خيرالله قاسم المالكي
الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 15:00
المحور:
الادب والفن
صحا عند الفجر فوجدَ رجليه ملتفتين إلى الخلف،
مقيّدتين في فسحةٍ ضيقةٍ لا تتّسعُ حتى للهروب.
أراد الصراخَ، لكنْ:
مَنْ سيسمعُ صوتَ أخرسَ في عالمٍ لا يحوي سوى أصدائه؟
كان عليه أن يسيرَ عكسَ اتجاه الريح،
عكسَ تيارِ الزمنِ الذي يجرفه كغصْنٍ مكسور.
وفي الأفق، رأى أقفاصًا تتحرّك نحوه ببطءٍ:
قضبانٌ تتحوّل إلى سلاسل،
وسلاسلُ إلى سياطٍ تلعقُ ظهرَهُ بلعابِ النحاس.
في الليل، ينامُ:
- ورجلاهُ تُحاكيانِ حركةَ عقربِ الساعة.
- وأوجاعُه تُنْبتُ جسورًا في أحلامه،
جسورًا يعجزُ عن عبورها.
حتى صمتهُ صارَ سجّانًا:
يُراقبُهُ من زاويةِ الغرفة،
ويُمسكُ مفاتيحَ الأبوابِ التي لمْ تُفتحْ قطُّ.
كلّما حاولَ الهروبَ إلى الأمام،
جرّتهُ قدماهُ إلى الوراء،
كأنما التاريخُ عقربُ ساعةٍ
يلعقُ جراحَهُ بلعابِ الزمن.
#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟