أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - مطبخ الكهانة














المزيد.....

مطبخ الكهانة


ميشيل الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 01:53
المحور: الادب والفن
    


الكتابة إلى محمد تيمد

لقد تجوّلت لفترة طويلة وأعود إلى برودة جراحك المهجورة.
أقف، يداي ترتكزان على نصل فولاذي.
الحجر والصلب هما قطبا أسري، أوعية العبودية المتواصلة؛ لا يمكنني الهروب من أحدهما إلا بحبس نفسي في الآخر، مما يجعله يتخذ شكل مستطيل يتناقص طوله شيئًا فشيئًا.
يخترق جسدي حزمة من الخطوط الخفية تسقي خلاياها الأكثر سرية بهواء النصب التذكاري.
إذا رسمت دائرة حول نفسي برأس سيفي، فسوف تُقطع الخيوط التي تغذيني ولن أتمكن من مغادرة الزنزانة الدائرية، بعد أن انفصلت إلى الأبد عن مرعاي المكاني وحُبست في عمود صغير من الروح الثابتة، أضيق من صهاريج القصر.
لمن هذه الأفاعي التي تهسهس فوق رؤوسكم على الدرجات المؤدية إلى آفاق الفراغ؟
ستتسع الفتحات وستخرج النجوم بصمت من الأقبية.
بين نوم الأصوات وسيادة التماثيل، تُثري وردة الدم الذي يغمر زرقة الجسد، التي تُمتص في شظايا.
ربط القبر الشمسي يُبيض القبور... ربط القبر... إلخ.
ثمار الكرات والتماثيل في مكان آخر، ماذا يوجد هناك؟
هل سنكون إخوة هناك؟
ماذا سأكون قادرًا على فعله إذا لم تعد لدي عيني؟
سأحطم التماثيل وأرسم الصلبان على الأرض بسكيني.
شكرا للمفاتيح المسروقة والقارب الهوائي الفارغ والمكعبات على جناح الإهمال
والوحش على حافة درب التبانة يشدك بالابتسامات ضرب موته على الأرض!
شكرا للتماثيل الثلاثة على خشبة المسرح والظل الرابع والأقفال مسدودة
لقد اختفت الأعلام وعندما أمشي على المسرح يصبح المسرح صدفة والمُلقن لؤلؤة
شكرا للرجل المشنوق منطلقا نحو الغسق وحيدًا مع عصاه وكلمة المخرج ورمي الفلك الرابع
فوق الصراخ فوق (?) تحت (?) في كل مكان (?) في كل مكان (?)
حيث يوجد الضوضاء والتقريبات والجريمة هنا احتجّوا مجددًا
لم يُقدّم الحظّ لجنسنا سوى الحظّ وفي جماجمك أخلط بين عدة أقدار!
لقد أزهر أطفال باقة منحرفة من حضن الأرض طالبوا بسماء حامية
لقد شاركت في حملاتهم لقد فركوا على خاصرتي للحصول على فمي بصقت في تاج قبلاتهم
حامي إعصاريهم وغاراتهم أتجول في الأراضي القاحلة للعنف
يا خنازير برية فقط أطفال انتحار صامتون
شكرا لجميع المشاهد التي تتحرك فيها السحب
والمدينة التي لا يحدث فيها أي شيء
شكرا لراحة يدي المحار التي سكبت البرق في كأسي فشربته دون أن أتقيأ
شكراً لكل شيء حتى أصغره وحتى ما هو غير مرئي
شكراً لكل ما هو موجود ولما هو غير موجود ويتظاهر أحياناً بالوجود
شكراً للثعلب الليل الذي يوهمنا بأنه غير موجود
شكراً للأخطاء الإملائية التي تبتسم في زواياها
شكراً للحمار الوحشي المصور الذي ابتكر الكتابة
شكراً لعلم الفلك وإن لم يكن مهتماً بمخلوقات حديقتي



#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغمض عينيّ: ينهض المعنى
- ينهض المعنى من يغمض عينيّ
- دفاتر الهوامش lll /دفاتر الغسيل
- هوامش ومسودات 2
- هوامش ومسودات 1
- التداخل 11
- تداخل 12
- تداخل 10
- التداخل 9
- تداخل 8
- تداخل 7
- نقد النظرية الشيعية: بين البناء الفكري والانفعال الشخصي
- تداخل 6
- تداخل 5
- تداخل 4
- الحجر للدم انتماء باطني
- هندسة التيه
- مكعب
- الشبكة المفتوحة: حركة النص والجمهور في تجربة المسرح والسينما
- قراءة ماركس مسرحيا


المزيد.....




- -ثقافة أبوظبي- تطلق مبادرة لإنشاء مكتبة عربية رقمية
- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة
- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي
- -ما تَبقّى- .. معرض فردي للفنان عادل عابدين
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - مطبخ الكهانة