أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - حل الدولتين: ستار دخان على فضيحة أخلاقية عالمية














المزيد.....

حل الدولتين: ستار دخان على فضيحة أخلاقية عالمية


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8422 - 2025 / 8 / 2 - 21:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


في خضم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، ومع تصاعد وتيرة الدمار والتجويع الممنهج، يبرز مجددًا شعار "حل الدولتين" على الساحة الدولية، بعد أن كان مجمدًا في ثلاجة النسيان لعقود. والسؤال: هل هي صحوة ضمير متأخرة أمام الدم الفلسطيني، أم محاولة يائسة للتغطية على فضيحة أخلاقية وسياسية عالمية؟
المشهد في غزة لا يترك مجالًا للتجميل. فما يجري هناك يتجاوز كل ما يمكن أن يسمى "سياسات ضغط"، ليصبح اقتلاعًا جماعيًا متعمدًا، يدار بدم بارد أمام أعين العالم، في ما يشبه تطهيرًا عرقيًا مكتمل الأركان. تجويع ممنهج، حصار خانق، وضغط متواصل لدفع الناس إلى الرحيل قسرًا، سواء بالتهجير المباشر أو بالتضييق الذي يجعل الحياة مستحيلة.
هذه المأساة وضعت القوى الكبرى أمام امتحان أخلاقي قاسٍ، فأحرجت حكومات تنغنى بالدفاع عن الديمقراطية وعن حقوق الإنسان، بينما شعوبها تشاهد يوميًا صور الجوع والدمار وتتساءل: أين ذهبت كل تلك الشعارات؟ وزادت الحرج على دول عربية اعتبارية، مثل السعودية ومصر، التي يجدها الشارع العربي والإسلامي عاجزة ـ لأسباب سياسية أو حسابات داخلية ـ عن إنقاذ غزة أو حتى تقديم شربة ماء لأهاليها، لتظهر وكأنها بلا دور ولا وزن أمام أشقائها.
لكن العودة إلى طرح حل الدولتين لم تأتِ فقط بدافع إنساني، بل جاءت متناغمة مع سعي الغرب وعدد من العواصم العربية لسحب البساط من تحت المليشيات المسلحة مثل حماس وحزب الله والحوثيين. الرسالة واضحة: إن مسار الحل لم يعد بيد هذه القوى التي بنت رصيدها على غياب الأفق السياسي، بل وُضع من جديد على الطاولة الرسمية امام كبريات الدول. وبذلك يسعى الطرح إلى تقويض شرعية السلاح وإعادة النقاش إلى القنوات الدبلوماسية.
غير أن هذا الطرح، مهما بدا أنيقًا في بيانات المؤتمرات والقمم، يبقى بلا معنى إن لم يترجم إلى خطوات عملية. فالجميع يدرك أن مفتاح الحل ليس في بروكسل أو نيويورك حيث تُعقد الاجتماعات، بل في تل أبيب. وما لم يُمارس ضغط فعلي على الحكومة الإسرائيلية لوقف العدوان ووقف الاستيطان، سيبقى "حل الدولتين" شعارًا أجوف يُستخدم كغطاء للعجز الدولي، فيما يواصل الفلسطينيون في غزة والضفة دفع الثمن.
إن ما يجري اليوم ليس نقاشًا جادًا حول سلام محتمل، بل محاولة للهروب من فضيحة أخلاقية مدوية. العالم كله يشاهد جريمة مكتملة الأركان، ويحاول التستر عليها بإحياء شعارات فقدت معناها. ويبقى السؤال: إلى متى سيظل الدم الفلسطيني مجرد اختبار أخلاقي يمكن الهروب منه بالشعارات؟
فإما أن يتحول الشعار إلى فعل، أو سيبقى مجرد ورقة توت أخيرة على جسد عارٍ من الضمير.



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يكتب مستقبل فلسطين بغير الحبر العربي؟
- رحيل عبقري لم يعرف التنازل في حياته..!
- العرب يرقصون وغزة تحترق
- فلسطين: فضيحة العرب
- المسجد والكنيسة.. كلاهما بيتنا
- حين يكون الحب شبهة أمنية..!
- العقيدة القديمة والخوف من المجهول
- غزة بين فكّي الاحتلال والتهجير
- نربي القاتل ونبكي القتيل..
- مآذن الصمت العربي
- لماذا علينا، نحن عرب الداخل، أن نقلق؟
- إسرائيل: صناعة رأي عام خائف ومُدجّن
- تآكل حرية التعبير لدى عرب الداخل
- أيمن عودة في مرمى الاغتيال السياسي
- من الكنيست إلى الشارع: العنصرية بلا خجل
- إسرائيل: العنصرية من الهمس إلى الصراخ
- كاملٌ بذاته
- من المنتصر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟
- الرد الإيراني: رمزي ومحسوب
- سيناريوهات الرد على الضربة الأميركية


المزيد.....




- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...
- هيركي عائلتي الكبيرة
- نحو ربع مليون ضحية في 2024 .. رقم قياسي للعنف المنزلي في ألم ...
- غضب واسع بعد صفع راكب مسلم على متن طائرة هندية
- دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
- بين الصمت والتواطؤ.. الموقف التشيكي من حرب غزة يثير الجدل
- تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل ألا يخسرا تذاكر السفر
- في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة ...
- لماذا أُثيرت قضية “خور عبد الله” الآن؟ ومن يقف وراءها؟


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - حل الدولتين: ستار دخان على فضيحة أخلاقية عالمية