أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!














المزيد.....

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 02:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف بكل شيء.
في نيبال، ظن الحاكم أن السلطة حصنٌ لا يُهدم، وأن الكرسي جدارٌ منيع لا يتصدع. عاش كإمبراطور بين حاشية فاسدة تنهب وتكنز، فيما الشعب يغرق في الفقر والحرمان. حاولوا إسكات الأصوات، وإغلاق الأفواه، لكن ساعة الحساب جاءت لا محالة.
بضع مقاطع عابرة على "تيك توك" لأبناء المسؤولين في حفلات باذخة وسيارات فارهة، كانت الشرارة.
جيل الشباب حوّل المنصات إلى ساحات مواجهة، والفيديوهات انتشرت كالنار في الهشيم. تفضح الترف، تعري الفساد، تكشف فجوةً هائلة بين قصور الحكام وأكواخ الناس. وما إن فاض الكيل حتى انفجر البركان في الشوارع، ليمحو جبروت السلطة كما يمحو الموج آثار الأقدام على الرمل.
هرب بعضهم بطائرات خاصة، وتوارى آخرون في مخابئ مظلمة، لكنهم جميعاً كانوا يجرّون خلفهم لعنة شعب خانوه.
والسؤال الذي يقضّ مضجع كل عربي: أليست هذه المرآة صورةً مصغرةً لأوطاننا؟
أليس الفساد الذي أطاح نيبال هو ذاته الذي ينخر بلاد العرب؟
هنا قصور وأسوار شاهقة، وسجون تزداد اتساعاً، وحكام يظنون أن الأبراج العالية تحميهم من الغضب. لكنهم لا يدركون أن الموج حين يعلو لا تعصمه أسوار ولا حرس.
وليس العرب بمعزل عن هذه المعادلة. في فلسطين مثلاً، تحولت السلطة إلى سلطةٍ على الشعب، لا سلطةٍ له. اختارت أن تبني بقاءها على التنسيق الأمني مع الاحتلال، تحت شعار " التنسيق الأمني المقدس"، فقمعَت أصواتاً وأطفأت أنفاساً ( الشهيد نزار بنات)، واعتقلت شباباً وصحفيين وطلاباً.
من يفترض أن يحمي الناس صار يحمي الكرسي، ويطارد كل من يجرؤ على فضح الفساد أو الاعتراض على نهج الاستسلام. وهكذا، بدلاً من أن تكون خندقاً في مواجهة الاحتلال، غدت سياجاً يمنع الغضب من الوصول إلى من يسبّب الجرح.
وفي غزة، المشهد أشد إيلاماً. هناك يُذبح الناس تحت نار الحصار والقصف، يُباد أطفالهم وتُسوّى بيوتهم بالأرض، فيما كثير من عواصم العرب اختارت الصمت أو بيانات الشجب الخجولة. بعضهم فضّل صفقات التطبيع، وآخرون آثروا مصالح اقتصادية وعسكرية على حساب دماء الأبرياء. شعوبهم تخرج في الشوارع صراخاً وبكاءً، أما حكامهم فيجلسون خلف الطاولات يتبادلون الابتسامات مع ساسة تل أبيب وواشنطن.
لقد باعوا النفط والغاز بلا ثمن، وأذلهم ساسة واشنطن فلم يحمِهم أحد. لم تنفعهم الصفقات ولا الأسلحة ولا التحالفات. لم يقيهم الغرب حتى من ذبابة... ولا من برغشة.
حكام العرب اليوم يعيشون وهماً اسمه "الأمان"، فيما شعوبهم تختنق بالفقر والقهر وتغرق في الدماء. والدرس أمامهم جليّ: من لا يسمع أنين شعبه، سيستيقظ ذات يوم على هدير طوفان لا يرحم، طوفانٌ لا يميّز بين قصرٍ منيف أو برجٍ عالٍ، ولا بين من ظنّ نفسه محصناً وبين من عاش مستضعفاً.
[محمود كلّم] كاتبٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة.. بين نار الإبادة وصمت العالم!
- النجيل الفلسطيني: صمود لا ينكسر في وجه القهر!
- غزّة: السَّماءُ تمطرُ دماً!
- الحذاء الأمريكي… والحذاء العربي!
- خذوا العبرة… من ملوك الاستسلام وأمراء البيانات!
- التاريخ سيكتب: أنتم جميعاً خذلتم غزة!
- عشيرة عرب السّمنيّة.. حين صنع نايف الحسن صوت البطولة!
- فايز خليفة جمعة (أبو مديرس): رمز البطولة والشجاعة في عملية ا ...
- غزة… جنازة الكرامة العربية والإسلامية!
- من نهيق الحمير إلى بيانات الشجب والإدانة!
- غزة… الامتحان الذي أسقط العالم بالضربة القاضية!
- فاطمة البُديري… المرأة التي جعلت الأثير جبهةً للمقاومة
- نزار بنات... حين قال -لا- ونام في تراب الوطن!
- أنس الشريف ومحمد قريقع… حين يكتب الشهداء وصية الحقيقة ويفضحو ...
- في حضرة الخيانة: فلسطين بين نير الاحتلال ووباء الفساد!
- مليارات تُصرف على الحروب... ماذا لو صُرفت على الحياة؟
- في زمن الهوان... حين تئنّ الأمة ويشرق الأمل!
- حينَ كان الذِّئبُ وفيّاً... وخذلنا البشرُ!
- حينَ بَكى الذِّئبُ... ونامَ الإِنسانُ!
- غزة: حين تصمُتُ الإنسانيّةُ وتتكلمُ المجازر!


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يكشف عن تأثير انقطاع خدمة -ستارلينك- على قوا ...
- ممثل إسباني يرتدي الكوفية الفلسطينية في حفل توزيع جوائز إيمي ...
- مصر.. اكتشاف ورشة أثرية لصهر النحاس في جنوب سيناء
- ما الذي ينتظره الشارع العربي والإسلامي من قمة الدوحة بعد اله ...
- سيث روجن يحصد أول جائزة إيمي وجين سمارت تتوج للمرة الرابعة ف ...
- -غزة الحرة-.. أول حركة تضامنية تسيّر سفنا دولية لكسر الحصار ...
- ترامب يشارك منشورا من تيك توك يدعوه لتقييد المؤسسات الإخباري ...
- محمد عرفان علي أول رئيس مسلم لجمهورية غويانا
- -فلسطين فازت- بطواف إسبانيا بعدما تسبب متظاهرون بإلغاء مرحلت ...
- هل تنجح تجربة الحواسيب المحمولة القابلة للترقية؟


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!