أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناضل حسنين - العالم العربي: طفل تصفعه اسرائيل متى غضبت














المزيد.....

العالم العربي: طفل تصفعه اسرائيل متى غضبت


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 11:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ها هي صفعة مؤلمة لم نكن ننتظرها، مع أن ظهورنا اعتادت السياط ووجوهنا ألِفت الصفعات. قصفوا الدوحة. لا تسألني أين، فكل شبرٍ في هذه الخرائط الملونة بالعار هو هدفٌ محتمل. قصفوا عاصمة الغاز والمال، عاصمة "الحياد" و"الوساطات"، فإذا بها مجرد خدٍ جديدٍ يُضاف إلى قائمة الخدود العربية الممتدة على طول الولائم والمؤتمرات.
يا لهذه الكوميديا السوداء! الدولة التي تشتري أندية كرة القدم وتُسعِّر الفن في مزادات لندن ونيويورك، تقف اليوم عاجزة عن شراء كرامتها. أبراجهم التي تناطح السحاب لم تحمهم من طائرة واحدة تعربد في سمائهم. أموالهم التي تفيض عن خزائن الأرض لم تجلب لهم سوى الشفقة، وها هم يقفون في طابور المهانين، ينتظرون دورهم في تلقي الإهانة الدورية، تمامًا مثلنا، نحن الفقراء الذين لا نملك سوى حناجرنا التي بُحّت من الصراخ الصامت.
قالها النواب ذات يوم: "القدس عروس عروبتكم؟ فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها؟" وها نحن اليوم نرى الزناة لا يكتفون بالقدس، بل يطوفون على كل العواصم، يختارون من يشاؤون، ومتى يشاؤون. وأنتم؟ يا "قادة" هذه الأمة؟ ما زلتم في اجتماعاتكم الطارئة التي لا تطرأ إلا بعد فوات الأوان. ما زلتم تصوغون بيانات الشجب والإدانة بحبرٍ أثمن من دمائنا.
والأكثر إذلالاً ليس القصف، بل هذا الصمت المطبق الذي يلفّنا. في واشنطن، ولندن، وحتى في تل أبيب نفسها، يخرج الآلاف يهتفون لفلسطين. أجساد غريبة بقلوبٍ لم تمت بعد. أما نحن، فقد تحولت شوارعنا إلى مقابر جماعية للأحلام والشعارات. يُسمح للعالم كله أن يتضامن، إلا نحن. يُسمح للجميع أن يرفعوا علم فلسطين، إلا نحن الذين يُفترض أنها قضيتنا. أيها الحكام، يا من سرقتم حتى حقنا في الغضب، هل تخافون من ظل علمٍ أكثر مما تخافون من طائرات العدو؟
لقد كشفوا عوراتنا جميعًا. تلك "العروبة" التي غنينا لها في المدارس، وكتبنا عنها في مواضيع الإنشاء، لم تكن سوى فقاعة صابون لامعة عشنا داخلها، نتوهم أننا أمة وأن لنا ظهرًا يحمينا. كنا ننتفخ فخرًا بتاريخٍ لم نصنعه وبأمجادٍ دفناها بأيدينا. واليوم، في لحظة الحقيقة العارية، نكتشف أننا مجرد غبارٍ متناثر، ضعفاء نتسول الحماية، عراة حتى من ورقة التين أمام دولة لا يبلغ عدد سكانها عدد الموظفين في دواوينكم.
إنه ليس شعورًا بالقهر، بل هو القهر ذاته وقد ابتلعناه. هو الخذلان وقد أصبح هواءنا الذي نتنفسه. هو أن تكتشف بعد عمرٍ كامل أنك كنت تراهن على حصانٍ خشبي، وأن بطولاتك كلها كانت مسرحية رديئة الإخراج، وأن الوطن الذي كنت تحمله في قلبك لم يكن سوى حقيبة دبلوماسية فارغة في يد سمسار.
فلتسقط كل هذه الأبواق والطبول. لقد سقطنا بالفعل، ولم يكن السقوط مدويًا كما تخيلنا، بل كان صامتًا، ومخزيًا، كصمتكم تمامًا.



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحضارة بين الإنتاج والحضانة
- أمة بلا سؤال.. أمة بلا مستقبل
- كيف يصوت الناخب العربي في إسرائيل ولماذا؟
- راحة الإعتراف أمام الغرباء..
- نسير إلى الأمام وعيوننا نحو الخلف
- أخلاق بلا وحي
- غزة: مقبرة الصحافة وصمت العالم
- تحليل: العالم يعيد كتابة الرواية
- ما وراء نوايا احتلال مدينة غزة
- فكر معي: هل نعبد الله حبًا أم طمعًا؟
- حل الدولتين: ستار دخان على فضيحة أخلاقية عالمية
- لماذا يكتب مستقبل فلسطين بغير الحبر العربي؟
- رحيل عبقري لم يعرف التنازل في حياته..!
- العرب يرقصون وغزة تحترق
- فلسطين: فضيحة العرب
- المسجد والكنيسة.. كلاهما بيتنا
- حين يكون الحب شبهة أمنية..!
- العقيدة القديمة والخوف من المجهول
- غزة بين فكّي الاحتلال والتهجير
- نربي القاتل ونبكي القتيل..


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-هجوم إسرائيلي على صنعاء-.. ما حقيقته؟
- إسرائيل ترد على إعلان الاتحاد الأوروبي تعليق المدفوعات الثنا ...
- القضاء الألماني يحكم بالسجن المؤبد على السوري عيسى الحسن الم ...
- خبراء: هجوم المسيّرات على بولندا رسالة مزدوجة لاختبار رد فعل ...
- مظاهرات في إسبانيا للمطالبة بفرض حظر كامل على بيع الأسلحة لإ ...
- فرنسا: احتجاجات وتهديد بحجب الثقة بحق لوكورنو في أول يوم عمل ...
- عشرات الشهداء بالقصف والتجويع والمقاومة تستهدف جنودا إسرائيل ...
- حماس: لا تأثير لجرائم إسرائيل على قراراتنا القيادية
- -آيفون إير- يبشر بثورة جديدة في تصميم الهواتف المحمولة
- الاحتلال يطبق حصاره على قرى شمال غرب القدس لليوم الثالث


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناضل حسنين - العالم العربي: طفل تصفعه اسرائيل متى غضبت