في غزة، بل وصل بهم الأمر إلى عقد اجتماع مجلس إدارة الشركة في فلسطين المحتلة في ذروة العدوان، كبادرة تضامن مع المجرمين، وحتى بعد الانفصال العلني لإيلون ماسك عن دونالد ترامب، لا يزال قطاع التكنولوجيا يتمتع بنفوذ كبير على رموز إدارة دونالد ترامب، من بينهم نائب الرئيس جيه دي فانس الذي مولت شركة بالانتير ومديرها بيتر ثيل حملاته السياسية، ويحتل موظفون سابقون في شركات أندوريل وبالانتير وشركات تكنولوجيا عسكرية أخرى، مناصب مؤثرة في جهاز الأمن القومي، وتتمتع شركة لوكهيد مارتن بنفوذ كبير في الكونغرس، بفضل تمويل الحملات الانتخابية، وجماعات الضغط، مما يمكّنها من الحفاظ على عقودها وبرامجها، في غياب صَوت المواطنين الذين يتم إغراقهم بالأخبار الكاذبة ليدعموا الحُروب العدوانية التي تَشنها الإمبريالية الأمريكية، من فيتنام إلى أفغانستان والصّومال وإلى العراق واليمن وإيران.

التَّرَبُّح الأمريكي من حرب أوكرانيا
أقرّ حلف شمال الأطلسي (الناتو)، خطة فرضتها الولايات المتحدة، وتتمثل في بيع الأسلحة الأمريكية إلى الدّول الأوروبية من أعضاء حلف شمال الأطلسي (هولندا والدنمارك والنرويج والسويد وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وغيرها ) بقيمة 1,5 مليار دولارا، على ثلاث دفعات، لتُسلّمها بدورها إلى أوكرانيا، ولم تعد الولايات المتحدة تُزوّد أوكرانيا بالأسلحة مباشرةً، بل تبيع أسلحتها إلى "الحُلفاء" الأوروبيين من دول حلف الناتو، ويُسدّد المواطنون والعُمّال المهاجرون في أوروبا ثمن الأسلحة الأمريكية من خلال الضرائب وخفيض الإنفاق الاجتماع، وبذلك يحقق المُجَمَّع العسكري الصناعي الأمريكي، الذي يضم أيضًا صناعات حربية أوروبية، عدة أهداف متزامنة: تأجيج الحرب وخلق حالة دائمة من التّوتّر وتحقيق أرباح طائلة وتأجيج الحرب، واستفادة الولايات المتحدة من إثارة النزاعات المُسلّحة بين الإتحاد الأوروبي وروسيا...
بينما يُؤَكّد قادة الاتحاد الأوروبي "إن قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها بفعالية جزء لا يتجزأ من أي ضمان أمني مستقبلي"، تُجري الولايات المتحدة مفاوضات مع روسيا ( لقاء دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يوم الجمعة 15 آب/أغسطس 2025) بدون حضور ممثلين عن أوكرانيا أو الإتحاد الأوروبي، ومع ذلك أعلن بيان الإتحاد الأوروبي "نُرَحِّبُ بجهود الرئيس ترامب لإنهاء حرب العدوان الروسية على أوكرانيا وتحقيق سلام وأمن عادل ودائم لأوكرانيا وتحقيق الأمن الأوروبي والدولي"

انتعاش الذّكاء الإصطناعي ومخاطره
حَذَّرَ بنك التسويات الدولية (BIS) من الارتفاعات الأخيرة في الأسواق المالية التي لا تعكس المخاطر الحقيقية الكامنة في الاقتصاد العالمي، وعلى رأسها مستويات الدين السيادي غير المستدامة واضطراب التجارة الدولية، فقد دَفَعَ المستثمرون ( المُضاربون) أسواق الأسهم والائتمان إلى مزيد من الانتعاش مدفوعين بآمال تتعلق بزيادة الإنفاق الحكومي وتراجع تكاليف الاقتراض ( قرارات خفض الفائدة في الإتحاد الأوروبي وبريطانيا وقد تنخفض في الولايات المتحدة، وإعلان زيادة الإنفاق في أميركا وألمانيا ) وهي صورة مناقضة للحقائق الاقتصادية، فالإقتصاد يبقى مُهدّدًا رغم انتعاش أسواق المال والمُضاربة، ويأتي التّهديد من ارتفاع أعباء الدَّيْن العام في مختلف أنحاء العالم ومن ارتفاع معدّلات التّضخّم، خصوصًا بفعل ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية، مما يُؤثّر سلبًا على نمو الإقتصاد الأمريكي والعالمي...
من جهة أخرى، بلغت استثمارات شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى 400 مليار دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2025، وقد يتجاوز إجمالي الإنفاق العالمي على مراكز البيانات ثلاث تريليونات دولار بحلول سنة 2028 ما يجعلها واحدة من أكبر موجات الاستثمار في التاريخ الحديث، وساهمت طفرة الذكاء الاصطناعي بحوالي 40% من نمو الناتج المحلي الأميركي خلال عام واحد وفق موقع مجلة إيكونوميست بتاريخ 13 أيلول/سبتمبر 2025 فماذا لو انهارت فقاعة استثمارات الذكاء الاصطناعي ؟
دخل العالم في سباق استثماري محموم على الذّكاء الإصطناعي، منذ إطلاق "شات جي بي تي" (ChatGPT) سنة 2022، وبلغ الإنفاق ذروته هذا العام ( 2025) بفعل ارتفاع إنفاق شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى ( قرابة 400 مليار دولارا) على البنية التحتية اللازمة لتشغيل النماذج الضخمة، بحسب مجلة إيكونوميست التي تنتقد الإستثمار في أُصُول قصيرة المدى في بناء مراكز بيانات وتوسيع قدرات الحوسبة دون هوادة، بمشاركة الشركات العقارية وشركات الطاقة الكهربائية، وتتجه نسبة حوالي 50% من الإنفاق الحالي إلى خوادم ورقائق متخصصة لا يتجاوز عمرها الافتراضي بضع سنوات ( أي استثمارات قصيرة المدى )، وقد تُصبح هذه الإستثمارات "عديمة القيمة" إذا تراجعت الإستثمارات أو تباطأ تبني التقنية بسبب مشاكل في الأداء أو نقص الطاقة الكهربائية، مما يؤدّي إلى انعكاسات اقتصادية واسعة، نظَرًا لأهمية حصّة الذكاء الاصطناعي في نمو الناتج المحلي الأمريكي، غير إن بضعة شركات التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، قليلة العدد، تُهيمن على أسواق الأسهم الأميركية، وإذا تحقق السيناريو المتفائل ووصل العالم إلى الذكاء الاصطناعي العام، فقد يبدأ فصل جديد من النمو العالمي بمعدلات قد تصل إلى 20% سنويا. أما إذا تباطأ المسار أو خابت التوقعات، فإن "الخسائر الاقتصادية والمالية ستكون سريعة وقاسية"، وفق مجلة إيكونوميست 13/09/2025 ووكالة بلومبرغ 16 أيلول/سبتمبر 2025



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيبال، خلفيات الإنتفاضة: فجوة طبقية وفساد مُتأصّل
- انبطاح الحُكّام العرب
- أوروبا: الهجرة بين الدّعاية الإنتخابية وواقع الأرقام والبيان ...
- سوريا: الدّوْر الوظيفي للدّين السياسي الإرهابي
- بإيجاز - حَدَثَ ذات 11 أيلول/سبتمبر
- مُتابعات – العدد الواحد والأربعون بعد المائة بتاريخ الثّالث ...
- ارتباط الفساد بالإستغلال والإضطهاد والتّجسّس – عشيرة -ماكْسْ ...
- العربدة الصهيونية من تونس إلى الدّوْحَة
- فرنسا: أزمة سياسية واقتصادية
- المقاطعة كشكل من المقاومة
- فلسطين - فجوة بين الموقف الأوروبي الرسمي والموقف الشعبي
- قمّة منظمة شنغهاي للتّعاون
- مُتابعات – العدد الأربعون بعد المائة بتاريخ السّادس من أيلول ...
- إندونيسيا – احتجاجات وقَمع دَمَوِي
- الصهيونية واليمين المتطرف في أوروبا – نموذج السُّوَيْد
- دَور الإستخبارات و-الذّكاء الإصطناعي- في توجيه الرأي العام
- أوروبا، عَسْكَرَة الحياة المَدَنِيّة
- مُتابعات – العدد التاسع والثلاثون بعد المائة بتاريخ الثّلاثي ...
- من -التّأثيرات الجانبية- لزيادة الرّسوم الجمركية الأمريكية
- خصومات في الصّف المُقابل، بين فرنسا والولايات المتحدة


المزيد.....




- صور ترامب على المباني الفيدرالية تثير-معركة كلامية- بين الدي ...
- إيران تهدد بوقف التعاون مع الوكالة الذرية إذا أعيدت العقوبات ...
- الحوثيون يردون على تهديد كاتس باغتيال زعيم الجماعة بالسخرية ...
- -مسار الأحداث- يناقش آفاق الحرب في ظل تمسك ترامب بدعم إسرائي ...
- محللون: ترامب لن يوقف الحرب لأن شيئا ما يجعله خاضعا لنتنياهو ...
- الهند تحذر من -عواقب إنسانية- لرسوم ترامب على تأشيرة العمالة ...
- بمشاركة أربعين سفينة.. -أسطول الصمود- يواصل الإبحار نحو قطا ...
- إسرائيل تطلب من ترامب الضغط على مصر بسبب -تعزيزات عسكرية-
- البيت الأبيض: هيمنة أمريكية على مجلس إدارة تيك توك في الولاي ...
- سوريا: مقتل سبعة مدنيين جراء قصف شنته قوات حكومية في شمال ال ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - متابعات – العدد الثاني والأربعون بعد المائة بتاريخ العشرين من أيلول/سبتمبر 2025