أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - الغزو بالصناديق أم بالصوارم؟ حينما يتحول الإعلامي إلى -طبّال-!














المزيد.....

الغزو بالصناديق أم بالصوارم؟ حينما يتحول الإعلامي إلى -طبّال-!


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8445 - 2025 / 8 / 25 - 18:28
المحور: قضايا ثقافية
    


من أين خرجت تلك الكلمة الثقيلة، التي ما كان ينبغي لها أن تتدحرج على ألسنة المرشحين كما يتدحرج حجر في وادٍ ضيق؟ "نغزو كل مناطق ديالى"... هكذا، ببرودة لغوية وبسذاجة خطاب، وكأن ديالى أرض بلا أهل، بلا تاريخ، بلا وجوه مشرقة حملت أثقال الحروب والخراب ثم عادت لتزرع قمحها من جديد. يا سيدي المرشح، خانك الوهم كثيرًا، وأخطأت في التعبير أكثر مما تحتمل سيرة سياسيّ يريد أن يُقنع الناس لا أن يُرعبهم.
أيها "القائد الانتخابي"، الانتخابات ليست معركة سيوف ولا اقتحام حصون، بل هي "غرفة اقتراع" هادئة، ورقة صغيرة يضعها المواطن في الصندوق لتصبح صوته، قناعته، حريته. لكنك استبدلت القناعة بالغزو، واستبدلت الصوت بالسيف، والديمقراطية بالدكتاتورية. فهل هذا انزلاق لغوي بريء؟ أم هو اللسان الذي فضح العقل وما يختبئ فيه من شهوة استحواذ لا تعرف إلا الغزو والسطوة؟
ثم أين إعلاميوك؟ أين "المستشارون" الذين يفترض بهم أن يزنوا المفردة قبل أن تخرج كالسهم الطائش لتصيبك قبل أن تصيب خصمك؟ لكنهم – ويا للمفارقة – مجرد طراطير، يجيدون فن التصفيق أكثر مما يجيدون فن التفكير، يتقنون التملق أكثر مما يتقنون النقد البنّاء. كل مهمتهم أن يهتفوا: "أحسنت"، حتى لو كنت قد نطقت بكلمة تجعل الجماهير تنقلب عليك كما ينقلب البحر على قبطان لا يعرف اتجاه الرياح.
إن الكلمة يا سيدي المرشح ليست "غزوة"، وليست "سبيًا" ولا "فتوحات"، بل هي أداة وعي، أداة إقناع، أداة سلام. وأنت حولتها إلى معركة دم، كأنك تُخاطب شعبًا من "الغنائم" لا شعبًا من الناخبين. كيف تريد أن تصنع سلامًا بصناديق الاقتراع وأنت تبدأها بمنطق السيف؟ وكيف تريد أن تقنع الناس أن ديمقراطيتك نزيهة وأنت تنطق بلسان الغازي لا بلسان المواطن؟
لقد آن للكادر الإعلامي – هذا القطيع المصفق – أن يدرك أن دوره ليس أن يُشبه نفسه بمكبر الصوت يردد ما يقوله "القائد"، بل أن يرشده، أن ينبهه، أن ينقذه من نفسه قبل أن يهلكه خطأ لفظي يطيح بآمال حملته. ولكنهم لا يفعلون؛ لأنهم – ببساطة – لا يعرفون سوى التزلف، لا يفكرون، لا يُراجعون، لا يُجادلون، بل يملأون القاعات بالتصفيق أجوف كبراميل فارغة.
فإلى كل من يظن أن الديمقراطية هي غزو، نقول: لقد انتهى زمن السيوف، وانتهى زمن الإمبراطوريات التي كانت تُبنى على الدماء. نحن في زمن آخر، زمن تُبنى فيه الدول على ورقة وصندوق، على قناعة وحرية، لا على وهم الغزو ومغامرات العسكر.
أيها المرشح، راجع قاموسك قبل أن تراجع جمهورك. واحذر أن تتحول كلماتك إلى سهام تعود لتغرس في صدرك. فالجماهير لم تعد قطيعًا كما تتصور، بل شعب يقرأ، ويفكر، ويضحك ساخرًا حين يسمعك تتحدث عن "غزو انتخابي".
فاحذر... فإن أخطر ما يواجهك ليس خصمك السياسي، بل كلمة طائشة من لسانك، وصفقة رخيصة من إعلاميك "الطراطير".



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلبل الدراما العراقية: شذى سالم بين الحضور والضمور..
- عبثُ الكراسي وضياعُ الوطن
- على حافة القيامة: الحرب المؤجلة بين أمريكا وإيران
- المقاهي الشعبية المصرية… أرشيف الأرواح وذاكرة الحكايات
- العراق والمخدِّرات بعد 2003: اقتصاد الظلّ الذي يلتهم المجتمع
- لهيب العِشْق
- لعنة الذيول-
- حين تنكسر الموازين وتتعثر الأرض بخطى السياسة
- أنفاسكِ سَكني
- في قلب الجرح والحب
- -ريما حمزة... عندما تعزف القصيدة وتكتب الموسيقى-
- حين يُحاصَر الفن في وطن المواهب
- بان زياد… حين يختنق الحق بين أضلاع البصرة
- ما بين قلبي وعيناكي
- من المعلقات إلى المكتبات: رحلة خالد اليوسف في سطور الوطن
- غزال الروح
- ماريا تيريزا ليوزو… سيدة الحرف المترف بين زيتون كالابريا وعب ...
- يا غيمةً
- -العراق.. وطنٌ يضيء بالوعود وينطفئ بالابتسامات-
- الذين يريدون أن يفاوضوا ملك الموت


المزيد.....




- من بينها -سفينة السلحفاة-.. ما الهدايا التي منحها رئيس كوريا ...
- سوريا: الشرع يستقبل وفدًا أميركيًا رفيع المستوى بالتزامن مع ...
- ترمب قد يزور الصين العام الحالي
- حكومة فرنسا تواجه خطر الانهيار الشهر المقبل
- كندا: نشعر بالفزع من القصف الإسرائيلي على مستشفى في غزة
- لأول مرة في العالم.. زراعة رئة خنزير في جسد إنسان
- مفاوضات شائكة بين دمشق وتل أبيب.. ترتيبات أمنية على الطاولة ...
- القبض على شخص أمام البيت الأبيض لإحراقه العلم الأمريكي بعد ت ...
- ترمب: تحدثت مع بوتين لكنه يواصل إلقاء القنابل
- تعمل في صمت وهذه مهامها.. وحدات الظل الأكثر غموضا في العالم ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - الغزو بالصناديق أم بالصوارم؟ حينما يتحول الإعلامي إلى -طبّال-!