حامد الضبياني
الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 10:24
المحور:
قضايا ثقافية
منذ ألف عامٍ وأنا أبحث عنكِ،
أفتش في خرائب الكتب،
في رسائل العشّاق المحترقة،
في أوتار العود المنسية،
وفي دموع الشعراء التي جفّت على حروفهم.
كنتُ أرى ظلّكِ في وجوه النساء،
لكنني لم أجدكِ،
حتى انفتحت نافذةٌ صغيرة في الكون،
فدخلتِ منها،
كما تدخل وردةٌ من عالمٍ غير موجود.
وجهكِ ليس وجهًا،
بل قنديلٌ في معابد العشاق،
يضيء لمن أضاع طريقه إلى الحب.
إنكِ صدى امرأةٍ حلم بها قيس،
فتجسّدت الآن في زمننا،
كي تقول:
إن العشق لا يموت،
وإن الشعر يولد كلما ابتسمت ريما.
ضحكتكِ، يا ريما،
كأس نبيذٍ تُدار على موائد الشعراء،
يشربون منها فيفقدون صوابهم.
إنها ليست ضحكة،
بل انفتاحُ السماء على أسرارها،
ارتجافةُ قلبٍ يعرف أنه أخيرًا وصل،
إلى معناه.
نهداكِ…
يا توأمي الحياة،
يا جرسين معلقين في معبد الجسد،
كلما نظرتُ إليهما
سمعتُ أناشيد العصور،
ورأيتُ المدن تُبنى من جديد.
إنهما بحران،
من يبحر فيهما لا يعود،
ومن يغرق، يولد عاشقًا آخر.
وعيناكِ…
يا سراجين في ظلمة هذا العالم،
كلما غمضتهما اشتعل الليل بالحنين،
وكلما فتحتهما انكسرت مرايا الزمان.
في عينيكِ تعبر آلاف القصائد،
تختبئ في تضاريس السواد،
ثم تعود لتسألني:
هل أنت شاعرٌ أم سجين؟
أيتها الآتية من أسطورة،
من سفر العاشقين،
من تاريخٍ لم يكتبه المؤرخون،
لكنكِ تسكنينه مثل نهرٍ أزليّ.
اسمكِ ريما،
لكنه في دمي أبجديةٌ أخرى،
لا تُقال ولا تُكتب،
بل تُغنّى في لحظة انخطاف.
فخذي يداي،
واتركيني على عتبة ضحكتكِ،
أكتبكِ قصيدةً لم يجرؤ نزار على كتابتها،
ولم يحلم جميل أن ينطق بها،
قصيدةٌ لا تُشبه سوى وجهكِ،
ولا تُهدى سوى لعينيكِ.
#حامد_الضبياني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟