أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - ماريا تيريزا ليوزو… سيدة الحرف المترف بين زيتون كالابريا وعبق روما















المزيد.....

ماريا تيريزا ليوزو… سيدة الحرف المترف بين زيتون كالابريا وعبق روما


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8434 - 2025 / 8 / 14 - 00:38
المحور: قضايا ثقافية
    


في الجنوب الإيطالي، حيث تنحني الشمس لتقبل وجه البحر، وحيث تلتف أشجار الزيتون على الحقول كأساور من ذهب أخضر، وُلدت روحٌ تعرف كيف تُهندس الجمال وتزرعه في قلوب العابرين. هناك، في ساليني دي مونتيبيلو يونيكو، خرجت ماريا تيريزا ليوزو إلى الدنيا، لا تحمل صرخة الميلاد فقط، بل تحمل معها بذرة كلمة ستكبر لتصبح غابة من الحروف العابقة بالحب والسلام.منذ أن خطت خطواتها الأولى في ريدجو كالابريا، المدينة التي تشكل الضفة الأخرى لمضيق مسينة، وجدت نفسها في حضن التاريخ، بين آثار الإغريق وصوت البحر وأصوات الباعة في الأسواق القديمة، وبين حقول الحمضيات التي يفوح منها عطر البرغموت، ذلك العطر الذي لا ينمو إلا هنا، كما لا تنمو موهبتها إلا في تربة من الوفاء والصدق والنقاء.ماريا ليست كاتبة عابرة في سجل الأدب، إنها سيدة الحرف المترف، التي تعرف أن الكتابة مسؤولية قبل أن تكون موهبة، وأن الكلمة حين تكون صادقة تصبح نافذة تطل على النور. كانت ولا تزال تؤمن أن الأدب لا يزدهر بالكذب والزيف والنفاق، بل بالحب، والجمال، والسلام، والصفاء. ولهذا، جاءت سيرتها أشبه بجدول ماءٍ نقي، ينحدر من أعالي الجبال ليزرع الخصب في سهول القلوب.
هي شاعرة، وأديبة، وصحفية، وناقدة فنية، ومترجمة، وفيلسوفة، وأستاذة جامعية، ورئيسة لجمعية الأوبرا الدرامية، وصاحبة مجلة "الإلهام" التي تحولت بفضلها إلى منبرٍ عالمي للأدب الراقي. وفي رصيدها أكثر من عشرين كتابًا، تتراوح بين الشعر والفكر والنقد، كل واحد منها يحمل بصمتها الفريدة، ويشبه حجرًا كريمًا صُقل بعناية ليزين تاج المكتبة الإنسانية.
في قصائدها، تتمازج روائح الزيتون مع قداح الحوامض، وتطل نافذة الحرف على شرفات روما وفلورنسا والبندقية، حيث التاريخ يلبس ثوب الفخامة، وحيث الجمال يتكلم اللغة الإيطالية بلكنات العصور. كتبت "الجذور" لتبحث عن معنى الانتماء، و"النفس" لتستكشف أعماق الروح، و"اللانهائي" لتفتح نافذة على الأبد، و"ظل الأم الجائع" لتجعل الحنان قصيدة، و"مطر الزمرد الأخضر" ليكون الغيث في صحراء القسوة.
لم تكتف ماريا تيريزا بأن تكتب لنفسها، بل مدت يدها لترجمة أصوات الشعراء والأدباء من أنحاء العالم، وجعلت الإيطالية جسرًا يصل قلوب القراء بلغات الأرض. ترجمت أعمالها إلى أكثر من عشرين لغة، وانتشرت في قارات الأرض الخمس، حتى صارت تعرف في المغرب كما تعرف في اليابان، وفي العراق كما تعرف في المكسيك.
هي أشبه بسفيرة غير متوجة للأدب، تمثل في حضورها روح إيطاليا العريقة، حيث تمتزج حضارة روما بفلسفة أثينا، وتستريح الحروف على مائدة مليئة بخبز الريف وزيت الزيتون والنبيذ المعتّق. وفي الوقت ذاته، هي روح إنسانية حرة، تؤمن أن الكلمة قادرة على أن تكون وردة في يد محارب، ونغمة في قلب صامت، وضوءًا في آخر النفق.ماريا تيريزا ليوزو ليست مجرد اسم، بل زمنٌ من الضوء، وعطرٌ من البرغموت، وظلٌ ممتد بين الماضي والحاضر. سيرتها درس في أن الجمال ليس ترفًا، بل هو ضرورة للحياة، وأن الأديب الحق هو الذي لا يكتب ليجامل السلطة أو يبيع الأوهام، بل ليزرع شجرة صدق في أرض منهكة.ومن يعرف ماريا، يعرف أن الحرف حين يسكن قلبًا محبًا، يصير حياة كاملة. إنها تكتب لتمنحنا استراحة من ضجيج العالم، وتدعونا إلى ركن هادئ، حيث يمكننا أن نستمع لنبض الورق، ونشم رائحة الكلمات، ونستعيد إيماننا بأن الأدب ما زال قادرًا على أن يكون جنة صغيرة وسط هذه الفوضى.

Maria Teresa Liuzzo… Signora della parola sontuosa tra gli ulivi di Calabria e il profumo di Roma
Hamed Al-Dhabyani
Nel sud d’Italia, dove il sole si china per baciare il volto del mare e dove gli ulivi avvolgono i campi come bracciali d’oro verde, è nata un’anima che sa come architettare la bellezza e seminarla nei cuori dei passanti. Lì, a Saline di Montebello Jonico, venne alla luce Maria Teresa Liuzzo, portando con sé non solo il grido della nascita, ma anche il seme di una parola destinata a crescere fino a diventare una foresta di lettere intrise di amore e pace.
Fin dai suoi primi passi a Reggio Calabria, città che forma l’altra sponda dello Stretto di Messina, si è ritrovata tra le braccia della storia, tra le vestigia della Magna Grecia, il canto del mare e le voci dei venditori nei mercati antichi, tra i campi di agrumi impregnati del profumo del bergamotto — aroma che cresce solo qui — così come il suo talento non poteva germogliare se non in un terreno di lealtà, sincerità e purezza.
Maria non è una scrittrice passeggera nei registri della letteratura: è la signora della parola sontuosa, colei che sa che la scrittura è una responsabilità prima di essere un talento, e che la parola, quando è sincera, diventa una finestra aperta sulla luce. Ha sempre creduto, e continua a credere, che la letteratura non fiorisce con la menzogna, la falsità o l’ipocrisia, ma con l’amore, la bellezza, la pace e la limpidezza. Per questo, la sua vita somiglia a un ruscello d’acqua pura che scende dalle montagne alte per fecondare le pianure dei cuori.
È poetessa, scrittrice, giornalista, critica d’arte, traduttrice, filosofa, docente universitaria, presidente dell’Associazione dell’Opera Drammatica, e fondatrice della rivista “L’Ispirazione”, che grazie a lei è divenuta un tributo mondiale alla letteratura raffinata. Nel suo patrimonio letterario brillano oltre venti opere, tra poesia, pensiero e critica, ognuna recante la sua impronta unica, simile a una gemma preziosa levigata con cura per ornare la corona della biblioteca umana.
Nei suoi versi si mescolano il profumo degli ulivi e i fiori degli agrumi, e la finestra della parola si apre sui balconi di Roma, Firenze e Venezia, dove la storia indossa l’abito della magnificenza e la bellezza parla la lingua italiana con accenti dei secoli. Ha scritto Le radici per cercare il senso dell’appartenenza, L’anima per esplorare le profondità dello spirito, L’infinito per aprire una finestra sull’eterno, L’ombra della madre affamata per trasformare la tenerezza in poesia, e La pioggia di smeraldo verde per essere pioggia in un deserto di durezza.
Maria Teresa non si è-limit-ata a scrivere per se stessa, ma ha teso la mano per tradurre le voci di poeti e scrittori da tutto il mondo, facendo dell’italiano un ponte che unisce i cuori dei lettori nelle lingue della terra. Le sue opere sono state tradotte in più di venti lingue e diffuse nei cinque continenti, fino a farla conoscere in Marocco come in Giappone, in Iraq come in Messico.
È come un’ambasciatrice non incoronata della letteratura, incarnando nel suo essere lo spirito dell’Italia antica, dove la civiltà di Roma si fonde con la filosofia di Atene, e le parole riposano su una tavola imbandita di pane contadino, olio d’oliva e vino invecchiato. Allo stesso tempo, è un’anima libera, convinta che la parola possa essere un fiore nella mano di un guerriero, una melodia nel cuore silenzioso e una luce in fondo al tunnel.
Maria Teresa Liuzzo non è solo un nome: è un tempo di luce, un profumo di bergamotto, un’ombra che si stende tra passato e presente. La sua storia è una lezione sul fatto che la bellezza non è un lusso, ma una necessità della vita, e che il vero scrittore non scrive per adulare il potere o vendere illusioni, ma per piantare un albero di verità in una terra stanca.
Chi conosce Maria sa che quando la parola abita un cuore amante, diventa vita intera. Scrive per offrirci una pausa dal frastuono del mondo, per invitarci in un angolo tranquillo dove possiamo ascoltare il battito della carta, respirare il profumo delle parole e ritrovare la fede che la letteratura possa ancora essere un piccolo paradiso in mezzo a questo caos.



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا غيمةً
- -العراق.. وطنٌ يضيء بالوعود وينطفئ بالابتسامات-
- الذين يريدون أن يفاوضوا ملك الموت
- -لظى الشوق في غيابك-
- حين تنام القصيدة ويصحو الخراب… قراءة في نص «وطنٌ يبيع ملامحي ...
- تاريخ العقول الممنوعة — حين يصبح الفكر تهمة أكبر من الخيانة
- الكتب غير المقروءة… مقابر فاخرة للحبر
- حين تتقاتل الظلال على جدار التاريخ
- -لم يكن الوطن بيتًا مشتركًا، بل مائدة حصرية، جلس عليها من ظن ...
- -على هامش الحضيض... حين يتقوّأ السفهُ على القامات-
- كنت أحبها... وما زلت
- بغداد... حين كانت العرش والسيف والمحراب والقصيدة ...
- عبد السادة البصري... شاعرٌ نَزَفَ الجنوبُ بين حروفه .حين تصب ...
- -الدم الذي يقطر من سبحات الزيف-
- -القصة القصيرة جدًّا... أو كيف تقتل الأدب بسطرين!-
- حين يغيب العقل عن السرد: هل انتهت الفلسفة من الرواية العربية ...
- -جرذان الذهب.. وشيب العراق المنسيّ-
- موطئ القدم الناعم: خطر العمالة الأجنبية حين تستحيل أقليةً مط ...
- العراق والكويت: ملحمة السقوط العربي في حضرة التحالف الغادر
- ياسين غالب.. طائر الحرية الذي حطّ في هلسنكي


المزيد.....




- قبل قمة ترامب وبوتين.. زيلينسكي يطرح 5 مبادئ لـ-مفاوضات السل ...
- الكأس السوبر الأوروبية: باريس سان جرمان يحرز اللقب بفوزه على ...
- نتنياهو ينكر مجددًا وجود مجاعة في غزة.. وحماس تدعو إلى -مسير ...
- غرامة بـ110 آلاف دولار لسائق ملياردير في سويسرا.. ما السبب؟ ...
- خلال استقباله لاريجاني.. رئيس وزراء لبنان يوجه -رسائل حازمة- ...
- رئيس أركان إسرائيل من جنوب لبنان: غيّرنا الواقع الأمني
- محادثات في برلين تسبق قمة ترامب وبوتين بألاسكا
- غياب الأغلبية في الكنيست يؤجّل التصويت على تمديد أوامر استدع ...
- رسالة “الجمل” لشباب الجامعة العمالية: قاوموا اليأس ودافعوا ع ...
- -تعاون في حدود السيادة-.. قراءة في زيارة لاريجاني إلى لبنان ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - ماريا تيريزا ليوزو… سيدة الحرف المترف بين زيتون كالابريا وعبق روما