خيرالله قاسم المالكي
الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 11:45
المحور:
الادب والفن
فِي نَارِ المَعَارِكِ،
وَمُوضعي يَكُونُ مَسْجِدِي،
أَبْتَدِئُ فِيهِ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ،
وَأَخْتِمُ صَمْتِي بِآيَةِ الكُرْسِيِّ.
أُهْمِلُ آيَاتِ الِارْتِبَاكِ،
حَيْثُ ذَاكِرَتِي تَسْلُكُ طَرِيقًا مُبْهَمًا
مِثْلَ خَطِّ المَدَارِ،
طَرَفَاهُ بَعِيدَانِ،
وَبَيْنَهُمَا مَسَافَاتٌ مَخْبُوءَةٌ،
وَدِمَاءٌ مُؤَجَّلَةٌ،
وَإِشْرَاقَةُ شَمْسٍ
تَشْرُقُ هُنَا وَهِيَ مُنْطَفِئَةٌ هُنَاكَ،
كَمَا هُوَ مَرْسُومٌ فِي خَرَائِطِ النِّسْيَانِ،
وَفِي ثُقُوبِ الذَّاكِرَةِ،
وَفَتْحَاتِ الجِدَارِ.
غَيْرَ أَنَّ البَعِيدَ
أَرْخَى عَبَثَهُ فِي الجِدَارِ،
فَبَقِيَ شَاخِصَيْنِ لَا يَلْتَقِيَانِ:
الدَّمُ، وَالشَّهَادَةُ، وَالِاحْتِضَارُ.
وَلَا يَلْتَئِمُونَ
إِلَّا بِحَضْرَةِ مَوْلُودٍ بِكْرٍ،
يُتْقِنُ قِرَاءَةَ الذِّكْرِ،
وَيَسْتَهِلُّ الوُجُودَ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ،
ثُمَّ يَتْرُكُ لَنَا مَا بَيْنَهُمَا:
آيَاتِ الانتِظَارِ،
آيَاتِ الصَّبْرِ،
آيَاتِ الفِدَاءِ.
الجِدَارُ لَا يَصْمُتُ،
إِنَّهُ مِرْآةُ زَمَنٍ مَكْسُورٍ،
تَنْعَكِسُ عَلَيْهِ صُوَرٌ لَمْ تُولَدْ بَعْدُ،
أُمٌّ تُنَادِي ابْنَهَا،
طِفْلٌ يَشْهَقُ بِالحَجَرِ،
شَهِيدٌ يَبْتَسِمُ مِنْ وَرَاءِ الغيَابِ.
فِي نَارِ المَعَارِكِ،
لَا أَمْلِكُ غَيْرَ أَنْ أَفْتَحَ فَمِي لِلتَّرْتِيلِ،
كَأَنَّ الصَّوْتَ دِرْعٌ،
وَكَأَنَّ الصَّمْتَ سَيْفٌ،
وَكَأَنَّنِي أُعِيدُ بِنَاءَ العَالَمِ
مِنْ فَتْحَةِ جِدَارٍ،
وَمِنْ دَمْعَةِ شَهِيدٍ،
وَمِنْ مَوْلُودٍ جَدِيدٍ
يُتْقِنُ — دُونَ أَنْ يَتَلَعْثَمَ —
قِرَاءَةَ فَاتِحَةِ الحَيَاةِ.
:
"المَعَارِكُ تَنْطَفِئُ... لِيَبْقَى صَوْتُ المَوْلُودِ يُتْقِنُ الذِّكْرَ."
#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟