أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ناضل حسنين - إسرائيل: العنصرية من الهمس إلى الصراخ















المزيد.....

إسرائيل: العنصرية من الهمس إلى الصراخ


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 08:32
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لم تعد العنصرية في إسرائيل اليوم همساً في الغرف المغلقة، بل صارت صراخًا من على منبر الكنيست. ولم يعد الاختلاف في الرأي ترفًا، بل خطرًا قد يكلّفك حريتك. هذا ليس توصيفًا أدبيًا، بل مشهدًا متسارعًا لانحدار ديمقراطي يتغذى من يمين منفلت، ويمين أكثر تطرّفًا يُدجّن المجال العام.
ما نشهده اليوم ليس وليد اللحظة، بل نتاج مسار طويل من التحولات السياسية والاجتماعية التي أفضت إلى تصاعد خطاب الكراهية وتغلغل العنصرية في مفاصل الدولة. لقد تحولت العنصرية من ممارسة مستترة إلى سياسة معلنة، ومن خطاب هامشي إلى خطاب مركزي يتبناه قادة الدولة ويشرعنه القانون ويروج له الإعلام.
انشر فيما يلي سلسلة من خمسة مقالات متتالية تسلط الضوء على خمسة محاور أساسية تكشف عمق الأزمة وتشابكها: تحولات الشارع والسياسة نحو اليمين المتطرف، العنصرية الصريحة في الكنيست والشارع، القوانين والسياسات التي تكرس التمييز الهيكلي، تآكل حرية التعبير لدى المواطن العربي في البلاد، ودور الإعلام العبري في صناعة رأي عام خائف ومدجّن.
إن ما يجري ليس مجرد انزلاق عابر يمكن تصحيحه، بل تحول بنيوي عميق في طبيعة النظام الإسرائيلي، يهدد ليس فقط حقوق الفلسطينيين، بل أسس الديمقراطية ذاتها. وفي ظل هذا المشهد المظلم، يصبح الصمت ليس فقط موقفًا سلبيًا، بل مشاركة فعلية في ترسيخ نظام قائم على القمع والإقصاء.
إسرائيل: تحولات الشارع والسياسة نحو اليمين المتطرف
لم يكن صعود اليمين المتطرف في إسرائيل وليد اللحظة، بل نتاج مسار طويل من التحولات السياسية والاجتماعية التي تسارعت وتيرتها في العقدين الأخيرين. فمنذ انهيار عملية أوسلو وفشل مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، واندلاع الانتفاضة الثانية، بدأت تتآكل قوة اليسار والوسط الإسرائيلي، وتتصاعد شعبية اليمين الذي قدم نفسه كحامٍ للأمن القومي.
لكن ما يميز المشهد الحالي ليس مجرد صعود اليمين، بل تحول الخطاب اليميني المتطرف إلى خطاب مهيمن، وانتقاله من هوامش المشهد السياسي إلى مركزه. فقد أصبحت أفكار كانت تعتبر متطرفة في الماضي جزءًا من التيار السياسي الرئيسي، وباتت شخصيات كانت توصف بالمتطرفة تشغل مناصب وزارية رفيعة.
هذا التحول نتج عن عدة عوامل متداخلة:
1. "التغيرات الديموغرافية": نمو شريحة المتدينين والمستوطنين الذين يشكلون القاعدة الانتخابية الرئيسية لليمين المتطرف.
2. "تراجع فرص السلام": أدى فشل المفاوضات المتكررة إلى تعزيز الرواية اليمينية القائلة بأن "لا شريك" في الجانب الفلسطيني.
3. "تصاعد خطاب الخوف": استثمر اليمين في تضخيم التهديدات الأمنية وتعزيز الشعور بالحصار، مما عزز من جاذبية الخطاب القومي المتشدد.
4. "تغيرات في النظام التعليمي والإعلامي": تعزيز الرواية القومية في المناهج التعليمية، وهيمنة الخطاب اليميني على وسائل الإعلام.
5. "تحالف اليمين السياسي مع اليمين الديني": أدى هذا التحالف إلى تعزيز قوة اليمين المتطرف وإضفاء شرعية دينية على مواقفه.
أسماء ومواقف سياسية باتت تشكل "التيار الطبيعي"
ما كان يعتبر تطرفًا في الماضي أصبح اليوم جزءًا من "التيار الطبيعي" في السياسة الإسرائيلية. فشخصيات مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين كانا يعتبران هامشيين ومتطرفين، أصبحا اليوم وزيرين في الحكومة الإسرائيلية.
بن غفير، الذي كان عضوًا في حركة "كاخ" المحظورة دوليًا كمنظمة إرهابية، والذي علق صورة باروخ غولدشتاين (منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي) في منزله، أصبح وزيرًا للأمن القومي. أما سموتريتش، الذي دعا علنًا إلى فصل اليهود عن العرب في المستشفيات، فقد أصبح وزيرًا للمالية.
هذا التحول لم يقتصر على هؤلاء فحسب، بل امتد ليشمل شخصيات من الليكود وأحزاب أخرى باتت تتبنى مواقف متطرفة علنًا. فقد أصبح من المقبول في الخطاب السياسي الإسرائيلي الحديث عن "ترانسفير" الفلسطينيين، أو الدعوة إلى ضم الضفة الغربية دون منح الفلسطينيين حقوقًا متساوية، أو وصف المواطنين العرب بأنهم "طابور خامس".
تصريحات كانت تُقال خجلًا أصبحت اليوم شعارًا انتخابيًا
التحول في الخطاب السياسي الإسرائيلي يتجلى بوضوح في التصريحات العلنية للمسؤولين. فما كان يُقال همسًا أو بخجل في الماضي، أصبح اليوم يُصرح به علنًا وبفخر، بل ويُستخدم كشعار انتخابي.
على سبيل المثال، صرح بن غفير في إحدى الحملات الانتخابية: "كان هناك زمن كنا نهمس فيه بأن العرب يجب أن يعودوا إلى بلادهم الأصلية، اليوم نقولها بصوت عالٍ". وفي تصريح آخر قال: "عندما أقول عربي، أقصد من لا يعترف بحق دولة إسرائيل في الوجود".
أما سموتريتش، فقد صرح علنًا بأن "العرب مواطنون في إسرائيل، للأسف"، وأن "بن غوريون لم ينهِ المهمة ولم يطرد كل العرب".
حتى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي كان يحرص في الماضي على تقديم نفسه كمعتدل أمام المجتمع الدولي، أصبح يتبنى خطابًا أكثر تطرفًا. ففي يوم الانتخابات عام 2015، حذر من أن "العرب يتوجهون بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع"، في محاولة واضحة لتخويف الناخبين اليهود.
مسؤولون يعتبرون الترانسفير حلًا علنيًا، دون أن يُدانوا
من أخطر مظاهر تحول الخطاب السياسي الإسرائيلي هو تنامي الدعوات العلنية للترانسفير (الترحيل القسري) للفلسطينيين، دون أن تواجه هذه الدعوات إدانة رسمية أو شعبية واسعة.
فقد صرح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في مناسبات عدة بدعمه لفكرة "الترانسفير الطوعي" للفلسطينيين، وهو مصطلح ملطف للترحيل القسري. وفي أعقاب أحداث أكتوبر 2023، دعا عدد من الوزراء والنواب علنًا إلى تهجير سكان غزة، بل وصل الأمر ببعضهم إلى الدعوة لاستخدام السلاح النووي ضد القطاع.
هذه التصريحات، التي كانت ستثير استنكارًا واسعًا في الماضي، أصبحت اليوم جزءًا من الخطاب السياسي "الطبيعي"، وهو ما يعكس مدى التحول الذي طرأ على المشهد السياسي الإسرائيلي.
إن تحول الخطاب اليميني المتطرف إلى خطاب سائد ومقبول يمثل تهديدًا خطيرًا ليس فقط للفلسطينيين، بل للديمقراطية الإسرائيلية نفسها. فعندما يصبح التحريض على الكراهية والعنصرية جزءًا من الخطاب السياسي المقبول، فإن ذلك يقوض أسس المجتمع الديمقراطي ويفتح الباب أمام انتهاكات أكبر لحقوق الإنسان.



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاملٌ بذاته
- من المنتصر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟
- الرد الإيراني: رمزي ومحسوب
- سيناريوهات الرد على الضربة الأميركية
- قافلة الصمود: بالعبرية .. لا تقتربوا من غزة
- ترامب ونتنياهو: مَن يستخدم مَن؟
- هل صارت إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة؟
- الجريمة تنهش عرب الداخل
- صرخة..
- يوم -القيامة- ..
- المواطن في إسرائيل يدخل كتاب غينيس
- المسيحي الفلسطيني...
- إيران تستعرض... وإسرائيل تنفّذ
- من المسجد الى الكنيست..
- حل الدولتين.. الميت الذي نرفض دفنه
- نشيد الكوفية والشخير الوطني
- ما أشبه اليوم بالأمس..
- إضاءة على التطهير العرقي لعرب الداخل
- إيلون ماسك: عبقري أم مهووس؟
- ترانيم العصائر..


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ناضل حسنين - إسرائيل: العنصرية من الهمس إلى الصراخ