أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ناضل حسنين - ترامب ونتنياهو: مَن يستخدم مَن؟














المزيد.....

ترامب ونتنياهو: مَن يستخدم مَن؟


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8379 - 2025 / 6 / 20 - 23:19
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بين خيار الضربة الوقائية وممر التفاوض الضيق، يقف دونالد ترامب على مفترق طرق لا يحسد عليه، في واحدة من أكثر اللحظات خطورة في الشرق الأوسط. السؤال المطروح اليوم ليس فقط: "هل يتدخل ترامب عسكريًا إلى جانب إسرائيل؟" بل: "من يستدرج الآخر نحو قرارات كبرى؟ ومن يُخفي حساباته تحت الطاولة؟ إسرائيل أم الولايات المتحدة؟"
لقد منح ترامب البنتاغون مهلة أسبوعين ليراجع خياراته: إما ضربة عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، أو مبادرة دبلوماسية إن أبدت طهران استعدادًا لتنازلات. لكن من قال إن الأمر بهذه البساطة؟ "الأسبوعان" ليسا وقتًا للتفكير فقط، بل هما مهلة لتصفية النوايا، وإعادة فرز الحلفاء، وفهم من يجر من، وإلى أين.
من الناحية الشكلية، تبدو تل ابيب في موقع من يناشد واشنطن التدخل. تطلب الدعم، تؤكد أن الضربة التي وجهتها مؤخرًا إلى منشآت إيرانية لم تكن سوى تمهيد، وأن طهران تقترب من امتلاك القنبلة. لكن هل هذا حقًا كل ما في الأمر؟ أم أن تل أبيب، بخبرة عقود في إدارة الأزمات، تحرك المشهد باتجاه يخدم مصالحها العميقة، دون أن تضطر لدفع ثمن الحرب بنفسها؟
في المقابل، ثمة رأي آخر لا يقل وجاهة: ربما الولايات المتحدة هي من تفسح الطريق أمام إسرائيل لتنفّذ ضربات قاسية، لكنها محسوبة، بهدف إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات ضعيفة ومهزوزة. بهذا الشكل، تصبح الحرب ورقة تفاوض، وليست خيارًا نهائيًا.
إسرائيل تحتاج الولايات المتحدة، لا شك في ذلك. لكنها أيضًا تدرك أن كل قنبلة تلقيها على إيران تدفع ترامب إلى الزاوية؛ إن سكت، سيبدو ضعيفًا أمام "حليفته الوحيدة" في المنطقة، وإن دعم، سيجد نفسه على مشارف مواجهة إقليمية لا أحد يضمن نهايتها. فهل تلعب إسرائيل على أعصابه؟
وفي الاتجاه المعاكس، لترامب مصلحة واضحة في بقاء إسرائيل في حالة هجوم: كل صاروخ يطلقه سلاح الجو الاسرائيلي على اهداف في طهران يجعل احتمال العودة إلى الاتفاق النووي أكثر إلحاحًا، ويزيد من الضغط على الأوروبيين والإيرانيين لقبول شروط واشنطن في مفاوضات جديدة، بشروط جديدة، وبرئيس جديد اسمه ترامب. إذاً، من يستخدم من؟ قد يكون الجواب: كلاهما يستخدم الآخر، لكن كل بطريقته.
ترامب نفسه لا يبدو مرتاحًا. في داخله صراع واضح بين شخصيتين: الأولى هي "رجل الحسم" الذي لا يسمح لطهران ببلوغ العتبة النووية، والثانية "رجل الصفقة" الذي يريد انتصارًا دون حرب، يريد مشهدًا يصافح فيه العدو، كما فعل مع كوريا الشمالية، ويخرج أمام الكاميرات كبطلٍ لا يهزم.
لكن اللحظة الحالية أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. في واشنطن، هناك جنرالات يحذرون من تكرار كارثة العراق، ومستشارون جمهوريون يخشون أن تتحول الحرب إلى كرة نار تلتهم ما تبقى من فرصهم في انتخابات الكونغرس المقبلة.
وفي المقابل، ثمة كتلة صقور تحث ترامب على الضرب الآن، باعتبار أن التردد مكلف، وأن إيران لن تتراجع إلا بلغة النار.
أما في الإقليم، فالكل يتوجس. عواصم الخليج ترى في الضربة الأمريكية حلاً ممكناً، لكنها تخشى من نيران الرد الإيراني. لبنان وسوريا والعراق واليمن، كلها جبهات جاهزة للاشتعال إن انطلقت شرارة واسعة. فلا أحد يصدق أن الحرب مع إيران ستكون محدودة، كما يدعي منظرو الضربات الدقيقة.
ثمة شيء يتغير، لكن لا أحد يعرف إن كان هذا التغير سيقود إلى صفقة كبرى، أم إلى خراب طويل الأمد.
في لحظة ما، سيتخذ ترامب قراره. ولكن فلنكن واقعيين: هذا القرار ليس نابعًا فقط من حسابات استراتيجية أو اعتبارات أخلاقية. هو أيضًا قرار انتخابي، وتكتيكي، واستعراضي. والقرار الحقيقي، أيًا كان شكله، سيكون محمّلًا بثقل مزدوج: ثقل إسرائيل التي تعرف كيف توصل رسائلها بصمت، وثقل إيران التي لن تسكت إن شعرت أنها تعرضت للخديعة أو للحصار بلا مخرج.
نحن أمام مشهد فيه قدر هائل من المناورة. إسرائيل تبدو وكأنها تستنجد، لكنها تدير المعركة بهدوء أعصاب لاعب شطرنج محترف. أما ترامب، فيبدو مترددًا، لكنه قد يفاجئنا بقرار يبدّل قواعد اللعبة.
السؤال لم يعد: "هل تتدخل أمريكا؟"، بل: "في أي لحظة، وبأي ثمن، ومن الذي يكتب السيناريو الحقيقي لهذا الفيلم الطويل؟



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل صارت إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة؟
- الجريمة تنهش عرب الداخل
- صرخة..
- يوم -القيامة- ..
- المواطن في إسرائيل يدخل كتاب غينيس
- المسيحي الفلسطيني...
- إيران تستعرض... وإسرائيل تنفّذ
- من المسجد الى الكنيست..
- حل الدولتين.. الميت الذي نرفض دفنه
- نشيد الكوفية والشخير الوطني
- ما أشبه اليوم بالأمس..
- إضاءة على التطهير العرقي لعرب الداخل
- إيلون ماسك: عبقري أم مهووس؟
- ترانيم العصائر..
- حين تكون -اللي- أكثر فصاحة من -الذي-
- مفتاح الشرف تحت الخاصرة
- حكايتي مع المجرمين..
- لا تأكلوا -صديقها-!
- كلمة لا بد منها..
- وهم الخلود: فكرة اخترعناها فحكمتنا


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ناضل حسنين - ترامب ونتنياهو: مَن يستخدم مَن؟