أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - مآذن الصمت العربي














المزيد.....

مآذن الصمت العربي


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8397 - 2025 / 7 / 8 - 10:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


تتوالى الأيام، وتتوالى معها الأفكار التي لا تصلح للعرض في نشرات الأخبار العربية. أفكار قبيحة، فظيعة، ولكنها – ويا للعار – حقيقية! والسبب؟ مشروع وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ذاك الذي استيقظ من نومه ليقرر إقامة ما سماه "المدينة الإنسانية" فوق ركام رفح، بكل ما في التسمية من تمويه وقلة حياء.
إنها "إنسانية"، كما يزعمون، ستضم 600 ألف فلسطيني في مرحلتها الأولى. يمكن للمرء أن يتخيل خلف كل خيمة لافتة مكتوبًا عليها: "مرحبًا بكم في المعتقل الأكبر برعاية الغرب الحر".
يدخل الإنسان هذه المدينة ولا يخرج منها.. كأنه في فندق من فئة نجمة واحدة بحراسة مشددة ونوافذ مغلقة، والفرق الوحيد أن من يريد "المغادرة" يستطيع ذلك، بشرط ألا يعود أبدًا. انها "الهجرة الطوعية" كما يسمونها. ثم يقهقه كتاب التاريخ وهو يقول: بل هو الترانسفير يا عزيزي، ولكن بنسخة مطوّرة، بغطاء أممي، وبمعزوفة تصويرية حزينة على الربابة العربية.
إسرائيل، في نوبتها الإنسانية المفاجئة، تقول إنها تريد تسهيل توزيع المساعدات. سبحان من غيّر ولا يتغيّر! صار الهدف من المشروع هو توزيع الكرتونة الغذائية على أكبر عدد في أقل مساحة. خذ أيها المحروم بيتًا من نايلون، وبطانية تحمل شعار الأمم المتحدة، وشربة ماء ملوث، وأطلق صيحة: "يحيا الوطن.."
ولكن ما يسحق العقل بحق ليس ما تخطط له إسرائيل، بل ما لا تراه، ولا تريد أن تراه، محطات الأخبار العربية. تلك المحطات التي بدأت تفقد صوتها إن لم تضع في شريطها خبرًا عن أحدث ظهور لمحمد رمضان، أو آخر صورة سيلفي لهيفاء وهبي في مهرجان فني على بعد آلاف الكيلومترات من غزة. غزة؟ من هذه؟ هل شاركت في "ذا فويس"؟ هل ظهرت في مهرجان "كان"؟ لا؟ إذًا لا تستحق فقرة في نشرة الساعة السابعة.
قد يتساءل المرء، كيف يمكن إيقاظ هذا الإعلام العربي من سباته؟ كيف ننتزع عناوين غزة من تحت أرجل راقصات الإنستغرام؟ نعم إليكم الحل!
لن يكون في هذه المدينة "الإنسانية" مساجد! نعم، لا مساجد. لا مئذنة، لا تكبير، لا دعاء في صيف ولا صلاة في زمهرير. فقط خيام، وصراخ أطفال، وجرذان، وأكوام من الجثث الحية، ولكن بلا مسجد.
هنا تكمن الكارثة الحقيقية! كيف يمكن للغزيّ أن يشكر الله على نعمته باللجوء، دون محراب؟ كيف يرفع يديه متضرعًا إن لم يكن له سقف يقف تحته؟
أيها العرب، يا من لزمتم الصمت أمام القتل، والتهجير، والجوع، والعطش، والوباء، والخذلان.. ها قد جاءتكم الفرصة لتقولوا شيئًا، أي شيء، ولو كان: "نطالب بوجود مسجد واحد فقط في المدينة الإنسانية!"
قولوا هذا.. في نشرة الأخبار بين خبرين عن أحوال الطقس ونتائج الدوري. في المدينة الإنسانية، لا توجد حياة، لا توجد كرامة، لا توجد حرية، ولكن فلنطالب بمئذنة.. فقط مئذنة، لعلها توقظ من بهم رُقاد، أو تخجل من بهم بقية من دم.



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا علينا، نحن عرب الداخل، أن نقلق؟
- إسرائيل: صناعة رأي عام خائف ومُدجّن
- تآكل حرية التعبير لدى عرب الداخل
- أيمن عودة في مرمى الاغتيال السياسي
- من الكنيست إلى الشارع: العنصرية بلا خجل
- إسرائيل: العنصرية من الهمس إلى الصراخ
- كاملٌ بذاته
- من المنتصر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟
- الرد الإيراني: رمزي ومحسوب
- سيناريوهات الرد على الضربة الأميركية
- قافلة الصمود: بالعبرية .. لا تقتربوا من غزة
- ترامب ونتنياهو: مَن يستخدم مَن؟
- هل صارت إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة؟
- الجريمة تنهش عرب الداخل
- صرخة..
- يوم -القيامة- ..
- المواطن في إسرائيل يدخل كتاب غينيس
- المسيحي الفلسطيني...
- إيران تستعرض... وإسرائيل تنفّذ
- من المسجد الى الكنيست..


المزيد.....




- كيف تبدو الحياة اليومية في 5 من أكثر دول العالم أماناً؟
- هل اقتربت المواجهة الشاملة بين إسرائيل وإيران؟
- الاحتلال يقصف فريق تأمين المساعدات بدير البلح ومنزلا شمال غر ...
- فرنسا تستدعي السفير الأمريكي بعد اتهامه الحكومة بالتقصير في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي لنتنياهو: صفقة الرهائن جاهزة ويجب اغ ...
- انتحار شرطي إسرائيلي واجه مقاتلي حماس في سديروت
- ارتفاع طلبات الإفلاس الفردي بإسرائيل خلال النصف الأول من 202 ...
- لافروف يتهم الغرب بتعطيل مفاوضات السلام مع أوكرانيا
- مصر.. العثور على جثة جديدة في حادث غرق -أبو تلات-
- تحقيق وتسجيلات كاميرا.. هل مات هالك هوغان مقتولا؟


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - مآذن الصمت العربي