ناضل حسنين
الكاتب الصحفي
(Nadel Hasanain)
الحوار المتمدن-العدد: 8429 - 2025 / 8 / 9 - 13:36
المحور:
القضية الفلسطينية
في تصعيد غير مسبوق للأزمة الإنسانية والسياسية في غزة، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون العسكرية والسياسية (الكابينت) خطة شاملة لاحتلال كامل مدينة غزة، تمتد آثارها بعيدًا عن مجرد عمل عسكري عابر، لتتحول إلى عملية ممنهجة تهدف إلى اقتلاع سكان القطاع وتهجيرهم بشكل كامل ولا رجعة فيه.
تنطلق هذه الخطة بترحيل سكان مدينة غزة قسريًا نحو الجنوب، وحصرهم داخل مناطق نزوح مغلقة تُسمى "المدن الإنسانية"، حيث يخضعون لرقابة وحواجز أمنية مشددة، وتُجرى عمليات فرز وتدقيق دقيقة. يُعتقل من يُدرج على قوائم "المطلوبين" الإسرائيلية، ويُمنع الباقون من العودة إلى مدينتهم بعد الترحيل.
وعقب استكمال عملية الترحيل، لا يبقى في المدينة إلا من تعتبرهم إسرائيل مقاتلين أو مطلوبين، ليصبحوا الهدف المباشر لحملة عسكرية واسعة النطاق تشمل القصف الممنهج للبنية التحتية، وتهدف إلى تسوية المدينة بالأرض، لتصبح غير صالحة للعيش حتى في حال عودة المهجرين مستقبلاً.
هذه الاستراتيجية لا تكتفي فقط بإخراج السكان بل تركز على تدمير كل مقومات الحياة وحرمانهم من أمل العودة، بحيث يصبح القطاع مكانًا خاليًا من أي شكل من أشكال الحياة والحضارة. وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن أكثر من 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات، وأن هذا التهجير قد يقود إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة. كما تحذر منظمات حقوق الإنسان مثل "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" من اعتبار هذا النهج جريمة حرب وفق القانون الدولي.
وفي جانب سياسي خطير، يحاول القرار استخدام الورقة الإنسانية للضغط على حركة حماس، مقدّمًا إياه كآخر فرصة لقبول صفقة تبادل الأسرى، مع تهديد واضح بتصفية القيادات الميدانية في حال الرفض، ما يكشف عن البعد السياسي المعقد وراء القرار العسكري.
في نهاية المطاف، لا يمثل هذا القرار مجرد احتلال عسكري مؤقت، بل يؤشر إلى بداية مرحلة أكثر فتكًا من التهجير والتدمير، تهدف إلى إعادة صياغة الواقع السكاني للقطاع بالقوة وبخطوات ممنهجة ومدروسة، الأمر الذي يستدعي الانتباه والتحذير من تداعيات كارثية إنسانية وسياسية تاريخية.
#ناضل_حسنين (هاشتاغ)
Nadel_Hasanain#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟