أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - حامد الضبياني: شاعر وفيلسوف الكلمة العربية المعاصرة بقلم فرحان سليم العبيدي














المزيد.....

حامد الضبياني: شاعر وفيلسوف الكلمة العربية المعاصرة بقلم فرحان سليم العبيدي


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 09:22
المحور: قضايا ثقافية
    


في عالمٍ تتلاشى فيه الكلمات وسط صخب الإعلام السريع وتشتت الأحداث اليومية، يبرز صوت نادر، صوت يحمل في طياته عمق التجربة الإنسانية وفلسفة الوجود، صوت الشاعر العراقي حامد الضبياني، الذي استطاع أن يجعل من الكلمة مساحة للتأمل والحياة، ومن الشعر وسيلة لفهم الذات والعالم. الضبياني ليس مجرد شاعر أو صحفي، بل هو مفكرٌ يجمع بين الحس الشعري العميق والفكر الفلسفي الحاد، ليقدم للأدب العربي تجربة متفردة تمزج بين وجدان الإنسان وهمومه الوجودية وبين ثقافته وهويته العميقة.في نصوصه، تتحرك الكلمات ليس كأوصاف سطحية، بل ككائنات حية تعكس صراع الروح مع الزمن والمكان، والغربة مع الهوية والانتماء. ففي قصيدته "وطن يبيع ملامحي"، نجد رماد الغيم يحلم بأن يكون مطرًا، ونجد المدينة التي تنهار وتبقى تلوح في الذاكرة كحلم مؤجل، يصعب الوصول إليه. هذا النص، مثل الكثير من نصوصه، يقدم الكلمة كوجود وكأداة مقاومة، حيث يمكن للشعر أن يصبح وسيلة لفهم الذات ومقاومة الواقع المرير، ليس عبر الانفعال المباشر، بل عبر تأملات وجودية عميقة تصيغ الألم والأمل معًا.حامد الضبياني يرى أن الأدب العربي المعاصر بحاجة إلى الوعي الفلسفي والتمسك بالعمق الفكري، فهو ينظر إلى الكلمة على أنها ليست مجرد أداة للتسلية أو الزينة، بل هي قوة فكرية حية قادرة على التغيير ومواجهة الظلم والتعسف، وقادرة على استدعاء الذاكرة الجمعية للمجتمع العربي عبر ما تحمله من رموز وصور ودلالات. في مقاله "حين يغيب العقل عن السرد"، يحذر من غياب الفلسفة عن النصوص الأدبية، ويعتبر أن ذلك يؤدي إلى فقدان الأدب قدرته على التحليل والتفسير، وفقدان القدرة على التمرد الفكري، مما يجعله عاجزًا عن تقديم رؤية صادقة عن المجتمع والإنسان.في أعماله، يظهر الحنين إلى الهوية العراقية والعربية، والمدن التي شهدت التاريخ والفقد، الخراب والغربة، لكن الضبياني لا يكتفي بوصف الواقع المؤلم، بل يحوله إلى تجربة وجدانية وفلسفية، تجعل القارئ يعيش كل لحظة كما لو كان حاضرًا، وتجعله يشعر أن الشعر ليس ترفًا، بل وسيلة لفهم التاريخ والإنسان والوجود نفسه. هنا يصبح الشعر مقاومة، والكلمة وسيلة للحياة والوعي والفكر.الضبياني لم يجعل من تجربته الأدبية مجرد سرد لأحداث أو مشاعر شخصية، بل جعلها مرآة للمجتمع، أداة لتوثيق الألم والأمل، للبحث عن الذات وسط الخراب، ولإعادة بناء الهوية المفقودة. إنه شاعر وفيلسوف معا، يعيد للأدب العربي أصالته الفكرية، ويمنحه بعدًا فلسفيًا معاصرًا يجعل الكلمة قادرة على الصمود وسط صخب العالم وصراعاته.إن قراءة أعمال حامد الضبياني ليست مجرد قراءة شعرية، بل هي رحلة في أعماق الإنسان العربي المعاصر، رحلة تعلمنا كيف يمكن للكلمة أن تبقى رفيعة وصادقة ومؤثرة، وكيف يمكن للشعر أن يكون مرآة للحياة والوعي والفكر، وكيف يمكن للفكر الأدبي أن يكون وسيلة لفهم العالم والوجود بطريقة أعمق وأكثر صدقًا. دراسة أعماله هي فرصة لفهم الأدب العربي المعاصر في بعده الفكري والإنساني، واكتشاف فلسفة الكلمة في زمن تتراجع فيه الحقيقة أحيانًا أمام ضجيج الأخبار والصور السريعة.حامد الضبياني، بهذا الجمع بين الشعر والفلسفة والحس النقدي، يمثل صوتًا فريدًا يستحق أن يُقرأ ويُدرس، ليس فقط لعشاق الشعر، بل لكل من يسعى إلى فهم العمق الإنساني العربي، وإلى إدراك كيف يمكن للكلمة أن تكون حية، كيف يمكن للشعر أن يكون أداة للتأمل والفهم والتغيير، وكيف يمكن للثقافة والأدب أن يرفعا الكلمة إلى مستوى القداسة، في زمن يزداد فيه الضباب حول الحقيقة والمعنى.



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوتار بابل ونايات الرافدين: الموسيقى في الحضارة العراقية وأص ...
- ميلاد النور
- الضبياني… مراثي الطاعة وأغاني الحرية
- اتركوا بهرز لأهلها
- أول من نطق العربية: بين الأسطورة والتاريخ
- حين تُصبح السيولة سراباً.. المتقاعد بين جدار الجوع وجدار الس ...
- على رصيف الانتظار
- على سُلَّم العشق
- أنا لا أرى غيرَك
- عندما تبتلع الرمالُ أقدام الممالك
- وعد الحُلم
- الهويدر.. أغنية القدّاح على ضفاف ديالى
- -قلب الأنقاض الذي يتنفس-
- فقاعات الزمن: المدينة التي تسبح في الخيال
- كنفاس الشوق في منفى الروح
- نشيد الشوق
- الأمة بين سيف الغزاة وخيانة الأقرب -
- فضل شاكر.. العائد من غياب الحنين
- صباحُكِ ريما
- -ريما.. سفر العاشقين-


المزيد.....




- دب أسود يهاجم رجلًا في أركنساس .. وخبير: سلوك نادر وغير طبيع ...
- شاهد لحظات وداع أرماني.. الآلاف يصطفون لتأبينه في ميلانو
- شواطئ مغلقة وبحر جائع: لماذا يبتلع بحر الإسكندرية ضيوفه كل ص ...
- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا بتغيير تسمية وزارة الدفاع إلى وزارة ...
- فرنسا: تحمل جنسية غرينادا ودرست في دبي.. طفلة بعمر 9 سنوات ت ...
- كيليان مبابي يسير بثبات نحو -لقب- أفضل هداف في تاريخ المنتخب ...
- باسل رمسيس من أسطول الصمود: هذه رسائلنا للعالم عن غزة
- إعلام إسرائيلي: الأعمال المعادية لنا في العالم تحوّلت لأمر ا ...
- دراسة: إزالة الغابات خفضت هطول الأمطار بنسبة 75% بمنطقة الأم ...
- موجة الحر عام 2023 قلصت امتصاص المحيطات للكربون بنسبة 10%


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - حامد الضبياني: شاعر وفيلسوف الكلمة العربية المعاصرة بقلم فرحان سليم العبيدي