أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - تآكل حرية التعبير لدى عرب الداخل














المزيد.....

تآكل حرية التعبير لدى عرب الداخل


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8389 - 2025 / 6 / 30 - 10:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


المقال الثالث: في إسرائيل اليوم، بات التعبير عن الرأي بالنسبة للمواطنين العرب مغامرة محفوفة بالمخاطر. لم يعد الأمر يقتصر على الخوف من التعبير في الفضاء العام، بل امتد ليشمل الفضاء الشخصي أيضاً. فمنشور على "فيسبوك"، أو تغريدة على X، أو حتى رسالة في مجموعة "واتس اب" خاصة، قد تؤدي إلى الاستدعاء للتحقيق، أو الفصل من العمل، أو حتى الاعتقال.
وثق مركز "عدالة"، المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل، ما لا يقل عن 100 اعتقال على خلفية منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي، وحوالي 20 اعتقالاً خلال المظاهرات، وذلك خلال فترة قصيرة فقط. وهذا لا يشمل الاعتقالات التي تمت في القدس الشرقية.
هذه الأرقام تعكس حالة من القمع الممنهج لحرية التعبير، حيث أصبح المواطن العربي يفكر مرتين قبل التعبير عن رأيه، حتى في أبسط القضايا. وقد وصل الأمر إلى حد أن بعض المواطنين العرب باتوا يخشون مشاركة أخبار من مصادر إعلامية معروفة، خوفاً من أن تُفسر على أنها "دعم للإرهاب" أو "تحريض".
هذه الحالة من الخوف المستمر تؤدي إلى ما يمكن وصفه بـ"الرقابة الذاتية"، حيث يمتنع المواطنون العرب طواعية عن التعبير عن آرائهم، حتى في القضايا التي تمسهم مباشرة، خوفاً من العواقب. وهذا يشكل انتهاكاً صارخاً لحق أساسي من حقوق الإنسان، وهو الحق في حرية التعبير.
محاكمات على منشورات، استدعاءات على تغريدات، فصل من العمل بسبب موقف إنساني
تتنوع أشكال قمع حرية التعبير لدى العرب في الداخل، من المحاكمات على منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي، إلى الاستدعاءات للتحقيق بسبب تغريدات، وصولاً إلى الفصل من العمل بسبب التعبير عن موقف إنساني.
في مجال التعليم العالي، وثق مركز "عدالة" أكثر من 104 بلاغات عن شكاوى مقدمة ضد طلاب فلسطينيين في مؤسسات أكاديمية إسرائيلية بسبب مضامين نشرت على منصات التواصل الاجتماعي. واعتباراً من الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2023، كان المركز يتابع 104 حالة ويمثل بشكل مباشر 89 طالباً في 27 جامعة وكلية إسرائيلية.
في معظم هذه الحالات، قام الطلاب بالتعبير عن تماثلهم مع الأهل في غزة أو اقتبسوا آيات قرآنية، وهي أفعال تقع ضمن نطاق حرية التعبير والدين. لكن الجامعات والكليات الإسرائيلية اتخذت إجراءات تأديبية ضدهم، وقامت بإيقافهم عن الدراسة، بل وطردهم في بعض الحالات.
أما في مجال العمل، فقد وصلت مكاتب "عدالة" أكثر من 50 رسالة من عاملين وموظفين فلسطينيين ممن تم طردهم من العمل أو تجميد وظائفهم في مختلف القطاعات، بما في ذلك أماكن البيع بالتجزئة، المستشفيات، شركات التكنولوجيا، والشركات الخاصة.
من الأمثلة البارزة على ذلك حالة الدكتور عبد سمارة، الذي أقاله مستشفى "هشارون" من منصبه كرئيس قسم العناية المكثفة للقلب، وذلك فقط بسبب منشورات على فيسبوك اعتبرها المستشفى "إشادة بغزو حماس لإسرائيل"، رغم أن المنشورات المذكورة كانت مجرد صورة تعريفية تتصدر صفحته الشخصية.
كما سجلت نقابة العمال العرب منذ السابع من أكتوبر 2023 ما يزيد على 50 حالة فصل من العمل بشكل نهائي، وفق ما أكده المستشار القانوني في النقابة، وهبة بدارنة.
كيف يشعر المواطن العربي أن ألمه محرّم، وصمته هو النجاة الوحيدة
في ظل هذه الأجواء من القمع والترهيب، بات المواطن العربي في إسرائيل يشعر بأن التعبير عن ألمه أو التضامن مع أبناء شعبه أمر محرّم، وأن الصمت هو خيار النجاة الوحيد المتاح أمامه.
هذا الشعور بالاغتراب والعزلة يتفاقم مع كل حدث مأساوي يصيب الفلسطينيين، حيث يجد المواطن العربي نفسه مضطراً للصمت حتى في أوقات الألم الشديد، خوفاً من العواقب. وهذا يخلق حالة من الاغتراب النفسي والاجتماعي، حيث يشعر المواطن العربي بأنه غريب في وطنه، غير قادر على التعبير عن هويته أو الانتماء لثقافته.
هذه الحالة من الاغتراب تتجلى بوضوح في شهادات العديد من المواطنين العرب الذين يصفون شعورهم بالخوف من التعبير عن آرائهم حتى في أبسط القضايا. فقد أصبح من الشائع أن يقوم المواطنون العرب بحذف منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، أو تغيير إعدادات الخصوصية، أو حتى إغلاق حساباتهم تماماً، خوفاً من الملاحقة.
إن تآكل حرية التعبير لدى العرب في الداخل ليس مجرد انتهاك لحق أساسي من حقوق الإنسان، بل هو جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى تهميش المواطنين العرب وإسكات أصواتهم. وفي ظل هذه السياسة، يصبح الصمت ليس خياراً، بل إجباراً، والتعبير عن الرأي ليس حقاً، بل مخاطرة.



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيمن عودة في مرمى الاغتيال السياسي
- من الكنيست إلى الشارع: العنصرية بلا خجل
- إسرائيل: العنصرية من الهمس إلى الصراخ
- كاملٌ بذاته
- من المنتصر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟
- الرد الإيراني: رمزي ومحسوب
- سيناريوهات الرد على الضربة الأميركية
- قافلة الصمود: بالعبرية .. لا تقتربوا من غزة
- ترامب ونتنياهو: مَن يستخدم مَن؟
- هل صارت إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة؟
- الجريمة تنهش عرب الداخل
- صرخة..
- يوم -القيامة- ..
- المواطن في إسرائيل يدخل كتاب غينيس
- المسيحي الفلسطيني...
- إيران تستعرض... وإسرائيل تنفّذ
- من المسجد الى الكنيست..
- حل الدولتين.. الميت الذي نرفض دفنه
- نشيد الكوفية والشخير الوطني
- ما أشبه اليوم بالأمس..


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - تآكل حرية التعبير لدى عرب الداخل