أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - أيمن عودة في مرمى الاغتيال السياسي














المزيد.....

أيمن عودة في مرمى الاغتيال السياسي


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8388 - 2025 / 6 / 29 - 12:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


الحديث عن أيمن عودة اليوم لم يعد مجرد نقاش حول نائب في الكنيست، بل هو اختبار فاضح للديمقراطية الإسرائيلية: هل تحتمل الدولة صوتًا لا يشبه روايتها؟ وهل بقي للمواطن العربي في هذه البلاد ما يكفي من المواطنة ليرفع صوته تحت قبة البرلمان دون أن يُتهم بالخيانة؟
أيمن عودة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ورئيس تحالف الجبهة مع العربية للتغيير ونائب عن هذا التحالف، يتعرض اليوم لأوسع حملة سياسية-قانونية منذ دخوله الكنيست عام 2015، وهي ليست وليدة تصريح عابر، بل تتويج لمسار طويل من التحريض المتراكم، والممنهج، الذي ينظر إلى العرب، لا كخصوم سياسيين، بل كخطر وجودي.
تفجّرت الحملة الأخيرة بعد تصريحات لعودة عند تنفيذ المرحلة الاولى من صفقة التبادل، قال فيها: "إني سعيد لتحرير الأسرى والمختطفين. من هنا علينا تحرير الشعبين من الاحتلال. لأننا جميعًا ولدنا أحرارًا".
رغم أن هذا النوع من التصريحات يبدو معتدلاً، إلا أن الأمر أخذ طابعًا مختلفًا عندما قرأته المنظومة السياسية العنصرية من فم عضو كنيست عربي. وهكذا، تحوّلت التغريدة إلى "مساواة المخربين بضحايا مجزرة 7 أكتوبر"، بحسب الرواية الرسمية.
وبسرعة البرق، قدم عضو الكنيست عن الليكود، أفيخاي بوارون، طلبًا رسميًا إلى لجنة الكنيست لبدء إجراءات إقصاء عودة، مرفقًا بتوقيع 90 نائبًا، بينهم أعضاء من المعارضة – وهو الرقم السحري لبدء سريان المادة 7أ من "القانون الأساسي – الكنيست"، الذي يُستخدم للمرة الأولى بشكل عملي ضد نائب ما زال على مقاعد البرلمان.
القانون الذي يستندون إليه يسمح بإقصاء عضو كنيست إذا "دعم كفاحًا مسلحًا ضد الدولة"، أو "أنكر طابعها اليهودي والديمقراطي"، أو "حرّض على العنصرية". لكن غموض هذا النص هو بالضبط ما يجعله سلاحًا. فمن يحدد معنى "التحريض"؟ ومن يرسم حدود "دعم الإرهاب"؟ القانون هنا ليس حَكمًا، بل سلاح مشهر في وجه خصم مكشوف.
لقد رُفضت قوائم انتخابية عربية في الماضي بذريعة هذا البند، لكنها كانت تُعاد بقرار من المحكمة العليا. أما اليوم، فالمعركة تدور داخل الكنيست نفسه، بأغلبية 90 صوتًا، وفي ظل محكمة باتت تدافع عن نفسها قبل أن تدافع عن أيّ مظلوم.
اللجنة التي تناقش حاليًا طلب الإقصاء، تضم 25 عضوًا. وتشير التقارير إلى انقسام دقيق فيها: 12 مع القرار، و13 بين معارض ومتحفّظ. أي أن المطلوب الآن هو نائب واحد فقط لتغيير النتيجة.
لكن هذا كله لا يهم فعليًا. لأن مجرد وجود 90 توقيعًا على الطلب يعني أن القرار سيمر لاحقًا في الهيئة العامة، حيث لا يُطرح للنقاش بل للتنفيذ. ولهذا فإن التصويت في اللجنة لا يعدو كونه مشهدًا تمهيديًا لمسرحية حُددت نهايتها مسبقًا.
من الناحية الشكلية، يستطيع عودة التوجه إلى المحكمة العليا للطعن بالقرار. ومن الناحية الواقعية، هذا الطريق مسدود. ليس لأن المحكمة لا تملك الصلاحية، بل لأنها فقدت الجرأة.
منذ ثلاث سنوات، تتعرض المحكمة العليا لهجوم سافر من الحكومة واليمين، بذريعة أنها "تحكم بدلًا من البرلمان". ولذلك فإن أي تدخل منها لصالح عودة سيفسر فورًا على أنه تدخل لحماية "من يدعم الإرهاب"، كما سيوفر ذخيرة جديدة لوزير القضاء ياريف ليفين ومشروعه لتقليص سلطات المحكمة.
بكلمات أخرى: المحكمة لن تحمي عودة، لا لأن قضيته ضعيفة، بل لأن الظرف السياسي أضعف من أن يحتمل العدالة.
إذا تم إقصاء عودة، فإن هذا القرار لن يكون ضده وحده، بل ضد كل ناخبيه، وضد كل من تجرأ يومًا على القول إن في هذه البلاد مساحة للعيش المشترك. ستكون رسالة واضحة: "الديمقراطية تنتهي حين تبدأ القومية"، و"المواطنة مشروطة بخنوعك".
وإذا مر القرار دون مقاومة، ودون صدمة، ودون مقاطعة، فإننا أمام سابقة قد تُستنسخ في كل دورة برلمانية ضد أي نائب لا يرضي الإجماع الصهيوني.
في هذا المشهد، لا يكفي الدفاع القانوني. المطلوب موقف. فإقصاء عودة هو بالأساس إقصاء لفكرة وجود تمثيل عربي مستقل، معارض، صريح، في الكنيست.
وإذا لم يكن الرد على هذا القرار سياسيًا ومدويًا – سواء عبر استقالة جماعية، أو تعليق عضوية، أو حتى انسحاب من الكنيست – فسيصبح التطهير البرلماني أمرًا اعتياديًا.
نحن لا نواجه حالة فردية، بل حالة مؤسسة. وبهذا المعنى، فإن السؤال ليس: "هل يُقصى أيمن عودة؟" بل: "هل بقي لنا مكان في برلمان لا يحتمل وجودنا؟"
@@ توضيح الإجراءات الضرورية لإقصاء عضو كنيست وفقا لتعديل القانون من عام 2016:
الخطوة الأولى: تقديم طلب الإقصاء موقع من 70 نائبًا (لقد وقع 90 نائبا).
الخطوة الثانية: تصوت لجنة الكنيست على الطلب. إذا حصل على أغلبية اللجنة (13 من 25)، ينتقل للخطوة التالية.
الخطوة الثالثة: يتم عرض القرار على الهيئة العامة للكنيست للتصويت، وهنا يجب أن يوافق عليه 90 نائبًا على الأقل (من أصل 120) حتى يتم تنفيذه فعليًا (يتوقع ان يصوت لصالح القرار النواب التسعون الموقعون على الطلب الاولي للاقصاء).



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الكنيست إلى الشارع: العنصرية بلا خجل
- إسرائيل: العنصرية من الهمس إلى الصراخ
- كاملٌ بذاته
- من المنتصر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟
- الرد الإيراني: رمزي ومحسوب
- سيناريوهات الرد على الضربة الأميركية
- قافلة الصمود: بالعبرية .. لا تقتربوا من غزة
- ترامب ونتنياهو: مَن يستخدم مَن؟
- هل صارت إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة؟
- الجريمة تنهش عرب الداخل
- صرخة..
- يوم -القيامة- ..
- المواطن في إسرائيل يدخل كتاب غينيس
- المسيحي الفلسطيني...
- إيران تستعرض... وإسرائيل تنفّذ
- من المسجد الى الكنيست..
- حل الدولتين.. الميت الذي نرفض دفنه
- نشيد الكوفية والشخير الوطني
- ما أشبه اليوم بالأمس..
- إضاءة على التطهير العرقي لعرب الداخل


المزيد.....




- بين تحليل صور جوية وتصريحات مشرعين.. ماذا نعلم عن منشآت إيرا ...
- بعد 3 سنوات من إزالته من قائمة المخدرات.. حكومة تايلاند تفرض ...
- غزة: صراع من أجل البقاء ولو إلى حين.. هكذا يُصنع الوقود من ا ...
- قتلى بينهم طيار في أعنف هجوم جوي روسي على أوكرانيا منذ بدء ا ...
- مخيم الهول.. ملجأ يضم عائلات مقاتلي تنظيم الدولة
- 3 دولارات ثمن الحياة.. مغردون: من المسؤول عن فاجعة -شهيدات ل ...
- عرض أميركي يقابله شروط لبنانية.. هل تؤتي زيارة باراك ثمارها؟ ...
- حماس تشترط وترامب يضغط.. هل تقترب صفقة غزة؟
- بولتون يكشف -السبب الحقيقي- الذي ضرب ترامب إيران لأجله
- روسيا تشن -أضخم هجوم جوي- على أوكرانيا


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - أيمن عودة في مرمى الاغتيال السياسي