أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ثمن الهوان والتبعية!














المزيد.....

ثمن الهوان والتبعية!


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 11:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بات وجودنا مُهدَّدًا وجغرافيتنا مستباحة من الصهيوأميركي، على نحو استفزازي موغل في التحدي والاستهانة بشعوب لها جذورها التاريخية في مساحة تصل إلى 14 مليون كيلو متر مربع. قصف أي عاصمة عربية، مرفوض ومُدان وفيه إهانة لكل عربي، خاصة وأنه يتواقت مع استمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي بحق شعب شقيق. ولا يطفئ ما يعتمل في الصدور من غضب تجاهه سوى الرد على العدوان بفعل من جنسه، ولكن هيهات هيهات في واقع رسمي عربي متهالك ارتمى في الحضن الأميركي منذ زمن بعيد. ولم يعد هو ذاته يخفي ذلك أو يخجل من الجهر به، باعتراف شاهد من أهله هو رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم. فقد قال بالحرف في لقاء صحفي بالصوت والصورة، قبل حوالي شهر: "الحكام العرب ما هم إلا مقاولين من الباطن ينفذون التعليمات الأميركية من دون نقاش". وهل يحتاج المرء إلى عبقرية فريدة من نوعها ليستنتج أن من "ينفذ التعليمات الأميركية من دون نقاش"، لا يمكن أن يجرؤ حتى على قول "لا" للكيان اللقيط مهما فعل؟!
لقد داس اللقيط على مسرحية مدريد للسلام ومخرجاتها، قبل طوفان الأقصى. وتخطى الحدود كلها بعده في حرب إبادة وتطهير عرقي في غزة، بضوء أخضر أميركي ودعم مفتوح من البيت الأبيض. ومع ذلك، يتشبث الرسميون العرب بعلاقات تبعية واستسلام للقَدَرِ الأميركي في حالة نشك أن التاريخ عرف مثلها. والأنكى في السياق ذاته، ازدراء البيت الأبيض "حلفاءه" العرب بأساليب لا تُطاق حتى من قِبل معارضيهم. تريدون أدلة دالَّة، وفاقعة السطوع؟!
لا بأس، ولنكتفي بتصريحين للبيت الأبيض بخصوص العدوان الصهيوني على الدوحة. فقد أكد في التصريح الأول علمه ب"العملية الإسرائيلية (لاحظ العملية) قبل وقوعها بوقت قليل". ونعتقد أن طالبًا مبتدءًا في دراسة العلوم السياسية يستحيل أن ينطلي عليه تضليل من هذا النوع، ولا أظننا بحاجة لمزيد بيان بهذا الخصوص. وقال البيت الأبيض في التصريح الثاني في صيغة مهينة، بل وموغلة في التقليل من شأن الموجه إليهم: "الحادثة المؤسفة فرصة لتحقيق السلام". ألم تتولى واشنطن رعاية مسرحية مدريد للسلام الزائف الموهوم، قبل حوالي أربعة عقود تقل قليلًا، وماذا كانت النتائج؟!
ها هي شاخصة أمام العالم كله، تتحدث عن نفسها بنفسها.
لا نبدي الأسف، كما اعتاد البعض في كتاباته، على ما آلت إليه أحوال العرب. فهذا هو ثمن الارتماء في حضن راعي البقر الأميركي. هذا هو ثمن التهافت على العدو وتوقيع اتفاقيات استسلام وإذعان معه بإسم سلام تأكد أنه زائف، ليس لقلة في إمكانات العرب، ولكن لخلل فادح مرتبط بطبيعة النظام الرسمي العربي القائم.
هذا هو ثمن إدارة الظهر للقضية الفلسطينية المفترض أنها قضيتنا الأولى، وترك شعبها الشقيق يواجه عدوًّا مجرمًا متوحشًا بلحمه الحي. وليت "بعض" النظام الرسمي العربي اكتفى بذلك، ولم يُقدِم على الإصطفاف في خندق العدو، والتفاصيل يتكفل الإعلام الصهيوني وغيره بفضح بعضها. وهل بقي ما يمكن التستر عليه، وإخفاؤه في عصر الفضاء المفتوح؟!
هذه هي تَبِعات حماقات الإستبداد العربي، وحصيلة غبائه. هذه هي نتائح صرف مليارات الدولارات، لتدمير دول عربية مهمة ذات مقدرات كبيرة كان العدو يحلم بعُشر ما حلَّ بها بأيدي أبنائها.
باختصار، هذا هو ثمن التبعية والهوان ومن يَهُن يسهل الهوان عليه. والمعني هنا النظام الرسمي العربي، الفاقد للشرعية حتى قبل استباحة أميركا واللقيط للجغرافيا العربية وعجزه عن القيام بواجب الدفاع عن الأرض والعِرض والكرامة.
لا رهان إلا على المقاومة، وما تبقى فينا من روح تنبض في غزة، وفي اليمن.
ولننتظر رد غزة على استهداف قادة المقاومة في الدوحة، والانتقام من العدو لدماء الشهداء الخمسة. نراهن أن الرد لن يتأخر كثيرًا وسيؤلم اللقيط، والأيام بيننا.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (7) والأخيرة هذه الحلقة لجماعة - ...
- الدولة المستبدة بنظر مونتسكيو
- الإنتماء المقونن !
- شعوب ورعايا !
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (6) حرب أكتوبر 1973...صدمة اسرائ ...
- المؤامرة الحقيقية
- -الأخوان- إلى أين؟
- اللامعقول بنسخته الأردنية!
- إلغاء فاعلية الإنسان *
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (5) كذب مفضوح وتضليل صريح!
- الجسد العربي المشلول
- نعيق التخاذل والإنهزام
- مبعث القلق على الأردن
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (4) صلف وقح وغطرسة متعجرفة
- بيننا وبينهم اتفاقية سلام!
- المقاومة أو الاستسلام
- جذور التكفير والتحريم في الدين*
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (3) الغباء الرسمي العربي !
- واقع العجز
- الإنسان والدين (بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها).


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-هجوم إسرائيلي على صنعاء-.. ما حقيقته؟
- إسرائيل ترد على إعلان الاتحاد الأوروبي تعليق المدفوعات الثنا ...
- القضاء الألماني يحكم بالسجن المؤبد على السوري عيسى الحسن الم ...
- خبراء: هجوم المسيّرات على بولندا رسالة مزدوجة لاختبار رد فعل ...
- مظاهرات في إسبانيا للمطالبة بفرض حظر كامل على بيع الأسلحة لإ ...
- فرنسا: احتجاجات وتهديد بحجب الثقة بحق لوكورنو في أول يوم عمل ...
- عشرات الشهداء بالقصف والتجويع والمقاومة تستهدف جنودا إسرائيل ...
- حماس: لا تأثير لجرائم إسرائيل على قراراتنا القيادية
- -آيفون إير- يبشر بثورة جديدة في تصميم الهواتف المحمولة
- الاحتلال يطبق حصاره على قرى شمال غرب القدس لليوم الثالث


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ثمن الهوان والتبعية!